كشف نقيب المقرئين المصريين الشيخ أبو العينين شعيشع عن مساعي لإعادة المرأة كقارئة للقرآن الكريم بالإذاعة المصرية، حيث لا توجد أصوات نسائية تعمل في تلاوة القرآن، رغم أن ذلك كان موجودًا قبل 50 عامًا كما يؤكد. وقال في تصريحات ل "المصريون" إنه قبل أكثر من 50 عامًا وفي الوقت الذي كان فيه محرّمًا على المرأة التعليم والعمل خرجت أخريات للعمل بالإذاعة المصرية كمقرئات للقرآن الكريم، لكن دون سابق إنذار اختفت هذه الأصوات من ديارنا وإذاعتنا. وتابع: أنا أعمل جاهدا لعودة المرأة كمقرئة بالإذاعة المصرية وإذاعة القرآن الكريم، وقد بدأت منذ سنوات البحث عن مقرئات، وسمعت عن بعض الأصوات الجيدة بالأقاليم، وسافرت للبحث عنهن إلا أنني لم أجد أيًا منهن. واستطرد قائلا: لقد كانت التجارب النسائية بهذا المجال جديرة بالتكرار وكانت تجارب ناجحة أقبل على سماعهن الجمهور، مؤكدًا أنه يسعى لإعادة الكرّة مرة أخرى، "فأنا سأعمل على تدريبهن وإدخالهن الإذاعة شريطة أن يتمتعن بجمال الصوت، فأنا أومن أن لدينا أصوات جميلة تستحق الاستماع وهي بالفعل ثراء لدولة القراءة". وأشار إلى العديد من الأصوات النسائية التي كانت تتلو القرآن الكريم بالإذاعة، أمثال الشيخة منيرة عبده والشيخة كريمة العدلية والشيخة نبوية النحاس والتي تعد من أفضل المقرئات اللاتي ظهرن في الإذاعة المصرية، إلا أنه تم منعها من التلاوة بالإذاعة في أيامها الأخيرة. ورغم عمل المرأة كمذيعة بإذاعة القرآن الكريم إلا أنه لم يعد لها وجود كقارئة بالإذاعة المصرية في الوقت الراهن، وهو أمر لا يعرف أسبابه، بينما يرجعه البعض إلى الحكم بأن صوت المرأة عورة وبالتالي لا يجوز أن تعمل كقارئة للقرآن. لكن الشيخ شعيشع يؤكد أن الإذاعة المصرية لن تمانع بوجود صوت نسائي يتلو القرآن كما لن تمانع المؤسسات الدينية، ويرى أن مقولة صوت المرأة عورة خرجت بعد الحرب العالمية الثانية من علماء وصفهم ب "المتشددين" في بلاد عربية كانت تمنع أي صوت نسائي، ثم خرجت دول أخرى تمنع إذاعة صوت المقرئات وفقا لهذه الفتوى. وأيد الشيخ صبري عدوي من هيئة علماء الإفتاء بدار الإفتاء المصرية عمل المرأة كقارئة للقرآن، قائلاً إن الإسلام أباح للمرأة العمل في كل شيء عدا القضاء والولاية، مضيفا أن المرأة المسلمة على مر التاريخ تولت العديد من المناصب وشاركت في الحروب الإسلامية، وطالما قرأت المرأة القرآن الكريم بصوت ليس فيه إغراء أو غناء يثير المشاعر والشهوات فهو جائز شرعا، واصفا القول بأن صوت المرأة عورة بأنها "فتوى متشددة" وليست حديثا نبويا كما يعتقد البعض. وأشار أن فقه المذاهب الأربعة لم يخرج بتحريم صوت قراءة القرآن للمرأة فليس من العدل والإنصاف إقصاء النساء عن قراءة القرآن للعامة، وأضاف بأن المؤسسة الدينية ترحب بإجراء الشيخ أبو العينين شعيشع لأنه اجتهاد لا يضر بالإسلام، مشيرا إلى الحديث النبوي "خذوا عن هذه الحميراء نصف دينكم"، وكان النبي يقصد السيد عائشة أم المؤمنين التي روت 10 آلاف حديث ورد في الصحاح.