قرر مجلس إدارة «غناء القلم»، برئاسة د. منى حلمى عقد اجتماع طارئ، وعاجل، وعلى غير العادة. وكان الهدف من ذلك الاجتماع، الاستثنائى، هو وضع استراتيجية فى بدايات 2010 تحل مشكلة «الاشتباك» غير الصحى بين النساء والرجال، إلى الأبد. ولسنا- بالطبع- فى حاجة، للتأكيد على أن «الوطن» فى احتياج كبير، وسريع، لوضع قرارات تريح غالبية الوطن من النساء، والرجال، ولن يهمنا «القلة»، المتفرنجة، غربية التوجه، عديمة الدين، التى ستعارض، تلك الاستراتيجية. ولن نبالى، بالمعارضة، والهجوم، والشتائم، والاتهامات، التى تحفظها جيداً، وتكررها، تلك «الأقلية» من نساء، ورجال هذا الوطن، المسلم، المجيد، المتشبث بدينه وإسلامه، وموروثاته الدينية تشبثاً يُحسد عليه. تلك «القلة»، التى تعوق استراتيجيتنا لعام 2010 وإلى ما لا نهاية، مرة باسم العلمانية.. مرة باسم فصل الدين عن الدولة.. مرة باسم الليبرالية.. مرة باسم حقوق الإنسان.. وحقوق القوارير.. ومرة باسم المجتمع المدنى.. ومرة باسم الأطفال غير الشرعيين.. ومرة باسم التنوير. بعدما قرأنا، فى الجرائد، والمجلات، عن الفكرة المقترحة، لتخصيص «تاكسى حريمى».. لا تقوده إلا امرأة، ولا تركبه، إلا الفتيات، والنساء، ويميزه، لون معين، حتى لا يتلخبط الرجال، ونحن مجتمع نهتم جداً بأن نريح الرجال، ويزعجنا أن يتلخبطوا، وننتزع حقوق الرجال، ونحقق لهم ما يطلبون، وما يشتهون.. هم الذكور القوّامون، على النصف الآخر من البشر.. أليس كذلك؟! واللى مش عاجبه.. أو اللى مش عاجبها، تشرب من البحر. بعد «التاكسى الحريمى» المقترح، الذى يفصل بين النساء والرجال فى الشوارع.فقد قرر مجلس إدارة «غناء القلم»، ما يلى، ليكون له السبق والريادة، فى بناء «الجدار الفولاذى»، بين النساء والرجال إلى الأبد.. ويعيش الوطن الذكورى مرتاح البال. 1- يتم تصنيع أغذية ومأكولات ومشروبات تأكلها، وتشربها النساء فقط، مثلاً صناعة لبن خالٍ من الذكورة.. أو صناعة لبن زبادى منزوع الذكورة.. أو مثلاً بن محوج تحويجة نسائية.. وبن آخر تحويجته رجالية، وهكذا فى كل بنود الاتفاق. 2- يتم بناء، أو تحويل الموجود حالياً من جميع المصالح الحكومية، والمنشآت، والمدارس، والفنادق، والمحلات، والحدائق، والجامعات، ودور عرض للسينما، وأماكن العمل، ومركبات المترو، والمعاهد، والأوتوبيسات، والتوك توك، وأماكن الترفيه، جميعها، تخصص للنساء فقط، أسوة بالتاكسى الحريمى، وباللون نفسه. 3- يتم بناء مساكن وبيوت، لا يسكنها إلا الفتيات، والنساء. 4- تقام أندية رياضية تقتصر عضويتها على النساء دون غيرهن. 5- تطوير الإعلام والفنون، والثقافة بكل أشكالها، وصورها.. راديو.. تليفزيون.. قنوات أرضية وفضائية، ومسارح، ومعارض فن تشكيلى، ودار أوبرا، ومهرجانات للسينما، ومهرجانات للأدب بكل فروعه «رواية، وقصة، وشعرا»، وجميع أنواع الأمسيات الثقافية، والاحتفاليات، والأعياد، بحيث يحظر الدخول لها إلا للنساء. 6- الشوارع من الضرورى والمهم جداً، فى هذه الاستراتيجية الرائدة، أن تقسم، بحيث يكون للنساء، شوارع، وحوارى، وطرق، وحفر، ومطبات، ومقالب قمامة، وأسلاك عارية، وتصدعات أرضية، خاصة بهن وحدهن. 7- تقام مقابر نسائية، فى منطقة نسائية، نائية، تتخصص فى دفن الموتى من النساء فقط. 8- وهذا يستلزم، وجود حانوتية من النساء المدربات على هذا العمل الجليل، من تغسيل، وتكفين، ورعاية، للجثث الأنثوية. ما كل هذا المجهود؟! وما كل هذه التقسيمات، والعزلة بين النساء، والرجال، فى الوطن؟! الحل الأسهل، والذى يوفر الجهد، والوقت، هو أن تخصص «محافظات» تعيش فيها النساء فقط، و«محافظات» يعيش فيها الرجال فقط. ألا توجد بلاد فى هذا العالم، تقسم الوطن، لأعراق، وأديان، ومذاهب، وطوائف، لتعيش فى أقسام، وأجزاء محددة، من البلد نفسه؟! نحن سوف نقيم جداراً فولاذياً، نوعياً، دون تعب، بين نصفى البشرية، على أساس بيولوجى. «شمال» الوطن للنساء.. «جنوب» الوطن للرجال.. ونخلص بقى. ويمكن الاحتفاظ، بمحافظة استثنائية تسمح بتواجد الجنسين.. ولكن بعد التصاريح المطلوبة.. وطلبات الكشف الطبى.. واختبارات الدم، واستيفاء جميع الأوراق والدمغات الحكومية، التى تدل على موافقة، تواجد الجنسين، فى «المحافظة» الاستثنائية. فى البداية، قد يكون هناك، عدم اعتياد على الوضع، ولكن بعد وقت قصير، سوف تسافر الزوجة، من «الإسكندرية» مثلاً إلى زوجها فى «سوهاج»، بمنتهى السهولة، والألفة.. حيث يلتقيان فى «المحافظة» الاستثنائية، ثم يرجع كل منهما إلى محافظته.. مقر إقامته. - من بستان قصائدى «مات» مَنْ كان يمدح رذائلى، وعيوبى، وتناقضاتى وتركنى لمَنْ يذم نبل فضائلى.. ومعدنى الكريم وسمو اشتياقاتى