القوم الذين انتشوا بنشر آخر صورة لوزير التعليم قبل التقاعد وهو يحقن بحقنة ضد أنفلونزا الخنزير مشمراً ذراعه اليسري للممرضة وجالسا في وضع استسلام تام للقدر.. لابد أن يسألوا أنفسهم: تساوي إيه الحقنة دي جنب الحقنة التي أخذها التلاميذ وأهلوهم والمدرسون طوال عهد يسري الجمل في الوزارة؟ هؤلاء القوم لايقرأون الصورة بوضوح: فالرجل فعل ما فعل بالتعليم وتم تكريمه بمصل واق من الإصابة بفيروس (HINI)، بينما الذين في المدارس لا يجدون التعليم القائم علي منهج علمي يتناسب والتطورات السريعة في العالم.. بل لايجدون حتي المدرس المتفرغ للشرح في الفصول بعد أن صار المعلم مجرد موظف في بيوت الطلبة وقاعات الدروس الخاصة. أربع سنوات هي التي فصلت ما بين اليمين الدستورية التي أداها يسري الجمل لحظة توليه الوزارة في 31 ديسمبر2005 وبين حقنه بحقنة (HINI) في 3 يناير2010 وهي نفس السنوات الأربع التي تم فيها تجريف التعليم والتلاميذ والمعلمين معا في خبطة واحدة وبدون رحمة بداية من هجرة التلاميذ الجماعية من مدارسهم وانتقالهم إلي (مولات) الدروس الخاصة.. مرورا بذلك الكادر (الهزؤ) الذي يساوي بين الطالب الفاشل والمدرس الأفشل.. ثم تسرب أسئلة الثانوية العامة والمناقصة العجيبة التي أعلنتها الوزارة وتدعو فيها جميع دور النشر المحلية والعالمية لصناعة الكتاب المدرسي تأليفا وطبعا وتوريدا!! وقبل أن تسأل نفسك وتسألني: هو ليه دكتور يسري الجمل كده؟ عليك أن تقرأ معي فقره واحده من آخر تصريحاته قبل التقاعد: إن تحديث منظومة التعليم الثانوي بشقيه العام والفني يهدف إلي تمكين الطلاب خلال هذه المرحلة من المهارات والمعارف والقدرات العلمية والعملية من خلال التعليم مدي الحياة بما يستهدف تحقيق انسيابية ربط التعليم الثانوي بنوعية التعليم الأساسي وخلق جذع مشترك بين التعليم العام والتعليم الفني من خلال تحديث مناهج التعليم الثانوي بنوعيه وصولا إلي منهج يرتكز علي التعليم النشط والتقويم الشامل الذي سيعيد الدور التربوي للمدرسة! لو فهمت حاجة من الكلام السابق للوزير السابق ابقي قابلني. لكن السؤال الأهم: كيف ستعاد الحياة لمنظومة التعليم - الله يرحمها بقي - في مصر؟ وماذا ستفعل الدولة للتلاميذ الذين راحوا يدعون الله طمعا في كرمه مرددين: تعليمنا عليك يا رب