كتب - أحمد زغلول اغتصب أموال البنوك ومؤسسات الدولة.. ومع ذلك استطاع أن ينتزع حكما دوليا ضد الحكومة حصل بموجبه علي تعويض ب 47 مليون دولار! دائما يتغني بالوطنية.. وفي الوقت نفسه لا يجد غضاضة في أن يشارك مؤسسات إسرائيل في مشروعاته أو أن يكون في جيبه أكثر من جواز سفر لإثبات جنسياته المتعددة.. إنه وجيه سياج، وبالأحري وجيه إيلي جورج سياج أو كما تم تسجيل اسمه في بعض المحاضر وجيه إيلاي جورج سياج. وجيه الذي ولد عام 1962 لأب يقال إنه من أصل لبناني وأم ذات أصول إيطالية أصبح من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل نظرا لتاريخه الحافل بالمخالفات التي بدأت في التفاقم والطفو علي السطح بعد موت والده عام .1987 وكان إيلي جورج سياج الأب يمتلك شركات المؤسسة الكيماوية وسياج للكيماويات وماتريكس للصباغة، بينما فضل وجيه مجال السياحة ودخله من خلال شركته الاستشارات السياحية وإدارة الفنادق سياج، إضافة إلي فندق سياج بيراميدز الكائن بمنطقة الهرم. وفي عام 1922 أسس سياج شركة سياج طابا وحصل خلالها من الحكومة علي مساحة 650 ألف متر مربع بمنطقة طابا بسعر جنيه ونصف الجنيه للمتر، وذلك لإنشاء منتجع سياحي حدد في مخطط إنشائه إقامة صالة كبري للقمار، هذا المشروع كان بداية لإسقاط قناع الوطنية الذي كان وجيه سياج يتخفي خلفه طيلة سنوات عمره، فقد كان دائما يقول إن عمه كان أول الشهداء المسيحيين في حرب ,1956 إلا أن ما فعله في هذا المشروع يهدم أية ادعاءات بالوطنية، حيث قرر مشاركة شركة سياحية إسرائيلية وهي لومير هولدنج وذلك في عام ,1994 وهو ما جعل الحكومة تقرر وقتها سحب الأرض منه بعدها بعام. -- لم تنته المشكلة بقرار الحكومة، حيث استمرت نزاعات قضائية بين الجانبين حتي جاء عام 2001 الذي أصدر فيه ممدوح البلتاجي وزير السياحة قرارا بفسخ العقد مع وجيه سياج بشكل نهائي لأنه خالف البند العاشر من عقده الذي ينص علي عدم التصرف في كل أو جزء من الأرض إلا بموافقة هيئة التنمية السياحية، كما خالف القانون المصري رقم 11 لسنة 1945 الذي يقصر تملك العقارات بأي طريق في مناطق الحدود المصرية علي المصريين حفاظا علي الأمن القومي. الغريب في مشروع منتجع طابا أن وجيه سياج حصل علي قرض من البنك العقاري العربي لإقامة بعض الإنشاءات في المشروع وبعدها رفض رد هذا القرض للبنك وتملص منه بشكل نهائي وكانت قيمة القرض وقتها 10 ملايين جنيه تضخم ليصل إلي 6,48 مليون جنيه بسبب الفوائد وغرامات التأخير التي تم احتسابها عبر سنوات طويلة، في الوقت الذي حصل فيه البنك العقاري علي عقد رهن للمباني التي تم إنشاؤها في طابا عام ,1997 وهو ما يؤكد حق البنك وأن سياج يهوي التلاعب بالمال العام! أما الأمر الأغرب فهو أن سياج حينما أقام دعوي أمام مركز التحكيم الدولي أكسيد التابع للبنك الدولي ليطالب الحكومة بتعويض عن سحبها أرض طابا فإنه استغل في الدعوي جزئية أنه حصل علي قرض من البنك العقاري لإقامة بعض الإنشاءات في المشروع حتي يثبت أنه كان جادا في المشروع وتكبد خسائر نتيجة سحب الأرض. ولم يكن تهرب وجيه سياج من دفع المستحقات التي عليه للبنك العقاري العربي هي السابقة الأولي له في التهرب من البنوك، بل إن بعض المصادر تؤكد أن والده إيلي جورج سياج تمت إحالته إلي النائب العام؛ لأنه تهرب من رد أحد القروض التي حصل عليها لشركاته، أي أن التهرب بالوراثة إلا أن الوالد كان ملتزما نوعا ما، وبعد أن مات في عام 1987 بدأت تلال الديون تتراكم دون أن يعبأ وجيه سياج بذلك، وكأنه لم يحصل عليها، ومن أكبر المديونيات التي يتهرب منها وجيه مديونية لبنك التنمية الصناعية، والأخري للبنك العربي الأفريقي الدولي، وحجم مديونيات البنكين علي سياج يتجاوز ال 630 مليون جنيه، وهذه المديونيات بموجب رهن علي فندق سياج أرضا ومباني. -- وجيه لم يتهرب من دفع مديونياته للبنوك فقط، بل كان غريبا في تصرفاته لدرجة أنه تهرب من دفع 32 ألفا قيمة لحوم ودواجن وروزبيف حصل عليها من شركة الحرمين للتجارة، والأمر الذي يزيد الدهشة أن هذه المديونية هي السبب في أن يتم إشهار إفلاس وجيه سياج، حيث توجه صاحب الشركة ومديرها ويدعي عبدالرحمن سيد يوسف برفع دعوي حملت رقم 3621 لسنة 511 قضائية لإشهار إفلاس سياج حتي يحصل علي مستحقاته التي يرفض وجيه دفعها وبناء علي هذه الدعوي أصدرت محكمة استئناف القاهرة الدائرة 26 تجاري برئاسة القاضي برهان توحيد أمر الله رئيس المحكمة حكما بإشهار إفلاس سياج. وعلي أثر الحكم بإشهار إفلاس سياج سارعت البنوك والجهات الدائنة لسياج للتداخل في التفليسة حتي تحصل علي حقوقها هي الأخري، وقد تداخل في التفليسة البنك العربي الأفريقي وبنك التنمية الصناعية والعمال والبنك العقاري العربي وبنك كريدي أجريكول وبنك مصر وضرائب الهرم، إضافة إلي ميناء القاهرة الجوي الذي تهرب سياج من سداد مستحقاته التي تبلغ 54 ألفا، وكانت بموجب 5 شيكات، ولتبلغ بذلك قيمة المديونيات التي تطارد سياج حوالي المليار جنيه! وبالرغم من كل هذه المديونيات وتلال المخالفات التي ارتكبها، إلا أنه استطاع هزيمة الحكومة أمام مركز التحكيم الدولي وتم الحكم له في قضية أرض طابا في مطلع يونيو الماضي بتعويض قيمته 133 مليون دولار 745 مليون جنيه في القضية التي رفعها ضد الحكومة في الخامس من أغسطس ,2005 وذلك بسبب استهانة الحكومة بالقضية وبالرغم من أنها قدمت طعنا لإيقاف قرارات قضائية بالحجز علي أموال بنوك مصرية في لندن وباريس حصل عليها سياج وحتي يتم إعادة النظر في القضية إلا أنها عادت وأبرمت معه صلحا منذ شهر ونصف الشهر ليحصل بموجب هذا الصلح علي 74 مليون دولار. وبدوره لم يقم سياج بإيداع الأموال التي حصل عليها ضمن أموال التفليسة، وهو ما جعل بنك التنمية الصناعية، يرفع دعوي للنائب العام يتهم فيها وجيه باختلاس أموال التفليسة، والأدهي من ذلك أن خلافات نشبت بينه وبين المحامين الذين ترافعوا لصالحه أمام مركز التحكيم وذلك لأنه رفض دفع مستحقاتهم بعد أن تصالح مع الحكومة وحصل علي التعويض. -- ولوجيه ثلاثة إخوة هم مني ورامي وناجي الذي توفي ويرثه أبناؤه كانديس وكلاوة، ومني وقد توفي ناجي الذي يمتلك شركة للأدوية في حادث سيارة منذ عامين تقريبا، أما رامي فهو شريك لوجيه في النشاط السياحي ولا يختلف عنه في المخالفات، ويحمل وجيه الجنسية الإيطالية واللبنانية وكان يستعين بجواز سفر إيطالي أمام جهات التحقيق. وتنتظر البنوك والجهات الدائنة لسياج يوم 24 يناير المقبل، حيث ستنظر محكمة جنوبالجيزة في بيع الفندق الذي يمتلكه، إضافة إلي الحجز علي أمواله وذلك لسداد مديونياته التي تهرب من دفعها.