حينما تمر أمامى مشاهد فيلم عام 2009 سواء المشاهد التى سمحت بها الرقابة.. أو تلك التى حذفت حفاظاً على انتمائنا الوطنى، ودفاعاً عن شرفنا الوطنى.. وحرصاً على أخلاقنا الوطنية، وحماية لعفتنا الوطنية.. لا أجد لقطة واحدة تعبر عن شىء حقيقى، يستهوينى ويروى عطشى المزمن، للعدل والصدق والتحرر. أكرر استعادة شريط .2009 أطلق تركيزى إلى آخر مدى.. أستعرض المشاهد من أول البداية حتى ظهور كلمة النهاية على شاشة الزمن الوطنى. لا أجد لقطة واحدة تستحق أن يجمدها التاريخ، قائلاً: هذا شىء يدعو إلى الزهو الوطنى، ويدل على وطن حقاً يشتهى التغيير الحقيقى، وسئم من السيناريوهات الوطنية الماضية. أنا لست من النوع المتشائم، ولست من النوع المتفائل، بل إننى، أعتقد أن التشاؤم والتفاؤل، يقومان ب خداع البشر، وتصنيفهم، بشكل ساذج، على مر الأزمنة. أنا لا أومن ب كلمة تفاؤل.. ولا أومن ب كلمة تشاؤم.. ليس لهما معنى. أنا أومن بالجهد والعمل الجاد والمثابرة ومبادئ العدالة والحرية، التى يجب أن أراها متحققة على أرض الواقع الوطنى. كان الفيلم الوطنى 2009ممتلئاً بالخطابة، ومواعظ المشاهدة الرشيدة.. وشعارات تيبست، مبروزة، ملصقة على الحائط.. وكلام يعانى من التليفالوطنى.. ومبادئ مصابة بالهشاشة الوطنية. دفعت ثمن تذكرة الدخول إلى الفيلم الوطنى 2009 وخرجت، أشعر أننى لابد أن أسترد ما دفعته من دار عرض السينما الوطنية. خرجت، أتساءل الكثير والعديد من الأسئلة الوطنية. كل تساؤلاتى الوطنية، تدور حول الفيلم الوطنى.. .2010 هل سيكون نسخة وطنية مكررة، من الفيلم الوطنى 2009؟ إذا كان الأمر ليس إلا تنويعة وطنية أخرى على اللحن الوطنى ذاته، فمن الأفضل ألا نتكلم عن التقدم الوطنى، والنهضة الوطنية.. والعدالة الوطنية.. والحرية الوطنية. أعتقد أن الحالة الوطنية، فى كل المجالات الوطنية لا تسمح، بإعادة مشهد واحد أو تكرار لقطة واحدة من سيناريو .2009 تحتاج المرحلة الوطنية الآنية، إلى إنتاج فيلم وطنى 2010 جديد، ومختلف، وصادم، وجاد، وعنده استقامة وطنية.. ونقاء وطنى وشجاعة وطنية.. ودراما قوية وطنية. إن كتابة السيناريو، ليست سهلة. وتزداد الصعوبة إذا كنا نكتب السيناريو الوطنى ول سنة وطنية جديدة. مَنْ سيقوم ب كتابة سيناريو 2010؟ وهل ستكون الكتابة الوطنية، فى هذه الحالة الوطنية، فردية، أم جماعية؟ على مَنْ ، سوف توزع الأدوار الوطنية؟ مَنْ هو المصور، والمخرج؟ من يضع الموسيقى التصويرية (إيقاع إنجاز الأولويات الوطنية)؟ من سيقوم بالمونتاج؟ كيف سيتم اختيار الفريق الوطنى، المشترك فى الفيلم الوطنى 2010 من بدايته، حتى نهايته، وفى جميع تفاصيله الوطنية؟ وهل ستكون هناك رقابة وطنية، على الفيلم الوطنى 2010 حفاظاً على انتمائنا الوطنى.. ودفاعاً عن شرفنا الوطنى، وحرصاً على أخلاقنا الوطنية، وحماية ل عفتنا الوطنية؟ من بستان قصائدى الشبورة السوداء تقتلنا الشبورة البيضاء تقتلنا والدفاع كله عن الشبورة وليس عنا.