البيت الأبيض: المبعوث الأمريكي الخاص أموس هوكشتاين يزور إسرائيل اليوم    نتائج مزوّرة، حزب زوما يطعن بانتخابات جنوب أفريقيا    وقوع 4 هزات أرضية في جورجيا في يوم واحد    إطلاق قنابل ضوئية في أجواء المناطق الشمالية الغربية بقطاع غزة    الرابعة خلال ساعات، وفاة حاج مصري من الشرقية أثناء تأدية المناسك، وابنته تنعيه بكلمات مؤثرة    متى ينتهي وقت ذبح الأضحية.. مركز الأزهر للفتوى يوضح    مدفعية الجيش الإسرائيلي تستهدف بلدة "عيترون" جنوب لبنان    استشهاد 3 فلسطينيين جراء قصف إسرائيلي على غزة    حلو الكلام.. يقول وداع    "تهنئة صلاح وظهور لاعبي بيراميدز".. كيف احتفل نجوم الكرة بعيد الأضحى؟    حقيقة عودة كهربا إلى الدوري السعودي    يورو 2024 - دي بروين: بلجيكا جاهزة لتحقيق شيء جيد.. وهذه حالتي بعد الإصابة    مدرج اليورو.. إطلالة قوية لجماهير الدنمارك.. حضور هولندي كبير.. ومساندة إنجليزية غير مسبوقة    انخفاض درجات الحرارة.. الأرصاد تكشف حال. الطقس خلال أيام العيد    جثة مذبوحة وسط الطريق تثير ذعر أهالي البدرشين    زيجته الثانية أشعلت غضبهم.. الأبناء وأمهم يحرقون مسكن والدهم في الوراق    لجنة الحكام تُعلن عن طاقم تحكيم مباراة الزمالك والمصري البورسعيدي    عبير صبري: شقيقتي مروة «توأم روحي» و«لسه بتاخد مني عيدية.. فلوس ولبس وكل حاجة»    تشكيل منتخب النمسا المتوقع أمام فرنسا في أمم أوروبا 2024    الصحة تُوجه نصائح مهمة للعائدين من الحج.. ماذا قالت؟    إدمان المخدرات بين الهدف والوسيلة    الكنيسة الكاثوليكية تختتم اليوم الأول من المؤتمر التكويني الإيبارشي الخامس.. صور    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن فى ثانى أيام العيد الإثنين 17 يونيو 2024    صفارات الإنذار تدوى فى كيبوتس نيريم بغلاف قطاع غزة    محافظ جنوب سيناء يشهد احتفال أول أيام عيد الأضحى بالممشى السياحى بشرم الشيخ    حظك اليوم برج الجوزاء الاثنين 17-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    هل تتمتع الحيوانات بالوعي؟ كيف تغير الأبحاث الجديدة المفاهيم    عيد الأضحى: لماذا يُضحى بالحيوانات في الدين؟    فوائد إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية فوق أسطح المباني.. تقلل انبعاثات الكربون    في ثاني أيام العيد.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الإثنين 17 يونيو 2024    أجهزة مراقبة نسبة السكر في الدم الجديدة.. ماذا نعرف عنها؟    كيف يمكن التعامل مع موجات الحر المتكررة؟    القافلة الطبية «راعي مصر» تصل القنطرة شرق بالإسماعيلية    لم يتحمل فراق زوجته.. مدير الأبنية التعليمية بالشيخ زايد ينهي حياته (تفاصيل)    العيد تحول لمأتم، مصرع أب ونجله صعقا بالكهرباء ببنى سويف    إيرادات حديقة الحيوان بالشرقية في أول أيام عيد الأضحى المبارك    بيلينجهام رجل مباراة إنجلترا وصربيا في يورو 2024    إيلون ماسك يبدي إعجابه بسيارة شرطة دبي الكهربائية الجديدة    موعد مباراة إنجلترا والدنمارك في يورو 2024.. والقنوات الناقلة    ممثل مصري يشارك في مسلسل إسرائيلي.. ونقابة الممثلين تعلق    وفاة الحاج الثالث من بورسعيد خلال فريضة الحج    وفاة خامس حالة من حجاج الفيوم أثناء طواف الإفاضة    هل يجوز بيع لحوم الأضحية.. الإفتاء توضح    عاجل.. موعد اجتماع لجنة تسعير المواد البترولية لتحديد أسعار البنزين والسولار    الأنبا ماركوس يدشن كنيسة ويطيب رفات الشهيد أبسخيرون بدمياط    المحامين تزف بشرى سارة لأعضائها بمناسبة عيد الأضحى    خفر السواحل التركي يضبط 139 مهاجرا غير نظامي غربي البلاد    زيلينسكي يدعو لعقد قمة ثانية حول السلام في أوكرانيا    متى آخر يوم للذبح في عيد الأضحى؟    أجواء رائعة على الممشى السياحى بكورنيش بنى سويف فى أول أيام العيد.. فيديو    بعد كسر ماسورة، الدفع ب9 سيارات كسح لشفط المياه بمنطقة فريال بأسيوط    ماذا يحدث في أيام التشريق ثاني أيام العيد وما هو التكبير المقيّد؟    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج جورجيا بتجارة القاهرة    محد لطفي: "ولاد رزق 3" سينما جديدة.. وبتطمئن بالعمل مع طارق العريان| خاص    فلسطينيون يحتفلون بعيد الأضحى في شمال سيناء    حصاد أنشطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في أسبوع    منافذ التموين تواصل صرف سلع المقررات في أول أيام عيد الأضحى    بالسيلفي.. المواطنون يحتفلون بعيد الأضحى عقب الانتهاء من الصلاة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رجل الأعمال.. نجيب ساويرس.. لعنة السياسة أصابت الثروة!
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 26 - 12 - 2009

إذا كانت ضربتان فى الرأس مؤلمتين - كما يقول المثل الشعبى - فكيف يكون الحال إذا كانت الضربتان متتاليتين لا يفصل بينهما سوى أيام.. والخسارة فيهما تعنى ملايين من الدولارات، حيث رفض العام الحالى الرحيل دون فتح ملفات معلقة منذ عدة أعوام لاتخاذ قرار بشأنها وتحميله دون خيار منه نتيجة مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر فى تصفيات كأس العالم.
وهكذا تكثفت الأضواء على الشخصية المثيرة للجدل فى الأحوال العادية، ووجد الرجل نفسه محاطا بالكثير من النقاش والاحتدامات فى وسائل الإعلام وعلى شبكة الإنترنت ما بين مؤيد لموقفه الرافض لبيع نصيبه فى شركة موبينيل للشركة الفرنسية، وبين معارض له يتهمه بالمتاجرة بالوطنية لتشبيه موقفه بموقف محمد أبو سويلم فى رائعة عبدالرحمن الشرقاوى الأرض خاصة مشهد السحل وتمسكه بأرضه حتى الموت، ولكن كان هناك إجماع على التعاطف معه فى حادثة الجزائر.
وتتفق شخصية نجيب وحياته الصاخبة مع خصائص برجه الجوزاء، وهى الازدواجية ما بين العند والتأقلم مع جميع المستويات والأجواء، وهذا ما ظهر جليا فى تعامله مع الحدثين الأهم بالنسبة له فى عام 2009 سواء فى قضية موبينيل أو أحداث الجزائر، ولنبدأ بالحدث الأقدم زمنا بعض الشىء فقد وضعته الظروف فى موقف الضحية فى شهر نوفمبر الماضى نتيجة هجوم المتعصبين الجزائريين على مقر شركته جيزى للاتصالات وتدميره وحرق الملفات المهمة للعملاء وسرقة 08 ألف جهاز محمول وتحطيم 01 مراكز ومحلات للشركة، وبالتالى تدمير البنية التحتية للشركة حتى لا تقوم لها قائمة بعد ذلك، ولم يكن نجيب قد حصر خسائره المادية والتى قدرها مبدئيا بحوالى 5 ملايين دولار ليفاجأ برد فعل الحكومة الجزائرية ومطالبتها له بضرائب متأخرة وغرامات عن أعوام 2007 ,2006 ,2005 ليصل المبلغ إلى 6,596 مليون دولار، واستبدل ساويرس لهجة التهدئة التى اتبعها أثناء الأزمة برد فعل ليكشف أن الجزائر تدعى تحقيق شركته أرباحا تزيد بنحو ٪45 على الأرقام الحقيقية، كما أنها تفرض ضرائب على سنوات الإعفاء الضريبى، وهى عاما 2005 و2006 والنصف الأول من عام ,2007 وبدأ فى كشف الحرب الشرسة التى يخوضها لإجباره على ترك الجزائر معلنا عدم بيعه للشركة التى تبلغ استثماراتها 4 مليارات جنيه ويشترك بها 16 مليون مواطن ويعمل بها 4 آلاف جزائرى، وهو ما ركزت عليه حملته لتوعية الجمهور الجزائرى بإبراز هوية الشركة الوطنية حتى لا تتعرض للمزيد من الخسائر وتقدم بتظلم إلى مصلحة الضرائب هناك وسعى لإعادة العمل بالشركة كما كان.
صفقة العمر
أما الصفقة الحائرة بينه وبين فرانس تيليكوم والتى تخص شركة موبينيل فيعتبرها نجيب صفقة عمره التى لن يتخلى عنها فهى أول مشروعاته فى مجال الاتصالات منذ عام ,1998 وكانت السبب فى اقتحامه هذا المجال فى دول أخرى مثل باكستان والعراق وبنجلاديش ولا ينكر نجيب أنه تعلم من الفرنسيين فى هذا المجال، ولكنه لم يكن يتخيل صدور قرار هيئة الرقابة المالية الموحدة، ولذلك كان تشبيهه المثير الخاص بتمسكه بالشركة ووصفه لها بأنها بدايته وحياته .
وقد بدأ الخلاف بين الشركتين عام 2007 عندما أراد ساويرس الاحتفاظ بالأرباح لتطوير الشركة حتى تستطيع الصمود أمام الشبكة الثالثة التى كانت مطروحة حينئذ للتنفيذ، فيما أصرت الشركة الفرنسية على تحويل الأرباح لسيولة فلجأ نجيب إلى التحكيم الذى أصدر حكما بشراء الشركة الفرنسية لحصة نجيب بالسعر المرتفع الذى تقدمت به نفس الشركة (273 جنيها)، واطمأن ساويرس إلى موقف هيئة الرقابة فى مصر ومطالبتها للشركة الفرنسية بشراء كامل حصة الأقلية فى الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول، وهى الشركة المتداولة فى البورصة ونصيب أوراسكوم فيها 20٪ والأسهم المتداولة29 %، فى حين أن نصيب شركة موبينيل (وهى الشركة محل النزاع ويبلغ نصيب نجيب بها 75,28 ٪ ونصيب الشركة الفرنسية 26,71 ٪ وغير متداولة فى البورصة) 51 %، وحتى تستطيع الشركة الفرنسية الاستحواذ على موبينيل كان لابد من شراء 100 ٪ من الشركة المصرية لخدمات المحمول، وبذلك توقع ساويرس عدم اكتمال الصفقة نظرا لظروف الأزمة المالية العالمية وتأثيراتها على الشركة الفرنسية والتى أعلنت أنه لم يكن فى نيتها الاستحواذ، وبدا نجيب هادئا لدرجة تصريحه فى أبريل الماضى (بداية الإعلان عن الأزمة) بأنه فى حالة موافقة الهيئة على سعر السهم واضطراره إلى البيع (لاقدر الله كما قال) فسوف يدخل فى الشبكة الرابعة التى ستطرحها مصر مستقبلا.
وعندما وافقت الهيئة على السعر الذى طرحته فرانس تيليكوم للسهم (245 جنيها) وجد ساويرس نفسه فى موقف لايحسد عليه وأعلن مفاجأته بقرار الهيئة هذه المرة بخلاف المرات السابقة، حيث كان يتم إعلامه تليفونيا بما يحدث فيقوم بتقديم مستندات لتوضيح موقفه، فالحائز على المرتبة ال 62 فى قائمة أغنياء العالم لمجلة فوربس بثروة تقدر 5,10 مليار دولار يعلن عدم حاجته للمال لبيع موبينيل.
وتبدو استجابة نجيب للناصحين له بعدم الاندفاع فى الحديث أو إثارة غضب الآخرين، حيث بدا حذرا من استدراجه للهجوم على الحكومة أثناء حديثه مع عمرو أديب فى برنامجه والذى سأله هل اتصل به أحد المسئولين أو تحدث إليه أحد فأجاب نجيب بأنه يتحدث إلى الله مستدركا بأنه يبدو أن الله غاضب عليه ويكفيه وقوف الناس فى الشارع بجانبه، الذى بدا واضحا فى الجروب المنشأ على الفيس بوك، حيث بادر الكثيرون بإرسال مساندتهم له وتمسكهم بأن يكون الشريك المصرى فى موبينيل وليس شخصا آخر.
أصوله الصعيدية
وتغلب الأصول الصعيدية أحيانا على نجيب ساويرس، فهو خصم عنيد وقد تعرض لعملية احتيال من رجل أعمال عربى (رامى مخلوف) أسفرت عن اقتناصه 70 مليون دولار منه، وعند مطالبة ساويرس بالمبلغ رفض تسليمه له معتمدا على نفوذه وقرابته من النظام السورى، وكتب نجيب رسالة فى جريدة الحياة اللندنية موجهة إلى بشار الأسد يدعوه إلى رد أمواله دون ذكر اسم من اختلسها منه. وبعد ظهور الرسالة استغل رجل الأعمال نفوذه وقام بتجميد أموال ساويرس فى سوريا فاضطر ساويرس إلى كتابة رسالة ثانية فى الجريدة نفسها ذكر فيها اسم رجل الأعمال كطرف متهم، ثم توجه إلى إقامة دعوى قضائية عليه فى لندن وجنيف وجزر البهاما، ومن خلال الدعوى تمكن ساويرس من حجز أموال رجل الأعمال ووالده فى بنوك لندن وجنيف وتغريمهما مصاريف الدعوى وأتعاب المحامين وفوائد الأموال، فاضطر الأخير لرد أموال نجيب ساويرس إليه!
علمانية ساويرس
ومن يرد فهم شخصية نجيب ساويرس فعليه بمشاهدة حواراته المتفق عليها مسبقا على قناته الخاصة التى أجراها فى رمضان الماضى مع مجموعة من الصحفيين الإعلاميين، فهو يطرح السؤال ليجيب عنه ويوضح وجهة نظره مع الضيف، وقد استبعدت قائمة حواراته الوزراء وأعضاء المجالس النيابية وبالتبعية رجال الدين، فهو يؤمن بالدولة العلمانية ويرفض الشعار الذى يرفعه الإخوان المسلمون بأن الإسلام هو الحل مبتعدا بالإسلام كدين سماوى عن المهاترات السياسية ومتسائلا: أين يذهب المسيحيون فى حالة تطبيق الإخوان لمفهومهم، وبالتالى يحاول فى حواراته الابتعاد عن ربط آرائه المثيرة للجدل أحيانا بديانته، فهو يعلم أن الربط بينهما يضره، ولذلك نجد كثيرا من الشباب المسلم يعتبره مثلا أعلى مثلما يعتبره الشباب المسيحى أيقونة هذا العصر.
ويعزز ساويرس هذا الاتجاه بتصريحاته العديدة بأن أكثر من يعملون فى شركاته من المسلمين، فهو لا ينظر لكون الشخص مسلما أو مسيحيا، وإنما يستفتى قلبه وعقله (حسب تعبيره) ويراعى الله، فهو ضد إلغاء الإنسان لعقله، وفى الوقت الذى يرى فيه أن الحجاب حرية شخصية، لا يستطيع منعه أو استنكار ذلك على من ترتديه، فهى حرة ما دامت هذه قناعتها. يرى أن هناك تغييرا فى ديموغرافية الشارع المصرى، ضاربا مثلا بالأفلام العربية القديمة، حيث الفساتين ملونة والسيارات مفتوحة، وبجمهور حفلات السيدة أم كلثوم فمن يرى هؤلاء لايصدق أنه نفس الشعب الحالى، ولكن منذ أربعين عاما فقط لقد اختلف الوضع بصورة كبيرة وانتشر الحجاب الإيرانى (الشادور).
ويدافع ساويرس فى حواراته المختلفة عن رأيه غير المعادى للدين. ولكنه يرى أن المبالغة فى أى شىء تتحول إلى مشكلة. مؤكدا أنه رجل علمانى وضد الدولة الدينية، وأنه لا يوجد أكثر منه فى هذا التجانس مع المسلمين شكلا أو موضوعا أو أخلاقا أو أصحابا وأصدقاء، ولكنه من حقه التصريح بأن الدنيا تغيرت وشكل الشارع الاجتماعى تغير تماما وهذا واقع فما الغلط فيه؟!
ويندهش نجيب من ردود الأفعال الثائرة على آرائه، فهو يرى أنه من حقه إبداء رأيه مثله مثل أى مصرى آخر متجاوزا فى ذلك مكانته كرجل أعمال تحسب عليه آراؤه، وانتقد تخاذل الدولة تجاه الظاهرة وأنها لم تحاول استقطاب المثقفين لمحاربة التطرف الدينى ولخص الموقف بقوله: لقد بلغنا مرحلة أن رصد الظواهر أصبح مجرما.
بيزنس عائلى
الكاريزما الخاصة بنجيب ساهم فيها كونه الابن الأكبر لعائلة أنسى ساويرس المقاول المصرى الذى تم تأميم شركته فى بداية الستينيات فسافر إلى ليبيا للعمل هناك، وعاد فى منتصف السبعينيات ليواكب الانفتاح الاقتصادى ويستطيع تكوين إمبراطورية ضخمة، وإذا كانت مجلة فوربس الأمريكية قد حددت ثروة عائلة ساويرس بما يقدر بمليار دولار إلا أن هذا الرقم أو غيره يظل سراً من أسرار العائلة، فإذا سألت أى فرد من الأسرة عن حجم استثماراتهم وثروتهم الحقيقية سيقول لك: لا أعرف! والأهم من ذلك أنه سيؤكد لك أنهم يدققون فقط فى حجم الخسارة ولا يسألون أبداً عن حجم الربح.
وتدار أعمال المجموعة متنوعة الاستثمارات فى مجالات الاتصالات والسياحة والأسمدة والحديد والصلب بأسلوب خاص يمكن أن يطلق عليه اسم إدارة العائلة، حيث يحرص أفراد العائلة على الاجتماع على الغداء ثلاث أو أربع مرات أسبوعياً، وتتم مناقشة كل شىء، كالسياسات العامة والمشروعات، وكما يقول نجيب ساويرس: نحن لا نعمل بمفردنا فى كل المشروعات، بل نعمل بأسلوب المجموعات الاستثمارية.
وحسب مجلة ذى إيكونوميست يحب نجيب أن يصف نفسه ريتشارد برانسون الشرق الأوسط (كناية عن المليونير البريطانى المبدع) ويعمل لمدة 12 ساعة فى النهار، وهو أب لأربعة أولاد أطلق على أحدهم اسم والده.
ويطلق عليه الأجانب اسم الفرعون الجديد، وقد ذكرت إحدى الدراسات أنه يتحرك باستثماراته فى 22 دولة أفريقية وأوروبية وآسيوية، كما أنه عضو مجلسى الأمناء والإدارة فى مؤسسة الفكر العربى، وعضو مجلس الأمناء ورئيس اللجنة المالية فى الجامعة الفرنسية بالقاهرة، ومستشار الشئون الخارجية فى مجلس إدارة الجمعية المصرية، وعضو فى جمعيتى حماية حقوق المستهلك ومحاربة السرطان فى مصر. ويقول ساويرس: أريد أن يتذكرنى العالم بقولهم: أتى إلى الحياة وصنع بعض الفرق.
المغامر
ومن المعروف عن نجيب عشقه للاستثمار فى البلاد ذات المخاطر المرتفعة، حيث الإغراء الشديد بالعائد المرتفع فذهب إلى العراق وبنجلاديش وباكستان وغيرها، بالإضافة لعشقه فى تنويع استثماراته بعكس أخويه الأصغر منه، فقد تخصص ناصيف فى صناعة مواد البناء وتنمية البنية التحتية والصناعات الغذائية، وسميح فى الاستثمارات السياحية، أما نجيب فقد اتجه إلى مجال الاتصالات والسينما بإنشائه مجموعة دور عرض سينمائية والمشاركة فى شركة إنتاج أفلام سينمائية مع كامل أبو على ورعايته لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى لمدة عامين متتاليين، ورفض ذكر مبلغ الرعاية وأجاب ساخرا حينما سئل عن ذلك بأن المبلغ 300 مليون جنيه، وعاد ليؤكد أن مصر غزت العالم بثقافتها من خلال السينما والأدب، وبالتالى فإن أى مبلغ يعتبر بسيطا تجاه هذه الرسالة.
وترك نجيب رعاية المهرجان بعد تعرضه لهجوم شديد نتيجة تكريم المهرجان لاسم نجيب الريحانى والذى ينتمى لنفس ديانته واتجه إلى إنشاء القنوات الفضائية، وعندما بدأت قناته الفضائية الأولى البث فى يناير عام 2007 صرح بأنها قناة عامة يغلب عليها الطابع الشبابى وتعكس آراء المجتمع المصرى، وكيفية تخلصه من مشاكله بشكل عملى دون توجهات دينية أو سياسية، وأنها قناة جريئة وحرة وصريحة، ثم افتتح قناته الفضائية الثانية عام 2008 معلنا أنها لن تكون الأخيرة فى مجموعته الإعلامية، فهناك نية لإطلاق قنوات للسينما والدراما والأطفال، وقد هوجم نجيب بأنه يدعو لنشر الرذيلة فى المجمتع عندما أذاعت قناته الأولى فيلما أجنبيا دون حذف لبعض المشاهد الجنسية، وهو ما يراه حرية إعلامية، وإن كانت هذه النوعية من الأفلام لم تعد تعرض كثيرا على شاشة قناتيه.
الفرق بين ساويرس ومنصور
ورغم مناوشاته إلا أنه أعلنها صراحة أكثر من مرة بعدم اعتزامه العمل بالسياسة، فهذا غير وارد ضمن تصوره لدوره فى الحياة فالمنصب السياسى نقمة لأنه يقيد حرية صاحبه، وهو يقدس حريته، والقناتان الفضائيتان ليستا بديلا لحزب سياسى أو دينى، ملقيا بإحدى قذائفه بأنه ليس لديه فى أعماله ما يريد إخفاءه خلف قنابل دخان الإعلام، أو الترويج له من خلالها!
وقد يعتبر هذا هو الاختلاف الرئيسى بين نجيب ساويرس ومحمد لطفى منصور رجل الأعمال والوزير السابق، فكلاهما ابن لعائلة ثرية تم تأميم مؤسسها فى الستينيات، وكلاهما تلقى تعليمه بالخارج، وبدآ البزنس مع الانفتاح الاقتصادى، ولكن منصور قَبِلَ تولى منصب وزير النقل، وظل فيه لمدة أربع سنوات كاملة (ديسمبر 2005 حتى أكتوبر 2009) وخرج من الوزارة إثر حادثة تصادم قطار العياط فى 25 أكتوبر الماضى، حيث كانت ثالث حادثة قطار فى نفس الموقع فى عامين، وفى اليوم التالى فى مجلس الشعب، رفض الاتهامات الموجهة له ولإدارته ورفض رفضاً باتاً وعلنياً الاستقالة. وفى صبيحة اليوم التالى 27 أكتوبر طالبه رئيس الوزراء بتقديم استقالته على الفور، وبادر زكريا عزمى بانتقاد منصور فى مجلس الشعب مبديا استهجانه لتبديد أموال الوزارة فى إعلانات تليفزيونية خلال شهر رمضان تتهم الشعب المصرى بالتسبب فى تدهور السكك الحديدية، وخرج منصور من الوزارة ليستقل طائرته الخاصة متوجها فى رحلة استشفاء معنوية للخارج، وعاد لمزاولة نشاطه الخاص فى مجال السيارات والتى بدأها عام 76 بعد وفاة والده وتوليه مسئولية إدارة بيزنس العائلة والتى تقدر ثروتها ب 3 مليارات دولار، فى حين رصدت مجلة فورتشن ثروة محمد منصور ب 600 مليون دولار.
وقد علق ساويرس فى أحاديثه على ما حدث لمنصور بأن أى شخص يتولى مسئولية حكومية أمه داعية عليه، لأنه لو عمل إنجازاً فلن يشكره أحد، ولو ارتكب أى خطأ سيطير فيها، وأرجع ما حدث لمنصور لتربص الزاعمين بأن تجربة رجال الأعمال فاشلة، مدافعا بقوله: من قال إن رجال الأعمال لا يصلحون؟!
وبطريقة أو بأخرى يثبت ما حدث لمنصور وجهة نظر نجيب فى السياسة والتى لايفتأ من مغازلتها أو هجومها، فهو يهاجم الوضع السياسى الراهن بأنه يؤثر دون شك على مناخ الاستثمار، وأن التأثير الأكبر هو أن الوتيرة فى العامين الأخيرين ليست بنفس الوتيرة الماضية، وعلى الرغم من إبدائه الإعجاب برئيس الوزارء الذى قام بعمل جيد، إلا أنه ينتقده بأن العامين الأخيرين لم يكن أداؤه بنفس المستوى السابق مرجعا ذلك إلى الانقسامات الشديدة بين وزراء المجموعة الاقتصادية، أو التنافس على منصبه شخصيا أو تدخلات أخرى من قوى أخرى كثيرة جدا.؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.