جاء حكم محكمة القضاء الإدارى المصرى بإلزام وزير الداخلية باستخراج جواز سفر للزوجات اللائى لن يوافق أزواجهن على استخراجه ليسعد المرأة المصرية ويشعرها بآدميتها وحريتها، وأنها متساوية بالفعل مع الرجل أمام القانون، وأكدت المحكمة فى حيثيات حكمها أن المحكمة الدستورية العليا أكدت من قبل حق المواطن فى استخراج وحمل جواز سفر لأنه لايعد عنوانا لمصريته فقط، بل هو رافد من روافد حريته الشخصية التى خصها الدستور المصرى فى مادته 41 والتى أكدت على أن الحرية الشخصية مصونة ولايجوز المساس بها. كلنا نعرف كم المشاكل التى تتعرض لها المرأة فى مصر بسبب ضرورة موافقة الزوج على استخراج جواز السفر أو تجديده، بل لايكتفى بموافقة الزوج كتابة على استمارة استخراج جواز السفر، بل لابد له أن يذهب مع زوجته ويقر كتابة أمام المسئول أنه موافق على سفر زوجته. ورغم ذلك لا ننكر أن هناك كثيرا من الأزواج المتحضرين الذين يفهمون ويقدرون عمل الزوجة، بل الكثير منهم يشجعون زوجاتهم للسفر إذا تطلب عملها ذلك. ولكن على الجانب الآخر هناك بعض الأزواج يستخدمون حقهم القانونى بتعنت وتعسف، وربما بعناد فى رفض استخراج جواز سفر لزوجاتهم لمنعهن من السفر، فهناك سيدات ضاعت عليهن فرصة الحصول على درجات علمية من الخارج لرفض أزواجهن، وهناك أخريات حزن كثيرا لأنهن كن يعملن بالخارج وعندما عدن إلى مصر فى إجازة رفض الأزواج تجديد جواز سفرهن ولم يستطعن العودة إلى عملهن أو حتى الحصول على حقوقهن من قبل الجهات التى كن يعملن بها. إن درجة التعسف والعناد من قبل بعض الرجال تصل فى بعض الأحيان إلى أقصى درجة، فأنا مثلا أعرف سيدة رفض زوجها الموافقة على استخراج جواز سفر لها بالرغم من أنها كانت ستسافر لترى ابنها الذى كان يعمل بالخارج ولايستطيع فى الفترة الأولى الحصول على إجازة. قبل هذا الحكم كان الزوج يستطيع أن يتحكم فى الموافقة على سفر زوجته من عدمه مهما كان منصبها ومكانتها فى المجتمع حتى لو كانت وزيرة أو حتى قاضية. ويكفى أن نتصور أن وزيرة رفض زوجها تجديد جواز السفر لها أو منعها من السفر وهى مكلفة من قبل الدولة بأن تحضر مؤتمرا ما أو تعقد اتفاقية ما خارج البلاد.. كيف ستكون حال هذه الوزيرة إذا منعت من السفر؟! إن تنفيذ هذا الحكم أصبح ضرورة، وربما نحن فى مصر قد تأخرنا فى ذلك، فكثير من البلاد العربية سبقتنا فى حصول المرأة على حقها فى السفر أو استخراج جواز السفر دون الحاجة إلى موافقة الزوج، وآخر دولة طبقت ذلك هى دولة الكويت، فالمرأة الكويتية حصلت حاليا على هذا الحق بعد أن أصدرت مؤخرا المحكمة الدستورية فى الكويت حكما يمنح النساء حق الحصول على جوازات السفر وحق السفر من دون موافقة مسبقة من أزواجهن، وحكم هذه المحكمة نهائى ولايمكن نقضه. فهل نحن السيدات المصريات أقل من السيدات الكويتيات فى حصولهن على حقوقهن؟!