يجدر بنا ونحن علي أعتاب بداية دورة برلمانية جديدة سوف تبدأ قبل الخميس الثاني من نوفمبر طبقا للمادة (101) من الدستور أن نتعرف علي ملامح دورة الفرص الأخيرة للنواب كما أطلق عليها.. وهي بحق كذلك، حيث ستتسم بسمات وسيناريو عام يغلب علي تصرفات معظم نواب مجلس الشعب وسينعكس علي ردود أفعالهم في قيامهم بواجباتهم التشريعية والرقابية والخدمية طبقا لما حدده الدستور والقانون ولائحة مجلس الشعب الداخلية التي تنظم فاعلياته.. بما يشكل المشهد العام للصورة الذهنية للبرلمان. فمن المؤكد أن الصراخ والضجيج والتوتر والقلق سوف يتزايد بين النواب عامة في هذه الدورة وانحياز النواب للجماهير في مختلف القضايا المعروضة وسوف يشتد.. ولا مانع من محاولات لرؤية متكررة للعديد من النواب من جميع الاتجاهات الحزبية الممثلة في البرلمان لسحب البساط من تحت أقدام الحكومة وبقية النواب من أجل تسليط الضوء الإعلامي عليهم في مزايدات ومواقف درامية محبوكة بعناية لكسب ثقة الناخبين وإشعارهم أنهم وحدهم فقط وهم الحريصون علي مصالحهم والمعبرون عنها تحت قبة البرلمان بغض النظر عن أي اعتبارات أخري!! كما أن أغلب النواب الصامتين من أنصار جماعة أبوالهول الشهيرة التي تؤمن بالحكمة المعروفة "لا أسمع.. لا أري.. لا أتكلم.. بل أنام أو أزوغ" سوف ينتفضون بعد أن أمضوا 4 دورات سابقة من النوم في العسل والهروب الكبير عن أداء الواجب النيابي المفترض عن الأمة بأسرها وليس عن الدائرة فقط ويحاولون إثبات الوجود بالإصرار علي الحديث بغض النظر عن مضمونه في أغلب جلسات المجلس واجتماعات لجانه النوعية ال(19) بكل السبل المشروعة أو غير المشروعة في سباق محموم لاستعادة ثقة غائبة لدي ناخبيهم ونفي صفة الصمت عنهم. ومشاهد جلسات الدورة الجديدة للمجلس سوف تتضمن- بلا شك - استخدام مواقف حادة أو تصرفات غريبة سواء بالرفض أو التأييد تحت قبة البرلمان. وستزداد بالتأكيد ظاهرة الانسحاب الجماعي أو الفردي للنواب من الجلسات غضبا أو رفضا أو احتجاجا وكله من أجل "الشو الإعلامي" والوقوف علي سلالم المجلس أو الجلوس في البهو الفرعوني مع استخدام ما يلزم من خطب حماسية وحنجورية صماء لمهاجمة الحكومة والسياسات.. وكلها تستهدف اللعب بمشاعر الجماهير مع تركيز كل نائب علي مخاطبة الناخبين بدائرته وإبراز معاناته في الدفاع عن حقوقهم ومصالحهم.. والكل بالطبع سيسعي للظهور التليفزيوني والفضائي والإعلامي ويتباري في انتقاد سياسات الحكومة وبيان ظلمها للمواطنين ومهاجمة برامجها العبثية التي لا تراعي حاضر ومستقبل المواطن.. ولكن رغم ذلك يقدم كل نائب إنجازاته لدائرته!! وأتوقع أن يزداد الالتزام الحزبي بين صفوف نواب الأغلبية للوطني أملا في تجديد ثقة الحزب بهم بإعادة ترشيحهم في الانتخابات المقبلة للمجلس القادم عام .2010 بينما سيزيد الخروج علي اللائحة وجميع القواعد والتقاليد البرلمانية بين صفوف نواب المعارضة والمستقلين.