إيهاب طلعت.. المديون!

وإن تشابهت قصص رجال الأعمال الهاربين إلي لندن، والذين صدرت في حقهم أحكام قضائية لن تسقط إلا بسداد أو تسوية مديونياتهم.. إلا أن قصة المديون إيهاب طلعت تختلف.. فأسباب صعوده غير المبرر، هي نفسها مبررات سقوطه المدوي! فلا هو يقر بأخطائه، ولا هو يسعي إلي تسوية جدية أو إبداء نية حقيقية لسداد دينه حتي تقر عيناه بالعودة إلي مصر كما يتمني أو يردد في حوارات صحفية ساعياً إلي غسيل سمعته، ربما يمهد ذلك طريقاً لعودته، متعمداً إطلاق سحابات دخان لا علاقة لها بأسباب هروبه وكأنه لايكفي أن نلدغ من جحر إيهاب طلعت مرة واحدة كان ثمنها غالياً! قبل سنوات كان يصنف كأحد أباطرة صناعة الإعلان في مصر، وامتد نشاطه ليشمل أسواق الخليج الرئيسية أو تنوعت أنشطته من الإعلان إلي تسويق وإنتاج الأعمال الدرامية والبرامجية، وتوسعت شركته وشراكته مع رجال أعمال آخرين ليصبح الرجل الأقوي داخل ماسبيرو ومدينة الإنتاج الإعلامي، بممارساته الاحتكارية وأساليبه الخفية للسيطرة علي 58٪ من سوق الإعلانات في مصر تكشفت جميعها مع اتهام المهندس عبدالرحمن حافظ رئيس مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي سابقاً في القضية رقم 068 حصر أموال عامة في سنة 5002 لتكون طرف الخيط الذي يفتح ملفات المديون إيهاب طلعت.. الذي يحاول الآن التمويه علي الرأي العام.
وحتي لاننسي، نعيد التذكرة بأن الهارب إيهاب طلعت تلاحقه أحكام قضائية بالحبس 36 عاماً في 12 قضية شيك بدون رصيد لصالح مؤسسة الأهرام، وذلك لحصوله علي مساحات إعلانية بقيمة 39 مليون جنيه ومنح المؤسسة شيكات تبين أنها بدون رصيد وهو حالياً علي قوائم ترقب الوصول كما إنه مدين بما قيمته 24 مليونا و185 ألف جنيه من تعاملاته مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ذلك بالإضافة إلي الحكم الصادر ضده بالحجز علي أمواله وعلي أموال زوجته وأولاده لعدم سداده 922 مليون جنيه قيمة ضرائب متراكمة عليه!
- صعود
ما تقدم مجرد قمة جبل الجليد في قصة صعود وسقوط إيهاب طلعت.. فماهو تحت السطح، وما يحاول أن يخفيه أكثر إثارة ويستحق الرواية.. إيهاب حسين طلعت محمود المولود في 2/8/2691 في حي مصر الجديدة لوالد كان يعمل ضابطاً، وطغت وظيفته العسكرية علي تربيته الصارمة لولديه إيهاب و محمود الأكبر بأربع سنوات ويعيش حالياً في كندا!
الوالد توفي وكان عمر إيهاب وقتها 51 عاماً لتلحق به الأم بعد عام ونصف العام لتنتقل مسئوليتهما إلي العم والخالات ولكنهما إيهاب وشقيقه ظلا يعيشان وحدهما في شقتهما، وربما ذلك اليتم غير المبكر حاول أن يستغله إيهاب ويربط بين رحلة صعوده وصعود عبدالحليم حافظ مع الفارق!
لم يكن إيهاب طلعت طالباً نابغاً، فكما كان معروفا عنه أنه كثير اللعب متوسط المستوي، ومهتم بممارسة كرة القدم علي حساب دراسته، وكان ذلك سبباً في التحاقه بكلية التجارة جامعة عين شمس التي فضلها لسهولة عبورها دراسياً عن فرص دراسية أكبر كان يتيحها له ما كان يعرف وقتها بالتنسيق لأبناء العسكريين!
في 4891 بدأ حياته المهنية بالعمل كمندوب إعلانات بشركة تارجت شركة إعلانات مصرية واستمر فيها مدة سنة ونصف السنة قبل أن يسافر إلي لندن التي مكث فيها 7 سنوات ظل فيها يمارس مهنته وتعاون مع بعض الصحف مثل الأهرام الدولي وغيرها من المطبوعات العربية والانجليزية الموجهة للعرب هناك حتي حصل علي الجنسية البريطانية في 5991 وبعدها انتقل للعمل في شركة تهامة السعودية ومنها إلي شبكة شزء إحدي شركات مجموعة دلة البركة لصاحبها الشيخ صالح كامل!
منذ التحاقه بالعمل في شزء كبائع إعلانات كان إيهاب طلعت يحاول لفت أنظار الشيخ صالح كامل والتقرب منه، وهو ما نجح فيه فعلياً وأتم له عدة صفقات قربته من الشيخ انتقل بعدها إلي القاهرة، وكانت آخر التعاملات بينهما صفقة إعلانية ضخمة تولاها إيهاب لصالح شزء ولكنه لم يسدد قيمتها وتحصل علي أرباحها لنفسه وكانت سبباً في تركه العمل بالشركة مستفيداً من تسامح الشيخ صالح كامل والأغرب أن إيهاب طلعت وصف الشيخ صالح كامل بأنه كان الأب الذي يتمناه!
في أثناء ذلك بدأت تنشأ علاقة عمل بين إيهاب طلعت وكل من رجلي الأعمال المصريين أشرف الشريف و طارق صيام بدأت بإنتاج برنامج يقدمه طارق علام للتليفزيون السعودي وقتها ثم توطدت العلاقة، وعرض إيهاب صفقة ذات مكاسب ضخمة وأنجزها بالفعل ليكتسب ثقتهما ويقنعهما بإنشاء شركة بينهما تحت اسم الشركة المصرية العربية للوسائل الإعلانية في أول ديسمبر 5991 وكان غرض الشركة بيع وإنتاج وتسويق وتطوير وتنشيط البرامج الإعلامية والإعلانية والدعاية والإعلان برأس مال مليون جنيه، وشارك إيهاب ب 002 ألف جنيه علي أن يكون حق الإدارة والتوقيع لكل من إيهاب طلعت و طارق صيام.
في هذه الأثناء، بدأ السوق الإعلاني في مصر والوطن العربي يتبلور، وتتطور أفكاره بما فيها مجال تسويق القنوات، وهو ما بدأه إيهاب في التليفزيون المصري حيث تقدم لتسويق وجلب الإعلانات لكل من الفضائية المصرية وًّش مٌيخ لترسو الأخيرة فقط علي شركتهم وبعد 9 أشهر يتم إقرار ضريبة تمغة علي إعلانات القنوات الفضائية بما فيها ًّش مٌيخ وكان ذلك سبباً في تخارج كل من أشرف الشريف وطارق صيام من الشركة ليتركاها في يد إيهاب طلعت بعد أن اختلفا حول قيمة وجدوي الصفقة بعد إضافة ضريبة التمغة حيث كانا يريانها خاسرة وكان يراها رابحة علي الأمد الطويل!
ذلك التخارج وتصفيته الشراكة، لم يمنع تعاوناً تم بعد ذلك دون عقود أو أوراق رسمية في إنتاج برامج ومسلسلات وبيع حقوق امتياز إعلاني علي قنوات التليفزيون المصري، إلي أن دب بين الشركاء خلاف عميق أثناء إنتاج أحد برامج اكتشاف المواهب بسبب المعاملات المالية غير الموثقة.
- سقوط
مشكلة إيهاب طلعت ليست فقط في عدم سداده مديونياته أو الأموال المتحصلة عليه في توقيتاتها لكن دخوله نفسه إلي سوق الإعلان المصري كان وبالاً علي السوق، وأضره بأكثر مما أفاده.. فلا هو رجل أعمال ولا إعلام بل يمكن القول أنه مجرد سمسار؟ خصوصاً حين عمل علي حرق أسعار إعلانات التليفزيون المصري بشكل مبالغ فيه لم يسبقه إليه أحد، ففي الوقت الذي كانت تباع نصف الدقيقة الإعلانية بمبلغ 7 آلاف جنيه كان يبيعها بمبلغ ألف جنيه، وكان يعتمد علي ربحية إنتاج وتسويق مسلسل لتعويض خسارته، مما أضر باقي الوكالات التي حاولت صده ومنعه عن فعلته التي اساءت لسمعة التليفزيون المصري وقللت من قيمته مقابل التليفزيونات الخارجية وكأنه تليفزيون بلا مشاهدين كما جعلته يسحب العملاء من الوكالات الأخري التي لم يكن أمامها إلا التعاون معه أو خروجها من السوق وقليل منها وقف ضده! كما جري مع طارق نور الذي بدأت علاقته مع إيهاب طلعت بتعاون مشترك لدرجة أنه أقرضه مليون جنيه حتي يستطيع الحصول علي حقوق الامتياز الإعلاني للقنوات المتخصصة ولم يردها حتي اللحظة.. لكن المشاكل تفاقمت في 2002 حين اشتري إيهاب طلعت 21 ألف دقيقة إعلانية من التليفزيون المصري من أصل 51 ألف دقيقة ليجبر العملاء علي التعامل معه ويسيطر علي 58٪ من سوق الإعلانات المصري بما يتعارض مع قواعد السوق بين الوكالات المختلفة وهو ما أضر بشكل كبير طارق نور الذي أوقف إلي الآن أي تعامل مع إيهاب طلعت أو من يعملون معه!
السجل الحافل لإيهاب طلعت يرصد مشاكله مع الشيخ وليد الإبراهيمي مالك شبكة ح حيث كان يتعاون معهم لكنه قام بالتعاون مع أسعد أبو الجدايل مدير ح في وقتها و طارق انطرازي بتأسيس شركة خاصة لهم بعيداً عن ح ليقوموا بسحب العملاء والمعلنين في الشبكة لصالحهم واستطاعوا أن يحققوا ربحية تزيد علي 041 مليون دولار من وراء ظهر الإبراهيمي الذي قام بطرد الثلاثة علي فعلتهم! كما اضطر إيهاب طلعت إلي بيع مسلسل ريا وسكينة حصرياً إلي محطة ح كتعويض وترضية منه للشيخ وليد الإبراهيمي بعد مجموعة من القضايا بينهما وصلت إلي 51 قضية بسبب مسلسل ملك روحي والذي كان قد أذيع قبلها بعام، وكان مباعا حصرياً لصالح ح لكن طلعت قام ببيعه مرة أخري إلي فضائيات عربية، مما جعل الشيخ يقاضي طلعت ومدينة الإنتاج الإعلامي باعتبارهما شركاء في هذا العمل.
نفس الأمر كان سبباً أن تعلن قنوات دبي مقاطعتها للدراما المصرية والاكتفاء بالخليجية فقط بسبب اللغط الذي سببه إيهاب طلعت ومسئولو مدينة الإنتاج الإعلامي وقتها في التسويق الدرامي والذي تدفع ضريبته حتي الآن!
- حضرة المتهم
مهما طال الأمد كان لابد أن يقع إيهاب طلعت، وربما كان اتهام عبدالرحمن حافظ في قضية فساد مدينة الإنتاج الإعلامي سبباً في انقاذ ما تبقي من إهدار للمال العام، وانقاذ ضحايا من المتعاملين مع إيهاب طلعت فبمجرد سقوطه تم إلقاء القبض عليه ليقضي 45 يوماً في السجن علي ذمة القضية رقم 068 حصر أموال عامة في عام 5002 حيث صدر قرار النائب العام بمنعه من السفر حتي سداد مديونياته للمدينة بعد أن قام بتحرير شيكات علي نفسه بقيمة 5,43 مليون جنيه وتم جمعها من بيع كل ممتلكاته لسداد المديونية ومنها 3 فيلات في الساحل الشمالي وفيلتان بالقاهرة الجديدة وعدد من السيارات وبعض قطع الأراضي بطريق الإسكندرية الصحراوي كما تعاطف معه في جمع مبلغ المديونية عدد من رجال الأعمال منهم نجيب ساويرس حتي سدد هذا الجزء من مديونياته في 2/2/6002 وتم رفع اسمه من قائمة الممنوعين من السفر ليهرب في 82/2/6002 ويخرج من مصر بجواز سفره الانجليزي علي الخطوط الإماراتية حيث وصل دبي ومنها إلي ألمانيا بدعوي إجراء جراحة في مستشفي فاكتراك إن هاوس فورت سانت جومرن بسبب قطع في وترأكيلس بقدمه اليمني!
ما يجعلنا نؤكد هروبه وليس سفره للعلاج هو أنه بمجرد خروجه من مصر تكشفت مصائبه لتتوالي الأحكام القضائية ضده سواء من مؤسسة الأهرام التي حركت دعاوي ضده لحصوله علي مساحات إعلانية بقيمة 39 مليون جنيه ومنح مقابلها المؤسسة شيكات تبين أنها دون رصيد والتي انتهت بالحكم ضده بالحبس 36 عاماً!
وعكس ما يدعي إيهاب رغبته في الرجوع لسداد مديونياته للأهرام تكشف ملاحظات الجهاز المركزي للمحاسبات أن هناك شيكات مرتدة علي إيهاب طلعت قيمتها 12 مليون جنيه عام 4002 وهناك شيكات مرتدة أخري قيمتها 32 مليون جنيه في النصف الأول لعام 5002 لتظهر الحقائق المرة والمديونيات الضخمة وتوقفه عن السداد!
ومن مديونيات الأهرام، تفجرت قضايا وفضائح المديون إيهاب طلعت حيث كان قد حصل علي مبالغ مالية كبيرة مقدماً من شركة بيبسي مقابل إعلانات وقد تسببت هذه الواقعة في مشكلة كبيرة لأن العرف السائد أن يتم التحصيل مؤخراً وليس مقدماً!
ورغم محاولات الأهرام المتأخرة لتحصيل مبالغها المستحقة لدي إيهاب طلعت عن طريق إتمام تسوية وجدولة لمديونياته ووافقت المؤسسة علي جدولة عدد كبير من الأقساط لكنه لم يدفع أبداً أي مبالغ للمؤسسة، وفي إحدي المرات عرض عليهم الحصول علي أرض يمتلكها في الإسكندرية وقال إن قيمتها تساوي 84 مليون جنيه ولكن مؤسسة الأهرام رفضته بسبب المبالغة في التقييم من جانبه، كما أنهم لايريدون أرضاً بل يريدون أموالهم شبه الضائعة!
من قضية عبدالرحمن حافظ ومديونياته لمؤسسة الأهرام كانت الثالثة في إحالته إلي محكمة جنايات القاهرة لاتهامه بالحصول علي كسب غير مشروع قيمته 24 مليونا و 185 ألف جنيه من تعاملاته مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وكان أن قضت محكمة مدني شمال القاهرة بالحجز التحفظي علي أموال الهارب إيهاب طلعت رئيس الشركة المصرية العربية للوسائل الإعلانية وذلك للوفاء بديونه لمصلحة الضرائب العامة والتي تبلغ 922 مليون جنيه، وذلك في البلاغ المقدم من وزير المالية بصفته الرئيس الأعلي لمصلحة الضرائب يطالب فيها بالحجز التحفظي علي أموال وممتلكات ومنقولات إيهاب طلعت بصفته رئيساً لشركة الوسائل الإعلانية ووصياً علي أطفاله الأربعة القصر وعلي أموال زوجته شيرين وجدي حيث ثبت للمحكمة أن الضرائب أخطرت إيهاب بحقوقها المتراكمة عليها منذ عام 1891، ولم يتظلم إيهاب أو يعترض علي تقديرات الضرائب في المواعيد القانونية كما امتنع عن السداد!
السبب في الحجز علي كل أموال وممتلكات عائلة إيهاب يعود إلي أن شركته المصرية العربية للوسائل الإعلانية حء لكونها شركة فردية وليست شركة أموال وبالتالي ليس لها ذمة مالية منفصلة!
- قنابل دخان
أكبر دليل علي سوء نوايا إيهاب طلعت وعدم جديته في تسوية مديونياته أنه لا يعتبرها ديونا أصلاً والأدهي حجم القضايا التي أقامها ضد شركاء الأمس لتحصيل أي مبالغ نقدية هي في الأساس ليست من حقه ليقنع دائنيه أنه مظلوم بمجرد تحصيل هذه المبالغ سوف يسدد منها ويفيض.. كما هو الحال في القضايا المتبادلة بينه وبين محمود بركة علي برنامج البيت بيتك وهو النزاع الأشهر والذي يدعي فيه طلعت حقه في البرنامج وفي أرباحه عن السنوات الماضية، والحقيقة أنها مجرد سحابات دخان يطلقها إيهاب للفت الأنظار بعيداً عن قضاياه وإدانته.. فالواقع أن البرنامج كان فكرة وزير الإعلام الأسبق ممدوح البلتاجي وكان منتجه محمود بركة.
العلاقة بدأت بين بركة وطلعت كسابقة الأخير مع أشرف الشريف، فأسلوب إيهاب ثابت مع شركائه حيث عرض علي بركة تمويل برنامج البيت بيتك إعلانيا ودفع له مبلغاً مقدماً وبعد فترة عرض عليه أن ينشئ معه شركة تحت اسم وان سبيرت وهي شركة بين كل من بركة وشريكته دينا كريم ودخلا فيها باسميهما شخصياً وليس باسم شركة بركة ميديا برودكشن المنتجة للبيت بيتك!
إلا أن إيهاب بعد هروبه أقام دعاوي قضائية يطالب فيها بحقه في كل أرباح برنامج البيت بيتك عن السنوات الماضية مصوراً أن الحكم الصادر له بالتعويض 01 ملايين جنيه دليل علي أحقيته في البرنامج.
بنفس الأسلوب والأداء كرر إيهاب طلعت مسلسله مع العدل جروب حيث عرض عليهم إنشاء شركة لإنتاج المسلسلات وتسويقها وبعد هروبه يطالبهم الآن بأرباحه خلال ال 4 سنوات الماضية رغم أنها من إنتاج شركة العدل جروب.. والطريف أن جمال العدل وأشقاءه من أشد المتحمسين لعودة إيهاب طلعت إلي مصر حتي يتحصلوا علي أموالهم وحقوقهم منه التي لم يسددها والتي اعتبروها ضائعة مادام المديون في لندن!
الصفة الملازمة لإيهاب طلعت أنه شخص يتنازع حتي مع محاميه حيث تعامل في أزمته الأخيرة مع طابور طويل من المحامين ابتداء من رجائي عطية ود. مدحت رمضان، شريف محمود، طارق عبدالعزيز، نسرين لطفي، محمد محسوب وغيرهم ممن تبدلوا علي قضايا إيهاب طلعت وكانت نصيحة البعض له أن يشرع في سداد مديونياته للأفراد الذين أقاموا دعاوي ضده قبل التسوية مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون ومؤسسة الأهرام والضرائب، وبعضهم اعتذر لعدم تعاون إيهاب معهم.
- الكروي
لا أحد ينكر علي إيهاب طلعت ذكاءه، ولا موهبته في اصطياد الفرص وصناعتها وربما كان ذلك سبب توجهه إلي الاستثمار في كرة القدم، ليس فقط ليحقق من ورائها أرباحاً هائلة ولكن ليحسن صورته إعلامياً، فكما هو معروف عنه ممارسته للعبة حتي انتقل للعب في ناشئي النادي الأهلي وتدرب علي يد كابتن هاني مصطفي إلا أن حلمه أن يكون لاعباً في الفريق الأول لم يتحقق!
كعادته لم ييأس وعاد لمعشوقته أقوي مما تصور أو تخيل حيث تحول في سنوات قليلة من مجرد موظف يعمل مع رجل الأعمال أحمد المقدم والذي أثار بظهوره ضجة عندما راح يدعم المنتخب الوطني ويصرف عليه بعد تأهله لنهائيات كأس العالم 09 وبمجرد اقترابه من عالم كرة القدم تحول إلي حوت كبير في عالم المال والأعمال!
مازاد من الشكوك في مسيرة إيهاب طلعت إنه بدأ استثماراته في الكرة باستغلالها إعلانياً بتعمده التمويل والصرف والانفاق، وأصبح تواجده في مباراة أو رحلة خارجية للمنتخب الوطني فألا حسنا للجميع إذ يعني المزيد من المكافآت والمكاسب المالية، وروي كثيرون أساطير عنه، وعن طائرته الخاصة والتي اكتشف أنه كان يؤجرها من شركة الكان للسياحة المملوكة لرجل الأعمال الراحل محمد نصير، وحتي الآن تطالبه الشركة بسداد مستحقات لها وعن كرمه وسخائه، وتحوله إلي ساحر قادر علي السيطرة علي رجال الإعلام والصحافة!
إلي جانب ذلك ذاع صيته في علاقته مع النادي الأهلي بصفته النادي الذي ينتمي إليه ويشجعه لدرجة أنه أشيع عنه تكفله بصفقات انتقال محمد أبوتريكة وبركات وعماد النحاس وحسن مصطفي وإسلام الشاطر إلي القلعة الحمراء!
إذا كان الرجل متيماً بناديه، بصفته أهلاوياً حتي النخاع فإن ذلك لاينسينا أن هذه الملايين المدفوعة من الأموال المستحقة عليه ولم يسددها وديونه في حكم المعدومة! كما أنه واصل تحديه إلي أن شغل أهم منصب في اتحاد كرة القدم وهو المشرف العام علي المنتخبات الوطنية.
المثير أن المنصب الذي لم يكن يسلم به أحد لغيره في اتحاد الكرة بسهولة، ودائماً ما كان يشهد قتالاً رهيباً، قدموه بإرادتهم لإيهاب طلعت علي طبق من فضة بكل قناعة ورضا وراحة بال ليحتكر أهم سلعة يشتهيها الشعب المصري متجاوزاً أباطرة اللعبة!
- الفنان
بخلاف اتجاهه لإنتاج الأعمال الدرامية والبرامجية، اضطر إيهاب طلعت إلي إنتاج ألبومات غنائية لزوجته شيرين أحمد سالم وشهرتها شيرين وجدي محاولاً أن يصنع منها نجمة غنائية، مسخراً لها كل مقوماته الإعلامية في سبيل فرضها علي الذوق العام! لا أنكر علي شيرين وجدي موهبتها ولكن الأسلوب الذي اتبعه زوجها أضرها بأكثر مما أفادها، لكنه كان يحاول التعبير عن حبه الشديد لها، رغم أنها لم تكن أولي زيجاته، ولا هو زوجها الأول حيث سبق للاثنين الزواج من قبل، وإن كانا علي تعارف بحكم عضويتهما في نادي هليوبوليس ولكن شرارة الحب الأولي انطلقت في إحدي الحفلات التي كانت تغني فيها شيرين أغنيتها الشهيرة لتتر مسلسل بوابة الحلواني اللي بني مصر كان حاضراً فيها إيهاب ليتزوجا وينجبا 3 بنات هن فاطمة وفرح ونور.
إيهاب يعتبر صوت شيرين وجدي هو الذي يطربه مع كل من أم كلثوم و سعاد محمد لذلك سخر لها كل إمكانياته وأغدق الهدايا علي نجوم الفن والصحافة من أجل صناعة نجومية شيرين وجدي. إيهاب حالياً مقيم في لندن، يقضي وقته في المضاربة في بورصتها، ومتابعة قضاياه مع محاميه، ويستقبل رجال الإعلام والصحافة، حيث أصبحت قبلتهم إيهاب طلعت الذي يستقبلهم في فندق حياة ريجنسي بلندن ويتحمل نفقات زياراتهم، وهي أسماء معروفة بالاسم، تعود غالباً من رحلات الشتاء والصيف لتدافع عنه وتلوي الحقائق، وتهيئ له مناخ العودة المستبعدة!
- المفلس
أخيراً.. وفي كل محاولات إيهاب تحسين صورته ونزع صفة المديون عنه كانت القشة التي كشفت ظهره وألاعيبه تلك الدعوي القضائية التي أقامتها شركة تابعة لرجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال تطلب فيها إشهار إفلاس إيهاب طلعت وحددت لها المحكمة جلسة 71 نوفمبر المقبل لبدء نظر القضية!
الدعوي جاء فيها أن طلعت بصفته رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية العربية للوسائل الإعلانية سابقاً قد أصدر عدة شيكات قيمتها 008 ألف جنيه وتبين أن جميعها بدون رصيد!
وأضافت الدعوي أنه منذ عام 5002 توقف طلعت عن تسوية مديونياته لشركة روتانا المملوكة للأمير السعودي، وأكدت الدعوي أن محكمة النقض اعتبرت توقف أية شركة عن سداد ديونها لفترة من الوقت يعني وجود اضطراب في مركزها المالي يعطي للمتضرر الحق في إشهار إفلاسها لاقتضاء ديونه!؟