شوقى عصام عندما فاز البنغالى محمد يونس بجائزة نوبل للسلام فى 2006 عن تأسيسه لبنك الفقراء الذى يمنح قروضاً ميسرة لفقراء البنغال من أجل مساعدتهم فى إنشاء مصالح تنمى معيشتهم وحياتهم، وصف البعض حصوله بها بالاستثنائية لأن نوبل فى الأساس مؤسسة علمية. هكذا يتحدث أصحاب بنك الأفكار المصريون الذين يطمحون بأن يكونوا الجيل الجديد الحاصل على جائزة نوبل الخامسة بعد فوز الرئيس الراحل أنور السادات فى السلام ونجيب محفوظ فى الأدب وأحمد زويل فى الكيمياء ومحمد البرادعى فى السلام. هذا البنك تم تأسيسه منذ أيام عن جمعية أهلية مشهرة فى مديرية التضامن الاجتماعى بمحافظة الشرقية لأكثر من 005 شاب يعملون فى جميع المجالات الطبية والصناعية والزراعية والعلمية بين مهن أساتذة الجامعة والمحاسبين والصحفيين والمهندسين الزراعيين والمعماريين ومهندسى الإلكترونيات وباحثين وخريجين لا يجدون عملاً وطلبة فى الكليات والمدارس المختلفة اختاروا عام 2010 ليكون عام الأفكار المصرية عن طريق الحملة التى سيطلقونها فى أول يناير 2010 وتنتهى فى 13 ديسمبر من نفس العام تحت شعار "جيل جديد يكتب تاريخا جديدا". طموح بنك الأفكار يأتى فى الدرجة الأولى بإنشاء وزارة للأفكار والابتكارات المصرية عن طريق مشروع استثمارى قائم على اكتتاب الأفكار فى جميع المجالات لحل كل المشاكل. فكرة إنشاء البنك انطلقت من شاب يدعى "خالد زنون"- 34 عاماً- كلية الإعلام بالجامعة المفتوحة، الشاب الذى كانت بدايته الاصطدام بسارقى الأفكار عن طريق جريدة "المصرى اليوم" فى العام الماضى، عندما ذهب إلى رئيس تحريرها لعرض برنامج ينشر فى الجريدة كصفحة متخصصة تتبنى حل المشاكل للمواطنين فى الوزارات والمصالح الحكومية بأفكار المواطنين أنفسهم، وكان يملك العديد من النماذج لحل المشاكل، وكان كل ما يريده هو نشر الفكرة باسمه، لكن رئيس تحريرها "مجدى الجلاد" نسب الفكرة لنفسه وعرضها وبدأ فى تنفيذها بعد أن حصل على البرنامج من الشاب الطامح لينشرها باسمه والذى أوقف التنفيذ باسم السارق هو البلاغ الذى تقدم به الشاب للنائب العام ضد الجريدة! بعد انتهاء تلك التجربة كان الاتجاه هو الاعتماد على النفس فى تطبيق الفكرة وتسجيلها علنياً فى جمعية يخرج منها بنك الأفكار لإنشاء هذه الوزارة، حتى يتم الابتعاد عن سارقيها، وكانت الجمعية التى تقوم على تشجيع أفراد الشعب فى تقديم الأفكار الجديدة فى 27 مجالاً من مجالات الحياة المختلفة مثل التعليم- الصحة والبيئة- الزراعة- الصناعة- التجارة- الاتصالات- الطاقة- الاستثمار- الثقافة- السياحة- الفن- الرياضة- التكافل الاجتماعى- الإسكان والبناء- النقل والمواصلات- المحاكم والقضاء- البطالة- زيادة عدد السكان- التنمية السياسية- الاقتصاد- الشرطة- الجيش- التنظيم الداخلى- التنظيم الخارجى- والإعلام. وللوصول إلى هذه الأفكار من جانب الجمعية ستتم زيارة المواطنين فى منازلهم لتكوين بنك الأفكار التى يتم تسجيلها بأسمائهم فى الجهات الحكومية المختصة، وبعد التنفيذ تبحث الجمعية تنفيذ تلك الأفكار سواء بمشاركة الحكومة أو بمساهمة ودعم من رجال الأعمال والمجتمع المدنى، وتقوم الجمعية باستخدام عدة طرق للتحفيز والتشجيع مثل نشر الأفكار الجديدة للأشخاص بأسمائهم وصورهم فى عدة كتب تصدر بشكل دورى عن البنك وتتم طباعتها ونشرها، فضلاً عن صرف مكافأة مالية لكل صاحب فكرة جديدة يتم اختيارها ونشرها فى كل كتاب، كما يتم التفاوض حالياً مع عدد من القنوات الفضائية لتقديم فقرة فى برامجها اليومية تعرض من خلالها نماذج مباشرة للأفكار الناجحة لتشجيع المواطنين . فكرة الوزارة الشعبية للأفكار المصرية التى ستنطلق مع حملة 0102, التى يطمح بها الوصول للمنصة التى تقلدها السادات ومحفوظ وزويل والبرادعى فى العاصمة السويدية "استكهولم"، سيكون مقرها فى القاهرة ويتم إنشاء فروع لها فى كل المحافظات، ويتم تجميع الأفكار الجديدة التى تصل من المواطنين إلى فروع الوزارة فى المحافظات شهرياً وإرسالها إلى مقر الوزارة الرئيسى الذى يقوم بدوره بعرضها على لجان مختصة من كبار المفكرين والكتاب والأدباء والمتخصصين والعلماء لدراستها واختيار أهم الأفكار وتنفيذها، وتكون هذه الوزارة هى مقدمة الحلول لمشاكل المواطنين فى المصالح الحكومية بالتنسيق مع الوزارات التابعة لها. ممدوح أحمد نائب رئيس الجمعية يقول: بهذه الوزارة ستكون مصر هى البلد الأول فى العالم الذى ينفرد بإدخال هذه الوزارة رسمياً فى حكومتها، وسيسجل ذلك التاريخ وستصبح هذه الوزارة وزارة أساسية فى جميع دول العالم، وإنشاؤها سيخلق نوعاً من الاندماج والتعاون بين الحكومات والشعوب للمشاركة فى تطور الحياة، فضلاً عن أنها ستكون قناة شرعية وسهلة يقصدها أصحاب الفكر الجديد الذين لا يجدون من يستمع إليهم أو يمد يد العون لهم للاستفادة بأفكارهم وابتكاراتهم لتنفيذها، تمنع الشباب من لجوء الشباب لقنوات تستغلهم فى التطرف الفكرى والإليكترونى الذى نشهده الآن. ويوضح مصطفى هاشم رئيس اللجنة الثقافية بالجمعية أن أهمية وزارة الأفكار الجديدة تتزايد على المستوى العالمى فى أنها تعمل على تحريك العقول من الركود إلى التفكير وتشجيع الشعوب على التفكير والإبداع وتتواصل مع الأفراد العاديين من جميع الفئات والطبقات، ولو كل مواطن قدم فكرة واحدة جديدة فقط سنستفيد من خيال وطموح وأفكار 6 ملايين نسمة فى جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى تبادل الأفكار بين الدول، وتطور الحياة منذ البداية حتى الآن تمت عن طريق الأفكار الجديدة التى يجب أن يشارك فيها كل إنسان، حتى الاختراعات فى العصر الحديث التى توصل إليها الإنسان رغم أنها مازالت منسوبة إلى مخترعيها الأصليين إلا أننا مازلنا نضيف لها كل يوم الجديد، وهناك إحصائية تقول إن الإنسان يستخدم 01٪ فقط من القدرات الكامنة فى عقله، وإذا تم إنشاء الوزارة ستجعل كل إنسان يستخدم الطاقة القصوى الموجودة بنسبة 100 ٪ . ويشير هاشم إلى أن رؤية الجمعية قائمة تحفيزياً على بعض الثوابت وهو أنك تعيش فى الحياة مرة واحدة، فأعلن عن نفسك وعملك هو عنوانك أمام العالم.. "خالد زنون" رئيس الجمعية وصاحب الفكرة قال: الفكرة قائمة على المحاولة والاجتهاد، نحن الجمعية الأولى على مستوى مصر، ولا نكذب إذا قلنا أننا الجمعية الأولى من نوعها فى العالم، لأن أى دولة متقدمة اليوم لديها إمكانيات توفرها لأصحاب الأفكار ويسمعونهم ويلبون كل طلباتهم، أما هنا فلا يسمعوننا، فهم يهيئون للمبتكر كل الإمكانيات، والدليل على ذلك العالم المصرى أحمد زويل، وبالتالى لا يبحثون عن الأفكار لأنها تأتى لهم جاهزة، أما عندنا فالأفكار مختبئة خلف الإحباط وتريد من يجمعها ويعلن عنها، ونستثمرها بفكرة اكتتاب الأفكار والابتكارات. والميزة المتوفر لدينا وننفرد بها امتلاكنا للقدرة على النزول للمواطنين لنقول لهم، إذا لديكم أفكار سنأخذها بأسمائكم وسننميها حتى تكون على أرض الواقع، وسنطلب منهم الاجتهاد والتفكير للحصول على حوافز معنوية ومادية، والفكرة فى النهاية ستحسب له، ولعمل منظومة متكاملة فى هذا الإطار يقتنع بها الناس وفرنا خبرات فى جميع المجالات هم فى الأساس أعضاء فى الجمعية لاستقبال صاحب أى فكرة لنقوم بمساعدته، وأول إجراءات المساعدة هى تسجيل الفكرة باسمه حتى نحفظ حقه، والفكرة إذا تم انتشارها وتداولها لن يستطيع أحد سرقتها لأنها مسجلة، ولجنة البحث بالبنك تقوم ببحث الأفكار وإذا ثبت أحقيتها فى التنفيذ سيتم إشهارها فى كتاب مجمع حتى يعلم الناس ما هى الأفكار التنموية الجيدة التى تأتى بنهضة المجتمع، وقيمة الإشهار هنا مهمة لأن عزل الفكرة يقتلها ولا ينميها، ولكن عدم عزلها وإشهارها ونشرها سيأتى بالعديد من الطرق لنجاحها بتبنيها من جانب رجال أعمال ومؤسسات فى تنفيذها. ويرى زنون أن بنك الأفكار سيكون أول ملتقى لابتكارات أو اختراعات أو أفكار، لأن إدارة البحث العلمى بوزارة التعليم العالى لا تسجل سوى الإليكترونيات فقط، أما نحن فالتسجيل يشمل جميع المجالات.