إلى محبوبتى.. أنا أحب فيك كل شىءحأحب أصدقاءك لأنهم أصدقاؤك.. أحب الأماكن التى مررت بها لأنك مررت بها.. أحب ثيابك لأنك تلبسينها ..أحب فيك حتى عيوبك وأخطائك ... أحب كل ماتراه عيناك .. أو تلمسه شفتاك... أو تطأه قدماك.. وسيزداد حبى لك أكثر و أكثر حينما تظلين معى للأبد بعدما أستلم أرضى فى مشروع ابنى بيتك.. لأبنى لك بيتا جميلا واسعاً هل ستتركيننى لو تأخر الاستلام؟ ادعِ معى ألا يتأخر لنظل سوياً حتى آخر العمر صاحب هذه القصيدة النثرية المتواضعة هو شاب يدعى وحيد واصف نشرها على مدونة »ابنى بيتك«.. ذلك المشروع الذى تتجسد لنا من خلاله الرغبة الملحة للشباب فى الزواج الذى يربطونه دائما بكلمة »الاستقرار« بالرغم مما يتعلق به من مسئوليات وأعباء كارثية. وقفات احتجاجية ومظاهرات ومتابعات شبه يومية من الصحف القومية والحزبية والخاصة وجمعيات مخصصة لشباب المشروع وشجب واعتراضات ومديح وأمنيات.. كل هذا التفاعل نتج عنه مشروع »ابنى بيتك« الذى يجسد حلم الزواج لكل شاب وشابة من أمثال وحيد واصف. ربما يختلف الشباب فى حجم الطموح ونوعه وحدوده.. يختلفون فى أذواقهم ومستوياتهم ودراستهم.. لكن عندما يأتى الأمر إلى الزواج نفاجأ أنه الأمر الذى يجمع على حتميته وضرورته الغالبية العظمى من الشباب والاستثناءات تكاد لا تذكر. كل هؤلاء الشباب من المتزوجين والمقبلين على الزواج تحدثوا كثيرا.. إلى الصحف والإعلام.. تحدثوا عن احتياجهم للحديد ولقروض للبناء واشتكوا من شروط المشروع المتعسفة وقالوا لنا عن النصب والفساد، لكنهم لم يقولوا لنا أبدا عن إجابة السؤال الأهم: لماذا يريدون أن يتزوجوا؟ الإجابة التلقائية والبديهية هى »سنة الحياة«.. »لأن الزواج نصف الدين«.. لكن ما الذى يقبع خلف هذه العبارات؟ هذا ما حاولنا معرفته. »الزواج شر لابد منه«.. هذا هو الزواج من وجهة نظر محمد إبراهيم - مندوب مبيعات أدوية وأحد المستفيدين من »ابنى بيتك« .. البيت التمليك بالنسبة لمحمد كان يعنى زيادة رصيده عند زوجته وأهلها.. »نظرتهم لى اختلفت« قبل المشروع لم يكن أمام محمد أى طريق ليوفر مسكنا لأسرته غير المديونية والقروض .. لكنه توكل على ربنا وتزوج رغم الظروف.. لأنه لا يرى الحياة بدون زواج، فهو تشريع »ربنا« و»سنة رسوله« .. لكن الذى يثير التساؤل هو ما قاله محمد من أنه وبعد أن توفر له المسكن يفكر فى الزواج مرة ثانية أما الأستاذ منير جلال- محاسب - فهو أحد هؤلاء الذين يثبتون نظرية أن الإنسان فى مصر يولد ويأكل ويشرب ويتعلم فقط من أجل هدف أوحد تدور فى فلكه بقية الأهداف وهو الزواج.. منير حجز فى »ابنى بيتك« لكى يضمن مستقبل أبنائه وأنهم سيكون لهم مساكن ليتزوجوا بها.. منير كان يدخر أمواله من أجل الحج إلى بيت الله لكنه يعول هم زواج أبنائه.. فوضع مدخراته فى البيت.. لأنه يشجع الزواج المبكر على ألا يقل السن عن 18 سنة لأنه سن المراهقة الذى سيحتويه الزواج بالتعفف ويبعده عن المحرمات. فالدنيا بدون زواج - من وجهة نظر الأستاذ منير المحاسب - ستصبح غابة تنتشر فيها جرائم هتك العرض والتحرش الجنسى. كذلك هى نظرة على جادو - مندوب شرطة 82 سنة - متزوج منذ سنة ونصف السنة.. جادو أراد من الزواج أن يقضى على الشيطان.. فلكل إنسان شيطان مسلط عليه يجب أن يغلبه بالعفة عن طريق الزواج.. كانت هذه الأسباب من وجهة نظر جادو تستحق التضحية التى بذلها هو وزوجته حيث قررا أن يتزوجا رغم عدم وجود شقة والعيش فى منزل أسرته.. والآن أملهما الوحيد فى بيت »ابنى بيتك«.. لكن ومهما كانت النتيجة المهم أنه تزوج لأن الخطأ الكبير فى رأيه هو العيش بدون زواج، فنحن نعيش كما يقول فى زمن يحتاج إلى العفة حتى بص للشوارع وشوفها عاملة إزاى! لكننا وجدنا فى كلام ر. م - شابة فى السابعة والعشرين من عمرها- شيئا مختلفا، ر. م تعمل مهندسة كومبيوتر وهدفها من المشروع هو أن يكون لها شقة تمليك بغض النظر عن مسألة الزواج. وحتى إذا تزوجت أكدت فى هذا البيت المهم أن تظل قطعة الأرض والبيت داخل المشروع باسمها .. لأن ذلك يضمن استقلاليتها. أما أحمد الضبع - مهندس ميكانيكا - فتولدت لديه فكرة الزواج وأتمها حتى قبل أن يكون له بيت ملك يتزوج فيه، فقد تزوج فى المقام الأول حتى يعف نفسه ولكى يتخلص من الغربة التى تضطره إليها ظروف عمله فقرر الزواج بطريقة تقليدية جدا من زميلته فى العمل.. سأل عن أهلها وتقدم لخطبتها وتزوجا.. أحمد لم يغير أسلوب حياته بعد الزواج فلازال يقضى أياما خارج المنزل لكن أهم فوائد الزواج هو أنه أصبح يجد من يحضر له ملابسه ويجهز له طعامه.. لكن الضبع ينضم إلى زميله السابق فى الرأى ويقول أنه بعد أن يستقر من الممكن أن يفكر فى الزواج مرة ثانية وافق مصطفى كمال عبد الغفار - 63 سنة - موظف بالمطابع الأميرية - على اختيار والدته للعروس.. البيت ضيق.. لكن لا توجد مشكلة.. لن يعطل ذلك الزيجة.. فالحياة بدون زواج مرفوضة.. هكذا يقول حتى جاءته فرصة البيت الأوسع فى »ابنى بيتك« فقدم عليه لضمان مستقبل أفضل لأبنائه.