أصبحنا نعيش فى فوضى وغوغائية واستبدت بنا المظاهرات الفئوية التى تقطع الطرق وتمنع المواصلات وتوقف القطارات، فسائقو النقل اعتصموا وأغلقوا طريق النصر وموظفو المعلومات قطعوا طريق صلاح سالم للمطالبة بتثبيتهم وبسبب نقص الغاز قام أهالى بلقاس كفر الشيخ بقطع طريق الحامول وتحطيم السيارات الموجودة فيه بالعصى واستمراراً لمسلسل قطع الطرق بسوهاج قام الأهالى بقطع السكة الحديد وقطع الطريق الزراعى أسوانالقاهرة وغير ذلك الكثير. والغريب أن من يقوم بقطع الطريق لا يهمه وجود ضرر كبير سيقع على الآخرين وإنما كل همه هو تحقيق مطلبة الشخصى على حساب الغير، فالمريض لا يستطيع الذهاب إلى المستشفى والطالب لا يمكنه الوصول إلى مدرسته والموظف ينقطع عن عمله والمسافر لا يستطيع اللحاق بطائرته وغير ذلك مما يدل على الأنانية وحب الذات وعدم مراعاة مصلحة الوطن ويصيب البلد بفوضى بالغة تهدد أمن مصر وتضر بالاقتصاد القومى، والسؤال هو: ماذا حدث لأخلاقيات الشعب المصرى وأين ذهب الانتماء وحب الوطن ومتى كانت الأنانية سمات هذه الشعب وهل قطع الطريق هو الذى سيحل لهم مشاكلهم؟ أرى أنه آن الأوان لمعاقبة كل من يفعل ذلك فوراً بالقانون وعدم مناقشة مطالبهم فهذا الفعل مجرم قانوناً وشرعا ويكفى أن خسائر قطع خطوط هيئة السكة الحديد بلغت 100 مليون جنيه وأن تلك الوقفات عطلت 1720 قطاراً لأسباب ومطالب فئوية لا علاقة لها بالسكة الحديد كما أن الإسلام نهى عن كل ما يعيق حركة السير وقد أكد فضيلة مفتى الجمهورية الدكتور على جمعة أن الاعتداء على الطرق العامة من الملاعن الثلاثة التى نص عليها التشريع الإسلامى وقال: قد يدعو مريض تعطل أو مسافر تأخر على المتسبب فى تعطيل الطرق وقد يكون باب السماء مفتوحا وأنا أدعو كل مواطن أصابه ضرر بسبب قطع طريق أن يرفع يديه إلى السماء ويدعو على من قطعه لعل الله يستجيب، كما أدعو المسئولين بسرعة تطبيق القانون والضرب بيد غير مرتعشة على هؤلاء فالحوار قد غاب وأصبحنا نعيش فى حالة من الفوضى لن يردعها سوى القانون.