تعجبت كثيرا عندما قرأت تصريح د. محمود غزلان المتحدث الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين بأن الجماعة قررت إلغاء المادة التي تنص علي أن الصحافة سلطة رابعة في مشروع الدستور القادم الذي أعدته الجماعة، وذلك لأنه لا يوجد دستور واحد في العالم ينص علي حصانة الصحفي، وهم لا يحبون أن تشذ مصر عن القاعدة وبالتالي فلا معني لوجود حصانة للصحفيين، فهم يريدون أن يرسوا دولة القانون وأن يصبح الناس جميعا سواسية، فالصحفيون لا يوجد ما يميزهم حتي لا يحاسبوا إذا أخطأوا. لا أعرف من قال للإخوان أن حصانة الصحفي تحميه من الخطأ؟ حصانة الصحفي تحميه من أي تعد عليه أثناء تأدية عمله، فالصحافة تقوم بدور رقابي بتفويض شعبي.. والحصانة تحمي الصحفي من ذكر مصدر معلوماته إلا أمام القضاء حتي لا يتم التنكيل بالمصدر ياريت نفهم دور الصحافة الحقيقي؟ هل نسي الإخوان أن نوابهم قادوا حملة للدفاع عن حرية الصحافة من قبل وتصدوا مع نواب المعارضة والمستقلين لعقوبة الحبس وطالبوا بحرية الصحافة وقدموا مشروع قانون لإلغاء حبس الصحفيين ولهذا السبب تصدر الإخوان قائمة الشرف للنواب الذين تصدوا لقانون الحكومة في عهد مبارك، هل نسي الإخوان أن برنامج حزب الحرية والعدالة أكد علي تعزيز دور الإعلام بكل وسائله مما جعلنا نتفاءل بأنهم يسيرون علي نهج أغلب دول العالم بعدم تطبيق عقوبة حبس الصحفيين لأنه يعطي قوة لهم علي كشف الحقائق. ياتري ما الذي استجد وجعل الإخوان يغيرون موقفهم ومبادئهم؟ أما كان الأولي بالإخوان أن يتحدثوا عن ضرورة سن قانون لتداول المعلومات وليس حجبها بشكل أو بآخر خاصة أن وثيقة الأزهر طالبت بتطبيق حرية الرأي بما فيها الصحافة والإعلام وأكدت أن الحرية تعد المظهر الحقيقي للديمقراطية. إحساسي يقول أن هذه مجرد بداية وأن تكميم الأفواه سيأتي بعد حبس الصحفيين ثم يتلوه منع مواقع الإنترنت بحجة الحفاظ علي الأخلاق وهكذا.. أتمني أن أكون مخطئة.