من منطلق الإحساس بالمسئولية وخطورة الموقف الاقتصادي الصعب الذي تمر به بلدنا الحبيب مصر في هذه الأيام قرر الإعلامي الناجح الزميل عمرو أديب التخلي عن سلبية برامج «التوك شو» - التي عانينا منها كشعب - منذ اندلاع ثورة 25 يناير وتبني فكرة الإعلان عن حملة وأطلق عليها اسم «اشتري مصري» بعد أن شعر بالخطر علي مستقبل مصر كما شعر معه كل المصريين بعد تصريح حزين وخطير للدكتور الجنزوري رئيس مجلس الوزراء الخاص بحالة الاقتصاد المصري، حيث وصل العجز في الموازنة العامة إلي 134 مليار جنيه.. والمدهش والمثير هو استجابة عدد كبير من المشاهدين - وفي نفس لحظة الإعلان عن هذه المبادرة الرائعة - بدأت مساهمات الشباب بتصميمات جميلة «للوجوهات» معبرة عن الوطن، بالإضافة إلي مبادرات عديدة تضمنت اشتراك عدد كبير من الشركات والمصانع والفنادق الكبري بتقديم خصومات كبيرة علي المنتجات المصرية الصنع المباعة يوم أمس الجمعة التي سيستمر بعضها حتي يناير المقبل، بما فيها شركة مصر للطيران ومبادرة محافظ القاهرة لإغلاقه بعض شوارع القاهرة يوم الجمعة وتحويلها لسوق لبيع المنتجات المصرية، وإذا كان أديب قد أدرك خطورة الوضع الاقتصادي في مصر إلا أن عدوي هذه الحملة انتقلت إلي عدد كبير من الإعلاميين وقنواتهم الإعلامية وأعلنوا تضامنهم مع عمرو ومع جموع المصريين وقرروا النزول لشراء احتياجاتهم من الصناعة المصرية، كل ذلك إن دل علي شيء فإنما يدل علي عظمة الإعلام المصري الذي بدأ يدرك أن دوره الإعلامي ليس التحريض أو تهييج الرأي العام، لكن دوره أولا وأخيرا تبني مثل هذه المبادرات البناءة بهدف إنقاذ مصر واقتصادها وأيضا يدل علي عظمة الشعب المصري الذي أظهر رغبته الشديدة في العمل بروح الثورة وتقديم كل ما يمكن تقديمه من جهد لصالح تقدم مصر ورقيها.