وزير الدفاع الإسرائيلى: فقدان الضابط والجنود ال6 فى خان يونس مؤلم    تشكيل صن داونز المتوقع أمام فلومينينسي في كأس العالم للأندية 2025    نتيجة الشهادة الإعدادية في أسوان 2025 برقم الجلوس.. الاعتماد بعد قليل    تامر عاشور يحيي حفل مهرجان «موازين» ب«بالعكاز» والجمهور يستقبله بالزغاريد المغربية    مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة.. مواجهات نارية في كأس العالم للأندية    الجيش الإسرائيلي: مقتل ضابط و6 جنود في معارك جنوبي قطاع غزة    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأربعاء 25 يوينو 2025    سعر الذهب في مصر اليوم الأربعاء 25-6-2025 مع بداية التعاملات    جيروم باول: الفيدرالي غير مستعد بعد لتخفيض أسعار الفائدة    خبر في الجول - لحسم مستقبله.. الشحات يستقر على طرح العروض المقدمة إليه على الأهلي    أخبار فاتتك وأنت نايم| قصف مدفعي عنيف يستهدف جباليا البلد شمال قطاع غزة    وكالة مهر: اكتشاف وضبط أكثر من 10 آلاف طائرة مسيرة في طهران خلال الأيام الأخيرة    «بريكس» تدعو إلى إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط    إعلان النتيجة النهائية لعضوية مجلس إدارة البورصة    مندوب إيران بالأمم المتحدة: لن نتخلى عن برنامجنا النووي.. وإسرائيل وأمريكا خالفتا القانون الدولي    «تمركزه خاطئ.. ويتحمل 3 أهداف».. نجم الأهلي السابق يفتح النار على محمد الشناوي    بالأعلام واللافتات.. جماهير الترجي تدعم فلسطين خلال مباراة تشيلسي في مونديال الأندية (صور)    روسيا: واشنطن وتل أبيب تنتهكان معاهدة حظر الانتشار النووي وحق طهران في الطاقة النووية السلمية    رسميًا درجات تنسيق الثانوية العامة 2025 في بورسعيد.. سجل الآن (رابط مباشر)    مي عبد الحميد: الدولة تدفع منحة لا ترد تصل إلى 120 ألف جنيه في شقق الإسكان الاجتماعي    تصدرت تريند السوشيال ميديا، قصة صورة أعادت الفنانة عبلة كامل إلى الأضواء    «واخدلي بالك» على مسرح قصر ثقافة العريش    «عمتي حبيبتي».. ظهور نادر ل عبلة كامل يثير الجدل على السوشيال ميديا    النواب الأمريكي: الأعضاء سيتلقون إحاطة سرية بشأن الوضع في إيران الجمعة المقبلة    حملات مسائية وفجرية على المخابز البلدية والمنافذ التموينية بالإسكندرية    الدولار ب50 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الأربعاء 25-5-2025    وفيات ومصابون في انقلاب سيارة ميكروباص بالطريق الأوسطي    السيطرة على حريق سيارة نقل محمّلة بالتبن بالفيوم دون إصابات    "كانوا راجعين من درس القرآن".. أب يتخلص من طفليه بسلاح أبيض في المنوفية    انتشال سيارة ملاكي ابتلعها هبوط أراضي بشكل مفاجئ في التجمع    حسام بدراوي يكشف أسرار انهيار نظام مبارك: الانتخابات كانت تُزور.. والمستفيدون يتربحون    منتخب الشباب يخسر أمام ألمانيا ويتأهلان لربع نهائي كأس العالم لليد    زيادة طفيفة في مخزون سد النهضة.. «شراقي» يكشف آخر موعد للفتح الإجباري    سعر الفراخ البيضاء والبلدي وكرتونة البيض الأبيض والأحمر بالأسواق اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025    بعد عام من الغياب.. ماذا قالت رضوى الشربيني في أول ظهور على dmc؟ (فيديو)    باسم سمرة يواصل تصوير دوره في مسلسل "زمالك بولاق"    أمين الفتوى يحذر من إهمال الزوجة عاطفياً: النبي كان نموذجًا في التعبير عن الحب تجاه زوجاته    الأزهر يتضامن مع قطر ويطالب باحترام استقلال الدول وسيادتها    خالد الجندي: النبي عبّر عن حب الوطن في لحظات الهجرة.. وكان يحب مكة    طريقة عمل الزلابية الهشة في البيت أوفر وألذ    مطران نيويورك يوجّه رسالة رعائية مؤثرة بعد مجزرة كنيسة مار إلياس – الدويلعة    عاجل.. بيراميدز يفاوض لاعب الأهلي وهذا رده    مهيب عبد الهادي ل محمد شريف: «انت خلصت كل حاجة مع الزمالك».. ورد مفاجئ من اللاعب    أجمل رسائل تهنئة رأس السنة الهجرية 1447.. ارسلها الآن للأهل والأصدقاء ولزملاء العمل    عصام سالم: الأهلي صرف فلوس كتير وودع المونديال مبكرًا    مهمّة للنساء والمراهقين.. 6 أطعمة يومية غنية بالحديد    أبرزها اللب الأبيض.. 4 مصادر ل «البروتين» أوفر وأكثر جودة من الفراخ    زوج ضحية حادث الدهس بحديقة التجمع عبر تليفزيون اليوم السابع: بنتي مش بتتكلم من الخضة وعايز حق عيالي    محافظ الفيوم يشهد الاحتفال بالعام الهجري الجديد بمسجد ناصر الكبير.. صور    سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025    من قلب الصين إلى صمت الأديرة.. أرملة وأم لراهبات وكاهن تعلن نذورها الرهبانية الدائمة    ندوة تثقيفية لقوات الدفاع الشعبي في الكاتدرائية بحضور البابا تواضروس (صور)    غدا.. إجازة رسمية بمناسبة رأس السنة الهجرية للقطاع العام والخاص والبنوك بعد قرار رئيس الوزراء    ميل عقار من 9 طوابق في المنتزة بالإسكندرية.. وتحرك عاجل من الحي    لا تدع الشكوك تضعف موقفك.. برج العقرب اليوم 25 يونيو    غفوة النهار الطويلة قد تؤدي إلى الوفاة.. إليك التوقيت والمدة المثاليين للقيلولة    وزير الصحة: ننتج 91% من أدويتنا محليًا.. ونتصدر صناعة الأدوية فى أفريقيا    رسالة أم لابنها فى الحرب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إسرائيل تريد ضرب إيران لتنقذ نفسها من نكسة «11 نوفمبر»

واقعياً.. إسرائيل تلعن انتفاضات الربيع العربى أكثر من الانتفاضات الفلسطينية لضرباتها الموجعة التى ألحقت بتل أبيب أضرارا استثنائية، لن يكون آخرها انضمام فلسطين لليونسكو بعضوية كاملة بعد أن عانت طويلاً من توصيف مراقب المقوض أكثر منه محرك ، والذى تحاول معالجته بضرب إيران!
وفى الوقت الذى لاتزال تحاول إسرائيل وأمريكا والمعسكر الموالس معهما تجاوز أزمة اليونسكو، ويحاول الفلسطينيون والمعسكر المؤيد متعاظم القوى تحقيق الانتصار الثانى والأهم بنيل التصويت الحاسم فى مجلس الأمن والجمعية العامة بالأمم المتحدة بعدما اعتبر العالم «موقعة اليونسكو» بروفة ناجحة لموقعة الأمم المتحدة رغم أنهم سيواجهون هذه المرة «فيتو» أمريكى فى حالة الوصول اللجوء للصوت التاسع الحاسم إلا أنهم هددوا بقوة غير معتادة الأمريكيين باللجوء لمحكمة العدل الدولية للتشكيك فى شرعية هذا الفيتو!
يبدو أن هذه الأجواء التى لم يحلم بها أى عربى ستكون الثمرة الأولى للثورات العربية، ففى الوقت الذى تتخبط فيه هذه الثورات يركز الفلسطينيون هذه المرة لاغتنام الفرصة غير المسبوقة لكن الأمر فى منتهى الصعوبة والتعقيد لأنهم سيواجهون الأمريكيين لا الإسرائيليين والفيتو الأمريكى لن يكون لنصرة إسرائيل بل لإنقاذ سمعة ومصالح أمريكا واتضح ذلك فى الإجراءات العقابية التى يحاول بها الأمريكيون تقويض الجهود الفلسطينية، والتى تعددت من التجويع بوقف المساعدات إلى محاصرة اليونسكو ومن على شاكلتها من المنظمات الأممية التى تفكر أن تسير فى هذا الطريق الفلسطينى، والذى تعتبره واشنطن سابقا لأوانه!
وما لايعرفه الكثيرون أن هناك مجموعة من القوانين الأمريكية التى يقف وراءها اللوبى الصهيونى وتفعل حالياً وأخطرها قانون يجبر الإدارة الأمريكية على وقف تمويل أى منظمة دولية توافق على عضوية كاملة لفلسطين، بالإضافة إلى وقف المساعدات المقدمة للسلطة الفلسطينية فى حالة معارضة السياسة الأمريكية كما هو الحال الآن!
ولكن ما يجعل الموقف غير مستحيل بصورة تامة أمام الفلسطينين، هو الانقسام والارتباك الواضح فى الجانب الأمريكى والإسرائيلى ومؤيديهما، فحتى الاتحاد الأوروبى الذى رفض بعض أعضائه عضوية فلسطين الكاملة فى اليونسكو بدا عليه التوافق على رأى خاصة بعد وقف أمريكا مساعدتها للمنظمة، حيث عارض رافضو فلسطين الخطوة الأمريكية وطالبوا واشنطن بالتمهل، وأجمعت أمريكا والاتحاد الأوروبى على إدانة الإجراءات العقابية الإسرائيلية للفلسطينيين خاصة التوسع فى الاستيطان بالقدس المحتلة!
بخلاف انحراف فرنسا لأول مرة منذ فترة عن السرب الأمريكى - الإسرائيلى بتأييد عضوية فلسطين فى اليونسكو، وإعلانها الامتناع عن التصويت فى الأمم المتحدة.
ربط المتابعون بين هذا الموقف الفرنسى وخروج ساركوزى على كلمات أوباما ضد الفلسطينيين فى الجمعية العامة للأمم المتحدة بطرح مبادرة كحل وسط لم يقف أمامها أطراف الصراع كثيرا، ووصل الأمر إلى استمرار تل أبيب فى غطرستها بتهديد الدول المؤيدة لفلسطين بإنهاء علاقاتها بها فى حال استمرار هذا التأييد لفلسطين فى الأمم المتحدة فى (11/11) مما يكشف أن إسرائيل استنفدت كل ما فى جعبتها لإحباط الإنجاز الفلسطينى المرتقب ، ولم يبق لديها سوى التهديد بعقاب الفلسطينيين والذى سيصل لمنع التصريح بخروج المسئولين من المعابر الاحتلالية بحجة أنهم يشنون حملة دولية ضد إسرائيل ولا يريدون العودة لمفاوضات السلام!
وليس من المستبعد أن تصل العقوبات الإسرائيلية إلى ضربة مؤلمة لقطاع غزة، خاصة أن النكسة الدبلوماسية الإسرائيلية تتزامن مع نكسة أمنية وعسكرية بفشل نظام (القبة الحديدية) الدفاعى فى ردع صواريخ (جراد) التى ترعب مدن الجنوب الإسرائيلية وحولتها لمدن أشباح، وبالتالى ستكون ضربة نكستين بحجر واحد، إلا أنها ستكون الخيار الأخير لأنها ستزيد من عزلة إسرائيل الدولية وهم يدركون ذلك ولذلك يركزون على الملف الإيرانى هذه الأيام ! وكلما رصدت العصبية التى تسيطر على القرارات والتصريحات الإسرائيلية، أدركت مدى صعوبة موقفهم واقتراب الفلسطينيين من تحقيق الحلم العربى والإسلامى واللاتينى والآسيوى والأفريقى وحتى بعض الأوروبى بتحويل فلسطين من صفة (المراقب) الكريهة إلى (دولة) كاملة العضوية، ووصل الأمر إلى أن شن الإسرائيليون حملة دولية مضادة ضد الحملة الفلسطينية لجمع الأصوات التسعة الحاسمة بعد أن لاحظوا أن الفلسطينيين نجحوا فى الحصول على وعود بالتصويت لهم من دول كانت مؤيدة لأمريكا وإسرائيل وأبرزها كولومبيا والجابون ونيجيريا والبوسنة، حتى إن وزير الخارجية الإسرائيلى (أفيجدوا ليبرمان) اضطر للعودة لمهام وظيفته بعد أن تطاول على أبومازن ودعا للتخلص منه بوصفه مقوضا للسلام وداعما لحماس، بزيارة للبوسنة لإعادتها إلى الحظيرة الأمريكية الإسرائيلية، وفشل فى استرضاء الجابون الغاضبة من تل أبيب لرفض نتنياهو طلبات سابقة من الرئيس الجابونى بالالتقاء معه، وكأن الحظ قرر أن يبتسم هذه المرة للفلسطينيين.
ويبدو أن الإسرائيليين اعتبروا ورقة التهديد بالخطر النووى الإيرانى التى أعادوها للسطح بعد تسريبات حول المناورات الإسرائيلية فى قاعدة عسكرية إيطالية والترتيبات البريطانية لضربة مرتقبة لإيران،ونقاشات أمريكية إسرائيلية فى تل أبيب بعد الحديث عن اقتراب امتلاك إيران للقنبلة النووية.
فرصة أخيرة لجمع معسكرها من جديد وتقليل عزلتها الدولية ولو استطاعت أن تنجح ولو بنسبة ضئيلة فمن الممكن أن تعرقل أو على الأقل تربك الخطة الفلسطينية وخريطة الأصوات التى ربطوا عليها.
والذى يزيد الأمر سوءا الأنباء التى ترددت خلال الساعات الأخيرة حول اتصالات قطرية -إسرائيلية لنقل الارتباك من المعسكر الأمريكى الإسرائيلى إلى المعسكر الفلسطينى، والوصول إلى احتمال تأجيل التصويت بدلا من رفضه أو إفشاله نهائيا !
لكن لو شعرت إسرائيل أن هذه المحاولة لن تفلح فى تحقيق ما ترغب فيه، فمن غير المستبعد أن تقوم بضربة رادعة للمشروع النووى الإيرانى منفردة أو مشتركة مع عدة دول من حلف الناتو، خاصة أن المناورات التى شاركت فيها مقاتلات إسرائيلية من طرازات إف 16 وغيرها جاءت على خلفية إطلاق صاروخ إسرائيلى (أريحا 3) الباليستى القادر على حمل رأس نووية وزنها 750 كجم مسافة 7آلاف كم، وفور حصول إسرائيل على قنابل GBU28 القادرة على على تدمير المنشأة النووية الإيرانية فى صفقة مع أمريكا تمت الشهر الماضى فقط !.. وبالتالى كل الاحتمالات واردة خاصة أن هناك أصواتا فى تل أبيب تتحدث عن حصولهم على الضوء الأخضر من أمريكا لمهاجمة إيران.
ورغم التهديدات الإيرانية بالرد المباشر الموجع والقاسى على أى تطاول إسرائيلى عليها فإن تل أبيب أكثر إصرارا هذه المرة من أى مرة سابقة لضرب مفاعلات طهران، مما ينذر بحرب إقليمية قبل نهاية هذا العام الشؤم على أقل تقدير، ويدور الحديث حول مهاجمة إسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية بدعم لوجسيتى أمريكى وتوافق أوروبى، وبرر بعض المحللين مساندة واشنطن لتل أبيب فى ذلك العمل المتهور حتى يرضى أوباما اللوبى اليهودى لدعمه فى الحصول على ولاية رئاسية ثانية، كل هذا وسط أجواء من القلق من المطالبة السعودية والتركية بالحصول على القنبلة النووية مثل إيران وقبلها إسرائيل، ولم يشر أحد إلى ماذا ستفعل مصر وماذا سيفعلون معها وقتها؟!
ويعترف الأمريكيون أنهم قلقون من هذه الضربة وإصرار إسرائيل عليها، ولذلك يتعقبون إسرائيل مثل إيران، ويحاولون تقدير مغبة هذه المغامرة الإسرائيلية، ومن المتوقع أن تهدئ أمريكا إسرائيل لبعض الوقت بعقوبات إضافية على إيران ليختاروا الوقت المناسب للضربة، خاصة أن إيران فى حالة تأهب عالٍ جدا الآن وهذا يضر بنتائج الضربة، ويمنحها قوة الرد المضاد، وسيتناقش فى هذه التطورات الخطيرة «ديفيد كوهين» نائب وزير المالية الأمريكى لشئون المخابرات والإرهاب ونائب وزيرة الخارجية «توماس نيدس» اللذان يصلان إسرائيل خلال أيام فى زيارة طارئة!
ومن المقرر أن تعقد نقاشات سرية فى الموساد والمخابرات الحربية الإسرائيلية، والتى تبدأ بالعقوبات القاسية ومنها مقاطعة البنك المركزى الإيرانى ووضعه فى قائمة سوداء لمنع العمل معه، بالإضافة لعقوبات أخرى تضر مباشرة بالاقتصاد الإيرانى واستقرار العملة الإيرانية، ومن تل أبيب سافر «كوهين» لدبى حيث تتعامل هناك باستثمارات 20 مليار دولار سنويا، فى الوقت الذى دخلت واشنطن فى نقاش مع بكين وموسكو للموافقة على هذه العقوبات المقترحة، إلا أنها مهمة ليست سهلة!
فى المقابل إسرائيل تضع الخيار العسكرى لردع إيران فى قمة أولوياتها بدافع من قياداتها السياسية والعسكرية فى مقدمتهم نتانياهو وباراك، ووفق كلام «عاموس جلعاد» رئيس الشعبة السياسية الأمنية فى وزارة الدفاع لصحيفة «يديعوت أحرونوت» فإن المخابرات أطلعت نتانياهو على خطورة الوضع خلال اجتماع قياداتها رئيس الموساد «تامير بردو» ورئيس المخابرات الحربية «أفيف كوخيفى» ورئيس الشاباك «يوارم كوهين» معه، إلا أنهم فضلوا تأجيل الضربة رغم إصرار نتانياهو خاصة أن رئيس الموساد السابق «مائير درجان» كان يعتبر ضربة جوية إسرائيلية للمفاعلات النووية الإيرانية «خيارا غبيا» وحذر من أن كارثة كهذه ستشعل حربا إقليمية فى المنطقة!
وأكد «جلعاد» أن كل الخيارات مفتوحة لأن الإيرانيين مصرون على امتلاك القنبلة النووية لإعادة الإمبراطورية الفارسية التى تضاهى قوة الولايات المتحدة، وما يدور الحديث عنه الآن أن كل وزراء تحالف نتانياهو متفقون على ضرب إيران، خاصة أن أمريكا تقف وراء إسرائيل رغم أنها تجلس فى «المقعد الخلفى» ويبعد عنها «الناتو» الذى أنهكت قواته الجوية فى عملياته بليبيا.
ولن يكون القرار سهلا خاصة أن الرد الإيرانى سيكون موجعا وليس بعيدا أن تشارك سوريا فى الحرب بجانب حليفها (نجاد) وحتى ينقذ (بشار) نفسه من كارثته الداخلية، ولا ننسى الأزمة السياسية والاجتماعية التى تحاصر نتانياهو رغم أنه ما لبث أن تجاوز طلبا من حزب (العمل) بسحب الثقة مع تواصل المظاهرات الاجتماعية والاقتصادية ضد الغلاء فى الشقق والسلع والمواصلات وفشل نتانياهو فى إرضاء المحتجين بزيادة الضرائب على الأغنياء لمساعدة المعانين وتخفيض سعر البنزين،ومعاناته من تهديد اتحاد العمال بإضراب شامل فى كل القطاعات لتردى الأحوال المالية بمعنى أن نتانياهو ورفاقه تهددهم واحدة من أصعب الفترات السياسية فى تاريخ إسرائيل، ومن المفروض أن يتوحد العرب وأنصارهم الذين تزايدوا فى أعقاب الثورات العربية رغم أن ربيعها المتفائل تحول إلى خريف وشتاء إسلامى متشائم !
وليس (رفاق الداخل) الإسرائيليون هم المختلفون فيما بينهم، بل (الرفاق الأوروبيون) بصورة أكثر وضوحا هذه المرة، حتى أن إسرائيل لم تجد سوى (كندا) التى تتخذ قرارا قويا ضد اليونسكو مثلها مثل أمريكا، حيث اكتفى برفاقها الأوروبيين الذين أيدوها ضد فلسطين فى اليونسكو وبتصريحات دعائية فقط، ولتشريح الارتباك والانقسام الأوروبى يجب أن نعرف أن (11) من أعضاء الاتحاد الأوروبى ال 27 صوتوا لصالح فلسطين بينما امتنع (11) آخرين منها فرنسا وبريطانيا وإيطاليا، وصوت الخمسة الباقون ضد فلسطين وهم ألمانيا وهولندا والتشيك والسويد وليتوانيا !
والأهم أن تكتمل المفاجأة الأوروبية باتساع الانقسام فى مجلس الأمن لصالح الفلسطينيين، واللحظات الأخيرة تلعب دورا أكبر فى ذلك، ولأن الأمريكيين والإسرائيليين يدركون خطورة الموقف فهم يتحركون بسرعة فى مواجهة مؤيدى فلسطين، لكن يجب أن يكون تفاؤلنا حذرا وبعيدا عن السياقات الاحتفالية خاصة أن موقعة مجلس الأمن والأمم المتحدة اختلفت كثيرا عن موقعة اليونسكو، وإن جامل البعض الفلسطينيين فى باريس فلن يحدث ذلك فى نيويورك، ووقتها ستظهر المواقف الحقيقية للدول، ولدى الفلسطينيين ترتيبات الانضمام لكل المنظمات الدولية وأهمها اليونيسيف والطاقة الذرية والعمل والبيئة والملكية الفكرية، ويخطط الفلسطينيون لدخول 16 من 20 منظمة أمميةرغم أنهم استمعوا إلى نصيحة «بان كى مون» بالاكتفاء بالأمم المتحدة الآن على الأقل.
وفى السياق ذاته تقلق بعض الأصوات الأمريكية الرسمية من تكرار رد الفعل الأمريكى فى كل المنظمات التى تخطط فلسطين للانضمام إليها، وقال (ديلان ويليامز) من منظمة (جى ستريت) اليهودية الأمريكية إنه إذا لم يتحرك الكونجرس فقد يجد الأمريكيون أنفسهم قريبا بدون صوت فى هذه الوكالات المهمة ذات الأهمية الحيوية للعمل والأمن الأمريكى، فيما تعد «استير بريمر» مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشئون المنظمات الدولية لمواجهة خطة الفلسطينيين للدخول للمنظمة العالمية للملكية الفكرية التابعة للأمم المتحدة.
والذى يقلق الأمريكيين والإسرائيليين أن تكون مشاهد ما اصطلح على تسميته ب(دبلوماسية التصفيق) التى يلاقيها الفلسطنييون فى الأمم المتحدة واليونسكو وغيرها من المنظمات الدولية مؤشرا واقعيا لتراجع المد التاريخى الأمريكى وتغيير ميزان القوى العالمى، ولذلك يحاولون مواجهة هذا الخطر بقوة، خاصة أنه يأتى على خلفية الانتخابات الرئاسية المرتقبة، وبالذات لأن عضوية فلسطين فى اليونسكو تحمى حق العودة والقدس والتراث الفلسطينى من مخططات التهويد الإسرائيلية وهو ما يحدث تغييرات جوهرية فى قواعد المفاوضات المعطلة أساسا! ولا يجب أن نشعر فى النهاية بالإحباط لو انتهت كل هذه المساعى بالفيتو الأمريكى، حتى لو وصل الأمر إلى أن حكمت محكمة العدل الدولية لصالح مشروعية الفيتو لأن هذا سيكون قد جاء بعد أن حصل الفلسطينيون على أغلبية حاسمة مما سيضع الأمريكيين فى موقف محرج للغاية، رغم أنهم لم يخجلوا فى تقديم فيتو مشابه ضد قرار بوقف الاستيطان، ورددوا حججا واهية!
وعن مرحلة ما بعد (الفيتو) فإن الأمريكيين والإسرائيليين قلقون من تهديد الفلسطينيين بحل السلطة الفلسطينية لأن هذا بمثابة عقاب شديد لتل أبيب التى ستضطر للعودة إلى رام الله لبسط سيطرتها الأمنية، وهو وضع سيزيد الوضع سوءا لإسرائيل قضائيا وإعلاميا، رغم أن بعض المحللين الإسرائيليين يعتبرون هذا التهديد ابتزازا غير واقعى، لأن (حماس) ستملأ الفراغ وقتها!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.