احمدي نجاد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نقلاً عن مسئولين غربيين علي صلة بالاستخبارات الأمريكية، أن التقرير الوشيك من قبل مفتشي الأسلحة في الأممالمتحدة سوف يتضمن أقوي دليل حتي الآن علي أن إيران عملت في السنوات الأخيرة علي تطوير تكنولوجيا المتفجرات لاستخدامها بشكل أساسي في تصنيع أسلحة نووية.. ويبدو أن القيود التي فرضتها إيران علي المفتشين قد شوشت الصورة بعض الشيء لتجعل القضية غير محسومة تماما، وبرغم عدم اكتمال الدلائل بشأن ما تزعمه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن برنامج إيران النووي لديه «أبعاد عسكرية محتملة»، فإن الرهان الوحيد المؤكد - وفقا الصحيفة - هو أن مزيج «التجسس والمنطق والحدث» الذي ميز التحقيق الدولي، سيخضع للمقارنة مع الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها وكالة الاستخبارات الأمريكية في العراق عام .2003 وذهبت الصحيفة للقول بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية- التي كان ينظر إليها منذ 8 سنوات علي أنها منظمة تقنية بحتة وبمعزل عن السياسة- علي وشك السقوط في «دوامة سياسية».. وأضافت أن الوكالة الدولية، التي أوجدت ثغرات في ادعاءات إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بشأن مضي العراق في برنامج نووي، تقوم اليوم بتصعيد قضية استئناف إيران لاستخدام تكنولوجيا تتعلق بتصنيع القنبلة النووية. وأوضحت الصحيفة أن إدارة الرئيس أوباما تدرك تماما من جانبها كيف أدي ما حدث في العراق إلي إضعاف مصداقية الولاياتالمتحدة، لذا فهي تتخذ الآن وبشكل متعمد «مقعدا خلفيا»، يكمن في حرصها علي أن تأتي الاستنتاجات تماما من قبل الوكالة الدولية، في الوقت الذي تواصل فيه الضغوط لفرض مزيد من العقوبات الدولية ضد إيران. ودللت علي ذلك بالإشارة إلي زيارة يوكيا أمانو المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية للبيت الأبيض منذ 21 يوما، للقاء مسئولين كبار في مجلس الأمن القومي الأمريكي بشأن التقرير المرتقب، حيث رفضت إدارة أوباما التأكيد حتي علي أنه جاء إلي مبني المجلس، وأوضحت الصحيفة أن المعلومات الاستخباراتية الحاسمة التي يقول المسئولون إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تدرسها بقلق هي قاعدة بارشين العسكرية، ونقلت عن مسئولين مطلعين علي أجهزة الاستخبارات طلبوا عدم الكشف عن هويتهم قولهم، إن الخبراء حددوا مبني في هذه القاعدة يعتقد أنه «كبسولة اختبار» لما يطلق عليه «جهاز الانفجار الداخلي»، وتستخدم هذه الأجهزة مجال المتفجرات التقليدية لخلق موجة انفجار تحول الكرة المركزية للوقود النووي إلي كتلة كثيفة للغاية، لتبدأ سلسلة من التفاعلات تنتهي بانفجار نووي. كما ذكرت الصحيفة أن تقارير نشرت من فيينا تقول إن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية سوف يقدم دليلا قاطعا علي أن إيران قامت ببناء حاويات فولاذية كبيرة، لاختبار متفجرات عالية تنطبق علي تطوير الأسلحة النووية، كما أوضحت أن التقرير يقدم أيضا تفاصيل بشأن عالم روسي ساعد إيران من خلال إلقاء محاضرات علمية، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان علي علم بأنه يساعدهم في برنامج للأسلحة النووية أم لا.. وأشارت الصحيفة إلي أن إيران اعترفت في الماضي بأنها تعمل علي تصنيع متفجرات في بارشين، وسمحت قبل 7 سنوات لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإلقاء نظرة وجيزة علي هذا الموقع، غير أنها أصرت علي أن العمل يهدف تماما لتطوير الأسلحة التقليدية، ولم يعثر المفتشون علي أي دليل يناقض تلك التصريحات، ونقلت عن أولي هاينونن الرئيس السابق لمفتشي الوكالة والذي يعمل حاليا في جامعة هارفارد قوله: «لقد أخذنا قبل 7 سنوات عينات من البيئة، ورأينا المعدات، ولم نلحظ أية إشارات نووية خلال تلك المرحلة، لقد كانت معظم منشآت الاختبارات شديدة الانفجار لاتزال تحت الإنشاء».. لكن الصحيفة قالت إن ما تغير في السنوات التي تلت ذلك، أن الاستخبارات الجديدة بشأن قاعدة بارشين جاءت من خلال سلسلة صور للأقمار الصناعية والوثائق وسجلات بيع المعدات، ومن الخبراء الإيرانيين الموجودين في الخارج، كما جاءت بعض هذه المعلومات من الولاياتالمتحدة وإسرائيل وأوروبا، وأكدت الوكالة أنها نشرت في تقريرها المعلومات المؤكدة فقط. وأوضحت الصحيفة أن الخبراء سوف يقومون بفحص تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتحديد ما إذا كان يتناقض مع تقديرات الاستخبارات الوطنية في إيران خلال عهد جورج بوش، والذي خلص في ذلك الوقت إلي أن طهران علقت العمل المكثف بشأن كيفية تصميم وإنتاج السلاح النووي عام .2003