اعتادت اللجنة المصرية للتضامن أن تقيم حفل تأبين للراحلين من أبنائها.. وتصادف فى هذا العام أن يقترن الموعد مع ذكرى رحيل الزعيم الخالد جمال عبدالناصر يوم 28 سبتمبر.. وأن يكون عدد كبير من الراحلين ممن ربطتهم صلة شخصية أو سياسية مع الزعيم خلال حياته التى امتدت 53 عاما. وكان خالد جمال عبدالناصر هو آخر الراحلين من أعضاء اللجنة والذى تحدث عنه صديقه الكاتب الصحفى أحمد الجمال لأن الأسرة كانت تستقبل المعزين فى ضريح الفقيد، وقد أشار الجمال إلى موته فى سن مبكرة مثل والده.. وأوضح الدور السياسى الذى قام به مع عدد من أصدقائه وزملائه العرب خلال العقود الأخيرة. وكان الراحل الثانى الذى دار عنه الحديث مرتبطا بالزعيم جمال عبدالناصر، هو الأستاذ ضياء الدين داود عضو اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكى الذى تولى رئاسة الحزب الناصرى بعد رحيل جمال عبدالناصر.. وكان المتحدث عنه نائب رئيس لجنة التضامن الدكتور حلمى الحديدى وابن بلدته دمياط والذى قدم للمشاركين كثيرا من صفاته الشخصية التى لم تكن معروفة للكثيرين. وكان الراحلون الذين دار تخليد ذكراهم من الذين أحاطوا بجمال عبدالناصر وتعاونوا معه فى دعم ثورة 23 يوليو.. وهم أمين هويدى الذى تولى رئاسة المخابرات العامة ولعب دورا بارزا فى تحقيق الأهداف الثورية وكان عضوا فى مكتب اللجنة المصرية للتضامن. وعبدالمجيد فريد وزير شئون رئاسة الجمهورية الأسبق والذى تحدث عنه السفير محب السمرة فقال إنه فتح مكتبا للبحوث العربية فى لندن بعد رحيل جمال عبدالناصر.. وكان مقررا لفرع اللجنة المصرية للتضامن فى لندن والذى أسهم بدور كبير فى عقد ندوات مشتركة فى القاهرة عن تأمين قناة السويس عام 1986 بمناسبة مرور 30 عاما على تأميمها والتى شارك فيها أنتونى ناتنج وزير الدولة البريطانى أثناء فترة العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 ومايكل فوت زعيم حزب العمل.. وندوات أخرى عن 800 عام حطين صلاح الدين عقدت عام .1987 ومن الشخصيات البارزة فى عالم السياسة والاقتصاد التى شارك الحاضرون فى تأبينها محمد غانم النائب الأسبق لمدير المخابرات، ومؤسس شركة النصر والاستيراد، والذى لعب دورا بارزا فى دعم الاقتصاد المصرى وخاصة فى أفريقيا حيث افتتحت حوالى 30 فرعا فى البلاد الأفريقية. ومن عالم الأدب.. كان من الراحلين الكاتب الصحفى محمود السعدنى.. والذى تحدث عنه زميله الصحفى الكبير لويس جريس الذى عمل معه فى مجلة «صباح الخير» وأبرز فى حديثه عدة جوانب عن الكاتب الراحل تستحق الإشادة والتقدير. وكان طاهر أبوزيد الذى برز فى عالم التليفزيون وبرز دوره فى القيادة فى الدفاع عن اللغة العربية، واتخاذ المواقف الوطنية هو موضع حديث وتقدير زميله الأديب الكبير بهاء طاهر وابنه أحمد طاهر أبوزيد الذى ذكر أن والده قال للإعلامية الكبيرة «درية شرف الدين» يوم 1 يناير 2011 «إن مصر حبلى بالثورة».. وأن فى مصر جيلا جديدا له باع فى السياسة سيعوض مصر عما فاتها ولحق بها وستعود ثورة نحلم بها.. ومات طاهر أبوزيد بعد ثلاثة أيام من اندلاع الثورة. ومن عالم الأدب أيضا رحل الأديب الفنان البارز أسامة أنور عكاشة الذى يعتبر أعظم من أخرجت له الشاشة الصغيرة أعمالا أدبية وتاريخية وثقافية محترمة.. وتحدثت عنه الزميلة الكاتبة الصحفية زينب الإمام المحررة بجريدة الأهرام.. فأشارت إلى أن الراحل أسامة أنور عكاشة قد ترك فى ذاكرة المشاهدين أشخاصا وأحداثا لا تضيع.. وأنها كانت موضع ضيق من الرقابة التى وقفت عاجزة عن اتخاذ أى إجراء أمام حب الجماهير وتقديرها للفنان العظيم. ومن الراحلين الذين اقترن حديث المشاركين عنهم بالتقدير والاحترام اللواء منير شاش محافظ سيناء الأسبق ومستشارها عند رئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزورى لعدة سنوات.. والذى عاش مدافعا ببسالة عن تطوير سيناء وأهلها والذى عقد أوثق الصلات من أجل إعداد المشروع القومى لتنمية سيناء ودأبه فى الدفاع عنه وتطويره. وتحدث الزميل الكاتب الصحفى عبدالقادر شهيب عن زوجته الراحلة نعمت صديق ابنة البطل البكباشى يوسف صديق الذى قاد طليعة من الضباط الأحرار فى كتيبة مدافع ماكينة من هايكستيب إلى قيادة الجيش التى استولى عليها وأسر اللواء حسين فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة فى العهد الملكى دون إراقة دماء.. والذى قال عبدالقادر إنها قد ورثت عن والدها الشجاعة والصراحة. وأخيرا.. كان أحمد ماهر وزير الخارجية الأسبق والذى ترك أثرا كبيرا فى الحياة السياسية المصرية هو محور الحديث بعد أيام من احتفال أسرته الكريمة بمرور عام على رحيله فى النادى الدبلوماسى قبل أيام من احتفال أعضاء أسرة لجنة التضامن المصرية برحيله فى مشاركة عبرت عن اعتزاز الجميع بدوره الوطنى والاجتماعى. رحم الله الجميع