من أسوأ الأيام التى مرت بها مصر وأثارت مشاعر الجماهير ذلك اليوم الذى انطلق فيه عدد من البلطجية واقتحموا السفارة الإسرائيلية وحاولوا حرق مديرية أمن الجيزة وذلك يوم الجمعة 9 سبتمبر 2011 وتبين أن بعض رموز النظام السابق المحبوسين قد مولوا هذه العمليات ودفعوا لقائد كل مجموعة من البلطجية 10آلاف جنيه فى العملية. ومثل هذه الاعتداءات على سفارة إسرائيل تظهر أن المعتدين لم يفكروا بعمق فى حقيقة ما يدبرون ويفعلون من أجل الوطن لأنهم بذلك عرضوا أمن مصر للخطر ومنحوا الحكومة الإسرائيلية فرصة التهرب مما سبق أن ارتكبته من قتل جنود مصريين على الحدود. والمفروض أن الثورة تعمل لمصلحة الشعب.. والشعب لم يقرر إلغاء معاهدة كامب ديفيد التى تتضمن الصلح والسلام مع إسرائيل، ولذا فإن أى خطوات تتخذ عكس هذا الاتجاه تعتبر فى غير مصلحة الشعب أو سلام المنطقة وتعطى فرصة لقوى التطرف الصهيونية التوسعية لتثبيت الاستيطان الإسرائيلى فى أرض فلسطين. ولذا نقف طويلا عند دلالة ما تقدمت به بعض المؤسسات الأهلية الأجنبية من تبرعات بالدولار لجمعيات مصرية غير حكومية وندين الأهداف التى عملت هذه الجهات على تحقيقها والتى نشرتها روزاليوسف يوم 12 سبتمبر الماضى عندما كشفت أن جماعة أنصار السنة المحمدية قد تلقت منحة قطرية فى مارس الماضى قدرها 181 مليون دولار و774ألف جنيه والهدف من ذلك هو ألا تحقق ثورة 25 يناير 2011 نتائج إيجابية بل تقدم نماذج سلبية تسىء للثورة أمام الشعب المصرى الذى يتطلع إلى الأمن والاستقرار. ولذا فإنه يجب عدم تعريض أى سفارة أجنبية فى مصر أو أى مؤسسة مصرية للاعتداء حتى يصبح الأمن والاستقرار هما الأساس فى حياة المجتمع وتصبح قيمة الثورة كامنة فى وضوح أهدافها وسلامة تنظيمها وعدم التباس الأمور بين الثورة والبلطجة. وهنا نشير أيضا إلى أن تحقيق ذلك يوفر فرصة لجذب الاستثمارات الأجنبية مما يحسن من اقتصادنا القومى ويرفع من مستوى الشعب الاجتماعى. ولذا فإن أى تدخلات خارجية مرفوضة مرفوضة. وداعا خالد جمال عبدالناصر كانت الصدمة شديدة ومفاجئة، رحيل خالد ابن الزعيم جمال عبدالناصر، والخبر وصلنا ونحن فى اجتماع بسفارة الصين مع اللجنة المصرية للتضامن التى هو عضو بها منذ عام 1982 بعد أن عمل مدرسا بكلية الهندسة جامعة القاهرة فاختلط الأسى مع كلمات المتحدثين والمشاركين وعادت بنا الذكريات إلى أيام ناضل فيها خالد مع غيره من الزملاء فيما سمى باسم تنظيم ثورة مصر الذى قام بعمليات ضد الدبلوماسيين الأمريكيين والإسرائيليين تحت قيادة ضابط المخابرات المصرى محمود نور الدين. وكان خالد مثالا للابن المخلص لأفكار والده زعيم ثورة يوليو وزعيم مصر والعرب جمال عبد الناصر وقد أزاح فى لبنان ستارا عن تمثال لجمال عبد الناصر فى منطقة البقاع فى حفل حضره ربع مليون لبنانى لتجديد تمثال والده الزعيم جمال عبد الناصر الذى كانت إسرائيل قد تعمدت قصفه فى حربها مع لبنان عام 1982 وشارك فى احتفال منظمة التضامن الأفريقى الآسيوى عام 1985 الذى أقيم بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو فى جامعة الدول العربية وهاجم فى صحة كامب ديفيد والأحاديث التى سجلت له فى أجهزة الإعلام تثبت هذه الحقيقة. وقد كانت الجنازة التى شارك فيها المشير ورئيس أركان حرب القوات المسلحة تعبيرا عن التقدير والاحترام الذى يحمله أبناء مصر لزعيمها الراحل وابنه الذى عاش على هدى والده. وداعا خالد الذى نحمل له فى القلب كثيرا من أطيب الذكريات. الأفكار المذهبية والتطور الاقتصادى كانت الدعوة التى وجهها السفير فام سى تام سفير فيتنام فى القاهرة إلى عدد من المفكرين والمثقفين ورجال الأعمال المصريين ذات دلالة هامة على التغيرات التى تحدث فى الاقتصاد العالمى وكانت الدعوة بمناسبة العيد السادس والستين لاستقلال فيتنام فى 2 سبتمبر .1945 والمعروف أن شعب فيتنام قد انتصر على الاحتلال الأمريكى فى الجنوب والفرنسى فى الشمال بنضال كان تحت قيادة الحزب الشيوعى الذى كان يرأسه «هوشى منه» الذى أطلق اسمه على العاصمة ومازال الحزب الذى قاده «هوشى منه» هو أكبر الأحزاب فى فيتنام وتبلغ عضويته ثلاثة ملايين و 600ألف عضو إلى جانب الحزب الاشتراكى والحزب الديمقراطى مع ذلك فإن تطورا كبيرا قد حدث فى ميدان التقدم الصناعى والاقتصادى وأصبح الاهتمام كبيرا بالاستثمارات الفيتنامية وهو ما أوضحه الكتيب الذى أصدرته السفارة فى مجالات الصناعة المتعددة مثل صناعة الأخشاب التى تضاعفت 15 مرة فى عشر سنوات والأثاث الذى يصل إلى 9 ملايين دولار فى عام 2015 والبن الذى وصلت صادراته إلى 3,1 طن قيمتها 3 بلايين دولار والمطاط والمنتجات الزراعية والسمكية التى تميزت بها. ومن المظاهر التى لاحظتها اهتمام المسئولين فى السفارة الفيتنامية بعمل علاقات وثيقة مع رجال الأعمال المصريين الذين حضر بعضهم إلى هذا اللقاء الذى جمع بين السياسة والاقتصاد والثقافة فكان هناك رئيس مجلس إدارة المجموعة العربية للاستثمار والتنمية ورئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للتسويق وآخرون من رجال الأعمال الذين اهتموا بدعم الاستثمارات الفيتنامية الجديدة. وهكذا لم تعد الأفكار المذهبية حاجزا بين تبادل الاستثمارات بل أصبح العكس صحيحا من أجل دعم العلاقات الاقتصادية التى تؤدى إلى التطورات الاجتماعية. وأصبحت فيتنام من الدول التى تضرب المثل على هذا التطور فى العالم.