رغم كثرة التطورات السياسية علي الساحة الآن علي أكثر من صعيد أجد نفسي لأول مرة أكتب عن الزعيم جمال عبدالناصر في ذكري وفاته، الرجل الذي كان صادقا مع نفسه ومع أمته، الرجل الذي كان كل ما يفكر فيه هو الارتقاء بشعوب المنطقة لتحقيق غد أفضل وموقع أكبر بين شعوب العالم وتطبيق المساواة والعدالة والحرية، رجل إن أخطأ يعترف ويتعالي علي الجراح كما حدث في عام 67 ولا يترك الغرور يتسرب إلي نفسه عند الانتصار لم يقل يوما أنه معصوم من الخطأ أو أن تجربته ليس بها أخطاء بل كان يراجع الأساليب ولا يتراجع عن الأهداف وأهمها الوحدة العربية والأمن القومي العربي والتنمية الشاملة والتقدم الاقتصادي والعدل الاجتماعي. هو الرجل الذي فجر ثورة يوليو 100% الرجل الذي مازالت ذكراه تتردد في الهند وإندونيسيا وأمريكا اللاتينية لمساندته جميع حركات التحرر في العالم من أمريكا اللاتينية لأفريقيا إلي كل دول العالم العربي. احترم العالم فاحترمه العالم لشخصه قبل فكره حتي ألد أعدائه يكنون له كل التقدير لما كان يحمل من فكر. الرجل الذي نتذكر كلماته دائما «ارفع رأسك يا أخي لقد مضي عهد الاستعباد» ونتذكره حين قال «كانت القومية العربية قبل عبدالناصر وستبقي بعد عبدالناصر». الرجل الذي قال عنه ريتشارد نيكسون رئيس الولاياتالمتحدة الأسبق عند وفاته «إن العالم خسر زعيما بارزاً خدم بإخلاص وبلا كلل قضايا بلاده والعالم العربي». وقال عنه شارل ديجول رئيس فرنسا الأسبق «إن جمال عبدالناصر قدم لبلاده وللعالم العربي خدمات لا نظير لها بذكائه الثاقب وقوة إرادته وشجاعته الفريدة فقد عبر مرحلة من التاريخ أقسي وأخطر من أي مرحلة أخري، ولم يتوقف عن النضال في سبيل استقلال وعظمة الوطن العربي والعالم أجمع». كما قال مناحم بيجن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق «إن وفاة عبدالناصر تعني وفاة أخطر عدو لإسرائيل، لهذا لا تستطيع إسرائيل المشاركة في الحديث الذي يملأ العالم عن عبدالناصر وقدرته وحكمته وزعامته». أما فيدل كاسترو قائد الثورة الكوبية فقال «إن وفاة عبدالناصر خسارة فادحة للعالم وللحركات الثورية العربية لقد مات ثوري فذ من قادة القرن العشرين». رحم الله عبدالناصر ورزقنا زعيما مثله.