الأنبا بولا الأسقف كسر وصايا الإنجيل.. ومطلوب اعتذار صريح للأقباط الكلاب في الكتاب المقدس رمز للنجاسة فكيف تحافظ علي هيبة الكنيسة؟ لم أصدق عيني وهي تلتهم كلمات عضو المجمع المقدس، ملاك إيبراشية طنطا، وهو يعلن في جراءة يحسد عليها لزميلي جرجس فكري في حواره المتميز معه، ويقول نيافة الأنبا بولا «الكلاب حافظت علي هيبة الكنيسة»، ولا أدري بأي منطق يحتمي الملائكة بالكلاب، ولا أظن أن السيد المسيح نفسه يقبل أن يكون الكلب هو المحافظ علي هيبة وقدسية بيته، وهو الذي لم يقبل أن تكون هناك بائعة حمام في الهيكل، واعتبر أن من أحضروا الحمام جعلوا بيته بيت الصلاة، مغارة لصوص فماذا سوف يقول لمن استبدلوا الحمام- ذلك الكائن الوديع- بالكلاب التي دائما كانت تستخدم كرمز للتحقير ولفظ للسباب، بل إننا إذا قلبنا صفحات الكتاب المقدس، نجد أن الكلاب دائما ما تشير إلي النجاسة والتوحش. هنا أتذكر سطورًا من صلاة القسمة تقول كلماتها «أيهان العظيم أيذل الممجد»، وأقول نعم عندما يتم اختيار مثل هذا الراهب ليكون أسقفا، وليكون قاضيا، تحفظ حياته الكلاب لا الإيمان. يوصف الكلب في حقبات التاريخ المبكرة في الكتاب المقدس بأنه حيوان يهر ويدور في شوارع المدن، كما جاء في سفر المزامير حيث يوصف الغادرون بالإثم كالكلاب ينبحون، وفي المدينة يطوفون (مزمور 59 آية 7)، وجاء في سفر الخروج أنه يأكل ما يرمي إليه. أما أكثر قصة مرتبطة بالكلاب، ومخزونة في وجدان الأطفال بمدارس الأحد فهي قصة طمع الملك أخاب وزوجته الشريرة ايزابل في كرم فلاح مسكين يدعي نابوت اليزرعلي وعندما رفض الفلاح بيع الكرم لملك دبرت إيزابل شهودًا زورًا ادعوا أن نابوت قد جدف علي الله والملك وبناء علي ذلك تم رجمه ولحست الكلاب دمه، وهنا ثار النبي إيليا وقال لأخاب الملك إن الكلاب التي لحست دماء نابوت تلحس دمك ودم ايزابل وهو ما حدث.. وقد جاءت القصة في سفر الملوك الأول إصحاح ,21 هذا هو حال الكلاب التي تلحس الدم، فمن كان يتخيل أنها تستخدم للحفاظ علي هيبة الكنيسة ويتشدق واحد من كبار الأساقفة بدورها العظيم في هذا اليوم المشهود دون أن تعتره حمرة الخجل. استخدم الكتاب المقدس لفظ «كلب» بالمعني المجازي، عندما كان يتم إطلاقه علي الذين لا يقدرون أن يفهموا الأمور المقدسة أو السامية، حيث قال السيد المسيح له المجد في العظة علي الجبل (لا تعطوا القدس للكلاب) إنجيل متي الإصحاح 7 آية 6 وإذا تأملنا في هذه الوصية المقدسة نجد أن آباء الكنيسة الموقرين قد أعطوا القدس للكلاب بالمعني الحرفي، فالكنيسة بيت الله المقدس والإنسان المسيحي بمعموديته قد تم تقديسه للرب الإنسان المخلوق علي صورة الله ومثاله والوحيد في الكون الذي بعد أن خلقه الله رأي ذلك حسنا جدا- فعندما خلق باقي الكون كان الكتاب يقول أنه رأي ذلك حسنا إلا الإنسان فهو حسنا جدا- بل يصف الكتاب المقدس الإنسان أن الله بالمجد والكرامة كلله انقصه قليلا عن الملائكة وعلي أعمال يديه أقامه، هذا هو الإنسان الذي حسب المعتقد المسيحي فداه المسيح بدمه تنهشه الكلاب، لتحافظ علي بيت الله أليس في وجود هذه الكلاب بالمكان المقدس مخالفة صريحة لوصية المسيح، ألم يشعر الأنبا بولا أسقف طنطا المكرم وقاضي الأحوال الشخصية للأرثوذكس في العالم أنه بذلك أعطي القدس للكلاب، ألم يخجل بأن يرافق صوت الجرس مع صوت النباح والهوهوة فكيف يرنم القلب بالتسبحة والكلاب تعوي. وفي سفر التثنية لموسي النبي الإصحاح 23 آية 19 وصية صريحة وواضحة تقول كلماتها المقدسة «ولا تدخل إلي بيت الرب إلهك هدية زانية ولا ثمن كلب في نذر ما لأنهما قبيحة عند الرب إلهك» هل تسمع يا أنبا بولا، هل تقرأ لا تدخل إلي بيت الرب إلهك ثمن كلب، فكيف تدخل كلبا بل كلابا يا رجل بل تتباهي أنها حافظت علي هيبة وقدسية البيت الذي تؤكد الوصية المقدسة علي عدم دخول ثمنه، حقا تضلون لأنكم لا تعلمون الكتب ومن أين يملك الحبر الجليل والأنبا صاحب النيافة الوقت ليقرأ الكتاب المقدس، وليسمع صوت موسي النبي يحذر ويقول أنها قبيحة عند الرب إلهك، أليس كل هذه الوصايا تم كسرها، ألا يوجد بالكتاب المقدس غير آية «لا طلاق إلا لعلة الزني» وحسب فهمكم العقيم لها تكسرون كل آيات الكتاب إلاها، لذلك وبعد هذا الاعتراف المشين والمسجل بكسر وصايا الإنجيل وتنجيس بيت الرب بوجود الكلاب فيه وإهانة أبناء المعمودية بها لابد أن تعتذر الكنيسة رسميا عن هذا الخطأ الفادح وتبعد القدس عن الكلاب فورا، فالله وحده هو الحافظ والحارس الذي لا ينام، والذي يري في الكلاب حفاظا علي هيبته فليخرج خارجا فما أكثر الكلاب هناك.