قلنا في العدد السابق أن مسلسل (الحسن والحسين) سيثير جدلا لن ينقطع وهو ما حدث بالفعل، حيث خرج علينا تيتر المسلسل يتضمن القائمة التي تضم عددا لا بأس به من علماء المسلمين العرب بخلاف أشراف آل البيت والذين يزيد عددهم جميعا علي المائة ليؤكدوا تضامنهم مع المسلسل وموافقتهم علي عرضه. ظهر ذلك خلال وضع أسمائهم علي التيتر كمشرفين علي العمل وهو ما يمثل موافقة حتمية لهم. القائمة تضم: الشيخ (يوسف القرضاوي): رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين،المرجع الشيعي العلامة (سماحة السيد محمد حسين فضل الله)،الشيخ (نصر فريد واصل) مفتي الديار المصرية سابقا،الشيخ الدكتور (أحمد هليل) قاضي قضاة الأردن،الشيخ (وهبة الزحيلي) أستاذ بكلية الشريعة بجامعة دمشق،الشيخ (سلمان بن فهد العودة) المشرف العام علي مؤسسة الإسلام اليوم،الشيخ (قيس بن محمد آل مبارك) عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية،الشيخ (عبد الله بن الشيخ المحفوظ) نائب رئيس اتحاد علماء المسلمين،الشيخ (القاضي حمود الهتار) وزير الأوقاف بالجمهورية اليمنية ،الشيخ (عبد الحي يوسف) نائب رئيس جمعية علماء السودان، الشيخ (عصام البشير) وزير الأوقاف بجمهورية السودان سابقا، الشيخ (عجيل بن جاسم النشيمي) عميد كلية الشريعة بالكويت سابقا، (د.خالد بن عبدالله المصلح) عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بالقصيم، (د.سعود بن عبدالله الفنيسان) عميد كلية الشريعة بالرياض سابقا، الشيخ (صالح بن محمد السلطان) أستاذ الدراسات العليا بكلية الشريعة بالقصيم، الشيخ (عبدالوهاب بن ناصر الطريري) نائب المشرف العام علي مؤسسة السلام اليوم، الشيخ (عبدالله بن إبراهيم الطريقي) الأستاذ بكلية الشريعة بالرياض، (د.عبد العزيز بن عبدالفتاح القارئ) أستاذ الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية سابقا، (د.هاني بن عبد الله الخبير) القاضي بالمحكمة العامة بمكة المكرمة، المرجع الشيعي العلامة (السيد علي الأمين)، قطاع الإفتاء بوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بالكويت أجاز نص المسلسل في إدارة الإفتاء بوزارة الأوقاف بالجمهورية العربية السورية كما راجع نص المسلسل تاريخيا المؤرخون: (د.علي الصلابي) - ليبيا، (د. محمد البرزنجي) -العراق، (د.محمد المدخل)- سوريا، (د.خالد الغيث) - السعودية، بإشراف الشيخ (حسن الحسيني ) - البحرين هذا بخلاف تزكية أكثر من 50 شخصية من أشراف آل البيت في الوطن العربي للمسلسل. هذه القائمة أثارت غضبا عند البعض من علماء الأزهر لما يرونه أن تلك الآراء هي تحدٍ لفتوي الأزهر بعدم تجسيد الأنبياء والصحابة والعشرة المبشرين بالجنة وآل البيت. (د.محمود إمبابي) - عضو مجمع البحوث الإسلامية أشار إلي أن هذه القائمة تعتنق مذهبا بعيدا تماما عن مذهب أهل السنة الذي يعتنقه الأزهر، ومن ثم أري أن هناك تجاوزات واضحة يحاول أن يعبر عنها هؤلاء بصورة تسيء ل (الحسن والحسين) من خلال تجسيد صورتهما علي الشاشة. «إمبابي» أكد أن هذا الكم من الأسماء الضخمة وكثرة عددهم يدل علي قوة موقفهم وإيمانهم بعمل رفضته أكبر مؤسسة دينية في العالم وهي الأزهر الشريف، ولكننا نثق في الكثير من العقول البشرية من أبناء الأمة الإسلامية التي تستطيع أن تقيم الموقف، وهو ما حدث بالفعل حيث امتنع عدد كبير منهم عن مشاهدة المسلسل. (د. عبد المعطي بيومي) - عضو مجمع البحوث الإسلامية - اتخذ موقفا حياديا، حيث وصف تلك القائمة بأنها لها رأيها الذي يعبر عنها والذي تستخدمه في تقييم العمل وإن كان هذا لا ينفي مسئوليتها عن عدم الاستناد إلي وثيقة صحيحة من الأزهر حتي لو كان المسلسل يقوم علي رؤية وخيال المؤلف. مشيرا إلي أنه في حالة ضرورة توصيل المنفعة من خلال التجسيد فعلينا وضع شروط علي الممثل الذي يجسد الشخصية الدينية بأن عليه اعتزال التمثيل فور انتهاء التصوير، أما بالنسبة للقائمة الواردة بالتيتر وما بها من هذا الكم الكبير من العلماء المؤيدين لعرض المسلسل فهو رأي يحترم ولكنه لا يمثل الفتوي الرئيسية لكون الأزهر هو المرجعية الأساسية في العالم. (د.مصطفي غلوش) - عضو مجمع البحوث الإسلامية - أكد أن ما يحدث من تجاوز الدراما الإيرانية المتشيعة بالإصرار علي عرض الشخصيات الدينية الممنوعة من الظهور علي الشاشة في أعمال درامية سواء «الحسن والحسين»، «يوسف الصديق»، هو نوع من المهزلة الحقيقية قائلا: أثناء عرض مسلسل «يوسف الصديق» لم يتخذ الأزهر قرارا حاسما في الإصرار علي منع المسلسل، واكتفي نخبة من علماء الأزهر بوصفهم له بعد عرضه بأنه عمل مبتذل وسيئ للغاية، ولم يكن يمثل النبي يوسف وحقيقته. لفت «د. غلوش» الانتباه إلي أن رأي الجبهتين المثيرتين للجدل حول المسلسل خاطئ سواء الجبهة الأولي المتمثلة في الأزهر الذي أفتي بعد عرض المسلسل أو الجبهة الثانية المتمثلة في قائمة علماء المسلمين العرب التي يتضمنها تيتر المسلسل والمشرفين علي مراجعته دينيا وتاريخيا والتي أيدت عرضه. وأكد «د. غلوش» أن الرأيين يحتاجان إلي دراسة حقيقية، حيث يري أنه كان من المفترض تشكيل لجنة من العلماء والمفكرين الإسلاميين الحكماء لمشاهدة المسلسل قبل عرضه لتتضح أمامهم الرؤية كاملة واتخاذ قرار جمعي. (د.سالم عبد الجليل) - وكيل وزارة الأوقاف - تساءل مندهشا: من أين أتي هؤلاء العلماء الذين تضمهم القائمة بجرأة الموافقة والفتوي للسماح وعدم حرمانية تجسيد الأنبياء والصحابة وآل البيت؟ مؤكدا أن ما تصنعه الدراما الإيرانية هو مجرد «شو» إعلامي، وأضاف قائلا: إن تجسيد الإمامين «الحسن والحسين» في عمل درامي لا يمثل إضافة للإسلام في شيء، وإنما هي خطوة لنزع فتيل الاستقرار والهدوء بين المسلمين. وقال (د. محمود عاشور) - وكيل الأزهر السابق - أن جبهة علماء المسلمين العرب لا تقوم علي تحدي الأزهر في قراراته أو أي فتوي يقوم بإصدارها، إنما هؤلاء العلماء بحثوا في الأمر من وجهة نظرهم وتبعا للمذاهب التي يعتنقونها. وحول المسلسل أكد أن فتوي الأزهر بعدم السماح بعرض المسلسل جاء من منطلق تعارض ذلك مع نصوص الشريعة الإسلامية لما فيه من تجسيد صريح للصحابة وآل البيت، فهذا أمر غير مقبول.