تعجبت كثيرا وأنا أقرأ خبر قيام الدكتور عبدالرحمن حافظ - محافظ الجيزة - بتشكيل ثلاث لجان على أعلى مستوى تضم كلا من اللواء مجدى غباشى رئيس حى العمرانية والمهندس سيد إبراهيم رئيس حى بولاق والمهندس عمر مسعود رئيس هيئة النظافة والتجميل لمنع حمار من الوقوف وسط الجزيرة الخضراء الواقعة فى شارع فيصل! الغريب فى الأمر أنه فورا تشكلت اللجنة وفورا انتقل اللواء مجدى غباشى إلى مقر تواجد الحمار الذى يملكه بائع فول وفورا تم منعه من الوقوف فى ذلك المكان والتأكيد على صاحبه بأنه سيتم سحب الحمار إلى حديقة الحيوان لذبحه وتقديمه كوجبات للأسود إذا ما تكرر هذا الفعل، كل هذا تم فى سرعة وجدية وتفانٍ فى العمل، بل الأكثر من هذا هو تكوين لجنة للمتابعة والمراقبة، لعل الحمار تراوده نفسه فى العودة مرة أخرى إلى ذلك المكان. منبثق عنها مجهود كبير فى التنفيذ والمراقبة والمتابعة من أجل حمار، وفى المقابل يئن المواطنون من مشاكل عديدة، فأكوام وتلال القمامة تنتشر فى غالبية الشوارع وطوابير طويلة للحصول على رغيف الخبز والتقاتل من أجل أنابيب البوتاجاز وانتشار العشوائيات وشكاوى أهالى العمرانية الغربية وترعة الزمر وشارع العشرين من المجارى الطافحة التى تتسبب فى انتشار الأوبئة، وسكان شارع فيصل الذين يصفونه بالسيرك القومى، حيث فوضى المرور والميكروباصات والمحلات التى تحتل الشارع عنوة وصناديق القمامة، وعدم وجود قسم شرطة خاص بهم، فالجانب الأيمن من فيصل يتبع قسم بولاق والأيسر منه يتبع قسم العمرانية.. والمواطنون حائرون ما بين القسمين. أتمنى أن يكون الاهتمام بمشاكل الجماهير لا يقل أهمية عن الاهتمام بالحمير بدلا من أن نجد المنادين بحقوق الحيوان يقولون تركوا من سرقوا المليارات وبنوا القصور ونهبوا الآثار، وحقيقة لقد انقلب المثل القائل «مقدروش على الحمار وقدروا على البردعة» وأصبح «مقدروش على البردعة وقدروا على الحمار»!