المستشار حسام الغرياني في تصرف لم نصادفه كثيرا فاجأ المستشار حسام الغرياني رئيس محكمة النقض ورئيس مجلس القضاء الأعلي زملاءه وأقاربه الذين أرسلوا إليه باقات الورود للتهنئة بتوليه منصبه الجديد، برد هذه الباقات إلي أصحابها مرة أخري! كما رفض طلبا لبعض أصدقائه بنشر تهنئة في الصحف بهذه المناسبة، وقام بتغيير رقم هاتفه النقال! تصرفات المستشار الغرياني رغم أنها بدت صادمة لمن لا يعرفه جيدا، لكن الذين عملوا معه ويعرفونه عن كثب يعتبرونها أمرا عاديا ومتوقعا، إذ إنه شديد الغيرة علي مهنته ويعتبر أن القضاء أرفع المناصب باعتباره عنوان العدالة. اللافت أن بعض التهاني التي وصلت مكتب الغرياني كانت من ليبيا، حيث استعانت بخبراته السلطات الليبية في بداية الثمانينيات من القرن الماضي لوضع نظام قضائي شامل في الجماهيرية، وتحديث عمل المحاكم بمختلف مستوياتها. لم يكن ظهور المستشار حسام الغرياني علي الساحة القضائية مقرونا بالحكم الذي أصدره ببطلان انتخابات دائرة الزيتون المرشح فيها زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق عام 2005 ولا بالمبادرة الشجاعة لتنظيم وقفة احتجاجية عام 2006 احتجاجا علي إحالة زميليه هشام البسطويسي ومحمود مكي، نائبي رئيس محكمة النقض، وتوليه الدفاع عنهما. بل يرجع نضاله لتنظيم مؤتمر «العدالة الأول» الذي عقد عام 1986 ومهد لوضع مسودة قانون السلطة القضائية الذي شارك في صياغته بجانب رموز وشيوخ السلك القضائي. يذكر أن محكمة النقض واحدة علي مستوي الجمهورية، تمت إنشاؤها أول مايو سنة 1931 وتمثل قمة الهرم القضائي في مصر، مهمتها العمل علي توحيد تطبيق القانون في المحاكم، كما أنها لا تعيد الفصل في المنازعات التي عرضت علي المحاكم الأدني منها، بل تختص بمراقبة الأحكام التي صدرت من تلك المحاكم والتحقق من مدي اتفاقها مع القانون.