أول القصيدة كفر كما يقولون.. وقد وقف الدكتور محمد سليم العوا فى المؤتمر الهام الذى أعلن فيه ترشحه لرئاسة الجمهورية.. يعلن بالفم المليان أن التيار المعارض لأفكاره هم شياطين الإنس بما يعنى أن الدكتور يضعهم فى خانة الأعداء قبل أن يبدأ المشوار ويصنفهم على أنهم تيار مرفوض مع أنهم يشكلون نصف المجتمع. كنت أتصور أن المرشح للرئاسة يتميز بسعة الصدر وأن يستوعب الخلاف الذى لا يفسد للود قضية.. خصوصا أنه مرشح لكل المصريين وأنه لو فاز بالمنصب الرفيع فسوف يكون رئيسا للجميع لأنصار الدستور أولا وأيضا لأصحاب فكرة الانتخابات أولا.. لكن الدكتور العوا لم يكن كذلك لأنه فى قلب مؤتمره الانتخابى الأول يؤكد بصريح العبارة أن الذين يطالبون بالدستور أولا هم شياطين الإنس فهل هو استهلال للحوار المجتمعى الجديد وهل هى بداية للمصادرة والحجر على الأفكار بعد وصوله لكرسى الحكم..؟! واليوم قرأت للدكتور العوا ما يفيد بأنه ضد التواجد الشيعى فى مصر وأغلب الظن أنه نسى أنه مرشح كل المصريين.. للسنى والشيعى والبهائى واليهودى والمسيحى وحتى لو كانت الغالبية من السنة.. فلا يجوز لرئيس الدولة أن ينحاز لتيار أو دين ضد آخر وفى الماضى طالبنا حسنى مبارك بالتخلى عن رئاسة الحزب الوطنى لأنه رئيس لكل المصريين.. فهل نطالب فى الغد الرئيس العوا بالتخلى عن التيار الذى يمثله لكى يكون رئيسا للجميع؟!. وأقر وأعترف أننى أخشى نجاح الدكتور العوا فى انتخابات الرئاسة لأننى لا أستطيع الفصل بين الدكتور محمد سليم العوا المرشح للرئاسة ومحمد سليم العوا أمين عام الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين وهو الاتحاد المهتم بنشر المذهب السنى فى العالم الإسلامى وهو ما يفسر موقفه المتشدد ضد الفكر الشيعى.. وربما يفسر موقف الدكتور العوا من الأخوة الأقباط ولا أعرف بالضبط هل سيسمح لهم بممارسة العبادات دون مضايقة ودون كلام عن الجزية وتكفير الآخر وهل سيكرر ما قاله فى الماضى حول استخدام الأقباط للكنائس لتخزين الأسلحة لمواجهة المسلمين وهل مايزال الدكتور العوا متمسكا بآرائه ومعتقداته ضد الأخوة الأقباط بعد ما تبين دور الأمن فى نشر الفتنة وإشعال الصراع بين عنصرى الأمة؟! ربما يكون ما قاله الدكتور محمد سليم العوا المفكر الإسلامى المعروف والأمين العام للاتحاد العالمى لعلماء المسلمين ربما يكون ما قاله فى حق الشيعة والأقباط من قبلهم من قبيل الدعاية الانتخابية للظفر بأصوات التيار الدينى خصوصا أن هناك العديد من المرشحين عن هذا التيار، لكننا ننسى أنه يرشح نفسه للرئاسة ومن المفيد له ولنا أن يتحدث فى السياسة ولا يجوز له الكلام فى الدين والديانات.. هو ليس خطيبا فى مسجد يحض على مكارم الأخلاق وينهى عن الفحشاء والمنكر والواجب عليه أن يكون خطابه سياسيا وأن يخاطب جميع التيارات والطوائف فى الشارع السياسى. لعله من المفيد له ولنا أن يحدثنا الدكتور العوا مرشح الرئاسة لا الدكتور العوا أمين عام الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين.. من المفيد أن يحدثنا عن قضايا الساعة، أن يقول لنا رأيه فى مسألة الحجاب.. والنقاب الذى انتشر وكاد يكون زيا قوميا، أن يكلمنا عن رأيه فى دور المرأة فى المجتمع الجديد.. فهل تصلح المرأة مثلا لتولى منصب الرئاسة.. وهل يجوز للمسيحى أن يكون محافظا لإحدى المحافظات.. أو رئيسا لوزراء مصر أو حتى رئيسا للدولة؟ والله العظيم إننى متشوق لأن أعرف رأى الدكتور العوا فى مسألة استيلاء التيار السلفى على مسجد النور بالقاهرة، وهل يستطيع حل المشكلة المعقدة.. كعربون للنجاح فى المستقبل؟! إنها قضايا تشغل المجتمع ومن المهم الاستماع إلى رأى الدكتور العوا حتى نحدد موقفنا تجاهك فهل نختارك رئيسا لمصر أم نبتعد عنك لنقف وراء مرشح آخر؟!