كتب - سمير فتحى تباين واضح وصريح داخل منطقة خان الخليلي التي لم تكن تعرف السير فيها لكثرة الزحام إذ أصبحت الآن خالية.. المحلات بعضها مغلق والآخر تسوده الأتربة.. السائحون غائبون والغياب الأمني ملحوظ وحالة البيع والشراء شبه متوقفة، والغريب في الأمر هو أنه رغم فرحة الشعب المصري بالثورة المصرية العظيمة التي أسقطت النظام السابق نري القائمين في خان الخليلي ينظرون بعين مختلفة، إذ يعتبرون ما حدث «وقف حال» طال أعمالهم وأرزاقهم! الحاج محمد إسماعيل 60 سنة تاجر قال لنا: إن الحياة قبل الثورة مختلفة تماما، فأنا تاجر تحف وتماثيل مصرية، أصدر لمحال الحسين وشرم الشيخ والغردقة.. وكنت لا أستطيع التحكم في بعض الطلبات الواردة لدي وكان يحدث بعض العجز في الكميات المطلوبة لكثرة الكمية، والآن لم أستطع أن أتخيل تلك الصحراء الخالية من حركة البيع لدي المحال التي تتعامل معي. عشري السيد أحمد «بائع تحف»: نسبة السياحة في مصر قلت بنسبة 95%.. وأنا غير قادر علي البيع بالإضافة إلي أن هناك العديد من الديون المتراكمة علي منذ اندلاع الثورة، فمثلاً لا أستطيع دفع إيجار المحل.. وهو مبلغ كبير يصل إلي 9 آلاف جنيه.. وقمت بالاستغناء عن بعض العاملين لعدم القدرة علي دفع رواتبهم. وأضاف: هناك يوميا سرقات تحدث في الحسين من قبل بعض البلطجية.. بالفعل هناك تواجد أمني من شرطة السياحة ولكنه بسيط للغاية، فما يعانيه الحسين هو الخوف الأمني الذي ظل في نفوس البشر لفترة طويلة. أما محمد عبدالرحمن «عامل بمحل بيع الملابس الأثرية» فقد قال لنا: مصر تعيش حالة من عدم الاستقرار الأمني الذي أدي إلي ضرب السياحة في مصر وجعلها غير متزنة علي الإطلاق، فرغم التخفيضات الهائلة والعروض المذهلة التي تقدمها شركات السياحة علي تذاكر السفر تظل الأعداد قليلة للغاية، أي تعد علي الأصابع، فأغلب السياح المتواجدين من آسيا وجنوب أمريكا والهند وماليزيا وبعض الصينيين، الذين يتجولون في الشوارع للسياحة فقط. المهندس إبراهيم حافظ «صاحب بازار»: أنا أعاني بعد الثورة ولا أستطيع أن أقف علي رجلي مرة أخري فقد سرق محلي منذ شهر وخسرت خسارة باهظة، حوالي ثلاثة أرباع رأس مالي، والآن من سبب كل هذا؟.