استقبلت فى القاهرة يوم 24 مايو 2011 مستر بهيم سنج رئيس مجلس التضامن العربى الهندى، ورئيس جمعية الصداقة الهندية الفلسطينية ورئيس تحرير صحيفة «صوت الملايين»، والذى حضر إلى مصر للتعرف على حالتها بعد ثورة 25 يناير. وتصادف حضور مستر سنج إلى مصر مع انعقاد المؤتمر الوزارى السادس عشر لحركة عدم الانحياز الذى عقد فى بالى بإندونيسيا، وحضره الدكتور نبيل العربى وزير خارجية مصر التى عقدت قمة عدم الانحياز فى شرم الشيخ خلال يوليو 2009 الماضى وكانت هذه هى القمة الثانية التى تعقد فى مصر منذ إنشاء حركة عدم الانحياز وشارك فيها 118 دولة.. والمؤتمر الوزارى السادس عشر فى بالى بإندونيسيا الذى عقد فى 24 مايو هذا العام وشاركت فيه وفود من 148 دولة.. وتصادف أيضا حضور مستر سنج إلى مصر مع عقد القمة الثانية لمنتدى الهند وأفريقيا المنعقد فى أديس أبابا والتى شاركت فيها مصر وأكدت فى كلمتها التى وجهها المشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة والتى ألقتها نيابة عنه السيدة فايزة أبوالنجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولى أن العلاقات التاريخية بين أفريقيا والهند ارتكزت دوما على مبادئ المساواة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة منذ الكفاح من أجل الاستقلال والحرية والديمقراطية وصولا إلى الشراكة من أجل تعزيز السلم والأمن وتحقيق التنمية المستدامة ومواجهة تحديات تغير المناخ والقضاء على الفقر وطرح نموذج فعال للتعاون بين الجنوب - الجنوب. وفى الأسبوع الماضى استقبلت مصر كما ذكرت فى العدد الماضى وفدا صينيا من جمعية التفاهم الدولى برئاسة عضو فى المكتب السياسى للحزب الشيوعى للتعرف على الأحوال فى مصر وعدد من دول المنطقة بعد الثورات التى قامت فيها. وهكذا يتضح أن ثورة 25 يناير فى مصر وبعض ثورات الدول العربية أصبحت موضع اهتمام وعناية دول عدم الانحياز التى ترتبط بعلاقات تاريخية وثيقة. وليست زيارة مستر سنج إلى مصر هى الزيارة الأولى.. فقد سبق له أن زار مصر عام 1968 ووقعت له حادثة مرور أثناء ركوبه موتوسيكل لزيارة أرجاء مصر من وادى حلفا إلى الإسكندرية أدخلته مستشفى الهلال الأحمر.. ومنذ ذلك التاريخ وهو يحرص على زيارة مصر والتعرف على الأحوال فيها.. وقد استقبله فى القاهرة الزعيم ياسر عرفات أبو عمار وعقد صداقة معه أدت إلى إنشاء الجمعية الهندية - الفلسطينية التى يرأسها مستر سنج الآن. واتسعت صداقات مستر سنج مع القادة الثوريين خلال زياراته للدول المختلفة فشملت مارتن لوثر كنج، ونيلسون مانديللا والرئيس سلفاتور الليندى رئيس شيلى وجمال عبد الناصر، وصدام حسين فى العراق، ومعمر القذافى فى ليبيا. وقد لخص مستر سنج رؤيته فى الكتيب الذى أصدره عن رؤيته لنصف قرن من 1959 إلى 2009 قائلا: العالم وطنى والهند منزلى والإنسانية دينى والمساواة والأخوة عقيدتى والعدل هو هدفى والثورة هى طريقى والصدق قوتى والسلام هو أعمق مشاعرى هذا هو طريق قدرى الذى أرتبط به وقد أوضح مستر سنج حرصه على معرفة ما يدور فى مصر بعد ثورة 25 يناير 2011 وانضم بذلك إلى قائمة الحريصين من الدول الصديقة على معرفة مستقبل مصر بعد الإطاحة بالنظام السابق. وأكدت هذه الزيارة إلى مصر ما قاله المشير طنطاوى فى كلمته لمنتدى الهند وأفريقيا بأديس أبابا عندما أكد أن ما يجمع مصر بالهند ليس فقط إرثا طويلا من تحرير الشعوب والاستقلال والنضال والتعاون المشترك بدءا من مقاومة الاستعمار وتأسيس حركة عدم الانحياز وتبنى قضايا العالم الثالث النامى فى المحافل الدولية، بل أيضا عقود طويلة من تراكم وتعميق مستويات التعاون الثنائى فى شتى المجالات. وقد زار الهند الدكتور نبيل العربى فى طريق عودته من اجتماع بالى لوزارء خارجية عدم الانحياز.. وذلك لتأكيد حسن العلاقات بين مصر والهند. وقد اعتمدت الهند خطة للعمل فى أفريقيا خلال الفترة من مارس 2011 حتى عام 2014، وقد تضمنت إنشاء 21 مركزا لبناء التقدم التكنولوجى. وهكذا ترتبط الهند التى تعتبر من أعرق الدول الديمقراطية فى العالم بعلاقات متجددة مع مصر التى تتطلع إلى تطبيق ديمقراطية صحيحة بعد ثورة 25 يناير.