في حديثها عن مقومات الدولة المصرية الحديثة لطلاب وأساتذة الجامعة الألمانية أكدت المستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا أن ثورة 25 يناير يواجهها الآن تحديات انهيار أدوات الدولة لأن الشعوب عندما تثور لا تثور في غرف معقمة ولكن هناك أجندات إقليمية ودولية من مصلحتها ألا تقف مصر مرة أخري علي قدميها لأنها ستغير مستقبل المنطقة العربية من المحيط إلي الخليج. وهذا ضد مصلحتها وضد أهدافها حيث إن لديها مشاريع موازية يتم طرحها الآن علنا وليس سرا. وإذا تذكرنا حادثة كنيسة القديسين بالإسكندرية قبل الثورة مباشرة سنجد أن من أفشلها هو الشعب المصري. وكل ما يحدث الآن من أسوان إلي الإسكندرية جزء من هذه الأجندة وليس من المهم إذا كان المنفذون بذقون طويلة أو يتظاهرون بأنهم مسلمون أو مسيحيون، لأن المسلم والمسيحي الحق هو الذي يعرف أن الأديان جاءت لسلامة البشرية وليس اقتتالها والله غني عنا لو كنا سنتقاتل باسمه. وأضافت نائب رئيس المحكمة الدستورية: لابد من إعادة مؤسسة الرئاسة والأمن ونعيد بناء الخارجية المصرية علي أساس جديد في العلاقات مع العالم وأننا لن نتلقي تعليمات من أحد عن طريق التليفون. ونحن لا نزال في مرحلة إزالة الأنقاض التي يخرج من تحتها الثعابين والعقارب إذ ظهرت جرائم لا تستطيع السيطرة عليها ولكن كل ذلك لن يستمر طويلا.. وأشارت الجبالي إلي ضرورة إعادة وعي الشعب الذي سرق منه في غفلة لأنه لم يكن لدينا ثقافة ولا تعليم ومهمة بناء وتنمية الوعي لدي الشعب المصري مهمة كبيرة وشباب الثورة قادر علي أداء هذه المهمة أكثر من الأحزاب السياسية والنخب السياسية والثقافية. ولن يقبل أحد أن نحكم بمنطق الدولة الدينية لأن كل هذا ضلال لا يمت للدين بصلة والدين الإسلامي منذ أن نزل علي البشرية كانت دولته مدنية.. فمنذ أن نزل الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام إلي المدينة قال لأهلها أنتم أعلم بشئون دنياكم.