عندما استقبل الرئيس محمود عباس أبومازن وفد منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية كان حريصا على توضيح رؤيته فى أهمية الوحدة الفلسطينية.. وما كادت تمضى عدة أيام حتى تم توقيع اتفاق المصالحة بين حركتى فتح وحماس فى القاهرة يوم الأربعاء الماضى.. وصرح الرئيس محمود عباس بأن هذا الاتفاق سيعزز فرص السلام من خلال موقف فلسطينى واحد. وأشار الرئيس عباس إلى أن الحكومة التى ستشكل عقب الاتفاق سيكون دورها إعادة إعمار قطاع غزة المدمر جراء العدوان الإسرائيلى، والتحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطنى خلال عام من التوقيع على المصالحة الوطنية، مؤكدا أن منظمة التحرير الفلسطينية هى المخولة فى الشأن السياسى، وبالتالى أى حديث عن مفاوضات سياسية سيكون مع منظمة التحرير وليس مع الحكومة الفلسطينية. أكد إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة التى تديرها حركة حماس فى قطاع غزة استعدادها لتقديم استحقاق اتفاق المصالحة الفلسطينية مع حركة فتح فى إشارة إلى تقديم استقالتها. وقال هنية - فى بيان صحفى - إن الحكومة مستعدة لتقديم الاستحقاق المترتب على اتفاق المصالحة خاصة أنها ذللت العقبات وشجعت وفتحت الباب واسعا أمام هذه اللحظة الوطنية وعلى أكثر من صعيد. ودعا هنية إلى تكاتف الجهود ضد العراقيل التى يضعها الأعداء أمام اتفاق المصالحة لمواجهتها وقطع الطريق على محاولات النيل من عزيمتها وإرادة التصالح والوئام الوطنى. وكان واضحا أن اتفاق المصالحة بين فتح وحماس وتثبيت دعائم الوحدة الوطنية الفلسطينية له تأثير سلبى على الحكومة الإسرائيلية التى تعمل على تثبيت الاستيطان الإسرائيلى الصهيونى فى الأرض الفلسطينية. ومن جانبه قال نتانياهو رئيس وزراء إسرائيل أن الاتفاق بين حماس وفتح يجب ألا يقلق إسرائيل وحدها وإنما جميع الذين يتطلعون إلى السلام فى العالم فيما اعتبر الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز أن الاتفاق بين فتح وحماس خطأ سيمنع إقامة دولة فلسطينية ويضيع فرص السلام فى المنطقة. ومع تزامن الشعور الإسرائيلى بالقلق من المصالحة الوطنية الفلسطينية وتأييد مصر لها أرسل نتانياهو مندوبا إلى مصر فى زيارة حمل فيها رسائل إلى رئيس الوزراء د. عصام شرف، ووزير الخارجية د. نبيل العربى.. فى محاولة لإثارة القلق المصرى حول قطاع غزة. ولكن الدور الذى تقوم به مصر بدعوتها لجميع الفصائل الفلسطينية سوف يقطع الطريق على محاولات نتانياهو المعادية للسلام والتى تحاول أن تؤثر على الإدارة الأمريكية.. فهى تعمل على تنظيم فتح معبر رفح بشكل دائم والاهتمام بقطاع غزة وتحسين علاقاتها مع حركة حماس، وأكد مسئول إسرائيلى أن ما تقوم به القاهرة خلال الفترة الأخيرة تجاه الفلسطينيين وتبنيها اتفاق المصالحة بينهم قد يؤدى إلى تداعيات استراتيجية على أمن إسرائيل القومى. وهكذا تعتبر الوحدة الوطنية الفلسطينية انتصارا فى طريق السلام.. وخطوة كبيرة فى تراجع إسرائيل عن موقفها الاستيطانى المعادى للسلام. مأساة القذافى الشخصية أعلنت حكومة ليبيا مقتل سيف العرب القذافى الذى يبلغ من العمر 29 عاما نجل العقيد معمر القذافى وثلاثة من أحفاده فى قصف لحلف الناتو استهدف منزل العقيد فى طرابلس. وليست هذه هى المرة الأولى التى يتعرض فيها منزل القذافى لقذف من عدوان خارجى.. فقد حدث ذلك منذ سنوات قبل زيارة وفد من اللجنة المصرية للتضامن إلى طرابلس فى 15 أبريل .1986 ومشاهدتنا لآثار القنابل التى دمرت منزل العقيد. فى ذلك الوقت كانت وحدة الشعب الليبى موضع اعتزاز وتقدير.. ولكن التطورات المتلاحقة دفعت إلى انقسامات حادة لجأ فيها النظام والثوار وما إلى استخدام الأسلحة فى صراع دموى سقط فيه الأبرياء من الجانبين قتلى وجرحى.. ولم يعد أمام الأمة العربية سوى المطالبة بالعمل على حقن دماء أهلنا فى ليبيا.. والوقوف مع الطرف الذى يدعو إلى وقف القتال وإقرار السلام. كاميليا.. المصرية حسمت كاميليا شحاتة الموقف الذى أثارته.. بعد أن حاول السلفيون اعتبارها مسلمة وحاولوا استدعاءها عن طريق الكاتدرائية وليس عن طريق محل إقامتها كما تقضى بذلك القوانين لجميع المواطنين، وكان واجبا ألا يتم الاستدعاء أصلا عن طريق الكاتدرائية وإنما عن طريق العنوان الوارد فى بطاقة الرقم القومى. وقد حسمت كاميليا الموقف بإعلان ديانتها المسيحية وتوكيل أحد المحامين عنها لإعلان ذلك فى تحقيقات النيابة التى تبدأ هذا الأسبوع.. وهو الأمر الذى يضع نهاية لموقف السلفيين المتخلف الذى يتدخل فى الشئون الشخصية للمواطنين المصريين.