الجارالله: يحكم مصر الآن النائب العام وليس المجلس العسكرى

أجرى الكاتب الكويتى الكبير أحمد الجارالله رئيس تحرير جريدة «السياسة» حوارًا مدته نصف ساعة مع رئيس الوزراء المصرى د. عصام شرف فى مقر إقامته بقصر «بيان»، وقد كانت فرصة بأن نقوم بإجراء حديث قصير معه على هامش مقابلته السابقة لنتعرف على وجهة نظر صحفى عربى اعتاد إجراء أحاديث ولقاءات صحفية مع الرئيس السابق حسنى مبارك..
بداية سألنا الجارالله: معروف أنك كنت تجرى أحاديث صحفية شبه دورية مع الرئيس السابق مبارك.. هل كان يستشعر الأحداث التى فجرتها ثورة يناير؟
- لا.. كان عنده قناعة أن الأمور تسير مسارًا جيدًا خصوصًا على المستوى الاقتصادى والمعيشى لدى الناس، وكان متابعًا ومشغولاً بالجانب الاقتصادى، فكان لا يريد أن يرى احتياطيات الدولار منخفضة أو عجزًا فى الميزانية.
أحمد الجار الله مع د. فاطمة سيد أحمد
* هل أنت غير متعاطف مع الثورة المصرية؟
- أنا متعاطف لحدود ولكن أن تنقلب لفوضى فأنا ضدها، والشارع لا يمكنه أن يحكم بالشكل المتوازى مع متطلبات الناس، ولو درسنا تاريخ الثورات فى العالم ماذا فعلت للشارع نجد أن دولها لم تستقر إلا لما انتقلت لحكم القانون والحكم المدنى.
* هل معنى هذا أنك ضد الثورة؟
- اسمحى لى أقولها: أجهزة الإعلام نفخت كثيرًا فى الثورة الشبابية وأعطتها حجماً كبيرًا وضخمتها، والإعلام المصرى لماذا أطلق عليها ثورة الشباب إنها ثورة الشعب المصرى كله، لأن الشباب حسب التقدير 150 ألفًا ولكن 18 مليونًا كانوا فى الميدان يبقوا اسمهم الشعب، الشباب أشعل الفتيل والباقى تحرك وأشعلوها ودون هؤلاء الناس ما كانت هناك ثورة، والمطلوب الآن أن تتعافى مصر لأنها مهمة للعالم العربى خاصة دول مجلس التعاون، نريدها دولة مهمة فى الاقتصاد العالمى والإقليمى بالمنطقة.
* ما هو أهم سؤال وجهته لدكتور عصام شرف؟
- الكلام مع شرف طرحته من منطلق مواطن خليجى عربى أريد من مصر فى المرحلة المقبلة أن تكون قبلة وثقة للمستثمرين العرب والعالم، وتتمتع باقتصاد وصناعات جيدة وتوجه تكاملاً اقتصاديًا وصناعيًا عربيًا ويومها نفكر فيما طرحه مبارك من وحدة اقتصادية.. ولكن الآن يجب تحسين قوانين الاستثمار فى مصر، أما هوجة الناس التى تتحدث الآن والقوانين الاقتصادية فيجب أن تتحسن وتكون مغرية وتزيل حالة الشك التى يعيشها المستثمر خاصة أن هناك 200 مستثمر مصرى منقادين للسجون.
* انقادوا لأنهم أخذوا حقوق الشعب المصرى؟
- أخطأ من منحهم وطبقًا للمناخ لو سيىء يحاسب السيىء وليس من حصل على شىء من هذا السيىء، وهذا حال البيزنس فى كل دول العالم وليس الفائدة تكون لصاحب العمل فقط ولكن هناك عمال وضرائب لصالح الاقتصاد الوطنى.
* ولكن حق الشعب ضرورى يرجع وثورة يوليو 52 فعلت هذا وأممت الأموال التى حصل عليها البعض بغير وجه حق واستخدمت لصالح الشعب؟
- ثورة يوليو أخطأت ودمرت اقتصاد مصر ل40 سنة حتى جاء السادات، ثورة يوليو أفقرت الغنى ولكنها لم تغن الفقير.
* بما أنك رئيس تحرير جريدة كويتية كبيرة.. ما هو الانطباع لدى الناس فى دول الخليج العربى عن مصر الآن؟
- الانطباع لدى الناس فى دول الخليج أن الذى يحكم مصر هو «النائب العام» وليس المجلس العسكرى ولا غيره.