هل الوقت ملائم لفتح الباب على مصراعيه لإنشاء القنوات الفضائية وإلغاء الاستعلام الأمنى عن مالكيها وعدم وضع ضوابط للرقابة على أدائها ؟ سؤال يطرح نفسه فى ظل موافقة هيئة الاستثمار على إنشاء 16 قناة فضائية جديدة إحداها لرجل أعمال تورط فى قضية رشوة وتم تبرئته باعتباره شاهد ملك لشهادته على باقى المتهمين فى القضية وأخرى لقيادات إخوانية سبق اعتقالها وسجنها وشخصيات سلفية اتجهت لإنشاء القنوات لبث أفكارها وتتأرجح المنطقة الرمادية ما بين قناة موسيقية وأخرى لبث مواد رومانسية مثيرة وثالثة للأفلام. ومن إجمالى 34 مؤسسا فى الشركات التى أنشأت القنوات لا يتعدى المشهورون منهم فى مجال الإعلام عدد أصابع اليد الواحدة مثل «جمال مروان»، والذى أنشأ شركة تتبع المناطق الحرة ليبث عليها قناة «ميلودى أفلام» وقناته «ميلودى كلاسيك» أما باقى قنواته فيتم بثها عن طريق شركته «ميلودى إنترتمنت» ليمتد فى النايل سات، أما «السيد البدوى» فقد أنشأ قناتين جديدتين وهما «الحياة 3» و«المصرى»، وأضافت بانوراما للإنتاج الإعلامى قناة جديدة للأكشن لقنواتها الثلاث الحالية. ويأتى الزميل إبراهيم عيسى ليتشارك مع المنتج أحمد أبوهيبة والمهندس محمد مراد فى تأسيس قناة «التحرير» برأس مال 009 ألف دولار، وهى قناة عامة وليست متخصصة، ويشارك «وليد مصطفى» رئيس مجلس إدارة جريدة اليوم السابع «سمير يوسف» فى إنشاء قناة فضائية عامة باسم قناة «النهار» برأس مال يبلغ مليون دولار، وكان «يوسف» قد عمل بشبكة قنوات TRA ووكالة الأخبار العربية التابعة للخرافى. أما «نصر محروس» المنتج الفنى فيؤسس قناة غنائية باسم شركته «فرى ميوزيك تى فى» وبرأس مال 045 ألف دولار مع أخويه «أمير» و«أميرة». * «الجندى» وقضية الرشوة يتصدر «سعد الجندى» رجل الأعمال ورئيس نادى الإسماعيلى السابق قائمة الوافدين الجدد على مجال الإعلام وهو الرجل الأكثر إثارة للجدل حيث تم اتهامه فى قضية رشوة قيادات بمديرية الإسكان بالإسماعيلية بمبلغ 03 ألف جنيه مقابل إرساء بعض المناقصات عليه منها تطوير النادى الإسماعيلى وعمارات إسكان المستقبل والطريق الدائرى، وأعفى «الجندى» من القضية بنص المادة 701 مكرر باعتباره شاهد ملك لاعترافه بإعطاء المتهمين مبالغ رشوة، وحكمت المحكمة بالسجن المشدد على باقي المتهمين. ويصدر «الجندى» من الشركة الجديدة والتى تم تأسيسها برأس مال مليون دولار قناتين إحداهما منوعة والأخرى رياضية، حيث أنشأ ناديا من عامين باسم نادى «الجندى» لكرة القدم.. وللمتعاملين مع «الجندى» أثناء رئاسته لنادى الإسماعيلى رأيهم فى شخصيته والتى تم تلخيصها فى أنه رجل قوى وسريع فى اتخاذ القرارات وجرىء، ولكن يعيبه عدم إجادته التعامل مع الآخرين وعدم وفائه بالتزاماته تجاه بعض اللاعبين وتعامله بعنجهية مع البعض الآخر. * قنوات دينية أما الشخصية الأخرى المثيرة للجدل فهو الدكتور «صفوت حجازى» خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية قسم مساحة وخرائط عام 5891, والذى عمل بالمدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، وهى الفترة التى تشبع فيها بالفكر الوهابى، وعاد حجازى إلى القاهرة عام 8991, وبدأ فى إلقاء الدروس فى أكثر من مسجد وبالتالى عرف طريق الفضائيات ليقوم بتأسيس شركة برأس مال مليون دولار مع شريكين آخرين منهما سيدة، ورغم إنشائه قناة فضائية «الوادى» إلا أن «حجازى» فضل أن أصفه فى مكالمته الهاتفية له يا شيخ صفوت وليس بالإعلامى لرفضه هذا التوصيف، كما رفض التحدث ل«روزاليوسف» لاتخاذه موقفاً سابقاً منها وصمت عندما أوضحت له تعسفه فى عدم سماعه الرأى والرأى الآخر رغم كونه صاحب قناة من المفترض أن تكون لغة الحوار هى إحدى أدواتها. أما القناة الدينية الثانية فتمثلت فى قناة «الحكمة» والتى أسسها «وسام عبد الوارث» وشقيقته «ومحمد بليغ قورة» مقدم برامج فى القنوات الدينية، وكان الاستعلام الأمنى قد رفض منح «عبد الوارث» موافقة على إنشاء قناة عام 7002 ثم تقدم مرة أخرى بالطلب وعندما تأخرت الموافقة قام بالاستعانة ببلطجية من بضعة أسابيع وتظاهروا أمام مبنى هيئة الاستثمار بمدينة الإنتاج الإعلامى وسدوا مدخل المبنى مهددين بإقامة خيم والمبيت لعدة أيام وعدم السماح لأحد بالخروج من المبنى وتعدوا بالسب على الموظفين والمسئولين بالهيئة.. مما يضع الكثير من علامات الاستفهام فى أسلوب تعامله مع العقول بقناته الفضائية. أما أهم أنشطة «عبد الوارث» على صفحته بالفيس بوك فهو دعم المسلمين الجدد وتحرير الأسرى المسلمين خاصة «كامليا شحاتة» و«تريزا عياد». * نساء الإخوان الملاحظ هو دفع قيادات الإخوان والسلفيين بالسيدات كشريكات فى القنوات الفضائية، حيث تشارك «مها أبو العز» زوجة القيادى الإخوانى الدكتور «حسام أبو بكر» - المحتجز على قضية دعم القضية الفلسطينية - كأحد المؤسسين للشركة العالمية للإنتاج الإعلامى برأس مال مليون دولار، والتى ستطلق قناة «مصر 52» وهى مديرة لمنظمة مجتمع مدنى هدفها تنمية وتطوير مهارات وقدرات الشباب والأطفال، بالإضافة إلى حركتها المستمرة داخل أوساط نساء الإخوان وشبابهم، من أبرز المشاركين الخمسة «لأبو العز» «صادق عبد الرحمن الشرقاوى» المولود عام 0591 وتخرج فى كلية التجارة جامعة القاهرة عام 3791 وسافر إلى بريطانيا ثم إلى السعودية واعتقل أول مرة لمدة شهرين فى سنة 0002 أثناء الانتخابات البرلمانية، واعتقل عام 6002 فى قضية المحاكمة العسكرية التاسعة لقيادات الإخوان المسلمين لسنة 7002 وحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات. * قناة رومانسية تأتى القناة ذات الهدف الغريب وهى قناة شبابيك والتى قام بتأسيسها «أيمن عبد الفتاح»، وكان أحد العاملين بالدول العربية وعاد لينشئ شركة برأس مال نصف مليون دولار لإطلاق قناة رومانسية متخصصة، وكان قد تم الاعتراض غير الرسمى على الهدف من القناة طالبين منه تفسير معنى الرومانسية، وأوضح حينئذ بأنها ستهتم بكل ما هو يدعو للقيم الجميلة والرومانسية مما يضع علامة استفهام كبيرة على الهدف. سبق لأيمن عبد الفتاح أن أطلق قناة «شبابيك» منذ حوالى ثلاثة أعوام إلا أن الأزمات المالية التى لاحقته عاقت دون استمرارها فاضطر لإغلاقها لأكثر من عام، ثم عاد مرة أخرى فى محاولة لإطلاقها آملا تحسن الأحوال المالية فى المرحلة القادمة. * الرقابة المفقودة وينأى «أحمد أنيس» رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للأقمار الصناعية «النايل سات» بنفسه عن مسئولية رقابة محتوى القنوات الفضائية الجديدة، مؤكدا لروزاليوسف بأنه ناقل فقط للقنوات، وليس مراقبا لمحتواها والذى يعود إلى هيئة الاستثمار. ويفجر «عبد المنعم الألفى» - نائب رئيس هيئة الاستثمار لشئون المناطق الحرة للإعلام - مفاجأة بعدم وجود ضوابط للرقابة على محتوى القنوات الفضائية المؤسسة تبع الهيئة والتى بلغ عددها 58 قناة، حيث يتم دراسة تلك الضوابط فى الفترة الحالية، مرجعا مسئولية الرقابة على منظمات المجتمع المدنى بوجه عام ولا تتبع أى جهة سيادية، حيث لم تكن تجربة مراقبة اتحاد الإذاعة والتليفزيون مفيدة، وكان يتم إساءة استخدامها فى بعض الأحيان نظرا لكونه منافسا لهذه القنوات، بالإضافة إلى أن تفعيل دور المراقبة معطل الآن بعد إلغاء وزارة الإعلام وعدم معرفة مصير هيئات الوزارة أو مسئوليات اتحاد الإذاعة والتليفزيون المنوطة بمراقبة أداء القنوات الفضائية. ويقول الألفى: سيتم عقد اجتماع مع مالكى القنوات للتوصل لصيغة معينة فى متابعة الأداء وليس للرقابة، وذلك للتأكد من الالتزام بالقواعد المنصوص عليها فى الترخيص والمتمثلة فى قواعد عامة مثل ميثاق الشرف الإعلامى وعدم ازدراء الأديان أو الحض على الفتنة الطائفية والجنس والعنف وعدم المساس بالمصالح القومية للبلاد والالتزام بتعاليم الحكومة فى أوقات الكوارث والأزمات والالتزام بالموضوعية وعدم بث وقائع بصورة مشوهة وتحرى الدقة فى عرض وتوثيق المعلومات والعرض المتوازن للآراء واحترام خصوصية الأفراد والمؤسسات وعدم المساس بها والالتزام بحقوق الملكية الفكرية وحق الرد والتصحيح على ما سبق بثه من وقائع وعدم الإعلان عن أدوية إلا بعد الحصول على موافقة الجهات المتخصصة وعدم بث مواد تحض على الكراهية وعدم التفرقة بين الأفراد على أساس العرق والدين. ويكشف «الألفى» أن الشركات تقدمت بالتأسيس بعد ثورة 52 يناير قبل إلغاء الاستعلام الأمنى بشهر تقريبا وكانت جهات أمنية سيادية تقوم بالفعل بالاستعلام الذى تم إلغاؤه بقرار من مجلس إدارة المنطقة الحرة الإعلامية والذى ارتأى عدم أهمية هذا الاستعلام فى الفترة الحالية واقتصاره على المستثمرين الأجانب فقط. ويوضح الألفى أن قرار إلغاء الاستعلام الأمنى جاء للتخفيف عن المستثمرين وتشجيعهم لتأسيس شركاتهم فى المنطقة الحرة.