المستشار محمود الخضيرى - نائب رئيس محكمة النقض السابق ورئيس نادى قضاة الإسكندرية الأسبق اختاره شباب التحرير لرئاسة المحاكمة الشعبية التى نصبها الثوار للرئيس المخلوع حسنى مبارك فى جمعة «المحاسبة والتطهير»، كما أطلقوا عليها بميدان التحرير والتى توافد الملايين للمشاركة فيها، بعض الثوار قد أكدوا من قبل أنهم سينفذون حكم المحكمة الشعبية فى الرئيس مبارك ويذهبون إليه فى مظاهرة مليونية إلى شرم الشيخ.. الآن وبعد تحويل مبارك وزوجته ونجليه علاء وجمال للمحاكمة، ما مصير هذه المحاكمات الشعبية؟ نلتقى بالمستشار محمود الخضيرى لنسأله: ؟ هل أعادت محاكمة الرئيس مبارك ثقة الثوار فى المجلس العسكرى وتأكيد حسن نواياه لهم؟ - نعم أعادت الثقة، لكن هناك شرطا مهما جدا لكى تتأكد هذه الثقة أن تكون المحاكمة علنية ويسمح فيها بالتصوير أثناء التحقيق والمحاكمة، وأن يتم ذلك بسرعة شديدة جدا. * ولكن تصوير المتهم أثناء التحقيقات مخالف للقانون.. أليس كذلك؟ - فى هذه الحالة وعندما تكون هذه الرغبة شعبية، وحين يحقق هذا التصوير ثقة الشعب فى المجلس العسكرى ويجعله يتأكد من صدق محاكمة مبارك ونجليه لا تكون هناك مخالفة، لأن الناس فى مصر مازالوا غير مصدقين أنه تم القبض على مبارك ونجليه بالفعل. ولن يتأكدوا من ذلك إلا بعد أن نراهم فى الزنزانة يرتدون ملابس السجن. * هناك بعض المصريين تعاطفوا مع الرئيس بعد خبر القبض عليه وطالبوا بالعفو عنه لكبر سنه ومرضه ونكتفى بمحاكمة نجليه؟ - من يرد العفو عن مبارك فليستأذن أسر الشهداء الذين بذلوا الدم من أجل مصر ومن أجل حريتها ويستأذن أسر المساجين والمعتقلين الذين ظلموا فى عهد مبارك وليستأذن كل من وقع عليه ظلم وقهر وإهانة.. فلا يمكن أن أتبرع بدم غيرى وأدعى الشهامة. * بعد محاكمة مبارك.. هل تعتقد أن تزيد عناصر البلطجة ومثيرى الفوضى فى الشارع المصرى؟ - فى رأيى أن البلطجة ستختفى خلال الفترة المقبلة لأن البلطجية مأجورون يحركهم وجود مبارك وأبنائه أحرارا، وبعد دخولهم السجن ستقل البلطجة لأنهم لن يجدوا من يدفع لهم. * وماذا بعد القبض على مبارك.. هل هناك طلبات أخرى لدى الثوار؟ - نعم لابد من إقالة المحافظين القدامى وإقالة رؤساء الجامعات وعمداء الكليات وحل الإدارة المحلية كلها وعودة الشرطة إلى وضعها الطبيعى فى خدمة الشعب. * وهل تظل المحاكمات الشعبية فى ميدان التحرير أيام الجمعة من كل أسبوع؟ - لا توجد محاكمة الجمعة المقبلة إلى أن نرى ماذا سيحدث فى محاكمة مبارك، لكن لابد أن يظل «السلاح صاحى» وسلاحنا هو تجمعنا فى تظاهر سلمى كل يوم جمعة، إلى أن تتحقق فيه المطالب، وتظل المظاهرة إلى ما قبل العشاء ثم ننصرف جميعا ونترك الميدان لأن الثورة المضادة مازالت موجودة ومازال بعض المسئولين يديرون أعمال البلطجة من السجن عن طريق «الموبايل» وبعضهم هربوا أموالهم عن طريق«بصمة الصوت» كما تردد. * فى اعتقادك هل للمحاكمة الشعبية لمبارك فى «ميدان التحرير» دور لتحولها إلى محاكمة حقيقية؟ - نعم، لقد لعبت هذه المحاكمة نوعا من الضغط كان له مردود إيجابى لدى المجلس العسكرى الذى يعمل لصالح الناس ويرغب فى استقرار الوطن. * وهل بالفعل كان الثوار سيذهبون لمبارك فى شرم الشيخ لتنفيذ الحكم بأيديهم؟ - إن محاكمة مبارك فى الميدان كانت رمزية ولم نكن نملك آلية التنفيذ فليس لدينا جيش أو شرطة لننفذ أحكامنا، لكنها كانت وسيلة للضغط على المجلس العسكرى للتعجيل بالإجراءات القانونية الخاصة بمحاكمة الرئيس ونجليه، وحتى لو ذهب الشباب إلى شرم الشيخ كانوا سيقومون بمحاصرة مقر الرئيس فقط من خلال مظاهرة مليونية لأننا شعوب متحضرة ولسنا همجيين كى نهجم على الرئيس وننفذ الحكم بأيدينا. * أكد مبارك فى كلمته على قناة «العربية» أنه لا يملك أرصدة فى البنوك وأنه سيقاضى كل من أساء لسمعته؟ - إن ما قاله مبارك لا يوجد فيه جديد، ولو كان يريد أن يؤكد حسن نواياه لكان قام بعمل توكيل للنائب العام للتصرف فى حساباته والبحث عنها، لكن الحقيقة أن مبارك استطاع تهريب ثروته بطرق مختلفة عن طريق غسيل الأموال أو تحويلها لشركات أخرى، ولذلك ظل زكريا عزمى شهرين فى مقر الرئاسة ليتخلص من الأدلة التى تدين الرئيس. * وكيف يمكننا إثبات ذلك؟ - سيتم كشف كل شىء عن طريق التحريات التى ستثبت لنا أين كانت ثروة الرئيس وأين ذهبت. * ماذا تقول للثوار بعد القبض على مبارك؟ - أقول لهم فلنضع جميعا أيدينا فى أيدى بعض ونبدأ رحلة البناء.