لم يعد سؤال الأم لابنتها أو لابنها حين عودته من المدرسة عن أحواله وماذا حدث أمرا يستهان به ولا أقصد السؤال عن دروسه وواجباته ولكن أقصد السؤال عن من ضايق ابنها أو من تحرش بابنتها !! الحقيقة بعد وجود عدد من حالات التحرش وهتك العرض للأطفال في المدارس والتي هي اليوم أمام القضاء بات من الضرورى أن يكون هناك حوار عائلي أولا من قبل الأم والأب لأطفالهم بالإضافة إلى حوار مجتمعي فى المؤسسات التعليمية على مستوى الجمهورية لتعريف الأطفال بمرحلة رياض الأطفال والابتدائية بم يمكن أن يتعرضوا له من قبل بعض الراشدين الكبار غير الأسوياء بمحيط المدرسة أو محيط الحضانة ! في اعتقادى أن سؤالا مثل حصل ايه معاك النهاردة؟ هل هناك شخص لمسك بطريقة أزعجتك أوسببت لك ألمًا ؟ هل هناك شخص قام بخلع ملابسك الداخلية دون إرادتك ؟ وغيرها من الأسئلة التي يجب اليوم أن تهتم بسؤالها الأمهات لأطفالهن بعد عودتهن من المدرسة بعيدًا عن الدروس والواجبات ولعل هذه الأسئلة هي أكثر أهمية من أخرى لها علاقة بالتعليم نفسه. للأسف تجهل اليوم كثير من الأمهات كثير من الأعراض التي من الممكن أن تخبر الأم ما إذا كان طفلها يتعرض لاعتداء جنسى فى محيط الدراسة أو دار الرعاية أو هل هناك من يضايقه فى مدرسته لذا لم يعد غريبًا أن تفاجأ الأمهات اللاتي تم الاعتداء على أطفالهن جنسيًا في إحدى المدارس الدولية بأن الاعتداء استمر لسنة كاملة على الأطفال الأمر الذي تسبب في صدمة كبيرة لدى الأهالي من جهة والمجتمع من جهة أخرى، أطفال صغار صامتين لسنة يتعرضون للتحرش وهتك العرض بشكل دورى وبالتبادل بين أفراد عصابة مجرمة من العاملين في المدرسة! الحقيقة اليوم نحن أمام قضية رأي عام كبيرة يجب فيها أخذ كل الحيطة والحذر من قبل الأهل تجاه أطفالهم الصغار. لذا لم يعد من المعقول ألا تتحدث الأم مع ابنتها أو ابنها الصغير عن الأماكن الحساسة المحرم لمسها وتعريتها في الجسد أمام أي شخص آخر! لم يعد من المعقول ألا تتحدث الأم أو كلا الوالدان عن وجود أشخاص غير أسوياء حول الطفل وكيفية التعامل معهم! لم يعد من المعقول ألا تكشف الأم بشكل دورى على جسم ابنتها الأقل من السبع سنوات ويكشف الأب على جسم ابنه إذا وجد أي تغير في مزاجه أو سلوكه ويفضل أن يكون ذلك عند طبيب مختص. أصبح من الضروري توعية الأطفال منذ بداية الفهم والكلام بالمناطق الحميمة والحساسة في أجسادهم بل عدم السماح لهم بتغيير أو خلع ملابسهم أمام أى شخص آخر حتى لو فرد في العائلة لأننا نريد ترسيخ فكرة احترام خصوصية جسده منذ بداية إدراكه بالأشياء من حوله، بات ضروريًا أيضًا فتح حوار عائلي نستغل فيه التكنولوجيا بين أيدينا ليشاهد أطفالنا الأفلام الوثائقية التي تتحدث عن التحرش والاعتداء الجنسي لمن هم في أعمارهم! وفي النهاية وسط هذا العالم المتغير المضطرب من حولنا بات النقاش مع أطفالنا وإعطاء مساحة للطفل ليتحدث ويحكي مع انصات الأهل دون انشغال عن ما يقوله بل وتصديقه والوقوف عند مصدر ما يعانيه هو صمام الأمان الحقيقى الذى من الممكن أن ينقذ أطفالنا من أي متربص بهم .. أى مغتال لطفولتهم وبراءتهم .