عبرت السيدة انتصار السيسى قرينة رئيس الجمهورية، عن فخرها، بكل مصمم ومبدع مصرى شارك فى حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير، وقالت عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى ال«فيس بوك» فخورة بكل مصمم ومبدع مصرى شارك فى هذا العمل العظيم فقد أثبتم أن الإبداع المصرى لا يعرف المستحيل. وأضافت قرينة رئيس الجمهورية: «أنتهز هذه الفرصة لأعبر عن دعمى لشبابنا المصممين القادرين على الحفاظ على الهوية المصرية والأصالة الفرعونية بدءًا من توطين صناعة الأزياء بكل فخر وثقة، لتصبح جزءًا يعكس قيم الحضارة المصرية على مر العصور». فى ليلةٍ احتفى فيها العالم بحضارةٍ صنعت التاريخ، لم يكتفِ الحضور بارتداء ما يليق بالمناسبة وبوجودهم فى حضرة ملوك وملكات مصر القديمة، بل اختاروا أن تكون إطلالاتهم مستوحاة من هذه الحضارة العظيمة، تُحاكى مظهر المرأة المصرية القديمة فى صياغة عصرية أنيقة. ذلك المزج بين الماضى والحاضر جعل المشهد أشبه بلوحة فنية تمزج بين التاريخ والموضة والفن، فتحوّل الحفل من مجرد عرض فنى واحتفال أثرى بصرحٍ عالمى يضم كنوز الحضارة المصرية، إلى استعراضٍ للقوة الناعمة المصرية، ليس فقط فى الفن بل فى الأناقة أيضًا. فقد تألقت النساء فى تلك الليلة بملابسٍ استحضرت روح الأجداد، من السيدة الأولى المصرية إلى الملكة رانيا، وصولًا إلى الفنانات اللواتى شاركن فى الحفل، ليقدمن معًا صورةً حديثة لجمالٍ ضاربٍ بجذوره فى عمق التاريخ. إطلالة ملكية بنقوش هيروغليفية نبدأ بالسيدة «انتصار السيسي» التى ارتدت فستانًا صُمم خصيصًا لهذه المناسبة الاستثنائية فى تاريخ مصر. اختارت السيدة الأولى فستانًا طويلًا يحمل طابع العباءة الشرقية باللون الأسود مع تطريز باللون الذهبى ليمنح الإطلالة البعد الملكى المطلوب فى حضرة ملوك مصر القديمة.وبينما جاء تصميم العباءة محافظًا على الهوية المصرية الشرقية، فقد جاء التطريز مستوحى من الحضارة المصرية القديمة من خلال حروف اللغة الهيروغليفية التى امتدت بطول الفستان.
أما العبارات التى زينت الفستان وطُرزت يدويًا بدقة بالغة فتقول إحداها «من رمال التاريخ إلى نور الحاضر».. فى رسالة قوية تؤكد ارتباط حاضرنا بحضارتنا وهويتنا المصرية القديمة وانتماءنا إلى هذه الهوية المتفردة بينما تقول عبارة أخرى «وينحنى الزمن أمام مجد مصر» و«ومن نسلها تولد القوة».. وكلها عبارات تؤكد على الفخر بالهوية والتاريخ والثقة فى أن قوتنا تنبع من هذه الحضارة العظيمة التى يعتز بها كل مصرى ويقف العالم أمامها احترامًا. هذه اللمسات الفنية فى اختيار الهيروغليفية لم تكن مجرد زينة أو تطريز دقيق بل رسالة تؤكد على ارتباط الحاضر بالماضى وتعبير عن الفخر بجذورنا وأصولنا القديمة واعتزازنا بحضارة ألهمت البشرية منذ آلاف السنين. جاءت الإطلالة ملكية بامتياز لكنها فى الوقت نفسه هادئة وبسيطة لتعكس روح المرأة المصرية المرتبطة بجذورها كأنها ترسل تحية صادقة لملكات مصر القديمة اللاتى كن حاضرات ليس فقط بتماثيلهن بل بتاريخهن وأثرهن الكبير الذى خلد أسماءهن المحفورة على جدران المعابد وفى البرديات القديمة التى تحكى قصص ملكات حكمن فألهمن، ومازلن يلهمن، نساء كثيرات حول العالم. الرائع هنا أن السيدة الأولى لم تلجأ إلى دار أزياء عالمية، بل اختارت مصممة مصرية لتصميم فستانها لهذا الحدث المصرى الخالص. لم يكن الاختيار مجرد تشجيع للمنتج المحلى أو لإعطاء دفعة للمصممات المصريات بل هو رسالة فخر واعتزاز بالموهبة المصرية وإيمان وقناعة بقدرة الإبداع المصرى على المنافسة عالميًا. كما يعكس هذا الاختيار، رغبة حقيقية فى الحفاظ على الهوية المصرية وإيمانا صادقا بالقوة الناعمة المصرية التى تنبع من انتمائنا إلى جذورنا وتمسكنا بهويتنا الثقافية والفنية والتاريخية وتشجيعنا لمبدعينا وتفضيلهم عن الأجانب مهما بلغت شهرتهم. فالأناقة الحقيقية تنبع من الهوية وليس الاسم أو العلامة التجارية. أما المصممة التى اختارتها السيدة الأولى فهى «مرمر حليم» ابنة محافظة بورسعيد التى تقدم تصاميم تمزج بين أصالة الماضى وحداثة الحاضر وتهتم بالتفاصيل الدقيقة. مرمر قدمت تصميمات رائعة لعدد من المشاهير العرب والأجانب فى السنوات الأخيرة. ومن النجمات اللاتى ارتدين تصميمات مرمر النجمات «يسرا، نجوى كرم، صبا مبارك» أما النجمات العالميات فمن بينهن «هيدى كلوم، أديل، كاثرين زيتا جونز، إيفا لونجوريا، كايلى مينوج، جاكى تون، أليكسيس بليدل ومارلى ماتلين». الملكة رانيا بتصميم يحاكى «الشنديت» المصرى القديم أما الملكة «رانيا العبدالله» قرينة العاهل الأردنى الملك «عبدالله الثانى» فقد اختارت فستانًا من دار أزياء إيطالية عالمية. ولم يكن الاختيار هنا نابعًا فقط من جمال التصميم ورقى التنفيذ ودقته، بل لأنه تصميم مستوحى من «الشنديت» المصرى القديم.. ذلك الزى الذى اشتهر به المصريون القدماء كما يظهر فى النقوش على جدران المعابد والبرديات القديمة. الفستان حمل الروح المصرية القديمة بطابع عصرى راق لكن الملكة أجرت تعديلًا على التصميم الأصلى الموجود على موقع الدار الشهيرة ليصبح التصميم أقرب إلى «الشنديت» الذى كانت ترتديه المصريات فى العصور القديمة إذ جعلته بطول أقصر فحافظت على روح الزى المصرى القديم. هذا التوازن بين الفخامة الإيطالية والرمزية المصرية جسَّد عمقًا ثقافيًا راقيًا وعبَّر عن قوة ارتباط الملكة رانيا بمصر.. البلد الذى يحمل مكانة خاصة فى قلبها والذى طالما تحدثت عن ذكرياتها به خلال سنوات الدراسة التى قضتها فيه والصداقة التى جمعتها بزملائها وزميلاتها بالجامعة الأمريكية فى القاهرة حيث تخرجت عام 1991 فى تخصص إدارة الأعمال. ومن هنا كانت الإطلالة كأنها جسر يربط بين الحنين الشخصى للملكة رانيا والتقدير العميق الذى تحمله للحضارة المصرية.
شريهان بفستان الملكة «حتحور» ارتدت النجمة «شريهان» فستانًا من تصميم المصمم اللبنانى العالمى «إيلى صعب» بينما تم تنفيذ التطريز يدويًا فى إيطاليا. الفستان جاء بتصميم يشبه كثيرًا فستان «حتحور» إلهة الجمال والحب والأمومة عند المصريين القدماء والتى تعرف ب«سيدة السماء» و«سيدة النجوم» وهى ابنة «رع» إله الشمس. وكلمة حتحور تعنى «مقر حورس» فهى التى قامت بدور الأم البديلة ل«حورس» بعدما تركته أمه «إيزيس» لتبحث عن زوجها «أوزوريس». وبعدما كبر «حورس» تزوجته «حتحور».فستان شريهان جاء باللون الذهبى فى إشارة إلى ملابس ملكات مصر القديمة. ياسمينا العبد.. تصميم مصرى ملكى لفتت النجمة الشابة «ياسمينا العبد» الأنظار خلال الحفل بإطلالة ملكية راقية فجمعت بين هيبة الحضارة المصرية القديمة ورشاقة التصميم العصرى. الفستان بتوقيع المصممة المصرية «نور عزازى» ومستوحى من النقوش والزخارف التى كانت تزين ملابس الملكات على جدران المعابد.. مما جعل الإطلالة تبدو كأنها لملكة فى مصر القديمة لكن بنسخة معاصرة. وقدمت المصممة «نور عزازى» تصميمًا آخر خلال الحفل وهو التصميم الذى أطلت به السوبرانو «شيرين أحمد» والمستوحى بكل تفاصيله من الحضارة المصرية القديمة بدءًا من اختيار التطريز بما كان يعرف قديما باسم «الفيانس» إلى استخدام اللون البرونزى الذى كان يفضله المصريون القدماء وصولًا إلى الجزء العلوى من الفستان الذى صمم على شكل قلادة المصريين القدماء ودمجتها مع كاب إيزيس. بينما تم اختيار تصميم وسط الفستان بشكل هندسى يذكرنا بالأهرامات والمسلات المصرية. ارتدت السوبرانو «فاطمة سعيد» فستانًا من تصميم المصممة اللبنانية «سهى مراد» التى اختارت تطريز الفستان بالكامل ب«زهرة اللوتس» التى تعد من أهم رموز الحضارة المصرية بالإضافة إلى كاب «إيزيس» ليكون تصميمًا يعكس الروح المصرية بجدارة. وفى النهاية.. كان حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير احتفاءً بالهوية المصرية بكل ما تحمله من عظمة وهيبة. وتجلت القوة الناعمة المصرية فى تلك الليلة المميزة ليس فقط من خلال الإطلالات التى حملت توقيع مبدعات مصر فى التصميم بل أيضًا فى التصميمات غير المصرية التى عكست الروح المصرية لتؤكد أن حضارتنا الخالدة قادرة على التجدد والاستمرار دون أن تفقد جذورها. 1695