على بُعد أمتار قليلة من ميدان التحرير، يقف المتحف المصرى شامخًا محتفظًا ببريقه ومكانته فى ذاكرة المصريين وزائريه من مختلف دول العالم. ورغم مرور 123 عامًا على إنشائه؛ فإنه لا يزال بوابة مصر إلى العالم، ورمزًا لنهضة عِلم المصريات. مبناه الكلاسيكى المميز، ولونه الوردى يرويان تاريخ قرن من الاكتشافات، ويجعلان الزائر يشعر بأنه يسير داخل صفحات كتاب مفتوح عن الحضارة المصرية القديمة.
رغم انتقال آلاف القِطع الأثرية إلى المتحف المصرى الكبير؛ فإن قاعات متحف التحرير لا تزال تنبض بالحياة، وتستقبل آلاف الزوار من المصريين والأجانب يوميًا، فى مشهد يعكس مكانته فى الوجدان. «روزاليوسف» قامت بجولة داخل المتحف المصرى فى التحرير، والتقت عددًا من زواره الذين عبّروا عن انبهارهم بالمكان وسحره الخاص. قالت السائحة الإيطالية إليزا مارتين، إن «زيارة المتحف المصرى بالتحرير تجربة لا تُنسَى، فكل قطعة هنا تحكى قصة مصر القديمة بعمق مذهل، والطابع التاريخى للمكان يضفى سحرًا خاصًا لا يوجد فى أى متحف آخر». بينما وصف لنا جون بيترسون- من الولاياتالمتحدة- إحساسَه وهو يزور المتحف المصرى للمرة الثالثة، قائلًا: «رغم افتتاح المتحف المصرى الكبير؛ فإن هذا المتحف العريق يظل قلب التاريخ المصرى، أشعر هنا بأننى أعيش بين ملوك الفراعنة الحقيقيين». وقالت ماريا لوبيز من إسبانيا: «أدهشنى التنظيم داخل القاعات والإضاءة التى تُبرز جَمال القطع الأثرية بطريقة فنية رائعة». وأضاف كريم خان- من باكستان: «المتحف المصرى فى التحرير مَدرسة حقيقية للتاريخ، ويمنح الزائر إحساسًا فريدًا بعظمَة الحضارة المصرية القديمة». بينما عبّرت سونيا ميولر- من ألمانيا- عن إعجابها قائلة: «إنها زيارة مفعمة بالمَشاعر.. المكان يحمل عَبق الماضى، والمتحف لا يزال ينبض بالحياة، ويستحق أن يبقى رمزًا خالدًا للحضارة الإنسانية». والتقطت خيط الحديث ماريا لوبيز- من إسبانيا- معربة عن سعادتها الغامرة، قائلة إن «زيارة المتحف المصرى كانت حلمًا منذ طفولتى، عندما دخلت القاعات شعرت بأننى أسير فى رحلة عبر الزمن. المعروضات مبهرة، والطابع الكلاسيكى للمبنى يجعل التجربة أكثر أصالة وجمالاً». أمّا مايكل براون- من الولاياتالمتحدةالأمريكية- فيرى أن المتحف المصرى بالتحرير يتميز بطاقة خاصة لا يجدها فى أى متحف آخر زاره من قبل.. فقرب القطع الأثرية من الزائر يمنحه إحساسًا بالدهشة والاحترام للحضارة المصرية التى سبقت العالم بقرون. ووصفت آنا شولتز- من ألمانيا- زيارتها للمتحف المصرى بالتحرير بأنها تجربة ثقافية وإنسانية مدهشة، «أحببت قسم المومياوات فهو يجمع بين العِلم والتاريخ فى عرض مهيب»، وأضافت: «شعرت بأننى أقف أمام التاريخ وجهًا لوجه». ووصف كريستوفر لامبرت- من فرنسا- المتحف المصرى بالتحرير، قائلاً: «كل زاوية فيه تحكى قصة، وكل قطعة تهمس بالحياة.. رغم تطور المتاحف الحديثة؛ فإن هذا المكان يظل الأكثر دفئًا وإنسانية». وقال ناتالى ريتشارد- من كندا: «أدهشنى التنظيم ودقة التفاصيل، فالقاعات مرتبة بطريقة تسمح بفهم تسلسل الحضارات، والشرح المرافق للقطع يساعد على استيعاب السياق التاريخى بسهولة»، وأكد أن «المتحف يستحق الزيارة أكثر من مرة». واتفق معه جون بيتر- من بريطانيا- قائلًا: «قرأت كثيرًا عن المتحف المصرى بالتحرير، وهذه أول زيارة لى، لكن رؤيته على الطبيعة تجربة مختلفة تمامًا.. المبنى الكلاسيكى والجو التاريخى يخلقان أجواء مميزة تجعل الزائر يعيش داخل الزمن القديم بكل تفاصيله». ولم يختلف كلام إيزابيل رودريغيز- من إسبانيا- عن ما قاله جون بيتر: «جئت إلى القاهرة خصيصًا لزيارة المتحف المصرى بالتحرير، قبل أن تنتقل جميع القطع إلى المتحف الكبير» وأضاف: «أحببت طابعه الكلاسيكى الفريد، وشعرت بأن المكان يحتفظ بروح الماضى بكل ما فيه». وحكت لنا منى عبدالرحمن تجربتها عندما تأتى من الإسكندرية إلى القاهرة فى رحلة قصيرة قائلة: «كل زيارة لى إلى القاهرة لا تكتمل دون المرور على المتحف المصرى.. أشعر داخله بعبق التاريخ وهيبة الحضارة المصرية القديمة، التى تمنح الزائر إحساسًا بالعظمة والخلود». بينما رأت سارة محمود، طالبة بكلية الآثار بالفرقة الثانية، أن «المتحف المصرى بالنسبة لنا كمختصين فى دراسة الآثار يمثل مرجعًا علميًا حيًّا.. كل قطعة تحمل قصة، وترتيب القاعات يسهل على الباحث فهم تطور الحضارة المصرية عبر العصور». أمّا المهندس عمرو فوزى؛ فقال: «على الرغم من افتتاح المتحف المصرى الكبير؛ فإن متحف التحرير لم يفقد بريقه؛ بل لا يزال مزدحمًا بالزائرين من داخل مصر وخارجها، وهو دليل واضح على مكانته الفريدة وسحره الذى لا يزول». قاعات مزدحمة بالزوار وفى نهاية جولتنا بالمتحف التقينا د.على عبدالحليم، مدير عام المتحف المصرى بالتحرير؛ حيث أكد أن الإقبال اليومى لا يزال مرتفعًا للغاية بصورة لافتة، والمتحف يستقبل مئات الزائرين من مختلف الجنسيات يوميًا؛ خصوصًا فى فترات العطلات والمواسم السياحية. وقال إنه رغم افتتاح المتحف المصرى الكبير؛ فإن متحف التحرير لا يزال يحتفظ بمكانة مميزة فى وجدان الزائرين، فهو يحمل عبق التاريخ، وأول تجربة متحفية عرفها المصريون منذ أكثر من قرن. وأشار إلى أن أكثر القاعات التى تشهد إقبالاً هى قاعة المومياوات الملكية القديمة، وقاعة الدولة القديمة، وقاعات التماثيل الضخمة، وقسم الحياة اليومية الذى يثير فضول الزوار للتعرف على تفاصيل المعيشة فى مصر القديمة، وتُمثل تلك القاعات محطات رئيسية فى رحلة الزائر داخل المتحف. وأضاف: إن هناك اهتمامًا متزايدًا من الوفود الطلابية والباحثين الأجانب؛ حيث يمثل المتحف المصرى بالتحرير «مَدرسة مفتوحة» لدارسى عِلم المصريات. وأكد: «نحرص على تطوير أساليب العرض المتحفى ونُظم الإضاءة لتتناسب مع المعايير العالمية، مع الحفاظ على الطابع الكلاسيكى الفريد والمميز، فضلاً عن توسيع الشرح المصاحب للقطع باستخدام لوحات تفاعلية ورموز تعريف رقمية (QR Codes) بما يسمح للزائر بالتعرف على خلفية كل قطعة بلغات متعددة. كما يجرى العمل على تأهيل مسارات الزيارة وتطوير خدمات الزوار من استراحات وكافيتريات ومنافذ بيع كتب وهدايا أثرية، بما يليق بمكانة المتحف». وأضاف: «إن هناك اهتمامًا خاصًا بتدريب العاملين والمرشدين على أحدث أساليب العرض والتواصل مع الزوار، بالتوازى مع تنفيذ برامج توعوية للأطفال والشباب لتعزيز ارتباط الأجيال الجديدة بالتراث المصرى». وأكد د.على عبدالحليم، مدير عام المتحف، أن خطة التطوير تستهدف أن يظل متحف التحرير منارة ثقافية عالمية تعكس روح القاهرة القديمة، وتقدّم للزائر تجربة مختلفة ومتكاملة تُبرز قيمة مصر الأثرية فى وجدان العالم. واخ تتم حديثه، بأن المتحف المصرى بالتحرير لا يزال رمزًا تاريخيًا لا يمكن الاستغناء عنه، وأن الدولة المصرية حريصة على الاستمرار فى دعمه وتطويره ليظل مزارًا ثقافيًا وسياحيًا رئيسيًا فى قلب القاهرة، يجمع بين عبق الماضى ورؤية المستقبل. وسيظل متحف التحرير قلبًا نابضًا بالحياة، وذاكرة لا تُمحَى فى وجدان المصريين والعالم، فكل ركن فيه يروى قصة اكتشاف، وكل قطعة تُعيد الزائر إلى زمن صَنع فيه المصريون مجد الحضارة. 1700