منذ أن ولدت فكرة تسجيل الأرقام القياسية، لم تتوقف البشرية عن محاولة تحطيم المستحيل، ولا تزال موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية تقف شامخة كأشهر كتاب فى العالم، يوثق كل ما هو غريب، ومبهر، وخارج عن المألوف، لتصبح منصة عالمية للاحتفاء بالبشر المختلفين، المبدعين، وحتى المميزين على طريقتهم الخاصة. وصدرت النسخة الجديدة من موسوعة «جينيس» لعام 2026، بأكثر من 2,200 رقم قياسى جديد، محملة كالعادة - ببطولات جديدة. ومع ذلك شمل إصدار هذا العام عددًا من القصص الغريبة، وبعض الإنجازات المضحكة، والملهمة أيضًا؛ ليصبح كل رقم قياسى هو حكاية، وكل حكاية تكشف عن قدرات لا تخضع للمنطق التقليدى. وبمناسبة إصدار الكتاب، قال رئيس تحرير الموسوعة «كريج جلينداى»: «أود من القراء أن يتعاملوا مع «جينيس 2026» كدليل لدخول التاريخ.. كل شخص لديه القدرة على التميز، وهذه الموسوعة هى المفتاح لذلك. لا تكتفِ بالقراءة... كن جزءًا من هذه الرحلة». أطول أظافر فى العالم تصدر الغلاف هذا العام الفنان الفيتنامى «أونج لوو كونج هويين»، الذى سجل رقمًا قياسيًا عالميًا بأطول أظافر على يد رجل، تبلغ 594.45 سنتيمتر. ورغم أن هذه الأظافر تبدو غير عملية، إلا أن «هويين» لا يزال يمارس الرسم بكل شغف، بل أصبحت أظافره جزءًا من أدواته الفنية، حيث تتغطى بانتظام ببقع ألوان من أعماله. إن موهبة هذه الرجل المثيرة للدهشة، دفعت رئيس تحرير الموسوعة إلى السفر إلى «فيتنام» للتحقق من الرقم والقصة، إذ قال خلال التوثيق: «هذه الأرقام ليست فقط للدهشة، بل للإلهام أيضًا.. ربما يبدأ قارئ ما رحلته نحو رقم عالمى بعد مشاهدة هذه القصة». «ديريك، وبامبو».. من المزرعة للعالمية من «فيتنام» إلى الريف البريطانى، سجلت مزرعة حمير فى «لينكولنشاير» بإنجلترا رقمين عالميين مثيرين لحمارين، وهما «ديريك» الذى أصبج أطول حمار حى فى العالم بارتفاع 167 سنتيمتر عند الكتفين؛ و«بامبو» صاحب أطول أذنين لحمار حى تبلغ 35 سنتيمتر لكل واحدة. وعلق «بيل تامباى» أحد المتطوعين بالمزرعة بسخرية، أن: ««بامبو» لديه أذنان طويلتان للغاية، ومن المفترض أن يكون سمعه ممتازًا، لكننى أعتقد أحيانًا أنه لا يسمعنا على الإطلاق.. أو ربما يتجاهلنا فقط!». الخنازير تتزلج أيضًا! ربما لم يسمع أحد من قبل عن سباقات تزلج الخنازير، لكن «نوربرت» الخنزير الأمريكى الصغير، أثبت أن كل شيء ممكن، حين حطم رقمًا قياسيًا فى أسرع 10 أمتار على لوح تزلج فى 11.32 ثانية فقط. مالك الخنزير «نوربرت»، «فينسنت باران» تحدث عن موهبته غير العادية، إذ قال: «بدأنا بتعليمه الأوامر البسيطة، تعلم كل شىء فى غضون 15 أو 20 دقيقة؛ كان الأمر مذهلًا... لم يستغرق التزلج سوى يومين فقط، وتحسن أداؤه تدريجيًا؛ كما أنه يحب الكاميرا، ويتفاعل مع أى تصوير، خاصة إذا كان هناك مكافأة بانتظاره». وأصبح «نوربرت» الآن - نجمًا على مواقع التواصل الاجتماعى، وله جمهور واسع يتابع مغامراته الطريفة يوميًا. موزة تتحرك على عجلات أما فى «الولاياتالمتحدة»، قرر البريطانى «ستيف برايثويت» أن يُحول ثمرة موز إلى سيارة حقيقية، لتصبح أطول مركبة على شكل موزة فى العالم بطول 6.97 متر. قال «ستيف برايثويت» عن فكرة اختراعه: «كنت أتساءل باستمرار: هل يمكن تحويل هذا الشيء إلى سيارة؟؛ وفى أحد الأيام، رأيت موزة فى محطة وقود، وكان شكلها مثاليًا... ومن هنا بدأت القصة». والآن، صارت «الموزة المتنقلة» تجوب شوارع «أمريكا»، ترسم الابتسامات والضحكات على وجوه الناس، وتؤكد أن الخيال يمكن أن يصبح واقعًا، إذا كانت هناك جرأة على التنفيذ. لا ترموا ألعاب الطفولة مَن مِن جيل التسعينيات لا يعرف لعبة (Polly Pocket)؟! فالأمريكية «كيرشى» واحدة من هذا الجيل التى أحبت هذه اللعبة لدرجة أنها جمعت أكبر مجموعة (بولى بوكيت) فى العالم، بعدد 534 قطعة، لتدخل بها موسوعة «جينيس». وأوضحت «كيرشى» أنه رغم كبر عمرها حيث تجاوزت ال35 عامًا - إلا أنها لم تنس أبدًا تلك اللعبة التى تشعرها بالبهجة، نظرًا لحجمها وعالمها الصغير؛ موضحة أنها حولت دولابًا للملابس إلى عالم يجتمع فيه قطع اللعبة بكل أشكالها وأحجماها المختلفة. باختصار.. يبدو أن ما بدأ كاهتمام بسيط، تحول إلى شغف حقيقى، ثم لمشروع فنى، وصولًا إلى إنجاز معترف به دوليًا فى موسوعة «جينيس». أيادٍ تتحدى قوانين الجسم فى واحدة من أكثر القصص إلهامًا، استطاع البعض أن يتحدوا قوة جسمهم الخاصة بصور مختلفة, فالشاب «إيدى جون براون» من «سيراليون» سجل رقمين قياسيين عالميين رغم قلة الإمكانيات، وهما أكبر عدد لفّات كاملة للجسم فى وضعية (الجسر الخلفى) بعدد 21 مرة، وأكبر عدد لفات الصدر فى دقيقة بعدد 38 مرة. وقال «إيدى»: «نحن لا نملك الكثير من الموارد، لكن لدينا الإرادة والدافع. نريد أن نُظهر للعالم أن من يعيش فى بيئة بسيطة قادر أيضًا - على تحقيق أحلامه». من جانبها، دخلت الأسترالية «نيكول جينريش» التاريخ بعدما أصبحت أول امرأة ترفع حجر أطلس يزن 180 كيلوجرامًا، وهو إنجاز يتطلب قوة بدنية مذهلة. فقالت نيكول، إن: «الوصول إلى هذا الإنجاز تطلب منى الكثير من التدريب البدنى والذهنى»؛ مؤكدة أن شعور المرء عندما يتجاوز حدوده الشخصية، هو أمر لا يُضاهيه شيء. أما «كينلى هايمان» التى لم تتجاوز سن الطفولة، فاستطاعت أن تسجل رقمًا عالميًا فى أكبر عدد من حركات الجمباز من وضعية أصابع القدم إلى اليد على العارضة فى 30 ثانية فقط. وعلقت «كينلى» على مشاركتها فى «جينيس» بابتسامة عريضة، قائلة: «سأكون فى غاية السعادة.. لا أستطيع الانتظار!» موسوعة «جينيس».. أكثر من أرقام فى كل عام، تؤكد «جينيس» أن الإنسان لا حدود له؛ فالموسوعة ليست كتابا يحصى الأرقام والغرائب، بل مرآة تعكس تنوع البشر، وجرأتهم على الحلم، والاختلاف، والتفوق، حتى وإن كان ما يصنعونه غريب الأطوار، أو خارجًا عن المألوف، ما يجعلها مساحة للاحتفاء بكل من كسر القواعد التقليدية، وتحويل الجنون إلى فن، والغرابة إلى إنجاز. 1694