تتجه الأنظار نحو قطاع الطاقة فى مصر، الذى يشهد حراكًا كبيرًا بهدف تعزيز الإنتاج المحلى من النفط والغاز، ففى ظل التحديات العالمية والتقلبات فى أسواق الطاقة، تبرز أهمية الاكتشافات الجديدة، تطوير الحقول القائمة كعناصر حيوية لضمان الأمن الطاقى وتحقيق الاستقرار الاقتصادى للبلاد. كايرون مصرى تنتظر مصر، الإعلان عن تفاصيل كشف غاز جديد بالبحر المتوسط، بمنطقة «كايرون-مصرى» بالقرب من السواحل القبرصية. كشف مصدر مسئول بوزارة البترول، ل«روزاليوسف» عن أن الكشف تابع لشركة إكسون موبيل الأمريكية، الاحتياطيات المبدئية تقدر بنحو 10 تريليونات قدم مكعب غاز، من المنتظر الإعلان عن الكشف الجديد مع بداية العام القادم 2026. الجدير بالذكر، أن شركة إكسون موبيل الأمريكية، توصلت أول العام الحالى إلى اكتشاف غاز فى مصر بعد الانتهاء من أعمال حفر بئر «نفرتارى-1» فى غرب البحر المتوسط، فى خطوة تكلل جهود عمليات التنقيب التى تنفذها الشركات العالمية. وأكدت إكسون موبيل، على أنها حققت اكتشافًا للغاز الطبيعى قبالة سواحل مصر، بعد نجاحها فى حفر بئر استكشافية بالبحر الأبيض المتوسط. وأكملت إكسون موبيل حفر بئر «نفرتارى-1» فى منطقة شمال مراقيا، التى تقع على بُعد نحو 5 أميال من الساحل الشمالى لمصر؛ حيث أرست مصر امتياز استكشاف «شمال مراقيا» على «إكسون موبيل» عام 2019، ويغطى الحوض مساحة قدرها 4847 كيلومترًا مربعًا. حقل الرحمات الكشف الثانى، الذى تضع مصر الآمال عليه مع بداية العام القادم، هو حقل «رحمات البحرى» للغاز الطبيعى، بصفته واحدًا من الاكتشافات الواعدة التى تعزز مكانة مصر مركزًا إقليميًا للطاقة، يأتى الاهتمام بالحقل فى إطار سعى الحكومة لجذب استثمارات كبرى فى البحر المتوسط، بحسب قاعدة بيانات الحقول العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)؛ فإن الحقل الغازى جذب أنظار شركة «شل» العالمية للفوز بامتياز تطويره، بعدما قدمت العرض الأقوى ضمن المزايدة الدولية التى شملت 13 منطقة. يمثل فوز شركة شل بحقل رحمات، بداية فصل جديد فى مسيرة التعاون بين مصر والشركات العالمية، لا سيما أن المشروع كان مشتركًا بين شركة النفط البريطانية «بى بى» والحكومة المصرية، لكنه ظلَّ معطلاً بعد انسحاب «بى بى» منه قبل عامين. ويأتى التوجه لإحياء مشروع حقل «رحمات»، فى وقت تعوّل فيه مصر على الاكتشافات الجديدة لزيادة إنتاج الغاز؛ خصوصًا مع تنامى الطلب المحلى وتراجُع بعض الحقول القديمة، وهو ما يجعل الحقل أحد المشروعات الاستراتيجية خلال السنوات المقبلة. يعود تاريخ اكتشاف حقل رحمات للغاز فى البحر المتوسط إلى منتصف عام 2020، ضمْن امتياز شركة النفط البريطانية «بى بى»، التى لم تُكمل عمليات التطوير ضمْن المهلة المحددة لها، ما أدى إلى عودة الامتياز للشركة القابضة «إيجاس». وظل الحقل مجمدًا منذ ذلك الوقت رغم تقديراته الواعدة، إذ تقاطعت قصّته مع جهود وزارة البترول فى تقديم حوافز جديدة للشركات الأجنبية؛ لضمان استمرار تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة، بما يعزز القدرات التصديرية لمصر من الغاز الطبيعى المسال. وعاد الاهتمام بالحقل مرة أخرى عبر المزايدة الدولية التى أطلقتها وزارة البترول، إذ لقى الحقل اهتمامًا واسعا؛ خصوصًا من «شل» العالمية التى رأت فيه فرصة استراتيجية قريبة من مناطق امتيازها الحالية. ويقع حقل رحمات فى شمال شرق المياه العميقة بالبحر المتوسط، قبالة السواحل المصرية، إذ يتميز موقعه بكونه قريبًا من امتياز غرب البرلس، ما يسهّل على الشركات المطورة الاستفادة من البنية التحتية القائمة بالفعل. ويجعل هذا الموقع الاستراتيجى الحقل على تماس مباشر مع أهم مناطق البحث والتنمية الغازية فى مصر؛ وبخاصة تلك التى تعمل بها «شل» وشركاؤها فى الوقت الحالى، كما أن قُربه من الشبكة القومية يسهّل ربط الإنتاج المستقبلى بالأسواق المحلية. وأصبح البحر المتوسط فى العقد الأخير ساحة رئيسية لاكتشافات الغاز فى مصر، بداية من حقل «ظهر» العملاق؛ وصولًا إلى مشروعات أصغر لكنّها مؤثّرة مثل حقل رحمات، ما يعزز فرص مصر فى ترسيخ مكانتها إقليميًا للطاقة. تشير بيانات الشركة «الفرعونية للبترول»، إلى أن احتياطيات حقل رحمات المؤكدة تُقدَّر بنحو 1.3 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعى، إضافة إلى 80 مليون برميل من المكثفات، تضع هذه الأرقام الحقل ضمن الحقول المتوسطة الحجم مقارنة بحقول البحر المتوسط، إذ رغم أنها لا تصل إلى مستوى حقل «ظهر» العملاق؛ فإن القيمة الاقتصادية للحقل تظل كبيرة؛ وبخاصة فى ظل ارتفاع الطلب المحلى وتزايُد الحاجة إلى مصادر جديدة للطاقة. حقل ظهر نجحت وزارة البترول بالتعاون مع شركة «إينى الإيطالية» على استكمال أعمال التنمية فى حقل «ظهر- 6» ووضعه على الإنتاج بواقع 65 مليون قدم. ويبدأ الحفار «سايبم 10000» حفر بئر «ظهر- 13» ثم «ظهر- 9» coil tubing ثم «ظهر- 20» pilot hole؛ نظرًا لخطة أعمال شركة «إينى الإيطالية» سيتم تحريك الحفار خلال الربع الأخير من العام الحالى إلى إيطاليا، على أن تتم العودة إلى مصر منتصف 2026؛ لحفر «ظهر- 20» ويليه «ظهر- 21». حقل البرلس حقل البرلس للغاز، الواقع ضمْن امتياز غرب دلتا النيل، هو من أبرز حقول النفط والغاز فى مصر، يخضع حاليًا لخطط تطوير لرفع إنتاجه بنحو 300 مليون قدم مكعبة يوميًا، عبر حفر 6 آبار جديدة،تعزز مكانته بصفته موردًا حيويًا للطاقة فى الدولة، تُقدَّر احتياطيات حقل البرلس المؤكدة، فى جميع مراحل التطوير والحقول التابعة، بنحو 5 تريليونات قدم مكعب من الغاز الطبيعى، بالإضافة إلى ما يصل ل 55 مليون برميل من المكثفات، وفق أرقام رسمية نشرتها شركة شل العالمية.