أصبح الساحل الشمالى موسمًا غنائيًا عربيًا يجمع النجوم فى حفلات تمتد حتى الصباح.ومنذ سنوات ارتبطت أسماء بعينها بالموسم الساحلى, حتى صار الجمهور ينتظر حفلاتهم ويتوقعها حتى قبل الإعلان عنها.. فهم نجوم لا تكتمل متعة المصيف بدونهم. هؤلاء النجوم نجحوا فى الجمع بين الجمهور المحلى والمصطافين العرب، الذين يتواجدون سنويًا فى الساحل الشمالى، حيث تضيف حفلاتهم التى تعج بالجمهور إلى أجواء البحر نكهة خاصة. (الهضبة).. نجم الصيف من العجمى إلى العلمين بالطبع يأتى على رأس نجوم الساحل بل يتربع على عرش حفلات الصيف النجم «عمرو دياب». فبداية الموسم الغنائى الصيفى كانت حفلات الهضبة فى بداياته فى أشهر مصيف فى الثمانينيات وهو شاطئ العجمى، ليُرسخ بذلك تقليدًا جديدًا انتقل من العجمى إلى الساحل فى بداياته ثم إلى منتجعات الساحل الفاخرة حاليًا. ومنذ ذلك الوقت، لم يعد الصيف مجرد إجازة، بل موسم موسيقي بامتياز، تُزينه الحفلات. من «العجمى» بحفلاته البسيطة إلى المسرح الرومانى فى «مارينا»، ومنها إلى يو أرينا «العلمين» بكل ما يتميز به من تقنيات صوت وإضاءة وإبهار أضاف إلى نجاح الهضبة الذى أصبح أيقونة حفلات الصيف.وبالنسبة ل(عمرو دياب) لم يكن الأمر مجرد استمرار فى الغناء لعقود، بل تطور مدروس فى الشكل والمضمون بذكاء نادر جعله يواكب العصر ويصبح نجم شباب الثمانينيات والتسعينيات واستمر حتى أصبح اليوم نجم الجيل وهكذا ظل جمهوره القديم وفيًا له وانضم إليه جيل الألفية. (الكينج).. حفلات بروح النوبة إذا كان «عمرو دياب» هو صوت الصيف الخفيف، فإن (الكينج) «محمد منير» هو صوت الروح فى صيف «مصر» بلا منافس ولا شبيه.. فالأمر الوحيد الذى يتفق فيه مع (الهضبة)، هو أنهما حلقة وصل بين الماضى والحاضر. فحضور (الكينج) الفنى حالة فريدة، لا تتكرر. ويجدر الإشارة إلى أنه بالإضافة إلى الهضبة والكينج كان هناك مطربون آخرون كانوا نجوم الساحل فى التسعينيات منهم «محمد فؤاد»، «إيهاب توفيق»، «مصطفى قمر»، «هشام عباس» و«محمد محيي». وهناك نجوم نجحوا وعرفهم الجمهور من خلال حفلات الساحل منهم «كاظم الساهر»، «ديانا حداد»، و«باسكال مشعلانى» وغيرهم من النجوم الذين نجحوا فى حفلات الساحل وحفلات «ليالى التليفزيون» التى كانت تقام فى الصيف على خشبة المسرح الرومانى ب«مارينا». بين الماضى والحاضر.. الساحل بريق لا يخفت مرت سنوات طويلة منذ أولى حفلات الساحل فى منقطتى «العجمى، ومارينا»، تغير خلالها شكل المنطقة، وتبدلت ملامحها من مصايف هادئة إلى مدينة لا تنام. ولعل أبرز التغيرات كان إدخال فقرات الرقص الاستعراضى، مثل: ظهور راقصات شهيرات فى عدد من الحفلات، وهو ما لم يكن معتادًا فى حفلات التسعينيات، أو حتى بدايات الألفينيات، حيث كان الغناء هو البطل الأوحد. وعندما نتحدث عن نجوم الساحل بجدارة لا يمكن أن نغفل النجمين «تامر حسنى» ومحمد حماقى اللذين صارا من الأسماء الثابتة فى حفلات الساحل. و«أحمد سعد» الذى أضحى يمثل الموجة الشعبية العصرية، بعد نجاحه فى جذب فئات جماهيرية متنوعة، من الشباب الباحثين عما يعرف حاليًا ب(الإيفيهات).هذا بالإضافة إلى «روبى»، «ومحمود العسيلى» اللذين يقدمان لونا مختلفًا من الحفلات الصاخبة التى تتميز بالحركة المفعمة وصوت الفرح. وكذلك يقبل الجماهير على حفلات «تامر عاشور» و«رامى جمال». و«أنغام» صوت الطرب النقى التى تُراهن دائمًا على صوتها، وغيرهم الكثير. ومن النجوم العرب نجد أسماء مثل «نانسى عجرم» بإطلالتها المرحة و«راغب علامة» صاحب الكاريزما الخاصة. جيل المهرجانات والراب مع تطور العصر، دخل إلى الساحل فى السنوات الأخيرة جيل جديد كليًا، لا يعتمد على الطرب التقليدى، بل على الإيقاع السريع، والكلمات المعاصرة، التى تجذب الأجيال الحديثة..فهى أصوات تخاطب فقط الجيل الجديد بشكل أساسى وهم نجوم الساحل فى شكله الجديد وسوف يشكلون ذكريات الصيف لدى الجيل الجديد حاليًا مثلما فعل عمرو دياب ونجوم التسعينيات فى الماضى. ومن هنا كان الساحل ملاذا آخر لصعود هذا اللون الجديد مما يعرف ب(المهرجانات والراب) ومن بينهم: «ويجز»، الذى يعد أشهر من قدم موسيقى (الراب) بصبغة مصرية خالصة تلقى تفاعلًا كبيرًا من جمهوره.وكذلك «مروان بابلو» الذى يتمتع بأسلوب فريد، وكلمات غامضة، ورمزية، إذ تحمل حفلاته طاقة فنية استثنائية؛ بالإضافة إلى فرقة «كايروكى»،التى تربط بين (الراب، والروك)، والكلمات الهادفة. ذلك بالإضافة إلى الفرق والمغنيين الذين يسيطرون على قمة الحفلات الصاخبة بأغانى المهرجانات. النوستالجيا تعيد نجوم التسعينيات ولأن الحنين قوة لا يُستهان بها، عاد نجوم التسعينيات ليشعلوا المسرح على الساحل من جديد، استجابة لطلب الجمهور، الذى لم ينسَ زمن شرائط الكاسيت، والفيديو كليب. فظهر نوع من الحفلات الجماعية فى الساحل، التى جمعت مغنى التسعينيات، مثل: «هشام عباس، ومصطفى قمر، وحميد الشاعرى، إيهاب توفيق»، الذين كانوا من علامات الموسم الصيفى فى التسعينيات؛ وعادوا اليوم ليوقظوا مشاعر الماضى.ولا تقتصر هذه الحفلات على جمهور التسعينيات بل يحضرها الجيل الجديد الذى اكتشف سحر الأغنية القديمة وباتوا يتشاركونها مع الآباء. فى النهاية، يمكن القول إن الساحل الشمالى، هو مسرح مفتوح للموسيقى والحياة، يختار نجومه فى كل عصر ويرفعهم إلى القمة فى موسم غنائى صيفى اعتاده الجمهور وعشقه. 2