«إلهام كمال».. « نفيسة هانم».. «الست أمينة».. وغيرها الكثير من الأدوار التى أدتها هدى سلطان وأجادت فيها فحفرت لنفسها مكانًا بين كبار النجوم، وعلى الرغم من أن إرثها الفنى أو عدد أعمالها أقل كثيرًا من موهبتها سواء كمطربة أو كممثلة فإنها كانت حريصة على اختيار أدوارها بذكاء واحترافية لتصبح الكثير من أعمالها فى النهاية من أهم علامات السينما المصرية إلى جانب أدوارها الخالدة فى الدراما التليفزيونية التى عرفتها على أجيال جديدة ربما لم تشهد نجاحها السينمائى والغنائى . وفى الذكرة المئوية لميلادها نحاول الاحتفاء بتاريخ هدى سلطان من خلال رصد عدد من أهم أدوارها التليفزيونية. 1 أرابيسك من أجمل الأعمال الدرامية التى لا يزال الجمهور يتابعها عند إعادة عرضها على الشاشات. قدمت هدى سلطان واحدًا من أروع أدوار الأم فى الدراما المصرية فشخصية «أم حسن» هى نموذج حقيقى للكثير من الأمهات المصريات هى أم شعبية حنونة، ولكنها فى الوقت نفسه عادلة، حازمة ولا تقبل بالظلم. وهى المرأة القوية وخفيفة الظل فى حديثها مع أبنائها الذين لا تمل من نصحهم أبدًا، بل توبيخهم إن لزم الأمر رغم كبر سنهم. إنها الأم التى لا تتوقف عن القيام بدورها فى إصلاح أبنائها وهى المرأة شديدة الذكاء التى تعرف عيوب أبنائها. 2 الوتد «فاطمة تعلبة».. نموذج آخر للأم المصرية جسدته هدى سلطان بمنتهى الصدق فأقنعت المشاهد وأبكت الملايين يوم وفاة الحاجة فاطمة فى آخر حلقات المسلسل.فقد تعلق الجمهور بالفلاحة الماكرة مثل اسمها، لكنه مكر يخدم مصلحة أسرتها دون أن يؤذى أحدًا. تبدو تلك الأم العجوز أحيانًا قاسية لكى تستطيع إدارة المنزل أو «الدار» التى تعج بأبنائها وزوجاتهم وأحفادها وتتسع للجميع مثلما يسع عقل الحاجة فاطمة كل مشاكل الدار وسكانه. لم تكن شخصية الحاجة فاطمة سهلة فهى امرأة لا تظهر حنانها الكبير ولا تعبر عن مشاعرها وتعتبر أنها كأم للرجال يجب ألا تكون ضعيفة، ولكن رغم صعوبة الشخصية أدتها القديرة هدى سلطان بأسوبها الخاص وأضفت عليها سحرًا وهيبة فرأينا الحاجة فاطمة وتدًا للبيت يبقيه صامدًا متماسكًا وقويًا. 3 ليالى الحلمية نموذج آخر للأم وهى هنا أم تنتمى إلى الطبقة الأرستقراطية. «نفيسة هانم» والدة البطل «سليم البدرى» أم حنونة تهتم بابنها وتعيش معه ومع زوجته الأولى المتعجرفة الطماعة «نازك السلحدار».شخصية نفيسة هانم أيضًا مختلفة عما سبق فهى سيدة راقية لا ترفع صوتها وتتصرف بمنتهى الأناقة حتى فى عصبيتها فلا تحرك يدها أثناء الحديث وتتحرك حركات محسوبة تتعلمها فتيات العائلات الأرستقراطية آنذاك منذ نعومة أظفارهن. تقف بجانب الحق وتواجه شر زوجة ابنها الأولى المتعجرفة بعد أن قررت مساندة الزوجة الثانية التى توفيت بعد ولادة «على» الحفيد الأول. وهنا قررت «نفيسة هانم» أن ترعى حفيدها رغم اعتراض زوجة ابنها وإثارتها العديد من المشاكل. المسلسل يعتبر علامة فارقة فى تاريخ الدراما المصرية. 4 زينب والعرش هنا الأم مكلومة ونادمة وحزينة بعد أن فقدت ابنتها التى عاشت تتعذب بسبب ماضى والدتها كراقصة وامرأة تتخذ من منزلها مكانًا لتخليص الصفقات بين رجال الأعمال و التجار وكبار المسئولين، وتستخدم أنوثتها وجمالها فى الإيقاع بالرجال والتأثير عليهم لتنفيذ ما تريده من خدمات تتقاضى مقابلها أموالًا من أصحاب تلك المصالح. تعانى «إلهام كمال» من الندم بعد أن تشاجرت مع ابنتها ووبختها قبل وفاتها بسبب لوم الابنة لأمها على استقبالها الرجال فى المنزل والعلاقات المشبوهة بين هؤلاء الرجال وصديقاتها المتزوجات. تحاول إلهام طوال حلقات المسلسل أن تمارس مع «زينب» البطلة وصديقة ابنتها دورها كأم وصديقة تستمع وتتفهم وتنصح بحب وثقة بعد أن قتلها الندم بسبب قسوتها مع ابنتها التى عانت وتألمت كثيرًا بسبب ماضى أمها وحاضرها. 5 زيزينيا وفى مسلسل (زيزينيا) جسدت «هدى سلطان» دور «الحاجة آمنة» زوجة «المعلم عامر» التاجر الكبير الغنى صاحب الشخصية القوية والنفوذ فى السوق ، لكنه يفقد جزءًا من قوته أمام ذكاء الحاجة آمنة وحكمتها. دور الأم فى هذا العمل يحمل الكثير من الحنان والدفء اللذين يمتزجان مع الحكمة ودهاء الأنثى. ف«الحاجة آمنة» هى أم شعبية فى مصر الأربعينيات التى رغم أن الله رزقها بالأبناء فإن قلبها يتسع لأكثر من ذلك فتربى «بشر» ابن زوجها من زوجته الثانية وتحبه مثل أبنائها، بل إنه يصبح الأقرب إلى قلبها وتلجأ له فى كل مشكلة. تتحمل الحاجة آمنة خيانة زوجها لها وزواجه من فتاة فى عمر أبنائه وتستمر علاقتها مع ابنه كما كانت، بل تبحث له عن عروس مناسبة.