سجلت أسعار الغاز فى أوروبا ارتفاعات كبيرة، وفقًا لمركز TTF فى هولندا، بسبب تنامى المخاوف من تداعيات توقف الإمدادات من روسيا عبر أوكرانيا، بعد انتهاء اتفاقية الترانزيت الموقعة بين البلدين، والتى بموجبها كانت «غازبروم» تقوم بضخ الغاز إلى أوروبا عبر الأراضى الأوكرانية. كما أثر تمديد انقطاعات الغاز فى النرويج، وتأجيل الرسوم الجمركية الأمريكية على السلع الأوروبية، على الرغم من ضعف النشاط بسبب العطلات فى بريطانياوالولاياتالمتحدة. من جانبه أشار المهندس وائل عبد المعطى، خبير أسواق الغاز بمنظمة أوابك، إلى أن موجات الطقس البارد التى اجتاحت عدة دول أوروبية كان لها أثرها فى تحفيز الطلب فى قطاع التدفئة، ومن ثم دفع الأسعار نحو الصعود لتسجل 14.7 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية خلال شهر يناير، ثم 15.4 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية خلال فبراير، ثم تراجعت إلى 13.2 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية خلال مارس، على أثر تنامى المخاوف من تباطؤ الاقتصاد. وإجمالًا على مدار الربع الأول من عام 2025، فقد بلغ متوسط أسعار الغاز الأوروبية نحو 14.4 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بمكاسب ضخمة على أساس سنوى 67 %. السوق الآسيوية وكشف تقرير منظمة أوابك أن دول آسيا اتخذت الأسعار الفورية حسب مؤشر اليابان - كوريا جيكم (مؤشر شحنات الغاز الطبيعى المسال الفورية لأسواق اليابان، وكوريا الجنوبية، وتايوان، والصين) مسارًا تصاعديًا مماثلًا لمسار TTF، خلال شهرى يناير وفبراير، ولكن ضمن نطاقات سعرية أقل، حيث بلغ المتوسط خلال يناير نحو 14.16 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، ثم ارتفع إلى 14.4 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية خلال شهر فبراير، ثم تراجعت إلى 13.5 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية خلال شهر مارس، وإجمالًا على مدار الربع الأول من 2025، فقد بلغ متوسط أسعار الغاز فى آسيا نحو 14 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بمكاسب على أساس سنوى 49 %. أمريكا الشمالية ارتفعت أسعار الغاز الطبيعى وفقًا لمركز هنرى فى الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال الربع الأول من عام 2025، لتسجل نحو 4.05 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، مقارنة ب 2.13 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية خلال الربع المماثل من عام 2024، بفضل تزايد الطلب المحلى على الغاز مع قدوم فصل الشتاء، وعلى صادرات الغاز الطبيعى المسال من الولاياتالمتحدة، بمكاسب على أساس سنوى %90. وشهد الربع الأول من عام 2025 نشاطًا ملحوظًا فى توقيع تعاقدات جديدة لبيع وشراء الغاز الطبيعى المسال، سواء من قبل الشركات المطوِّرة لمشاريع إسالة جديدة أو القائمة، أو من قبل شركات التجارة (Traders) التى تعتمد على محافظها العالمية. (Global Portfolios) ووفقًا لرصد منظمة أوابك، تم توقيع نحو 11 اتفاقية بيع وشراء جديدة بإجمالى كميات تعاقدية تجاوزت 16 مليون طن/السنة. وعلى مستوى الجهات المصدّرة، تصدرت شركات الطاقة والتجارة العالمية المشهد من خلال إبرام خمس اتفاقيات جديدة، بكميات تعاقدية بلغت 9.2 مليون طن/السنة، يتم توريدها من مشاريعها الاستثمارية المنتشرة ضمن محافظها العالمية. تلتها شركة «أدنوك» فى دولة الإمارات التى وقّعت أربع اتفاقيات جديدة لتوريد كميات تعاقدية إجمالية تزيد على 4.5 مليون طن/السنة. كما وقّعت كل من شركة Cedar LNG الكندية، والشركة العُمانية للغاز الطبيعى المسال، اتفاقية واحدة لكل منها. تطورات سوق الغاز فى مصر تحوّلت إمدادات الغاز المحدودة فى مصر إلى محور اهتمام كبير فى الأسابيع الأخيرة، حيث سارعت القاهرة إلى تأمين الغاز الطبيعى المُسال طويل الأجل وقصير الأجل لتعويض الانخفاض المُتوقع فى إمدادات خطوط الأنابيب الإسرائيلية، والانخفاض الهيكلى فى الإنتاج المصرى. واستوردت مصر أربع شحنات بواقع (280 ألف طن) من الغاز الطبيعى المُسال خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من مايو. وقد يتضاعف هذا الرقم بحلول الشهر القادم، حيث يمكن للقاهرة استيراد أربع شحنات أخرى خلال الأيام السبعة المُقبلة. واتجهت مصر نحو المنتجين العرب لتلبية احتياجاتها من الغاز الطبيعى المسال حتى نهاية العقد، على أمل الحصول على شروط دفع ميسرة، ويأتى ذلك فى الوقت الذى انخفض فيه إنتاج الغاز إلى أدنى مستوى له فى تسع سنوات تقريبًا، مسجلًا 4.30 مليار قدم مكعب يوميًا فى الربع الأول. ونجحت وزارة البترول فى تأمين صفقات استيراد طويلة الأجل للغاز الطبيعى المسال فى ظل حاجتها الماسة للغاز لتفادى انقطاعات التيار الكهربائى. واستقبل الرصيف الجنوبى بمحطة «تحيا مصر» فى ميناء الإسكندرية البحرى، السفينة Energos Power التابعة لشركة New Fortress Energy الأمريكية، والقادمة من ألمانيا، حيث ستعمل على استقبال الغاز المسال المستورد وتحويله إلى حالته الغازية تمهيدًا لضخه فى الشبكة القومية للغاز الطبيعى. وأكد الوزير خلال جولته التفقدية على متن السفينة، أن هذه الخطوة تأتى ضمن سلسلة من الإجراءات التكاملية التى تنفذها الحكومة، بالتنسيق بين وزارتى البترول والكهرباء، لضمان استقرار الشبكة الكهربائية خلال أشهر الذروة. وأضاف أن السفينة الجديدة تُعد الثانية من نوعها فى مصر، إلى جانب السفينة الموجودة حاليًا فى ميناء سوميد بالعين السخنة، ما يعزز مرونة وكفاءة منظومة الإمداد بالغاز. وكشف الوزير عن أن استقدام السفينة جاء ثمرة لمباحثات ناجحة مع الجانب الألمانى، جرت فى كل من القاهرة وبرلين خلال زيارته الأخيرة فى مارس الماضى، مشيرًا إلى أن «إيجاس» تعاقدت على استئجار سفينتين إضافيتين من المقرر وصولهما تباعًا، ليصل إجمالى عدد سفن إعادة التغييز إلى أربع سفن. وتبلغ السعة التخزينية للسفينة الجديدة 174 ألف متر مكعب من الغاز الطبيعى، وتمثل إضافة نوعية للبنية التحتية القومية فى مجال استقبال وتحويل الغاز المسال. وتستعد مصر لاستقبال سفينة التغويز الثالثة مع بداية يونيو، حيث تتحرك سفينة التغويز العائمة، «إنرغوس إسكيمو»، الموجودة حاليًا بميناء العقبة فى الأردن، خلال الأيام المقبلة إلى مصر، بموجب عقد جديد، على أن يضخ الغاز منها إلى الشبكة المصرية والأردنية.