لم أجد طوال حياتى فصيلًا يعشق ويجيد صناعة الكذب أفضل من جماعة الإخوان الإرهابية، إلا أن أفعالهم سرعان ما كشفت أكاذيبهم وزيفهم، فأضحوا عراة أمام من يكذبون عليه، رغم سعيهم المستمر والذى لا ينتهى لتجميل صورتهم أمام الشعب المصرى، الذين حاولوا طوال تاريخهم (وتحديدا منذ نشأتهم الأولى) خداعه باسم الدين، لتحقيق أهداف سياسية، لتمرير أجندتها التخريبية والعمالة مع جل أعداء مصر، مستخدمين فى ذلك جميع أنواع الكذب الذى يجيدونه ويحفظون أسراره ودهاليزه، المتمثل فى إطلاق الشائعات والتحريض والعنف والحرق والتخريب، ولكن فطنة وذكاء هذا الشعب العظيم كشفت أمرهم وأزاحتهم إلى غير رجعة، بعد أن ذاقوا على أيديهم الكثير، ليتبوؤا عن جدارة واستحقاق مركز الصدارة فى (مزبلة التاريخ) ودون منازع. ليس فى مصر فقط، بل فى جميع الدول التى وطئت عليها أقدامهم (النجسة)، ولهذا لم يكن بمستغرب لى أو لغيرى قرار الحكومة الأردنية الذى صدر مؤخرا بحظر جميع نشاطات هذه الجماعة، أو الانتساب لها، أو حتى الترويج لأفكارها. وعلى الرغم من اكتشاف أمرهم وفضح دعاويهم المتسترة تحت غطاء الدين، إلا أن هذه الجماعة الموصومة بالغدر والخيانة، لا تكف عن اتباع نفس الفكر والسيناريو الغبى الذى افتضح أمره، لهذا خرج علينا مؤخرا أحد أبواقها الإعلامية (والذى بالمناسبة يصرف عليه جهاز مخابرات أجنبى) ليبشرنا بأن المملكة العربية السعودية، ستمنح جزيرتى تيران وصنافير للجيش الأمريكى ليقيم عليهما قاعدة عسكرية، ليتحكم من خلالهما فى منظومة الأمن بالبحر الأحمر وعلى قناة السويس، لمنع دخول أى سفن قد تستخدم لنقل الأسلحة والمعدات العسكرية إلى قطاع غزة أو الأراضى اللبنانية، خاصة من إيران. وهو الخبر الذى نفاه جملة وتفصيلاً اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجى، فى مداخلة هاتفية مع برنامج (حديث القاهرة)، المُذاع عبر شاشة القاهرة والناس (موكدًا أنها شائعة لا أساس لها من الصحة، ولا يعد سوى كلام لا أساس له على الإطلاق. موضحا أن الإدارة والسيطرة الكاملة على الجزيرتين كانت ولا تزال لمصر منذ أكثر من 70 عامًا، ولم يتم طلب أى تغيير فى هذا الوضع، وأن القوات المصرية هى التى تسيطر بشكل منفرد على المنطقة، ولم يحدث أن تنازلت مصر عن حقها فى الإدارة الكاملة للجزيرتين). ثم عاد وأشار اللواء سمير فرج: (إلى أن الشائعات التى تروجها الجماعات الإخوانية تأتى فى ظل تزايد شعبية الرئيس عبدالفتاح السيسى، ورفضه لعمليات التهجير، وموقفه الثابت فى منع تصفية القضية الفلسطينية). وأن الترويج لهذا الموضوع يهدف فى المقام الأول لإحداث فتنة بين الشعبين المصرى والسعودى، لعلم هذه الجماعة العميلة أن هذا الموضوع بالتحديد يدغدغ مشاعر المصريين الذين يدركون مدى أهمية قناة السويس والتضحيات التى بذلت من أجلها، خاصة بعد رفض طلب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بعبور السفن الأمريكية مجانًا عبر قناة السويس. عمالة تتبعها خيانة ضد الوطن، تناقلتها جميع الكتائب والقنوات الإعلامية التابعة لتلك الجماعة، لا تبتغى فى المقام الأول سوى هدم ثوابت الدولة المصرية وهويتها، منتقدة فى طريقها أى إنجاز يتم على أرض الواقع، خاصة عقب السنة السوداء التى مرت على مصر أثناء حكم المخلوع مرسى، الذى فتح حدودها لمن يدفع أكثر، إلا أنها تثبت بل تؤكد الطبيعة الإجرامية والنهج الذى تسير عليه هذه الجماعة، منذ أسسها حسن البنا، الذى سبق وأن تحالف مع المستعمر الإنجليزى ضد أبناء وطنه، لكنها تناست أن المصريين يصبرون على جل ما يحيط بهم من أزمات، لكنهم لا يتحملون من يهين كرامتهم أو من يقترب من حدود وطنهم، ويتصدون له بكل عزم وقوة، حتى ولو كذب عليهم تحت شعارات الدين، مثلما فعلت هذه الجماعة المحترفة فى فن صناعة الكذب وتدابيره