فقه الصائمين مع د. شوقى علام المفتى السابق الفطر فى نهار رمضان دون عذر كبيرة من الكبائر

فى «فقه الصائمين» نطرح معكم أبرز الفتاوى التى تدور حول الصوم.. والتى يجيب عنها فضيلة د.شوقى علام مفتى الجمهورية السابق من خلال رؤية فقهية مستنيرة..
ما حكم الفطر فى نهار رمضان دون عذر؟
- الفطر فى نهار رمضان دون عذر كبيرة من الكبائر، وعلى من فعل ذلك التوبة والندم وعدم فعل ذلك مرة ثانية، وعليه قضاء هذا اليوم، وإن كان الفطر بجماع فعلى الزوج زيادة على القضاء الكفارة بصيام شهرين متتابعين.
ما حكم إفطار شخص كل أيام رمضان بسبب المرض وعدم استطاعته القضاء؟ وما هى الكفارة؟
- فى هذه الحالة ينظر إلى بعض الأمور واستبيان هل العجز عن الصوم هو عجز مستمر بشهادة الأطباء أمْ لا؟ وإن كان كذلك يُخرِج طعام مسكين فديةً عن كل يوم، ويجوز إخراجها يومًا بيوم، أو إجمالًا تقديمًا أو تأخيرًا.
وهل المرض يُطهر من الخطايا؟
- من المعلوم أن البَليَّة قد تنزل بالمؤمن ابتلاءً واختبارًا ورفعًا لدرجاته؛ كما فى الحديث: «أشَدُّ الناسِ بَلاءً الأنبياءُ، ثم الأمثل فالأمثل، يُبْتَلَى الرجلُ على حسبِ دينه.. فما يبرحُ البلاءُ بالعبدِ، حتى يتركه يمشى علَى الأرضِ وما عَلَيْه خَطِيئَةٌ».
والابتلاء ليس وبالًا وشرًّا فى جميع أحواله؛ بل يمكن أن يكون العكس هو الصحيح، وينقلب البلاء إلى نعمة، وتنقلب المحنة إلى منحة، وكلنا يعلم الحديث الذى جاء عن صهيب رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خيرٌ، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن؛ إن أصابته سَرَّاء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له» أخرجه مسلم.
وما حكم الموت فى زمانٍ مباركٍ كيوم من أيام شهر رمضان؟
- لا شك أن الصائم فى طاعة، ومن مات على طاعة سيبعث على الكيفية التى مات عليها.. ونرجو أن يكون هذا محل القبول والرجاء بسبب هذا الزمان.
وهل يجوز الصوم عن الوالد فى أيام لم يصمها بسبب المرض؟
- الأمر فيه سَعة؛ فقد ورد فى المسألة عدة أقوال، أمّا الصلوات التى فاتت المتوفَّى فلا يُلزَم أحد بأدائها عنه لأنها عبادة بدنية، وأمّا الصوم والزكاة فتجوز على قول بعض أهل العلم، فضلًا عن الديون.
صيام غير المحجبة
ما حكم صيام غير المحجبة أو التى لا تصلى؟
- إن الواجبات الشرعية المختلفة لا ينوب بعضها عن بعض فى الأداء؛ وكل عبادة لها استقلالية عن الأخرى، فمن صلَّى مثلًا فإن ذلك ليس مسوِّغًا له أن يترك الصوم، ومن صَلَّتْ وصَامَتْ فإن ذلك لا يبرِّر لها ترك ارتداء الزى الشرعى، والمسلمة التى تصلى وتصوم ولا تلتزم بالزِّيِّ الذى أمرها الله تعالى به شرعًا هى محسنةٌ بصلاتها وصيامها؛ ولكنها مُسيئةٌ بتركها لحجابها الواجب عليها، ومسألة القبول هذه أمرها إلى الله تعالى، غير أن المسلم مكلَّفٌ أن يُحسِنَ الظن بربه سبحانه حتى ولو قارف ذنبًا أو معصية، وعليه أن يعلم أنَّ من رحمة ربِّه سبحانه به أنْ جعل الحسنات يُذهِبْنَ السيئات، وليس العكس، وأن يفتح مع ربه صفحة بيضاء يتوب فيها من ذنوبه، ويجعل شهر رمضان منطَلَقًا للأعمال الصالحات التى تسلك به الطريق إلى الله تعالى، وتجعله فى محل رضاه.
وما حكم استمرار الخصام وقطيعة الرحم فى رمضان من أجل الخلافات؟
- إننا نحتاج إلى وقفة صادقة فى شهر رمضان لنعيد حساباتنا فى مسألة الخصام والخلافات، ونحتاج إلى وقفة شجاعة لترتيب الأوراق لإنهاء الخصام والقطيعة، وعلينا الاستفادة من نفحات هذا الشهر الكريم لنعالج أى جفاء أو قطيعة موجودة وكذلك ينبغى تقليل التخاصم فى المحاكم.