العنوان السابق هو ما نحتاج لأن تجيب عليه القمة العربية فى القاهرة للخروج بموقف عربى يعكس نهج ورؤية السياسة العربية (الرسمية) ليس حيال مستقبل غزة، وما يضعه الأعداء من مخططات خبيثة تستهدف أهلها فحسب، بل حيال مجمل القضية الفلسطينية. والسؤال الأهم هو: لمَ يجب أن نأخذ دور الضحية؟ أمن قلة نحن؟ لا. أمن ضعف نحن؟ نعم. وضعفنا مصدره إحساسنا بأننا ضعفاء، عدم إدراكنا لما بين أيدينا من أوراق يمكن أن نلعب بها فى مواجهة الخصوم. نحن ضعفاء لأن من بيننا من بات يؤمن بالسردية الصهيوإمبريالية للحق اليهودى فى أرض فلسطين، وبشرعية وجود هذا الكيان، وأن هذا الكيان المارق يمكن أن يُتعامل معه كباقى دول العالم غير الاستعمارية. نحن ضعفاء لأن كل دولة من دولنا تعتقد أنها بمنأى عن الخطر الصهيونى الذى يتهدد كيانها ونسيجها الاجتماعى حتى النخاع. نحن ضعفاء لأننا نريد السلام مع هذا الكيان المارق بأى ثمن، ومع أى أفعى سامة تستهدفنا دون هوادة. نحن ضعفاء لأننا لا ندرك مدى أهميتنا لهذا العالم وفى هذا العالم! نحن يا سادة قلب الكرة الأرضية. نحن يا سادة مهد كل الشرائع السماوية. نحن يا سادة راسخون على أرض عربية منها انبثقت أولى الحضارات على هذه الأرض. ثم نحن يا سادة نمتلك أهم مركز استراتيجى على وجه البسيطة؛ من يسيطر عليه يسيطر على مفاصل العالم وضلوعه. نحن يا سادة لدينا من الثروات ما يُسيل لعاب كل الطامعين فى الهيمنة على الكرة الأرضية برمتها. نحن لدينا من الأسواق يا سادة ما يثير شهية كل المنتجين فى العالم. فهل أزيد؟ أوليس فيما سبق من مقومات للقوة لا يمكن لمن أراد أن يستعدى أهل هذه المنطقة إن وقفت بحزم وككتلة واحدة أن يعد على أصابعه العشرة وزيادة قبل أن يستعديها؟ ولنعد إلى السؤال: هل يجب بعد كل هذا أن نستجدى ترامب وكل الغرب ودولة الكيان وأن نطلب منها الرأفة فى تقرير مصير حقنا فى أرضنا ومقدساتنا. بأى صفاقة يسمح لترامب أن يقرر تهجير أهل قطاع غزة من أرضهم. إن مجرد محاورة هذا الرئيس المغرور خطأ فى حد ذاتها، فمصير الشعوب على أوطانها مسألة لا تحتاج إلى حوار، وليس لها إلا أن يحشى فم من ينطق بها بالتراب. أو نقول له: «كل تبن». أرأيتم أيها السادة أين أوصلَنا ما نحن فيه من ضعف وفرقة من هوان؟ هل بات الصفيق الملاحق قضائيا رئيس وزراء دولة غير شرعية فى قلب وطننا العربى نتنياهو حاميا لحمى أقلية عربية من الطوائف الإسلامية يهدد ويتوعد سوريا مدفوعا بإحساسه بضعف سوريا وبأننا سنقف على الحياد- وقد فعلنا- ونحن نراه يحتل أجزاء جديدة من أراضيها. هذا الصفيق الذى تلاعب ويتلاعب ويكذب كما يتنفس يريد أن يحمى جماعة منا لا تحتاج حتما بين ظهرانينا إلى الحماية، فى الوقت الذى يمعن فيه قتلا وتدميرا ومحاولة تهجير شعب بأكمله من أرضه. فعلام السكوت؟ وإلامَ؟ شعوبكم يا قادتنا الأفاضل تستصرخكم أن تنجدوا ما بقى لها من إحساس بالكرامة قبل أن يريق الثنائى القذر ترامب ونتنياهو آخر قطرات للكرامة فى عروقنا. وهى على ثقة كبيرة بكم، وبأنكم قادرون وفاعلون. وفقكم الله.