أيام قليلة تفصلنا عن بدء الدورة ال26 من مهرجان الإسماعيلية السينمائى الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة، ذلك المهرجان الذى شكل على مدى ربع قرن ذاكرة حية فى عقول ونفوس آلاف السينمائيين العرب، وفى أول دورة تترأسها المخرجة «هالة جلال» تتجه الأنظار صوب الإسماعيلية فى محاولة للتعرف على هذا الفكر الجديد الذى سيدير المهرجان، لا سيما فى ظل التحديات الكبرى التى تواجهه هذا العام، والتى يعد أبرزها انخفاض الميزانية بحيث لا تتجاوز الملايين الثلاثة وهو رقم ضئيل جدا فى عرف المهرجانات، إضافة إلى عدم تعيين رئيس جديد للمركز القومى للسينما الذى ينطلق المهرجان من خلاله. على قدر التحديات، تأتى الطموحات الكبيرة فى تقديم دورة استثنائية تليق باسم المهرجان العريق، حيث من المقرر أن تشهد الدورة 26 التى ستنعقد فى الفترة من 5 حتى 11 فبراير العديد من المفاجآت، من عروض سينمائية، وورش فنية، وندوات وحلقات بحثية، وفى السطور التالية نتحدث عن أبرز ملامح الدورة المرتقبة. برنامج مكثف تشتمل مسابقات المهرجان الرئيسية على 51 فيلما من 34 دولة، مقسمة بين مسابقاته الثلاثة، حيث يقيم المهرجان ثلاث مسابقات للأفلام الطويلة والقصيرة وأفلام النجوم الجديدة التى كانت تحمل اسم مسابقة أفلام الطلبة قبل أن يتم تغيير اسمها وطبيعتها أيضا، حيث لم تعد تقتصر على الطلبة فقط، ولكن أصبحت تضم شريحة أكبر سواء كان المشاركون بها طلابا أم لا. ويشارك بمسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة 10 أفلام من 11 دولة، ويرأس لجنة تحكيمها المخرج الكاميرونى «جان مارى تينو» الذى يكرمه المهرجان، فيما تضم قائمة الأفلام القصيرة 24 فيلما فقط، تم اختيارها من بين 2300 فيلم تقدمت للمهرجان، ويرأس لجنة تحكيم الأفلام القصيرة الفرنسية «سولونج بوليه» أما مسابقة النجوم الجديدة فتضم 17 فيلمًا لمخرجين من القاهرة والإسكندرية وبورسعيد وأسوان، وتترأس التونسية «إنصاف وهيبة» لجنة تحكيمها، أما خارج المسابقة فتشهد هذه الدورة برنامج (سينما العالم) ويضم 25 فيلمًا، غالبيتها حازت على جوائز من مهرجانات مرموقة. الجدير بالملاحظة أن هذه الدورة تقام دون وجود مدير فنى، حيث تم الاكتفاء بوجود مسؤول لكل برنامج، كما تقرر التوسع فى أماكن العروض، حيث ستصل عروض المهرجان هذا العام إلى مركز ومدينة فايد والقنطرة غرب بجانب قصر ثقافة الإسماعيلية ومكتبة مصر العامة وسينما دنيا. تكريمات مستحقة هذه الدورة تحمل اسم شاعر السينما التسجيلية المخرج الكبير «على الغزولى» تكريمًا لإسهاماته البارزة فى مجال السينما التسجيلية، التى جعلته واحدًا من أهم رواد هذا الفن فى مصر والوطن العربى، وفى إطار هذا التكريم، سيعرض المهرجان برنامجًا خاصًا بعنوان «نظرة على التاريخ»، يقدم مجموعة مختارة من أبرز أفلام المخرج الكبير «على الغزولى» لتسليط الضوء على إرثه الفنى الغنى ودوره المؤثر فى تطوير السينما التسجيلية، وتشهد هذه الدورة أيضا تكريم نُخبة من أبرز رواد مخرجى الأفلام التسجيلية والقصيرة، من بينهم «نبيهة لطفى، وعطيات الأبنودى، وتهانى راشد، وماهر راضى، وسمير عوف» إضافة للمخرجين الكاميرونى «جان مارى تينو» والأمريكى «روس كفمان» اللذين يعقد معهما المهرجان لقاءات متخصصة حول مسيرتهما وسيتم تسليط الضوء على إسهامات هؤلاء المكرمين بطريقة جديدة، بعرض درر سينمائية نادرة تُعتبر جزءًا مهمًا من التراث السينمائى التسجيلى، فى محاولة لحفظ الذاكرة السينمائية، حيث سيعرض مشروع تخرج «عطيات الأبنودى» وفيلم (حسن والعصفور) ل«نبيهة لطفى» الذى يُعرض لأول مرة، وغيرها من الأفلام التى يستهدف عرضها النظر إلى هؤلاء الرواد ليس فقط كمادة للحنين، بل كإرث حيّ ومصدر إلهام للأجيال القادمة. جلسات ونقاشات استحدث المهرجان هذه الدورة جائزة خاصة، من خلال ورشة يقيمها بعنوان (ذاكرة المكان)، حيث تقدم من خلالها مشاريع أفلام يجرى تصوير جزء منها بالقاهرة وجزء آخر بالإسماعيلية ومدن القناة، وذلك بهدف الحفاظ على ذاكرتنا فى الأحياء والمدن وعلاقة الإنسان بالمكان، تأتى هذه المسابقة بالتعاون مع هيئة التنسيق الحضارى، وتستهدف المسابقة طلاب السنة الثالثة فى الكليات ذات التخصصات الفنية والإعلامية، لتشجيعهم على إنتاج أفلام تسجيلية قصيرة تعكس موضوعات ترتبط بالهوية والذاكرة، وإلى جانب ذلك يشهد مهرجان الإسماعيلية هذا العام العديد من الجلسات النقاشية الثرية التى تستضيف شخصيات بارزة فى مجال السينما التسجيلية، من أبرز هذه الجلسات: ماستر كلاس للمخرج الأمريكى «روس كوفمان» وهو مخرج تسجيلى رفيع المستوى سيُكرّم خلال المهرجان، وسيُقدم ورشة عمل مميزة للاستفادة من خبراته وتجربته الفريدة، وماستر كلاس للمخرج الكاميرونى «جان مارى تينو» عضو لجنة التحكيم فى المهرجان، وهو أيضًا مخرج تسجيلى مرموق، بالإضافة إلى جلسة للمخرج المغربى «هشام الفلاح» والتى سيناقش خلالها التجارب الإفريقية فى السينما التسجيلية، موضحا كيف استطاعت أفلام قليلة الميزانية التحايل على القيود المالية بحلول إنتاجية مبتكرة والوصول إلى مهرجانات عالمية، مما يمثل إضافة مهمة، خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية التى يواجها السينمائيون فى مصر. ملتقى الإسماعيلية فى هذه الدورة يقيم المهرجان (ملتقى الإسماعيلية) ومن خلاله يطلق مسابقة لتطوير مشروعات الأفلام، وهو برنامج مخصص للمشروعات السينمائية المصرية مدته ثلاثة أيام، ويشمل مشروعات الأفلام التسجيلية الطويلة، ومشروعات الأفلام القصيرة من أى نوع فى جميع المراحل، ويقدم البرنامج الإرشاد والاستشارات والجوائز النقدية لصانعى الأفلام المصريين، كما يقدم البرنامج أيضا جوائز نقدية لأفضل مشاريع الفيلم القصير، والفيلم التسجيلى مقدمة من رعاة ملتقى الإسماعيلية. 2