أثار قرار رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، إقالة وزير الدفاع يوآف جالانت، ردود فعل داخلية متباينة غلبت عليها الانتقادات الشديدة، فى حين خرج مئات المحتجين إلى الشوارع رفضًا للقرار. وأعلن «نتنياهو» إقالة «جالانت» قائلاً إنه لا يثق فى إدارته للعمليات العسكرية الجارية، وأن أزمة الثقة التى حلت بينهما جعلت من غير الممكن استمرار إدارة الحرب بهذه الطريقة. وعين «نتنياهو» وزير الخارجية يسرائيل كاتس خلفًا لجالانت، ورئيس حزب اليمين الوطنى جدعون ساعر، وزيرًا للخارجية. من جانبها قالت القناة 12 الإسرائيلية، إن مكالمة الإقالة بين نتنياهو وجالانت استغرقت 3 دقائق فقط. وهذه هى المرة الثانية التى يقيل فيها نتنياهو وزيره للدفاع يوآف جالانت، حيث أقاله قبل نحو عام ونصف على خلفية التعديلات القضائية المثيرة للجدل، ولكن اضطر للتراجع عن قرار الإقالة بعد خروج مظاهرات حاشدة فى إسرائيل منددة بقرار الإقالة، وشارك فيها مئات الآلاف من الإسرائيليين. وبعد وقت قصير من الإعلان عن إقالته، نزل المئات إلى الشوارع فى تل أبيب للاحتجاج، وأغلق المحتجون محور أيالون فى تل أبيب الكبرى. وفى أول تعليق له على قرار إقالته، قال جالانت إن أمن دولة إسرائيل كان وسيبقى رسالته فى الحياة. وكشف وزير الدفاع الإسرائيلى المُقال يوآف جالانت، عن أسباب إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إقالته من منصبه، وتعيين وزير الخارجية يسرائيل كاتس بدلا منه. وقال جالانت أبلغت نتنياهو أن أولوياتى كانت وستظل ثابتة وواضحة: إسرائيل، الجيش الإسرائيلى ومنظومة الأمن، وبعدها كل شىء آخر، بما فى ذلك مستقبلى الشخصى. وأضاف: هذه الإقالة تأتى نتيجة خلافات بشأن 3 مواضيع، أولهما إصرارى القوى على أن كل شخص فى سن التجنيد ملزم بالخدمة فى الجيش الإسرائيلى، هذا الموضوع ليس مجرد قضية اجتماعية، بل هو الأهم لبقائنا ومستقبلنا، إنه يتعلق بأمن دولة إسرائيل. وأقرَ جالانت، الذى عارض نتنياهو علنًا فى أكثر من مناسبة، وخاصة خلال الشهور القليلة الماضية، بأن الجيش الإسرائيلى فقد مئات الجنود وهناك آلاف الجرحى والمصابين والحرب مستمرة. وتعليقًا على قانون تجنيد اليهود الحريديم قال إنه لا يجب السماح بتمرير قانون تمييزى وفاسد فى الكنيست، يعفى عشرات الآلاف من المواطنين من تحمل العبء، لقد حان وقت التغيير. أما السبب الثانى الذى تحدث عنه جالانت، فيتمثل فى إعادة المحتجزين فى قطاع غزة، وقال: بحكم منصبى وخبرتى أؤكد أن الأمر ممكن، يمكن إعادة المحتجزين، ولكنه يتطلب تنازلات بعضها مؤلم، وإسرائيل ستتمكن من تحمل هذه التنازلات، وسيتكفل الجيش الإسرائيلى بتوفير الأمن اللازم لذلك. وتابع: «لن تكون هناك مغفرة للتخلى عن المحتجزين، سيكون هذا وصمة عار على المجتمع الإسرائيلى، وعلى أولئك الذين يقودون هذه الطريق الخاطئة». وعن السبب الثالث وراء إقالته، قال: أنا المسئول عن منظومة الأمن خلال العامين الماضيين، عن النجاحات وعن الإخفاقات. فقط ضوء الحقيقة والتحقيق الشفاف سيمكننا من استخلاص الدروس وبناء قوتنا للتصدى لتحديات المستقبل. وقال زعيم المعارضة يائير لبيد إن إقالة جالانت فى خضم الحرب عمل جنونى، وإن نتنياهو يبيع أمن إسرائيل وجنود الجيش من أجل بقائه السياسى. ومن جهته، أفاد العضو السابق فى مجلس الحرب الإسرائيلى بينى جانتس بأن إقالة جالانت سياسة على حساب أمن الدولة. أما رئيس حزب إسرائيل بيتنا أفيجدور ليبرمان، فقال إنه إذا كان جائزا استبدال وزير الدفاع فى خضم الحرب، فمن الممكن أيضا استبدال رئيس الوزراء. كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسئولين أمنيين قولهم إن إقالة جالانت فى هذا التوقيت قرار غير مسئول، بينما نترقب هجومًا من إيران، ونقلت عن مصدر أمنى قوله إن نتنياهو اختار السياسة بدلا من أمن الدولة. وذكر مسئول كبير لهيئة البث الإسرائيلية أن الثقة مهمة، لكن إقالة وزير دفاع فى هذا التوقيت أمر غير مناسب على الإطلاق. وبدورها، اعتبرت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين فى غزة أن إقالة جالانت تمثل استمرارًا لجهود نتنياهو لإحباط مساعى إعادة المخطوفين. وطالب رئيس حزب الديمقراطيين الإسرائيلى يائير جولان الإسرائيليين بالنزول إلى الشوارع عقب إقالة وزير الدفاع. فيما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسئول كبير قوله إن جالانت تم التضحية به على مذبح قانون الإعفاء من التجنيد. وفى المقابل، هنأ وزير الأمن القومى الإسرائيلى إيتمار بن غفير، نتنياهو على قرار إقالة جالانت، مشددا على أنه لا يمكن تحقيق النصر الكامل معه. ونقل موقع أكسيوس عن مسئول فى البيت الأبيض أن واشنطن فوجئت كثيرا من القرار، ونقلت الإذاعة الوطنية الأمريكية عن مسئول إسرائيلى أن نتنياهو أقال جالانت يوم الانتخابات لمنع إدارة بايدن من الاحتجاج. وقال مسئول أمريكى لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، إن الشعور السائد أن إقالة جالانت يوم الانتخابات كانت متعمدة لتجنب رد فعل أمريكى عنيف. وقال مجلس الأمن القومى الأمريكى إن جالانت كان شريكًا مهمًا فى جميع الأمور المتعلقة بالدفاع عن إسرائيل. وفى وقت سابق، نقل مسئولون إسرائيليون عن وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن ومستشار الأمن القومى للبيت الأبيض چيك سوليڤان وصفهما إقالة جالانت أثناء الحرب بأنها «ضرب من الجنون». كما نقلت هآرتس عن مصدر بالإدارة الأمريكية قوله إن واشنطن ستجد طريقة للتعامل مع أى شخص يتولى منصب وزير الدفاع فى إسرائيل، وأشار إلى أن «كاتس» لن يتمتع بالعلاقة الوثيقة ذاتها مع واشنطن التى تمتع بها جالانت. وتعهد وزير الدفاع الإسرائيلى المعين حديثا، بإعطاء الأولوية لإعادة المحتجزين الإسرائيليين فى قطاع غزة، وتدمير حركة حماس الفلسطينية وجماعة حزب الله اللبنانية فى أول منشور له على منصة إكس بعد قبول المنصب. وقال: سنعمل معا من أجل دفع منظومة الأمن إلى النصر على أعدائنا وتحقيق أهداف الحرب. وكان «كاتس» قد أثار ضجة دبلوماسية بعد وقت قصير من تعيينه لأول مرة وزيرًا للخارجية، عندما قال إن البولنديين يرضعون معاداة السامية. وفى أكتوبر الماضى أعلن أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش شخص غير مرغوب فيه فى إسرائيل، ومنعه من دخول البلاد. 2