حوار فى التعليم

- هل التعليم فى أزمة.. أم أن الأزمة فى التعليم؟!
بادرت بهذا السؤال المتحذلق شابة واعدة صاعدة مجموعة من الطلبة والطالبات فى فناء مدرسة على أثر خروجهم من إحدى لجان امتحانات الثانوية العامة.
هتف أحدهم، مؤكدًا فى ثقة وخيلاء:
- لا أزمة ولا يحزنون.. الامتحان سهل والأسئلة من ذات نفس المنهج وكله قشطة و«انسى وخد البنسة».
تداخلت الأصوات واختلطت فى صيحات غاضبة وساخطة وقالت طالبة:
- ماتصدقهوش.. الامتحان صعب والأسئلة محتاجة تفكير.. وإحنا ماتفقناش على كده.
قالت الصحفية مستفزة فى دهشة:
- ماتفقتوش مع مين على كده؟!
- كل الأساتذة فى المدرسة وفى السناتر.. قالوا لنا الأسئلة حاتبقى مباشرة.. و«نميسة» من غير عقد ولا كلاكيع وفى مستوى الطالب المتوسط.
هتفت الصحفية فى استنكار:
- يعنى إيه فى مستوى الطالب المتوسط؟! المفروض إنها تنحاز للطالب المتفوق والنابه والمتميز.. وليس البليد والغبى.. دى مسابقة.
علق أحدهم موضحًا:
- ما هو فيه سؤالين «للمعقدين» دول.. مليانين «أفورة».
عندئذ صاحت الفتاة المعترضة فى سخط:
- لا، أربع أسئلة وده معناه أن الامتحانات مافيهاش مساواة ولا عدالة بينا وبين «الحنجوريين» دول.
صاحت الصحفية فى غيظ:
- لكن عميد الأدب العربى وضح فى كتابه مستقبل الثقافة فى مصر (1938) أن آفة التعليم فى سياسة «التلقين» وبالتالى لا بد أن تشمل المناهج والامتحانات على بناء وعى الطالب وتنمية قدراته على التفكير والابتكار والإبداع وإعمال العقل وليس النقل والحفظ والصم واجترار سطور الكتب المقررة.. وعدم الاعتماد فى تصحيح الامتحانات على مطبوعات الإجابات النموذجية.. و..
يتكاتف الطلبة ويحتشدون مقاطعين الصحفية فى سخط.. وتتداخل العبارات التهكمية:
- إنتى جاية تنكدى علينا؟! إحنا ناقصينك؟!.. إنتى معانا ولا علينا؟! يا آنسة ماتحبكيهاش وعدى الليلة... اقلبى اليافطة... الحياة مش مترجمة.. استقربى واقلبى.. وعك وربك يفك.