أطلقت دارُ الإفتاء المصرية صفحةً خاصة بمناسك الحج والعمرة على بوَّابتها الإلكترونية خدمةً منها لحجَّاج بيت الله الحرام، وذلك مواكبةً لعصر الرَّقْمَنة واستخدام التكنولوجيا الحديثة فى تيسير المناسك وشرحها والإجابة عن كل ما يَشغل أذهان ضيوف الرحمن.. وتُعنى هذه الصفحة بنشر كلِّ ما يتعلَّق بأعمال الحجِّ والعمرة وزيارة النبى صلَّى الله عليه وآله وسلم، كما تحتوى على فتاوى معتمدة من دار الإفتاء المصرية فى كلِّ المسائل التفصيلية الخاصة بهذه الشعائر، وذلك فى ظلِّ الأيَّام المباركة والمكانة السامية لهذا الركن العظيم ونفحات المولى ومِنَّتِه على المسلمين. نصائح للحجيج فيما تقدم الصفحةُ معلوماتٍ ونصائحَ للحجَّاج بدايةً من الاستعداد لهذه الرحلة المباركة، ثم أعمال الحج ومناسكه من أحكام الإحرام والطواف والسعى، وما يتعلَّق بالمكوث بمِنًى يومَ التروية والمبيت بها ليلةَ عرفة، ثم الوقوف بعرفة حتى الإفاضة إلى المزدلفة، والمبيت بمنًى أيام التشريق حتى انتهاء المناسك بطواف الوداع، وأيضًا زيارة النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى المدينةالمنورة. وتتيح الصفحة كذلك تحميل وقراءة كتاب «الحج والعمرة» الذى أصدرته دار الإفتاء المصرية، وذلك من خلال بوابة دار الإفتاء المصرية الإلكترونية أو التطبيق الإلكترونى، وهو من إصدارات الدار المتخصصة فى هذا الشأن. كما تخصِّص الصفحةُ ركنًا خاصًّا للمرأة، وأتاحت فى هذا الركن كلَّ ما يتعلق بالنساء المُحرمات وكل الأحكام الخاصة بها طوال فترة الحج ومناسكه. فى الوقت نفسه قامت دار الإفتاء كذلك بتحديث تطبيقها الإلكترونى على الهواتف الذكية ليكون ملائمًا لهذه المناسبة بإظهار فتاوى أشهر الحج، كما تم إضافة قسم المرئيات للتطبيق يحتوى على فيديوهات «موشن جرافك» تشرح الحج خطوة بخطوة ليكون دليلًا إرشاديًّا للحجاج، مع إفراد جزء خاص بشعيرة زيارة سيدنا النبى صلى الله عليه وآله وسلم وكل ما يتعلق بها من مستحبات وأدعية مأثورة وفتاوى ومرئيات. كذلك أتاحت الدار من خلال تطبيقها الإلكترونى نظام الرسائل الصوتية فى خدمة (سجل سؤالك) على مدار 24 ساعة طوال فترة موسم الحج؛ لمساعدة غير القادرين على الكتابة، حيث يقوم المستخدم بتسجيل سؤاله فى رسالة صوتية ويتمُّ الرد عليه برسالة صوتية يسمعها المستفتى. فتاوى الحج من جانبه وفى إطار تناوله لفتاوى الحج الصادرة محليًّا وعربيًّا ودوليًّا، كشف المؤشر العالمى للفتوى (GFI) التابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، أن الفتاوى الخاصة بالحج الركن الخامس من أركان الإسلام تُشكّل ما نسبته (%10) من جملة الفتاوى الصادرة فى العالم، و(%15) من جملة فتاوى العبادات. ولفت مؤشر الفتوى إلى أن الفتاوى الصادرة من شخصيات وهيئات غير رسمية جاءت بنسبة (%56) من الفتاوى المتعلقة بالحج، فيما جاءت الفتاوى الصادرة من الشخصيات والمؤسسات الرسمية بنسبة (%44)، جاء ذلك بعدما قام مؤشر الفتوى برصد وتحليل ما يقرب من (10 آلاف فتوى) متعددة المصادر والجنسيات عبر وسائل التواصل والمنصات الإلكترونية. الحج فى زمن الذكاء الاصطناعى فيما أكد مؤشر الفتوى على تأثير أنظمة الذكاء الاصطناعى على تنظيم موسم الحج بشكل ملحوظ، واتضح ذلك من خلال تسخير وتوظيف التكنولوجيا والروبوتات الحديثة والتطبيقات الإلكترونية لتنظيم جميع الإجراءات المتعلقة بموسم الحج، ومن أبرز التقنيات التى أعلنت عنها رئاسة شئون الحرمين عبر تويتر: - (مكانس التطهير الذكية) المزودة بتقنية خرائط الذكاء الاصطناعى وتُشحن لمدة أربع ساعات، وتعمل لمدة تقدر بثلاث ساعات، تغطى خلالها مساحة 180 مترًا مربعًا، بقوة شفط 2000 باسكال. - (روبوتات تعريفية فى مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة) تقدم لزوار المجمع شرحًا عن المقتنيات الموجودة فيه والتى تخص الكعبة المشرفة، ومنها قطع قديمة لكسوة الكعبة وبعض مكوناتها. الروبوتات المخصصة لاستقبال الحجيج، وتوزيع مياه زمزم. - بطاقة الشعائر الذكية التى ترتبط بجميع الخدمات المقدمة للحجاج، مثل دخول المخيمات واستخدام وسائل النقل والدفع عبر نقاط البيع وأجهزة الصراف الآلى ومعرفة نقاط التجمع ومواعيد التفويج والتنقل. - توفير أكثر من 14 خدمة إلكترونية منها تطبيق «تنقل»، وتطبيق «لوامع الأذكار»، و«المصحف الشريف»، وغيرها من التطبيقات والروبوتات الذكية التى تعمل على تهيئة البيئة الإيمانية للحجيج. - استخدام «الباركود والتابلت» فى إنهاء إجراءات الحجاج وتسكينهم بفنادق الإقامة. وفى ذلك الإطار، أكد مؤشر الفتوى على أهمية التحول الرقمى وتأثير الذكاء الاصطناعى على مختلف شئون الحياة، الأمر الذى يستدعى بذل المزيد من الجهود لتمكن جميع الجهات الإفتائية الرسمية فى مختلف دول العالم من تسخير وتوظيف تلك التكنولوجيا الحديثة فى خدمة المسلمين والتيسير عليهم، والاستفادة من إيجابياتها ومحاولة الحد من تأثيراتها السلبية. «تريندات فتاوى الحج» ولفت المؤشر العالمى للفتوى من خلال عمليتى الرصد والتحليل أن «الحديث عن موسم الحج والأضحية» كان عنوان الكثير من التريندات المتداولة فى مصر والدول العربية، وانقسمت بين أحاديث عن فتاوى تسأل عن حكم الاقتراض للحج أو أدائه بالتقسيط فى مصر الأمر الذى فتح باب التساؤلات بشأن مشروعية أموال الحج وتأدية المناسك من الناحية الشرعية، وسط جدل بدخوله فى إطار «الاقتراض الربوى» كما ذهب البعض. وفى ذلك الإطار، شدد مؤشر الفتوى على ضرورة الالتزام بفتاوى المؤسسات الرسمية الخاصة بالعبادات لا سيما المتعلقة بالحج والعمرة وعدم الانسياق خلف أى فتاوى أو آراء أخرى، وعدم الانصياع خلف دعوات إلغاء الحج والأضحية- لاسيما للمقتدرين- بزعم الأزمات الاقتصادية؛ لأنها مرآة للهوية الإسلامية والدينية للمجتمعات المسلمة. أكثر فتاوى الحج تكرارًا عربيًّا وعالميًّا وتطرق مؤشر الفتوى إلى رصد أكثر الفتاوى المتعلقة بالحج، والتى كثر التساؤل حولها فى أكثر من دولة عربية، كما أوردتها مواقع الفتوى الرسمية وغير الرسمية ووسائل التواصل الاجتماعى المختلفة وكذلك محركات البحث، مبينًا أن أبرز تلك الفتاوى كانت: «حكم الحج مع وجود وشم على الجسم»، و«حكم تكرار الحج والعمرة»، و«هل يجوز الحج عن الأبوين أو أحدهما»، و«أيهما أفضل: حج النافلة أم الحج عن الوالدين»، و«حكم حج الشخص دون أخذ تصريح من الدولة»، و«حكم الاقتراض للحج»، و«أيهما أولى بالتقديم: الحج أم الزواج؟»، و«حكم أداء الحج فى ظل استمرار جائحة كورونا»، و«حكم التوكيل أو الإنابة فى الحج».. إلخ.
كما اهتمت الفتوى بمواجهة عدد من السلوكيات والعادات الخاطئة التى يقع فيها بعض الحجاج ومن بينها فتوى فضيلة مفتى الجمهورية أ.د.شوقى علام حول حكم كثرة الانشغال بالتصوير أثناء أداء مناسك الحج والعمرة، والتى أكد خلالها على أن المبالغة فى التصوير أثناء مناسك الحج فيها نوع من الإيذاء وعدم مراعاة أحوال الآخرين، مما قد يوقعهم فى الحرج المنهى عنه شرعًا؛ بل إنه يُعَدُّ من الأفعال المنافية للحال التى ينبغى أن يكون عليها مَن يزور بيت الله الحرام، سواء كان مُحْرِمًا بالحج أو غير محرم؛ لذا فلا يليق أن ينشغل المحرم بالحج عن أداء المناسك بأى أمر آخر من أمور الدنيا؛ كالتقاط الصور التذكارية؛ لأن الأصل أن يكون حاله فى هذا الوقت منقطعًا عن الملهيات والشهوات متعلقًا قلبه بربه، ومنشغلًا فكره برضا مولاه، راجيًا قبول حجه؛ لينال بذلك الأجر، فيرجع كيوم ولدته أمه، لا ذنب ولا إثم عليه، فيكون حجه مبرورًا. وحول الكلام فى الهاتف المحمول أثناء الطواف، أكد فضيلته أن الكلام عمومًا- أو فى الهاتف المحمول خصوصًا- وإن كان جائزًا فى الطواف، أو مكروهًا عند عدم الحاجة أو الضرورة، فإنَّ مِن كمال الأدب فى الطواف أن يكون الطائفُ وقورًا، خاشعًا متخشعًا، حاضر القلب، مستحضرًا لعظمة المولى سبحانه وتعالى، خاضعًا له، مقبلًا عليه، مستشعرًا كونه بين يديه، متأدبًا بظاهره وباطنه، مقتديًا بهدى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فى الإقلال من الكلام فى الطواف، وعدم التمادى فى الحديث فيما لا حاجة فيه أو ضرورة.