بعد اختيارها من ضمن أفضل 2 ٪ من علماء العالم من جامعة ستانفورد .. د. رانيا حتحوت كتبت اسمها فى التاريخ بحروف من ذهب

على مر العصور والمرأة المصرية لها مكانة وملهمة وصاحبة إنجازات علمية وتساعد فى إعادة بناء وتشييد مجد بلادها وتبقى المرأة المصرية مفتاحا لكنوز العلم، وعلى مر التاريخ فمصر من أنجبت العديد من العالمات والسيدات المشرفات مثل سميرة موسى أول عالمة ذرّة ولطفية النادى «أم الفيزياء النووية» وتوحيدة عبدالرحمن أول طبيبة وظفت بالحكومة المصرية ومنى مصطفى محمد عالمة مصرية وأستاذة بكليه العلوم قامت بتدريس علم الأحياء الجزيئى فى جامعة القاهرة على مدى 20 عامًا ود. ليلى هزاع العالمة فى الأحياء المصرية والتى تعمل فى كينيا وتنزانيا وغيرهن الكثير.
وفى عصرنا الحديث مازالت المرأة المصرية على الساحة العلمية مفكرة وباحثة وعالمة ومن سيدات مصر المشرفة العالمة المصرية الدكتورة رانيا حتحوت أستاذ ورئيس قسم الصيدلانيات والصيدلة الصناعية بكلية الصيدلة جامعة عين شمس، «روزاليوسف» أجرت حوارًا معها للحديث عن نجاحها فى مجال البحث العلمى.
تحكى لنا د.رانيا حتحوت أستاذ ورئيس قسم الصيدلانيات والصيدلة الصناعية بكلية الصيدلة جامعة عين شمس بداية المشوار فتقول منذ الصغر وأنا متفوقة فى الدراسة وكنت الأولى على إدارة مدينة نصر فى الشهادة الإعدادية ومن الأوائل على مستوى محافظة القاهرة ،وفى الثانوية العامة نفس الشىء وكانت رغبتى الأولى هى الالتحاق بكلية الصيدلة وهو ما حدث بالفعل الحمد لله والتحقت بكلية الصيدلة جامعة عين شمس وكانت كلية جديدة فى ذلك الوقت ورأيت أنها فرصة عظيمة لتعيينى معيدة بعد التخرج بسبب حبى الشديد للتدريس والتعليم، وتخرجت عام 2000 فى كلية الصيدلة وتخصصت فى قسم الصيدلانيات والصيدلة الصناعية وأنا هو قسم معنى بتركيبات الدواء وأيضا الأشكال الصيدلانية المختلفة، فى هذا القسم ندرس كيفية صنع القرص والكبسولة والشراب والحقن وكل الأشكال الصيدلانية المختلفة التى يحتاجها المريض وأيضًا ندرس التركيبات وحتى تكون تلك التركيبات ناجحة ندرس الرياضيات والفيزياء والكيمياء والكيمياء الفيزيائية و هذا القسم « الصيدلانيات والصيدلة الصناعية» هو الأقرب إلى قلبى، فأنا اعشق الكيمياء بكل أنواعها وكانت رغبتى الأولى أثناء التنسيق الداخلى فى الكلية.. وفى رأيى من يتخصص فى مجال يحبه يبدع به ويتألق بلا شك،خاصة أن هذا القسم به العديد من الأمور المتطورة الجديدة مثل تقنية النانو الطبية وذلك لأن الدواء وجميع العقاقير تحمل على الجسيمات النانويةnano particles حتى توصل العقار لمكان المرض المستهدف.
وأضافت: أنا من العلماء المصريين الذين عملوا على فكرة الجسيمات النانوية دكتور مصطفى السيد حيث كان يعمل على جسيمات الذهب النانوية.. وتابعت د.رانيا نحن الآن فى قسم الصيدليات والصيدلة الصناعية بكلية الصيدلة جامعة عين شمس كل أبحاثنا والرسائل يقوم بها مؤهلات علمية مهتمة بتقنية النانو الطبية ونحن الآن فى اتصال دائم مع شركات الأدوية ،وأنا الحمدلله أعمل فى أكثر من شركة أدوية كمستشار لهم أحل لهم المشاكل التى تواجههم حتى نصل إلى أفضل تركيبة ممكنة للدواء ونحاول معهم حاليًا أن نوصل لهم الأفكار الجديدة حتى تتطبق فى مصر.
عن علاج مرض الجلوكوما «الماجستير رسالة»
وتستطرد د.رانيا قائلة: بعد تخرجى فى الكلية عام 2000 سجلت رسالة الماجستير عام 2002 وحصلت عليه أول عام 2006 ونشرت بحثين فى مجلات علمية مرموقة فى تخصص الصيدلة والصيدلانيات وبالطبع النشر الدولى هو إضافة كبيرة لى.
وتابعت رسالة الماجستير والأبحاث كانت عن علاج مرض الجلوكوما وهو مرض المياه الزرقاء فى العين أو مرض ارتفاع الضغط فى العين،وبالطبع هو مرض خطير جدا ويؤدى إلى العمى لدرجة أنهم يسمونه the silent blinder أو العمى الصامت لأن مع مرور الوقت المريض دون أن يشعر يصل إلى العمى، لذا بدأنا فى عمل تركيبات جديدة معتمدة على ليبوزومات ونايوزومات وهى حويصلات داخلها العقار والهدف منها تخترق قرنية العين لتدخل كميات كبيرة من الدواء إلى قرنية العين ولا يبقى على السطح فقط وهكذا نوفر جرعات أكبر من الدواء، وبالتالى يحقق فعالية أكبر.
أما الدكتوراه فقد حصلت على منحة من وزارة التعليم العالى لأنها قامت بعمل قناة علمية بين جامعة عين شمس وجامعة فى بريطانيا اسمها «باث» وهى جامعة من أفضل خمس جامعات فى الصيدلة فى المملكة المتحدة ودرست فيها سنتين وعملت بها كل العملى للدكتوراه وكانت أبحاثى عن توصيل الدواء من خلال الجلد ونشرت ثلاثة أبحاث فى الدكتوراه فى مجلات عالمية فى المجال ومن هنا كانت البداية.
سجلت 100 بحث على مدار 25 سنة
تقول د.رانيا حتحوت: بدأ اسمى ينتشر و أبحاثى أصبحت تأخذ استشهادات عديدة وعملت 100 بحث على مدار 25 سنة و15 فصلًا فى كتاب ومحرر لكتابين، وآخر بحث أعمل عليه حاليا عن طريق توصيل الدواء بمؤثرات خارجية مثل استخدام الكهرباء حيث اتحكم فى إطلاق العقار عن الجسيمات النانوية عن طريق الكهرباء ومن الممكن أن نصل تلك الجسيمات عن طريق الأقطاب الكهربائية، حيث عندما نصل شحنة كهربائية موجبة تؤدى إلى إطلاق العقاقير الموجبة أى من الممكن أن يتم التحكيم فى إطلاق العقاقير عن طريق الكهرباء والحرارة أو الضوء ويكون لها شدة محددة.
ويكون علاجًا لأمراض مثل السرطان فأنا معظم أبحاثى موجهة لعلاج الأورام السرطانية باختلافها سواء فى الكبد أو المخ أو الثدى أو الرئة كل تلك الأورام أحاول أن أوجه لها أنواعًا مختلفة من الجسيمات النانوية وعقاقير مختلفة حتى أخرج الدواء فى الوقت المناسب والمكان المناسب فهذا الموضوع من أهم الأشياء التى أعمل عليها حاليًا.
وحصلت أيضًا على منحة من أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا المصرية واسم المنحة هو ASRT STARS، وهى منحة تمول زيارات الباحثين القصيرة وأنا سأذهب هذا الصيف إن شاء الله إلى جامعة فى أيرلندا وتعتبر من أعلى 30 جامعة على مستوى العالم فى الصيدلة حتى استكمل تلك النوعية من الأبحاث.
«جوائز محلية وعالمية»
.فازت دكتور رانيا حتحوت يوم 1 مايو 2024 بجائزة خليفة التربوية فى دورتها ال 17 فى مجال التعليم العالى على مستوى الوطن العربى فئة الأستاذ الجامعى المتميز وتقول دكتور رانيا حتحوت أن تلك الجائزة غالية جدا عندى لأنها لا تقيم البحث العلمى فقط بل تقيم ثلاثة ملفات واحد للبحث العلمى والثانى للتعليم والتدريس والثالث لخدمة المجتمع والبيئة فهى تأخذ فى الاعتبار جميع جوانب الأستاذ الجامعى الحقيقى.
وتم تصنيف دكتور رانيا حتحوت ضمن أفضل ٪2 من علماء العالم بناءً على تأثير أبحاثها لمدة أربع سنوات متتالية من جامعة ستانفورد وهى جامعة أمريكية من أقوى 5 جامعات عالميًا، كما حصلت على جائزة الدولة للتفوق فى العلوم التكنولوجية عام 2021، وسبقت هذه الجائزة اختيارها كواحدة من أفضل طلاب وخريجى الجامعات البريطانية، وقد نالت جائزة عبادة الدولية، المقدمة من دار نشر العلوم الطبيعية والأكاديمية الأفريقية للعلوم وهى نسبة للدكتور العالم المصرى العالمى عبدالشافى عبادة عالم الرياضيات، وعام 2020 حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات التى تعكس تميزها وإسهاماتها البارزة فى مجال العلوم والتعليم، حيث حصلت على نوط الامتياز من الطبقة الأولى فى التميز العلمى عام 2017، وجائزة الدولة التشجيعية فى مجال العلوم التكنولوجية التى تخدم المجالات الطبية عام 2014. وفى عام 2016، حصلت على جائزة الدولة للهيئات والأفراد فى مجال الوراثة الطبية، وفى عام 2017 حصلت على جائزة الدولة للهيئات والأفراد فى مجال الدواء والمستحضرات الطبية.
ولا يقتصر إبداعها على مجال واحد، بل حازت أيضًا على جائزة الدولة للهيئات والأفراد فى مجال الأورام السرطانية عام 2021. وفى مجال البحث العلمى والابتكار، فقد فازت بجائزة أ.د. صديق عفيفى للبحث العلمى والابتكار والأدب عام 2021 فى مجال المعلوماتية والذكاء الاصطناعى، و«جامعة عين شمس تبتكر» قد منحتها جائزتها عام 2022، بينما فازت بجائزة شركة إيبيكو لأفضل مشروع تخرج عام 2018، وجائزة شركة مينا فارم لأفضل مشروع تخرج عام 2019، وفى المؤتمر الدولى الرابع عشر للجمعية الدولية الأمريكية لعلوم مستحضرات التجميل من المصادر الطبيعية، نالت جائزة أفضل إلقاء، إضافة إلى جائزتين من مؤسسة مصر الخير لأفضل بحث علمى.
«الصيدلانيات الحاسوبية»
تقول د.رانيا حتحوت أستاذ ورئيس قسم الصيدلانيات والصيدلة الصناعية بكلية الصيدلة جامعة عين شمس: منذ 10 سنوات اتجهت لشىء أحبه فى أبحاثى وقومت بعمل نهج جديد اسمه الصيدلانيات الحاسوبية أو المعلوماتية الصيدلانية وهى أن نستخدم برامج الكومبيوتر وقواعد البيانات التى أصبحت مفتوحة الآن ونقوم بعمل معمل افتراضى ونجرب تلك التركيبات على الكومبيوتر ونرى ما هى أنجح الأزواج بين العقار الذى أريد أن أعمل عليه وبين الجسيمات النانوية مثلا المتاحة لدى وأكمل الموضوع بدون استهلاك للموارد والمال والوقت والمجهود، وفى الأول نجرب ونقوم بمحاكاة على برامج الكومبيوتر حتى أنتج أحسن التركيبات وأحسن الأزواج بين العقاقير وحاملاتها سواء نانوية أو غير نانوية والذى ينجح نعمل عليه فى المعمل وكل تلك الأبحاث تتطبق وتدرس فى مقررات القسم للطلاب لأننى أعشق التدريس ولا أرى أن التدريس فى الكلية يعطل مشوارى العلمى ودورنا دائما أن نعلم الأصغر منا لأن التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر وهو علم ينتفع به وأنا لدى طلاب تخرجوا فى الكلية ويعملون بشركات الأدوية وبعد دراسة مقرر الصيدلانيات الحاسوبية قاموا بتطبيق المقرر فى قطاع البحث العلمى والتطوير RND فى الشركات وحققوا نجاحًا باهرًا لأن بالفعل يوفر الكثير من المواد الخام والطاقة فى ظل الأزمة الاقتصادية العالمية.
«الكيمياء الخضراء»
نحن لدينا أنواع عديدة من الجسيمات النانوية ويوجد نوع منهم يعتمد على البوليمرات polymers والشئ المعتاد أنها كانت تحضر بطرق كيميائية أى يوجد بها مذيبات عضوية وتخرج منها أبخرة سامة وانبعاثات كربونية ضارة للبيئة والأوزون، لذلك اتجهت اتجاهًا جديدًا تعلمته فى مهمة علمية كانت لمدة شهر فى جامعة اسمها لانكستر فى بريطانيا وتعلمت كيفية تحضير البوليمرات بطرق فيزيائية ولا تكون بها مذيبات عضوية أو انبعاثات ضارة للبيئة وهى طريقة آمنة وسريعة وتحمى البيئة وأصبحت أعمل بعقاقير من مصادر طبيعية، حتى أبحاث الأورام السرطانية معظم العقاقير التى أعمل عليها مصدرها طبيعى من النباتات مثل الكركم ومشتقاته وحمض الكفالييك وحمض ريزرابرول مصدره العنب الأحمر وأيضًا السمسم والمادة التى تنتج منه هى سيسمول ولكن كل تلك المصادر الطبيعية تكون بطريقة معينة بعد ما نقوم بالأبحاث وبجرعات محددة نقوم بدراسات على الحيوانات ثم الإنسان.
«الحلم»
واختتمت د.رانيا حوارها: أحلم أن نصل يومًا ما إلى علاج الأمراض المستعصية وعلى رأسها مرض السرطان وأن يكون الدواء مصريًا 100 بالمئة من أول الفكرة إلى التصنيع والتركيب حتى التسويق وأن يكون ناجحًا وآمنًا وفعالاً وأن تكون كلية الصيدلة جامعة عين شمس من أفضل 10 كليات على مستوى العالم.
2
3