«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدور الكامل ل«القاهرة» فى إدخال المساعدات لأهالينا فى «غزة» وإخراج المحتجزين مصر.. باب الأمان
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 29 - 10 - 2023

كتب على مصر أن تكون راعى السلام، والسعى لمنع سفك الآلة العسكرية لدم البشرية، هذا ليس دورها فقط على حدودها فهى دائما تقوم بذلك، ولكن ما تعيشه الدولة المصرية بحكم موقعها الجغرافى والتاريخى، بجانب التزاماتها كأكبر دولة عربية، يجعلها متداخلة وتكتب لنفسها مسؤولية مد يد العون والوصول إلى نقطة تحمى أية مدنيين من السلاح الأعمى الذى لا يفرق بين بشر وحجر..

هذا ما تعمل عليه مصر عبر قيادتها وأجهزتها ورجالها، تسخر إمكاناتها لتكون حاضرة عند الشدائد، هى باب الأمان، يتحكم فيها مسئوليتها الكبرى نجاح الشعب الفلسطينى، عملت وبحثت القاهرة عما يأتى بالمفاوضات بسعى كبير لإيجاد المسار الإنسانى، حتى تقف الحرب المجنونة على جثث أهالى القطاع، فكان السير من جانب القاهرة بالعمل على إطلاق سراح المحتجزين بقطاع غزة «نوريت يتسحاك» و«يوخفد ليفشيتز»، وبعد دفع من جانب القاهرة فى هذا الشأن سعيا منها لضمان إدخال المساعدات للفلسطينيين، نجحت الجهود المصرية فى الإفراج عن السيدتين، ووصلتا المحتجزتان بعد الإفراج عنهما إلى معبر رفح، وقامت الأطقم المصرية بتسلم السيدتين وإجراء الإسعافات اللازمة لهما.
ولم تتوانَ مصر فى بذل أقصى جهودها لإدخال المساعدات الإغاثية والغذائية إلى قطاع غزة، حيث تم إرسال آلاف الأطنان من المساعدات للقطاع، مما يؤكد موقف مصر الواضح تجاه ضرورة النفاذ العاجل للمساعدات من المعبر المفتوح منذ بداية الأزمة لإدخال المساعدات إلى غزة.
ومع صعوبة الوضع الإنسانى فى القطاع، اتخذت القاهرة جميع المسارات لمرور المساعدات، وانتهجت عدة خطوات فى هذا الصدد، ومنها تأمين تلك المساعدات خلال تحركاتها فى الداخل، فكانت دعوة مصر لإسرائيل، بوقف استهداف الجانب الفلسطينى من معبر رفح، وذلك فى الوقت الذى أكدت فيه مصر على أن معبر رفح مفتوح لإدخال المساعدات لقطاع غزة منذ بدء الأزمة، بالتزامن مع تخصيص مصر مطار العريش لاستقبال آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية من الدول ومنظمات الإغاثة الإقليمية والدولية لإرسالها من دول العالم لدعم سكان غزة، ليتحول مطار العريش إلى محطة استقبال للإغاثة والمدد لسكان القطاع من جميع أنحاء العالم، وذلك بعد أن كانت بداية الغيث، وما زال، عبر القوافل التى حركتها المؤسسات المصرية وفى صدارتها التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى منذ بداية الأحداث فى قطاع غزة، لتدخل دفعات المساعدات لأهالى غزة التى يتم تسليمها إلى الهلال الأحمر الفلسطينى.
وكانت المهمة الكبرى أمام الدولة المصرية قيادة يساندها الشعب متعلقة بالمجهودات الخاصة بإصلاح الطرق التى تعرضت للقصف والمؤدية إلى معبر رفح من الجانب الفلسطينى حتى يتم السماح بتوصيل المساعدات، وعندما كان هناك «لسان» مصرى مفوه يتفاوض فى شتى الأمور الإنسانية والإغاثية لإنقاذ الفلسطينيين فى غزة بضرورة إدخال المساعدات لهم، كانت هناك يد تبنى حتى يكون إنقاذ أهالى غزة بالمساعدات فور الوصول إلى صيغة عبر رجال الدولة المصرية، حماة الأرض والعرض بعون الله.
مهمة القاهرة لم تكن أبدا بال«هينة» لإدخال المساعدات حتى بعد ما تم من إصلاح الطرق فى الداخل التى ستسير عليها الشاحنات المحملة بالمساعدات أو جسم المعبر من الناحية الأخرى، فكانت المهمة أكبر بتواصل جهود مصر مع الشركاء الدوليين لتسهيل دخول المساعدات إلى غزة، والعمل على مدار الساعة بالتواصل والتنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطينى بقطاع غزة لرصد وتوفير جميع الاحتياجات الإغاثية، تجهيز المستشفيات لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين، ليتم التعامل بشكل محترف مع جميع المساعدات الإغاثية التى تصل من الدول الصديقة إلى مطار العريش المخصص حاليا لهذا الغرض، وذلك بتصنيفها حسب الفئات والأنواع ليكون مع وصولها فى داخل القطاع على الاستخدام الفورى للقيام بالأعمال الإغاثية والطبية لأهالى غزة.
فقد عملت مصر على المسار العاجل وهو المسار الإنسانى ونجحت إلى حد بعيد وتم فتح المعبر لمرور ما يزيد على 50 شاحنة فى 3 أيام رغم التعنت الإسرائيلى بل ودفعت المجتمع الدولى لتبنى هذا المسار وما زال مرور الشاحنات مستمرا، ولم يمهل العمل على المسار الإنسانى مسار المحتجزين، حيث رحبت مصر بكل الجهود المبذولة فى هذا السياق، وها هى تنجح فى الإفراج عن محتجزتين إسرائيليتين وهى المرة الأولى التى يفرج فيها عن إسرائيليين بكل ما يعنيه من أهمية للمجتمع الإسرائيلى ومن ثم للدور المصرى فى جهود الوساطة وبكل ما يعنيه أيضا من الحفاظ على قنوات التواصل مع «حماس» فى تلك الظروف الصعبة وتجاوب الأخيرة مع جهود القاهرة هى ثقة لا تكون بهذا الشكل إلا مع الجانب المصرى.
المسار الثالث هو مسار الاستقرار والسلام فى إطار مقاربة شاملة للقضية ونجحت فى ذلك من خلال قمة القاهرة للسلام وبدأ الحديث يتداول حتى على لسان الرئيس الأمريكى بالتزامه بحل الدولتين ثم حديث رئيسة وزراء فرنسا عن هدنة إنسانية ومن قبلها الأمين العام للأمم المتحدة.
وهنا يأتى المسار الرابع وهو خفض التصعيد وصولا إلى وقف إطلاق النار، وهو المسار الذى يعتمد بالأساس على النجاحات المحققة فى المسارات الثلاثة السابقة، ومع ذلك فإن التواصل والضغوط المستمرة والرفض الحاسم لعملية العقاب الجماعى وتداعيات ما يحدث على أمن المنطقة، انعكس بوضوح على الأقل فى التأجيل المستمر للاقتحام البرى وحديث الكثير من الدول على ضرورة الالتزام بقواعد الحرب والقانون الدولى الإنسانى وتحجيم خسائر المدنيين.
جهود مصرية كبيرة لم تبخل بأى مسار على القيام بالمسار الإنسانى للأشقاء الفلسطينيين فى قطاع غزة وألا يكونوا مرمى نيران عقاب جماعى من قوات الاحتلال الإسرائيلى، وكان من الطبيعى أن تستغل القاهرة الظروف الإنسانية التى قدمتها للعالم حول قطاع غزة لإدخال المساعدات لاسيما أن الظروف الحالية لم تكن مواكبة لما أطلقه البعض بمبادلة الرهينتين بأسرى فلسطينيين، وكان ذلك أمرا غير مناسب فى هذا التوقيت، وأيضا من السهل على الاحتلال الإسرائيلى فور تسليمهم ودخولهم لقطاع غزة هو تصفيتهم، والأهم من ذلك الوضع الإنسانى والإغاثى الصعب داخل القطاع الذى أعدت له مصر جميع إمكاناتها من خلال منظمات التحالف الوطنى للعمل التنموى لإدخال المساعدات الإغاثية والغذائية والطبية لاسيما أن الحاجة داخل القطاع لا تستطيع التحمل أكثر من ذلك، وذلك فضلا عن المساحات التى أعدتها مصر لمساعدات الدول الصديقة التى ستدخل عبر مصر ومن خلال جهود رجالها.
ما بذل من جانب مؤسسات الدولة المصرية وأجهزتها فى الأيام الأخيرة وما زال مستمرا مع كل ساعة فى إخلاء سبيل الرهينتين وإدخال المساعدات الإنسانية لأهالى القطاع عبارة عن خطوة سوف تتبعها خطوات فى شأن تخفيض التصعيد وتقليل حدة النبرة الإسرائيلية التى تحدث عن هجوم برى واسع سيؤدى إلى خسائر ضخمة بين المدنيين فى القطاع، وهو ما عبر عنه، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان، السلطات المصرية تبذل أقصى جهودها فيما يتعلق بملف الأسرى والمحتجزين المدنيين.
ويتواصل تدفق المساعدات الإغاثية من جميع دول العالم ومنظمات الإغاثة العالمية على مطار العريش، والتى يتسلمها الهلال الأحمر المصرى، ويعيد تجهيزها لتنقل برا لقطاع غزة على الشاحنات عبر معبر رفح تحت إشراف الهلال الأحمر المصرى وتسلم للهلال الأحمر الفلسطينى، ووصلت إلى مطار العريش الدولى بشمال سيناء، حتى منتصف الأسبوع المنصرم 41 طائرة من عدة دول ومنظمات دولية تحمل على متنها 864 طنا من المساعدات المتنوعة إلى قطاع غزة من دول الأردن، الجزائر، تركيا، الإمارات، تونس، قطر، فنزويلا، البرازيل، روسيا، الدنمارك، باكستان، الهند، العراق، الكويت، البحرين، كينيا، بينما المنظمات التى قدمت مساعدات لغزة هى منظمة الصحة العالمية، منظمة الغذاء العالمى، منظمة اليونيسيف، برنامج الأغذية العالمية، الصليب الأحمر الدولى.
ووسط كل ذلك، تتواجد الأيادى المصرية التى تحمل جميع قوافل الإنسانية إلى أهالى قطاع غزة الذين يعانون الحصار والقتل الممنهج، حيث تعبر عشرات القوافل بتنظيم وسعى ومجهود من التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى الذى يقدم مساعداته من جهة، وتعمل جمعيات ومؤسساته فى شتى ربوع مصر لخدمة «قضية القضايا» وتجميع مساعدات جديدة وإرسالها من خلال معبر رفح، وسط تجديد الدعوة لكل فئات الشعب، من خلال كل مؤسسات التحالف، للتبرع لصالح الأشقاء فى فلسطين عبر قوافل «مسافة السكة» إلى قطاع غزة لتجسد صورة من صور انتصار الإرادة المصرية.
اعتبارات عديدة يضعها القائمون على التحالف الوطنى» لإدخال المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة، تعبئة المواد الغذائية وتغليفها بشكل جماعى ومحكم لتحمل درجات الحرارة، وتغير المناخ، وتم الأخذ فى الحسبان تأخر دخولها إلى القطاع، وتضم القوافل مواد غذائية وبطاطين وكل الاحتياجات الأساسية الأخرى، كما أن القطاع الطبى وفر الأدوية وأكياس الدم اللازمة من خلال ثلاجات وسيارات نقل مخصصة لذلك، بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصرى ووزارة الصحة، فضلا عن أن المشاركين فى حملات إغاثة أهالى قطاع غزة من «التحالف»، مرابطون فى أماكنهم أمام معبر رفح، حتى يتمكنوا من إنقاذ حياة الأطفال والمرضى وتقديم الإغاثة اللازمة لهم، فى إطار الجهود المصرية من أجل وصول مساعدات التحالف الوطنى للعمل الأهلى إلى غزة.
الأمين العام للهلال الأحمر المصرى فى شمال سيناء، د.رائد عبدالناصر، قال إن الهلال الأحمر المصرى أحد أذرع الدولة الرئيسية التى تعتمد عليها فى التعامل مع الأزمات والكوارث واستنفار لجميع الفرق لاستقبال المساعدات، وهناك اصطفاف على امتداد الطريق الذى يوصل إلى معبر رفح من العريش، سيارات لا يمكن حصرها تقف فى اصطفاف تحمل المساعدات الإغاثية، وكلما يتم التنسيق بين القيادة السياسية والجانب الآخر يتم دخول المزيد من الشحنات، مشيرا إلى أن مطار العريش يعمل حتى الفجر عبر شباب مفعم بالحيوية فى استقبال طائرات من جميع أنحاء العالم، والمساعدات متواجدة وحاضرة.
وأوضح «عبدالناصر»، أن القيادة السياسية المصرية استطاعت النجاح فى عبور عشرات الشاحنات من المساعدات الإغاثية والغذائية حتى بعد تسليم الرهينتين، لذلك مازالت تبذل الجهود من جانب الدولة المصرية بجميع جوانبها، والشباب المتطوعون اكتسبوا خبرة فى التعامل مع تطبيق معايير الدخول إلى الجانب الآخر، وتفريغ طائرات من عشرات الأطنان من المساعدات وفرزها وتصنيفها وتخزينها.
بينما أكد أستاذ العلاقات الدولية، د.أسامة شعث، على أن مصر لديها دور كبير للكثير من الاعتبارات باعتبارها الشقيقة الكبرى التى تقود المنطقة بكل ما أوتيت من إرادة سياسية لتحقيق السلام فى المنطقة ولكن هذا الاحتلال لا يؤمن بالسلام، بالتالى الجهود التى تبذلها مصر ليست جديدة عليها فهى دائما ما تقف بجانب الفلسطينيين وما تقوم به مصر يتضح فى عدة صور منها جهود إقامة ممرات إنسانية مستدامة كما تحدث الرئيس السيسى فى قمة السلام وأكد على ضرورة إيجاد هذه الممرات فى أقرب وقت ممكن لإدخال المساعدات.
ولفت «شعث» إلى أن الدمار الذى حل فى قطاع غزة لا يفرق بين غنى وفقير، ومصر تحاول إعطاء جرعة حياة، والجميع فى حاجة للماء والدواء على الأقل لإعادة الأمل لهؤلاء فى المستقبل والبقاء على الأرض، والأهم هو وقف إطلاق النار حتى نرمم جراحنا وندفن شهداءنا حوالى 5 آلاف منهم 1800 طفل وألفا أم وزوجة وامرأة.
فيما أشار القيادى بحركة فتح، د.جهاد الحرازين، إلى أن مصر تبذل جهود كبيرة لإنقاذ الشعب الفلسطينى وحماية قضيته، لاسيما أن أكثر من 90 % من المستشفيات خارج الخدمة بسبب نقص الوقود فى الوقت الذى تحتضن فيه النازحين مما ينذر بجريمة كبرى فى ظل عملية إرهاب متواصل باستهداف كل ما هو متواجد من طرق ومستشفيات ومدارس باستهداف 24 مركزًا طبى وصحيًا بشكل مباشر حيث يريدون قتل حتى المصابين وإن لم يموتوا تحت الأنقاض، فيكون لهم الموت بعدم القدرة على الوصول إلى المستشفيات.
وشدد «الحرازين» على أنه لا يوجد مكان آمن فى قطاع غزة وعائلات كاملة تباد من السجل المدنى الفلسطينى،80 % من الشهداء فى قطاع غزة من الأطفال ممثلة فى جرائم الإبادة التى تمارسها قوات الاحتلال.
رئيس تيار الاستقلال الفلسطينى د.محمد أبوسمرة، أوضح أن الحصار المفروض على هذا القطاع الصغير الأكثر كثافة سكانية فى الكيلومتر بالعالم مستمر منذ انتفاضة الأقصى عام 2000، ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو هو «هتلر» العصر الذى يقوم بتطهير عرقى، كل ما يفعله العدو الصهيونى جريمة حرب وإبادة جماعية وفى الغرب هناك صمت، والقنابل الأمريكية التى تقصف بها قطاع غزة، تحولها لجمرة بدون حياة.
وقال «أبو سمرة»، إن قمة القاهرة للسلام عقدت بعد فشل جهود مجلس الأمن لوقف إطلاق النار وإيجاد حلول لإنقاذ الفلسطينيين، نعتز ونحترم ما تقدمه القاهرة من جميع الجهود، مصر الكبيرة والعظيمة هى عمقنا العربى والقومى الذى لم تتخل عنا يوما فى ظل الجهود الضخمة التى يبذلها الرئيس السيسى والقيادة المصرية والأجهزة والشعب البطل الذى تتزعمه قيادة واعية، ومنذ اللحظة الأولى وقفت مصر ضد أى عملية تطهير عرقى وتهجير الفلسطينيين أو مساس بالشعب الفلسطينى ومقدساته ليكون الموقف العلنى بمواجهة أى مخطط يعمل على تصفية القضية الفلسطينية ويؤثر على الأطراف الدولية والقليمية مما أرغم إسرائيل للرضوخ للضغوط الدولية للبدء فى إدخال القوافل الإغاثية والمساعدات ومازال أبناء مصر يقفون أمام المعبر المصرى لتشكيل قوة ضغط على المجتمع الدولى للاستمرار فى إدخال المساعدات الإغاثية.
وشدد «أبو سمرة» على أن موقف الرئيس السيسى برفض تصفية القضية الفلسطينية والتصدى لتلك المخططات لتمثيل جبهة رفض من أجل وقف العدوان والوقف المطلق لأى عملية تهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة نحو الأردن أو مصر، وموقف الرئيس المصرى هو نفس الموقف الفلسطينى ونعتبر الرئيس السيسى زعيما عربيا ويعيد ويستعيد دور مصر التاريخى ومازالت تقوم به عبر الوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية وعلى رأس ذلك إقامة الدولة في القطاع والضفة والقدس.
1
3
4


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.