مديرية العمل بأسوان تنظم ورشة حول حقوق العمال وواجباتهم وفقًا للقانون    ضوابط دخول امتحانات نهاية العام بجامعة الأزهر 2024 (قصة الشبشب)    وكيل الرياضة بالدقهلية تعقد اجتماعا موسعا مع مديري الإدارات الداخلية والفرعية    «المركزي»: البنوك إجازة يومي الأحد والاثنين بمناسبة عيد العمال وشم النسيم    كيف تحصل على دعم صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ؟    رئيس الوزراء يستقبل نظيره البيلاروسي في مطار القاهرة    محلل سياسي: نتنياهو لا يذهب إلى عملية سلام بل يريد إبقاء السيطرة على غزة    الأمم المتحدة: تطهير غزة من الذخائر غير المنفجرة قد يستغرق 14 عامًا    السفارة الروسية: الدبابات الأمريكية والغربية تتحول «كومة خردة» على أيدي مقاتلينا    جلسة تحفيزية للاعبي الإسماعيلي قبل انطلاق المران استعدادا لمواجهة الأهلي    أنشيلوتي: ماضينا أمام البايرن جيد وقيمة ريال مدريد معروفة لدى الجميع    موعد مباراة الهلال والاتحاد والقنوات الناقلة لمباراة نهائي كأس الملك السعودي 2024    بسبب أولمبياد باريس.. مصر تشارك بمنتخب الناشئين في بطولة إفريقيا للسباحة للكبار    هل ستتأثر القاهرة بمنخفض السودان الموسمي؟.. يسبب أمطارا وعواصف ترابية    موعد تشغيل قطارات مطروح 2024.. تعرف على جدول التشغيل    وزيرة الثقافة: اختيار مصر ضيف شرف معرض أبو ظبي للكتاب يؤكد عمق الروابط بين البلدين    عبقرية شعب.. لماذا أصبح شم النسيم اليوم التالى لعيد القيامة؟    المحرصاوي يوجه الشكر لمؤسسة أبو العينين الخيرية لرعايتها مسابقة القرآن الكريم    تعرف على أفضل الأدعية والأعمال المستحبة خلال شهر شوال    جامعة قناة السويس تُطلق قافلة طبية لحي الجناين بمحافظة السويس    أحلى فطائر تقدميها لأطفالك.. البريوش الطري محشي بالشكولاتة    الهند.. مخاوف من انهيار جليدي جراء هطول أمطار غزيرة    العرض العالمي الأول ل فيلم 1420 في مسابقة مهرجان أفلام السعودية    إيرادات الأحد.. فيلم شقو يتصدر شباك التذاكر ب807 آلاف جنيه.. وفاصل من اللحظات اللذيذة ثانيا    مظاهرة لطلبة موريتانيا رفضا للعدوان الإسرائيلي على غزة    وكيل تعليم بني سويف يناقش الاستعداد لعقد امتحانات النقل والشهادة الإعدادية    الشيخ خالد الجندي: هذه أكبر نعمة يقابلها العبد من رحمة الله    خالد الجندى: "اللى بيصلى ويقرأ قرآن بيبان فى وجهه" (فيديو)    مصري بالكويت يعيد حقيبة بها مليون ونصف جنيه لصاحبها: «أمانة في رقبتي»    بشرى سارة ل الهلال قبل مواجهة الاتحاد في كأس خادم الحرمين الشريفين    رئيس «هيئة ضمان جودة التعليم»: ثقافة الجودة ليست موجودة ونحتاج آلية لتحديث المناهج    الاقتصاد العالمى.. و«شيخوخة» ألمانيا واليابان    بالتعاون مع المدارس.. ملتقى لتوظيف الخريجين ب تربية بنها في القليوبية (صور)    وزير الشباب يبحث مع سفير إسبانيا سُبل إنهاء إجراءات سفر لاعبي المشروعات القومية    انطلاق القافلة «السَّابعة» لبيت الزكاة والصدقات لإغاثة غزة تحت رعاية شيخ الأزهر    ردود أفعال واسعة بعد فوزه بالبوكر العربية.. باسم خندقجي: حين تكسر الكتابة قيود الأسر    فرقة ثقافة المحمودية تقدم عرض بنت القمر بمسرح النادي الاجتماعي    الإصابة قد تظهر بعد سنوات.. طبيب يكشف علاقة كورونا بالقاتل الثاني على مستوى العالم (فيديو)    لتطوير المترو.. «الوزير» يبحث إنشاء مصنعين في برج العرب    تأجيل محاكمة مضيفة طيران تونسية قتلت ابنتها بالتجمع    وزيرة الصحة يبحث مع نظيرته القطرية الجهود المشتركة لدعم الأشقاء الفلسطنيين    صحتك تهمنا .. حملة توعية ب جامعة عين شمس    وزير المالية: نتطلع لقيام بنك ستاندرد تشارترد بجذب المزيد من الاستثمارات إلى مصر    وزير التجارة : خطة لزيادة صادرات قطاع الرخام والجرانيت إلى مليار دولار سنوياً    بعد أنباء عن ارتباطها ومصطفى شعبان.. ما لا تعرفه عن هدى الناظر    رئيس جامعة أسيوط يعقد اجتماعا لمتابعة الخطة الإستراتيجية للجامعة 20242029    رئيس الوزراء الإسباني يعلن الاستمرار في منصبه    أمير الكويت يزور مصر غدًا.. والغانم: العلاقات بين البلدين نموذج يحتذي به    بشرى سارة لمرضى سرطان الكبد.. «الصحة» تعلن توافر علاجات جديدة الفترة المقبلة    إصابة عامل بطلق ناري في قنا.. وتكثيف أمني لكشف ملابسات الواقعة    515 دار نشر تشارك في معرض الدوحة الدولى للكتاب 33    فانتازي يلا كورة.. دي بروين على رأس 5 لاعبين ارتفعت أسعارهم    رئيس جهاز حدائق العاصمة يتفقد وحدات "سكن لكل المصريين" ومشروعات المرافق    إصابة 3 أطفال في حادث انقلاب تروسيكل بأسيوط    مصطفى مدبولي: مصر قدمت أكثر من 85% من المساعدات لقطاع غزة    تراجع أسعار الذهب عالميا وسط تبدد أمال خفض الفائدة    حالة وفاة و16 مصاباً. أسماء ضحايا حادث تصادم سيارتين بصحراوي المنيا    شبانة: لهذه الأسباب.. الزمالك يحتاج للتتويج بالكونفدرالية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقدير موقف ضغط أمريكى.. استنفار إسرائيلى.. تحذير إيرانى سيناريوهات متوقعة هل وقعت إسرائيل فى فخ «غزة»؟

«لن يسمح قادة المقاومة للكيان الصهيونى بالقيام بأيّ إجراء فى المنطقة.. إذا لم ندافع عن غزة اليوم، فعلينا أن ندافع عن مدننا غدًا».. بهذا التحذير تحدث وزير الخارجية الإيرانى حسين أمير عبد اللهيان فى مقابلة تليفزيونية مساء الإثنين الماضى من أن بلاده تحذر إسرائيل بصورة مباشرة من أى تحرك عسكرى برى تسعى لخوضه فى قطاع غزة المنكوب.. تحذيرات إيران لم تكن الوحيدة التى تلقاها الكيان الصهيونى خلال الأيام الماضية حول القيام بعملية عسكرية برية فى قطاع غزة.

فجاءت تحذيرات أمريكية ايضًا تؤكد أن العملية العسكرية البرية التى تسعى إسرائيل للقيام بها خلال الأيام المقبلة، وفق تصريحاتهم، سيكون لها عواقب وخيمة.. لكن الأمر للكيان الإسرائيلى يختلف الآن.. فالعملية العسكرية لا بد منها لإنقاذ الحكومة المتطرفة.. والتوقف عنها أيضًا له عواقبه أهمها تأكيد قوة إيران فى المنطقة.. الوضع فى الداخل الإسرائيلى يزداد صعوبة على الرغم من إعلان الولايات المتحدة وحلفائها الدعم الكامل لإسرائيل وحتى زيارة بايدن لتل أبيب لن تقدم جديدًا.. فهل وقعت إسرائيل فى فخ حماس؟ أم لإسرائيل خطط أخرى للدفاع عن نفسها؟
تحذيرات متتالية
حذّرت طهران مرارًا الجيش الإسرائيلى من شنّ غزو برى لقطاع غزة الخاضع لحصار مطبق، مشدّدة على أنّ أيّ عملية من هذا النوع ستقابَل بردّ من جبهات أخرى، ما أثار مخاوف من اتّساع نطاق النزاع وانخراط جهات أخرى فيه.
وقال وزير الخارجية الإيرانى حسين أمير عبد اللهيان إنّ «اتّخاذ أيّ إجراء استباقى خلال الساعات المقبلة محتمل»، وذلك فى معرض إشارته للقاء جمعه بالأمين العام لحزب الله اللبنانى حسن نصر الله.
وكان أمير عبد اللهيان قد حذّر من أنّ الوقت ينفد «لإيجاد حلول سياسية» قبل أن يصبح «اتّساع» نطاق الحرب بين إسرائيل وحماس «حتميًا».
كما حذّر الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى، فى اتصال مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين، من أنّ «هجومًا بريًا» للجيش الإسرائيلى على غزة «سيؤدّى إلى حرب طويلة ومتعدّدة الجبهات»، وفق رسالة نشرها مستشاره السياسى محمد جمشيدى.
من جهة أخرى، حذّر الرئيس الأمريكى جو بايدن، الأحد، إسرائيل من «إعادة احتلال قطاع غزة»، مشيرًا إلى أن ذلك سيكون «خطأً فادحًا»، فى أول محاولة علنية لكبح جماح حليف الولايات المتحدة فى أعقاب الهجوم الذى شنته حركة «حماس» الشهر الجارى.
وقال بايدن لبرنامج «60 دقيقة» الذى تبثه شبكة CBS الأمريكية، الأسبوع الماضى، إنه حذّر حكومة إسرائيل من «الاحتلال (الإسرائيلي) واسع النطاق لغزة»، فيما رفض فى الوقت نفسه، توجيه أى انتقاد لها على خلفية حصارها «الانتقامي» للقطاع، وسط تحذيرات أممية من وقوع «أزمة إنسانية». كما شدد على أن «القضاء على المتطرفين هناك يمثل مطلبًا ضروريًا».
ولم يذكر الرئيس الأمريكى صراحة ما إذا كان على إسرائيل أن ترسل قوات برية إلى غزة على نحو مؤقت، ولكنه أيد هدف تدمير «حماس»، التى تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى على أنها «جماعة إرهابية».
وأضاف بايدن: «على إسرائيل أن ترد، وتطارد حماس»، واصفًا الحركة بأنها «مجموعة من الجبناء يختبئون خلف المدنيين»، ولكنه أعرب عن قناعته بأن «الإسرائيليين سيفعلون كل ما فى وسعهم لتجنب قتل المدنيين الأبرياء».
وكانت وكالة «بلومبرج»، ذكرت قبل أيام، أن إدارة بايدن تخشى، ألا يكون لدى حكومة تل أبيب أى خطة لما سيأتى بعد إقدامها على «غزو برى للقطاع»، فضلًا عما تحمله تلك الخطوة من تداعيات خطرة على إسرائيل والمنطقة.
ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة قولها، إن «إدارة بايدن، تمارس ضغوطًا على الحكومة الإسرائيلية للتفكير فيما وراء الهدف المباشر المتمثل فى القضاء على حركة حماس».
وقالت المصادر إن فريق بايدن أعرب أيضًا عن قلقه بشأن مطالبة إسرائيل، سكان غزة بإخلاء شمال القطاع، والتوجه نحو الجنوب فى غضون 24 ساعة، وهو موعد نهائى يقول كل من الاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة إنه «غير واقعى»، إذ أقر منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومى الأمريكى، جون كيربى، بأن الإجلاء فى غزة سيكون «مهمة صعبة».
سيناريوهات الاجتياح
قال الخبير العسكرى والاستراتيجى اللواء فايز الدويرى إن هناك صعوبات تعوق إسرائيل فى تنفيذ الهجوم البرى على قطاع غزة منها عدم جاهزية قواتها، وإدراكها للتكلفة العالية لهكذا هجوم، واصفًا ما يجرى فى القطاع من قصف وحشى بأنه خارج كل المنطق العسكرى.
ورأى الدويرى فى تصريحات صحفية أن القصف الإسرائيلى الوحشى والمتواصل على قطاع غزة يهدف إلى القضاء على قدرات فصائل المقاومة، أو بالحد الأدنى إلحاق ضرر كبير بها، بحيث لا تقوى على المهاجمة أو التصدى لأى عدوان إسرائيلى، إضافة إلى سعيها لتحطيم الحاضنة الاجتماعية لفصائل المقاومة فى غزة، من خلال مهاجمة المدنيين وتدمير البنية التحتية والخدماتية فى القطاع.
ولا تقف أهداف الهجمة الوحشية الإسرائيلية عند هذا الحد، بل إن إسرائيل تريد إخلاء قطاع غزة باتجاه صحراء سيناء المصرية ولاحقًا إخلاء الضفة الغربية من الفلسطينيين، وفق الدويرى.
وفيما يتعلق باحتمال شن إسرائيل هجومًا بريًا على قطاع غزة، رأى الدويرى أن جميع المعطيات تشير إلى أن هذا التوغل قادم ربما خلال ساعات وربما أيام، متحدثًا عن 3 سيناريوهات أشارت إليها مراكز البحث الإسرائيلية، يتعلق الأول بإعادة احتلال غزة، ويرى الدويرى أن إسرائيل تستطيع ذلك نظريًا، لكنها فعليًا لا يمكنها ذلك بسبب التعقيدات الاجتماعية والجغرافية.
أما السيناريو الثانى فيتعلق بتقسيم غزة إلى 5 كانتونات، وهذا صعب جدًا، بحسب الخبير العسكرى. والسيناريو المحتمل -فى حال حصل الهجوم البرى - هو أن تسيطر إسرائيل على المناطق الزراعية وعمقها لخلق ورقة تفاوضية جديدة تتعلق بالأسرى.
ومن وجهة نظر الخبير العسكرى، فإن «حزب الله اللبنانى يمكن أن يتدخل إذا حصلت الحرب البرية، ولكن بعد أن يتلقى إشارة من مرجعيته»، فى إشارة إلى طهران.
أما إذا استمر القتال بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال على النحو الدائر حاليًا، فاستبعد الدويرى تدخل حزب الله، مرجحًا أن تتدخل الفصائل الفلسطينية الموجودة على الأرض اللبنانية وبالقرب من الجولان المحتل.
عواقب الاجتياح
وفق التقديرات فإن الجيش الإسرائيلى قد أعلن حالة الاستنفار القصوى لقواتها التى يبلغ عددها 500 ألف جندى إسرائيلى بالإضافة إلى استدعاء جميع القوات الخارجية وجلب الآلاف من المرتزقة من الخارج.
ووفق شبكة بلومبرج الإخبارية، فإن قادة الجيش الأمريكى يدرسون بصورة قوية المعركة المحتملة وكيفية رد إسرائيل على هجوم حماس، لكنهم وفق تصريحات لمصادر بالإدارة الأمريكية لبلومبرج، رفض الإفصاح عن هويتهم، أن الجيش الإسرائيلى غير مستعد لخوض المعركة البرية فى غزة، كما أنه لا يوجد خطة واضحة للقوات الإسرائيلية حول مهمتها فى القطاع فقط تسعى إدارة نتنياهو للانتقام من حماس وهدم البنية التحتية لقطاع غزة، وهو الأمر الذى ترى الإدارة الأمريكية أنه غير واضح ودقيق، فحماس لا تعتبر فصيلاً من المقاومة الفلسطينية إنما هو فكر ومذهب تقوم به العديد من فصائل المقاومة.
كما أضافت بلومبرج أن الإدارة الأمريكية تخشى من فتح عدة جبهات للحرب سواء فى الشمال مع حزب الله أو بدخول الجبهة السورية كذلك مع تطور الأوضاع يمكن تدخل المقاومة الفلسطينية فى الضفة الغربية وهو السيناريو الأصعب لإسرائيل، هذا بالإضافة إلى فتح جبهات داخلية تناهض حكم نتنياهو نفسه.
ووفق بلومبرج، فقد حذرت الإدارة الأمريكية إسرائيل من هذا السيناريو، مستشهدة بما مرت به واشنطن إبان أحداث 11 سبتمبر عندما قامت بغزو أفغانستان لتدمير طالبان، وهو الأمر الذى أدى إلى انغماس أمريكا والناتو لمدة 20 عامًا فى حرب عصابات أدت إلى خروجهم من أفغانستان بصورة مشينة، بل الاعتراف بطالبان حكومة رسمية لأفغانستان.
كما أوضحت الإدارة الأمريكية أن الهجوم على حماس دون دراسة واقعية ودقيقة قد ينتج عنها انقسامات داخل المقاومة لفرق صغيرة لا يمكن تتبعها أو معرفة استراتيجياتها الحربية.. حماس ستظل فكرة وليست مجموعة.
من جهة أخرى نقلت صحيفة تايمز أو إسرائيل أسئلة متعددة حول خسائر تل أبيب من اجتياحها عسكريًا فى قطاع غزة، حيث أوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن إسرائيل ستواجه نزيفًا اقتصاديًا متفاقمًا لا يمكن وقفه فى القريب.
ووفق بيان لبنك «هابو عليم» أكبر البنوك الإسرائيلية فى الأراضى المحتلة، أوضح أن خسائر إسرائيل قد تصل إلى 27 مليار شيكل فى هذه الحرب ما يوازى 6 مليارات ونصف المليار دولار، حيث بنى البنك توقعاته وفق مؤسسة الأمن القومى الصهيونى INSS التى توقعت خسائر القوات الإسرائيلية وفق نتائج الحروب البرية السابقة التى خاضتها إسرائيل فى القرن الماضى.
ووفق تقرير مؤسسة الأمن الصهيونية، فإن حرب جنوب لبنان 1978 والمعروفة بحرب «الجنوب الليطانى» والتى استمرت 32 يومًا فقط خسرت فيها إسرائيل ما يقرب من 9.4 مليار شيكل (ما يقارب 2 ومليار ونصف دولار) أى ما يمثل 13 % من الناتج القومى، كذلك عملية غزو غزة المعروفة ب «الرصاص المصبوب» عام 2008 و2009، تكبدت إسرائيل خسائر تقدر ب 3.5 مليار شيكل فيما يقدر ب835 مليون دولار، وفى المقابل رصد أحد مراكز الدراسات الاقتصادية أن خسائر إسرائيل المحتملة فى اجتياح غزة بريًا قد تصل إلى 100 مليار دولار وهو رقم ضخم يفوق ميزانية دول كبرى.
كما أكد تقرير بنك «هابو عليم» أنه فضلًا عن الخسائر المالية هناك خسائر اقتصادية كبرى تواجهها إسرائيل بسبب هذه الحرب الدائرة منها فرار الشركات العالمية من الاقتصاد الصهيونى، وقد أعلن بنك «جى بى مورجان» الأمريكى عن إغلاق مركزه فى تل أبيب، كذلك بنك «سيتى جروب» الذى حذر عملاءه من الانخراط فى الاقتصاد الإسرائيلى فى ظل توتر الأوضاع إلى حد خطر.
كما هبطت الأسواق المالية لدولة الاحلال مع انخفاض قوى لعملتها، فضلًا عن تأثر قطاع السياحة الذى يمثل 3 % من الناتج المحلى، كذلك جاءت العمليات العسكرية لحماس لتضرب عمق الاقتصاد القومى الإسرائيلى بسبب استهدافها لمدينتى عسقلان وبئر سبع اللتين تساهمان فى الاقتصاد الإسرائيلى بنسبة 25 % من الناتج المحلى.
ومع كل هذه العواقب يبقى تساؤل أهم.. ماذا لو تدخلت إيران فى حرب غزة؟
الكابوس الإيرانى
وفى خطوة جديدة تؤكد إمكانية الرد الإيرانى على الاجتياح البرى الإسرائيلى فى غزة، أكد وزير الخارجية الإيرانى حسين أمير عبداللهيان خلال زيارة له فى لبنان الأسبوع الماضى، أن «إيران مستمرة بقوة فى دعمها للمقاومة الفلسطينية»، وأكد أنه «فى ظل استمرار العدوان وجرائم الحرب والحصار على غزة، فإن فتح جبهات أخرى من قبل سائر تيارات المقاومة ضد (إسرائيل) هو احتمال وارد».
وكانت زيارة اللهيان إلى لبنان فى هذا التوقيت تحديدًا تحمل العديد من الرسائل وخاصة لحزب الله، الذى يدعم المقاومة الفلسطينية بجميع السبل حتى الوقت الراهن، كما أنه تأكيد على دعم إيران للمقاومة الفلسطينية المفتوح والقوى.
ووفق تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» أكد وفق مصادره، أن رئيس الخارجية الإيرانى قد قابل مندوب الأمم المتحدة خلال زيارته إلى لبنان وحذره بصورة واضحة من تدخل إسرائيل عسكريًا فى قطاع غزة، وهو الأمر الذى أبلغت به الولايات المتحدة، والذى أدى إلى إصدار أوامر من قبل وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن بتحريك حاملت الطائرات الثانية يو. إس.
إس دوايت أيزنهاور لتنضم إلى حاملة طائرات «جيرالد فورد»، كجزء من الجهود «لردع الأعمال العدائية ضد إسرائيل»، وهو الأمر الذى يكبد الولايات المتحدة العديد من الخسائر المالية فى وقت تواجه فيه واشنطن العديد من الأزمات المالية بسبب إقرار الميزانية، بالإضافة إلى فراغ منصب رئيس مجلس النواب الأمريكى حتى الوقت الراهن.
ووفق تقديرات العديد من المحللين فإن تهديدات إيران لا يمكن أن تكون مجرد زوبعة، بل إنه من المتوقع أن تكون هناك خطة محكمة لطهران لصد هجمات قوات الاحتلال فى غزة، ووفق التقديرات فإن التدخل الإيرانى فى هذه العملية سيكون على ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: تحرك حزب الله فى الشمال من الحدود اللبنانية الصهيونية بصورة أقوى باستخدام صواريخ ذات مدى أعمق وأكبر لتصل إلى العمق الإسرائيلى.
المرحلة الثانية: تحريك الجبهة السورية والضفة الغربية التى يتواجد فيها حركة الجهاد الإسلامى، وتحريك مخيم جنين وحركة الجهاد الإسلامى فى الضفة الغربية.
المرحلة الثالثة: تحرك الحوثيين فى اليمن واستهداف الشاحنات الإسرائيلية أو المركبات العسكرية.
ثم تأتى المرحلة الأخيرة بتدخل الحرس الثورى الإيرانى فى حرب غزة.. ولكن هذا السيناريو ما تسعى أمريكا والكيان الصهيونى فى تجنبه وهو ما يؤخر عملية الاجتياح العسكرى الآن لقطاع غزة.
قلق إسرائيلى
توسيع نطاق الحرب ليس وحده ما يقلق إسرائيل حتى الوقت الراهن ويؤخر دخوله عسكريًا فى غزة، فهناك عدة أسباب أخرى أوضح موقع «أكسيوس» الأمريكى، وهو موقع استخباراتى، أكد فيه أن تل أبيب تواجه العديد من المشاكل فى إعلانها الحرب البرية على غزة، أهمها تقدير ضحاياها من الجيش، فمن المتوقع أن تكبد إسرائيل آلاف الضحايا من قواتها العسكرية فى غزة، فهى تواجه حرب شوارع وليست حربًا نظامية وهذه الحروب كانت بمثابة مقبرة لأكبر الجيوش النظامية، وعلى سبيل المثال حرب أمريكا فى أفغانستان وكذلك حربها فى فيتنام.
كما أنه خلال الفترة الماضية ومع كثافة القصف الإسرائيلى على غزة، أصبحت الصورة ضبابية لإسرائيل مما أعاق رؤية التحركات على أرض المعركة، فضلًا عن أنفاق غزة المتوقع أن تكون نقطة مركزية فى الأحداث فعلى الرغم من تطور الأساليب التكنولوجية لدى إسرائيل وأمريكا إلا أنها عاجزة عن كشف الأنفاق فى غزة.
وفى الختام، فإن الوضع ما زال فى غاية الصعوبة، والأحداث ما زالت فى تطور مستمر.. اجتياح غزة عسكريًا أمر لا مفر منه، لكن الأمل الأكبر أن يكون هذا الاجتياح محدودًا وليس جبهة مفتوحة متعددة الجبهات.. فحكومة نتنياهو لن تستطيع الوقوف أمام «طوفان الأقصى» دون إصدار رد فعل أمام شعبه.. وفى المقابل الأخطار الناتجة عن الاجتياح تضرب المنطقة بأكملها.
2
3


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.