«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقدير موقف ضغط أمريكى.. استنفار إسرائيلى.. تحذير إيرانى سيناريوهات متوقعة هل وقعت إسرائيل فى فخ «غزة»؟

«لن يسمح قادة المقاومة للكيان الصهيونى بالقيام بأيّ إجراء فى المنطقة.. إذا لم ندافع عن غزة اليوم، فعلينا أن ندافع عن مدننا غدًا».. بهذا التحذير تحدث وزير الخارجية الإيرانى حسين أمير عبد اللهيان فى مقابلة تليفزيونية مساء الإثنين الماضى من أن بلاده تحذر إسرائيل بصورة مباشرة من أى تحرك عسكرى برى تسعى لخوضه فى قطاع غزة المنكوب.. تحذيرات إيران لم تكن الوحيدة التى تلقاها الكيان الصهيونى خلال الأيام الماضية حول القيام بعملية عسكرية برية فى قطاع غزة.

فجاءت تحذيرات أمريكية ايضًا تؤكد أن العملية العسكرية البرية التى تسعى إسرائيل للقيام بها خلال الأيام المقبلة، وفق تصريحاتهم، سيكون لها عواقب وخيمة.. لكن الأمر للكيان الإسرائيلى يختلف الآن.. فالعملية العسكرية لا بد منها لإنقاذ الحكومة المتطرفة.. والتوقف عنها أيضًا له عواقبه أهمها تأكيد قوة إيران فى المنطقة.. الوضع فى الداخل الإسرائيلى يزداد صعوبة على الرغم من إعلان الولايات المتحدة وحلفائها الدعم الكامل لإسرائيل وحتى زيارة بايدن لتل أبيب لن تقدم جديدًا.. فهل وقعت إسرائيل فى فخ حماس؟ أم لإسرائيل خطط أخرى للدفاع عن نفسها؟
تحذيرات متتالية
حذّرت طهران مرارًا الجيش الإسرائيلى من شنّ غزو برى لقطاع غزة الخاضع لحصار مطبق، مشدّدة على أنّ أيّ عملية من هذا النوع ستقابَل بردّ من جبهات أخرى، ما أثار مخاوف من اتّساع نطاق النزاع وانخراط جهات أخرى فيه.
وقال وزير الخارجية الإيرانى حسين أمير عبد اللهيان إنّ «اتّخاذ أيّ إجراء استباقى خلال الساعات المقبلة محتمل»، وذلك فى معرض إشارته للقاء جمعه بالأمين العام لحزب الله اللبنانى حسن نصر الله.
وكان أمير عبد اللهيان قد حذّر من أنّ الوقت ينفد «لإيجاد حلول سياسية» قبل أن يصبح «اتّساع» نطاق الحرب بين إسرائيل وحماس «حتميًا».
كما حذّر الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى، فى اتصال مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين، من أنّ «هجومًا بريًا» للجيش الإسرائيلى على غزة «سيؤدّى إلى حرب طويلة ومتعدّدة الجبهات»، وفق رسالة نشرها مستشاره السياسى محمد جمشيدى.
من جهة أخرى، حذّر الرئيس الأمريكى جو بايدن، الأحد، إسرائيل من «إعادة احتلال قطاع غزة»، مشيرًا إلى أن ذلك سيكون «خطأً فادحًا»، فى أول محاولة علنية لكبح جماح حليف الولايات المتحدة فى أعقاب الهجوم الذى شنته حركة «حماس» الشهر الجارى.
وقال بايدن لبرنامج «60 دقيقة» الذى تبثه شبكة CBS الأمريكية، الأسبوع الماضى، إنه حذّر حكومة إسرائيل من «الاحتلال (الإسرائيلي) واسع النطاق لغزة»، فيما رفض فى الوقت نفسه، توجيه أى انتقاد لها على خلفية حصارها «الانتقامي» للقطاع، وسط تحذيرات أممية من وقوع «أزمة إنسانية». كما شدد على أن «القضاء على المتطرفين هناك يمثل مطلبًا ضروريًا».
ولم يذكر الرئيس الأمريكى صراحة ما إذا كان على إسرائيل أن ترسل قوات برية إلى غزة على نحو مؤقت، ولكنه أيد هدف تدمير «حماس»، التى تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى على أنها «جماعة إرهابية».
وأضاف بايدن: «على إسرائيل أن ترد، وتطارد حماس»، واصفًا الحركة بأنها «مجموعة من الجبناء يختبئون خلف المدنيين»، ولكنه أعرب عن قناعته بأن «الإسرائيليين سيفعلون كل ما فى وسعهم لتجنب قتل المدنيين الأبرياء».
وكانت وكالة «بلومبرج»، ذكرت قبل أيام، أن إدارة بايدن تخشى، ألا يكون لدى حكومة تل أبيب أى خطة لما سيأتى بعد إقدامها على «غزو برى للقطاع»، فضلًا عما تحمله تلك الخطوة من تداعيات خطرة على إسرائيل والمنطقة.
ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة قولها، إن «إدارة بايدن، تمارس ضغوطًا على الحكومة الإسرائيلية للتفكير فيما وراء الهدف المباشر المتمثل فى القضاء على حركة حماس».
وقالت المصادر إن فريق بايدن أعرب أيضًا عن قلقه بشأن مطالبة إسرائيل، سكان غزة بإخلاء شمال القطاع، والتوجه نحو الجنوب فى غضون 24 ساعة، وهو موعد نهائى يقول كل من الاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة إنه «غير واقعى»، إذ أقر منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومى الأمريكى، جون كيربى، بأن الإجلاء فى غزة سيكون «مهمة صعبة».
سيناريوهات الاجتياح
قال الخبير العسكرى والاستراتيجى اللواء فايز الدويرى إن هناك صعوبات تعوق إسرائيل فى تنفيذ الهجوم البرى على قطاع غزة منها عدم جاهزية قواتها، وإدراكها للتكلفة العالية لهكذا هجوم، واصفًا ما يجرى فى القطاع من قصف وحشى بأنه خارج كل المنطق العسكرى.
ورأى الدويرى فى تصريحات صحفية أن القصف الإسرائيلى الوحشى والمتواصل على قطاع غزة يهدف إلى القضاء على قدرات فصائل المقاومة، أو بالحد الأدنى إلحاق ضرر كبير بها، بحيث لا تقوى على المهاجمة أو التصدى لأى عدوان إسرائيلى، إضافة إلى سعيها لتحطيم الحاضنة الاجتماعية لفصائل المقاومة فى غزة، من خلال مهاجمة المدنيين وتدمير البنية التحتية والخدماتية فى القطاع.
ولا تقف أهداف الهجمة الوحشية الإسرائيلية عند هذا الحد، بل إن إسرائيل تريد إخلاء قطاع غزة باتجاه صحراء سيناء المصرية ولاحقًا إخلاء الضفة الغربية من الفلسطينيين، وفق الدويرى.
وفيما يتعلق باحتمال شن إسرائيل هجومًا بريًا على قطاع غزة، رأى الدويرى أن جميع المعطيات تشير إلى أن هذا التوغل قادم ربما خلال ساعات وربما أيام، متحدثًا عن 3 سيناريوهات أشارت إليها مراكز البحث الإسرائيلية، يتعلق الأول بإعادة احتلال غزة، ويرى الدويرى أن إسرائيل تستطيع ذلك نظريًا، لكنها فعليًا لا يمكنها ذلك بسبب التعقيدات الاجتماعية والجغرافية.
أما السيناريو الثانى فيتعلق بتقسيم غزة إلى 5 كانتونات، وهذا صعب جدًا، بحسب الخبير العسكرى. والسيناريو المحتمل -فى حال حصل الهجوم البرى - هو أن تسيطر إسرائيل على المناطق الزراعية وعمقها لخلق ورقة تفاوضية جديدة تتعلق بالأسرى.
ومن وجهة نظر الخبير العسكرى، فإن «حزب الله اللبنانى يمكن أن يتدخل إذا حصلت الحرب البرية، ولكن بعد أن يتلقى إشارة من مرجعيته»، فى إشارة إلى طهران.
أما إذا استمر القتال بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال على النحو الدائر حاليًا، فاستبعد الدويرى تدخل حزب الله، مرجحًا أن تتدخل الفصائل الفلسطينية الموجودة على الأرض اللبنانية وبالقرب من الجولان المحتل.
عواقب الاجتياح
وفق التقديرات فإن الجيش الإسرائيلى قد أعلن حالة الاستنفار القصوى لقواتها التى يبلغ عددها 500 ألف جندى إسرائيلى بالإضافة إلى استدعاء جميع القوات الخارجية وجلب الآلاف من المرتزقة من الخارج.
ووفق شبكة بلومبرج الإخبارية، فإن قادة الجيش الأمريكى يدرسون بصورة قوية المعركة المحتملة وكيفية رد إسرائيل على هجوم حماس، لكنهم وفق تصريحات لمصادر بالإدارة الأمريكية لبلومبرج، رفض الإفصاح عن هويتهم، أن الجيش الإسرائيلى غير مستعد لخوض المعركة البرية فى غزة، كما أنه لا يوجد خطة واضحة للقوات الإسرائيلية حول مهمتها فى القطاع فقط تسعى إدارة نتنياهو للانتقام من حماس وهدم البنية التحتية لقطاع غزة، وهو الأمر الذى ترى الإدارة الأمريكية أنه غير واضح ودقيق، فحماس لا تعتبر فصيلاً من المقاومة الفلسطينية إنما هو فكر ومذهب تقوم به العديد من فصائل المقاومة.
كما أضافت بلومبرج أن الإدارة الأمريكية تخشى من فتح عدة جبهات للحرب سواء فى الشمال مع حزب الله أو بدخول الجبهة السورية كذلك مع تطور الأوضاع يمكن تدخل المقاومة الفلسطينية فى الضفة الغربية وهو السيناريو الأصعب لإسرائيل، هذا بالإضافة إلى فتح جبهات داخلية تناهض حكم نتنياهو نفسه.
ووفق بلومبرج، فقد حذرت الإدارة الأمريكية إسرائيل من هذا السيناريو، مستشهدة بما مرت به واشنطن إبان أحداث 11 سبتمبر عندما قامت بغزو أفغانستان لتدمير طالبان، وهو الأمر الذى أدى إلى انغماس أمريكا والناتو لمدة 20 عامًا فى حرب عصابات أدت إلى خروجهم من أفغانستان بصورة مشينة، بل الاعتراف بطالبان حكومة رسمية لأفغانستان.
كما أوضحت الإدارة الأمريكية أن الهجوم على حماس دون دراسة واقعية ودقيقة قد ينتج عنها انقسامات داخل المقاومة لفرق صغيرة لا يمكن تتبعها أو معرفة استراتيجياتها الحربية.. حماس ستظل فكرة وليست مجموعة.
من جهة أخرى نقلت صحيفة تايمز أو إسرائيل أسئلة متعددة حول خسائر تل أبيب من اجتياحها عسكريًا فى قطاع غزة، حيث أوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن إسرائيل ستواجه نزيفًا اقتصاديًا متفاقمًا لا يمكن وقفه فى القريب.
ووفق بيان لبنك «هابو عليم» أكبر البنوك الإسرائيلية فى الأراضى المحتلة، أوضح أن خسائر إسرائيل قد تصل إلى 27 مليار شيكل فى هذه الحرب ما يوازى 6 مليارات ونصف المليار دولار، حيث بنى البنك توقعاته وفق مؤسسة الأمن القومى الصهيونى INSS التى توقعت خسائر القوات الإسرائيلية وفق نتائج الحروب البرية السابقة التى خاضتها إسرائيل فى القرن الماضى.
ووفق تقرير مؤسسة الأمن الصهيونية، فإن حرب جنوب لبنان 1978 والمعروفة بحرب «الجنوب الليطانى» والتى استمرت 32 يومًا فقط خسرت فيها إسرائيل ما يقرب من 9.4 مليار شيكل (ما يقارب 2 ومليار ونصف دولار) أى ما يمثل 13 % من الناتج القومى، كذلك عملية غزو غزة المعروفة ب «الرصاص المصبوب» عام 2008 و2009، تكبدت إسرائيل خسائر تقدر ب 3.5 مليار شيكل فيما يقدر ب835 مليون دولار، وفى المقابل رصد أحد مراكز الدراسات الاقتصادية أن خسائر إسرائيل المحتملة فى اجتياح غزة بريًا قد تصل إلى 100 مليار دولار وهو رقم ضخم يفوق ميزانية دول كبرى.
كما أكد تقرير بنك «هابو عليم» أنه فضلًا عن الخسائر المالية هناك خسائر اقتصادية كبرى تواجهها إسرائيل بسبب هذه الحرب الدائرة منها فرار الشركات العالمية من الاقتصاد الصهيونى، وقد أعلن بنك «جى بى مورجان» الأمريكى عن إغلاق مركزه فى تل أبيب، كذلك بنك «سيتى جروب» الذى حذر عملاءه من الانخراط فى الاقتصاد الإسرائيلى فى ظل توتر الأوضاع إلى حد خطر.
كما هبطت الأسواق المالية لدولة الاحلال مع انخفاض قوى لعملتها، فضلًا عن تأثر قطاع السياحة الذى يمثل 3 % من الناتج المحلى، كذلك جاءت العمليات العسكرية لحماس لتضرب عمق الاقتصاد القومى الإسرائيلى بسبب استهدافها لمدينتى عسقلان وبئر سبع اللتين تساهمان فى الاقتصاد الإسرائيلى بنسبة 25 % من الناتج المحلى.
ومع كل هذه العواقب يبقى تساؤل أهم.. ماذا لو تدخلت إيران فى حرب غزة؟
الكابوس الإيرانى
وفى خطوة جديدة تؤكد إمكانية الرد الإيرانى على الاجتياح البرى الإسرائيلى فى غزة، أكد وزير الخارجية الإيرانى حسين أمير عبداللهيان خلال زيارة له فى لبنان الأسبوع الماضى، أن «إيران مستمرة بقوة فى دعمها للمقاومة الفلسطينية»، وأكد أنه «فى ظل استمرار العدوان وجرائم الحرب والحصار على غزة، فإن فتح جبهات أخرى من قبل سائر تيارات المقاومة ضد (إسرائيل) هو احتمال وارد».
وكانت زيارة اللهيان إلى لبنان فى هذا التوقيت تحديدًا تحمل العديد من الرسائل وخاصة لحزب الله، الذى يدعم المقاومة الفلسطينية بجميع السبل حتى الوقت الراهن، كما أنه تأكيد على دعم إيران للمقاومة الفلسطينية المفتوح والقوى.
ووفق تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» أكد وفق مصادره، أن رئيس الخارجية الإيرانى قد قابل مندوب الأمم المتحدة خلال زيارته إلى لبنان وحذره بصورة واضحة من تدخل إسرائيل عسكريًا فى قطاع غزة، وهو الأمر الذى أبلغت به الولايات المتحدة، والذى أدى إلى إصدار أوامر من قبل وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن بتحريك حاملت الطائرات الثانية يو. إس.
إس دوايت أيزنهاور لتنضم إلى حاملة طائرات «جيرالد فورد»، كجزء من الجهود «لردع الأعمال العدائية ضد إسرائيل»، وهو الأمر الذى يكبد الولايات المتحدة العديد من الخسائر المالية فى وقت تواجه فيه واشنطن العديد من الأزمات المالية بسبب إقرار الميزانية، بالإضافة إلى فراغ منصب رئيس مجلس النواب الأمريكى حتى الوقت الراهن.
ووفق تقديرات العديد من المحللين فإن تهديدات إيران لا يمكن أن تكون مجرد زوبعة، بل إنه من المتوقع أن تكون هناك خطة محكمة لطهران لصد هجمات قوات الاحتلال فى غزة، ووفق التقديرات فإن التدخل الإيرانى فى هذه العملية سيكون على ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: تحرك حزب الله فى الشمال من الحدود اللبنانية الصهيونية بصورة أقوى باستخدام صواريخ ذات مدى أعمق وأكبر لتصل إلى العمق الإسرائيلى.
المرحلة الثانية: تحريك الجبهة السورية والضفة الغربية التى يتواجد فيها حركة الجهاد الإسلامى، وتحريك مخيم جنين وحركة الجهاد الإسلامى فى الضفة الغربية.
المرحلة الثالثة: تحرك الحوثيين فى اليمن واستهداف الشاحنات الإسرائيلية أو المركبات العسكرية.
ثم تأتى المرحلة الأخيرة بتدخل الحرس الثورى الإيرانى فى حرب غزة.. ولكن هذا السيناريو ما تسعى أمريكا والكيان الصهيونى فى تجنبه وهو ما يؤخر عملية الاجتياح العسكرى الآن لقطاع غزة.
قلق إسرائيلى
توسيع نطاق الحرب ليس وحده ما يقلق إسرائيل حتى الوقت الراهن ويؤخر دخوله عسكريًا فى غزة، فهناك عدة أسباب أخرى أوضح موقع «أكسيوس» الأمريكى، وهو موقع استخباراتى، أكد فيه أن تل أبيب تواجه العديد من المشاكل فى إعلانها الحرب البرية على غزة، أهمها تقدير ضحاياها من الجيش، فمن المتوقع أن تكبد إسرائيل آلاف الضحايا من قواتها العسكرية فى غزة، فهى تواجه حرب شوارع وليست حربًا نظامية وهذه الحروب كانت بمثابة مقبرة لأكبر الجيوش النظامية، وعلى سبيل المثال حرب أمريكا فى أفغانستان وكذلك حربها فى فيتنام.
كما أنه خلال الفترة الماضية ومع كثافة القصف الإسرائيلى على غزة، أصبحت الصورة ضبابية لإسرائيل مما أعاق رؤية التحركات على أرض المعركة، فضلًا عن أنفاق غزة المتوقع أن تكون نقطة مركزية فى الأحداث فعلى الرغم من تطور الأساليب التكنولوجية لدى إسرائيل وأمريكا إلا أنها عاجزة عن كشف الأنفاق فى غزة.
وفى الختام، فإن الوضع ما زال فى غاية الصعوبة، والأحداث ما زالت فى تطور مستمر.. اجتياح غزة عسكريًا أمر لا مفر منه، لكن الأمل الأكبر أن يكون هذا الاجتياح محدودًا وليس جبهة مفتوحة متعددة الجبهات.. فحكومة نتنياهو لن تستطيع الوقوف أمام «طوفان الأقصى» دون إصدار رد فعل أمام شعبه.. وفى المقابل الأخطار الناتجة عن الاجتياح تضرب المنطقة بأكملها.
2
3


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.