سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حالة انعدام الثقة بين واشنطن وبكين هل تصلحها الزيارات الدبلوماسية: تسريبات زيارة بيرنز لضرب العلاقات مع موسكو.. رفض «شانغفو» لقاء «أوستن» يشعل الأجواء بين البلدين
تلفت الزيارات الأخيرة المتكررة لمسئولين أمريكيين رفيعى المستوى إلى بكين، إلى رغبة معلنة من جانب الولاياتالمتحدة لإبقاء خطوط الاتصال مفتوحة مع الجانب الصينى فى ظل توتر شديد تشهده العلاقات بين الجانبين خلال الفترة الأخيرة ما بين قضية تايوان وتحليق منطاد صينى فوق الولاياتالمتحدة، ثم الحوادث التى وقعت بين قوات الدولتين فى مضيق تايوان وبحر الصينالجنوبى خلال الأيام القليلة الماضية. زيارة سرية ففى أعقاب زيارة سرية لمدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز للصين الشهر الماضى، قامت بالكشف عنها وسائل إعلام أمريكية زار مساعد وزير الخارجية لشئون شرق آسيا والمحيط الهادئ دانيال كريتنبرينك بكين مؤخرًا كجزء من الجهود الجارية للحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة والبناء على الدبلوماسية رفيعة المستوى الأخيرة بين الجانبين وفقا لما أعلنته الخارجية الأمريكية. وكانت المدير الأول لشئون الصينوتايوان بمجلس الأمن القومى سارة بيران قد انضمت إلى كريتنبرينك فى اجتماعات مع المسئولين الصينيين، والتى شملت مساعد وزير الخارجية والمدير الأول بالنائب التنفيذى لوزير الخارجية ما تشاو تشو والمدير العام لإدارة شئون أمريكا الشمالية وأوقيانوسيا يانغ تاو. زعزعة الثقة بين روسياوالصين وفيما أرجع مسئول أمريكى أهداف تلك الزيارات إلى حرص واشنطن على الحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة بين الدولتين؛ ذهب البعض إلى أنه ربما كان الكشف عن معلومات خاصة بزيارة مدير المخابرات المركزية الأمريكية، وليم بيرنز السرية إلى بكين يهدف إلى دق أسفين وزعزعة الثقة بين روسياوالصين. وكانت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، قد نقلت عن مصادر لم تكشف عن هويتها أن الرئيس الأمريكى جو بايدن أرسل مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز إلى بكين الشهر الماضى للقاء مسئولى المخابرات الصينية. قلق البيت الأبيض ووصفت الصحيفة بيرنز بأنه «أحد أكثر مسئولى الرئيس بايدن ثقة» وزعمت أن الزيارة أظهرت «كيف أصبح البيت الأبيض قلقًا بشأن تدهور العلاقات بين بكينوواشنطن». وعلى الرغم من عدم تأكيد البيت الأبيض أو المخابرات المركزية رسميًا الزيارة، زعمت صحيفة فاينانشيال تايمز أنها تمكنت من الحصول على المعلومات بناءً على «خمسة مصادر مطلعة على الأمر». وتم الكشف عن أحد المصادر بأنه مسئول أمريكى، وقال إن مدير وكالة المخابرات المركزية بيرنز «التقى بنظرائه الصينيين وشدد على أهمية الحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة فى قنوات الاستخبارات». ومن غير الواضح ما إذا كان «بيرنز» قد وصل إلى بكين قبل أو بعد اجتماع 10 مايو بين مستشار الأمن القومى جيك سوليفان وكبير الدبلوماسيين الصينيين وانج يى، فى فيينا. حيث لم يعلن البيت الأبيض الاجتماع إلا بعد انتهائه. ومع ذلك، أشارت صحيفة فاينانشيال تايمز إلى أن مدير المخابرات المركزية زار الصين قبل قمة مجموعة السبع فى 19 مايو فى هيروشيما، والتى عبر فيها الرئيس بايدن عن توقعه بتحسن فورى فى العلاقات الصينيةالأمريكية. وحتى هذه اللحظة، لا توجد علامة على تحسن العلاقات الصينيةالأمريكية، على الأقل فى المجال العسكرى. واشتكى البنتاجون فى 25 مايو الماضى من أن الصين رفضت رفضًا قاطعًا اقتراحًا أمريكيًا لعقد اجتماع بين وزيرى دفاع البلدين. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» إن وزير الدفاع الصينى لى شانغفو رفض مقابلة نظيره الأمريكى لويد أوستن على هامش حوار شانجريلا 2023. حيث عقدت قمة الأمن الآسيوى لعام 2023 «حوار شانجريلا» فى سنغافورة فى الفترة من 2 إلى 4 يونيو، واستقطبت كبار مسئولى الدفاع والعسكريين والدبلوماسيين والمحللين الأمنيين من جميع أنحاء العالم. رفض اللقاء: وقبيل القمة، قال البنتاجون إن وزير الدفاع الصينى لى شانغفو رفض مقابلة نظيره الأمريكى لويد أوستن عندما حضر الاثنان حوار شانجريلا 2023. فى حديثه أثناء زيارته لليابان فى الأول من يونيو، قال أوستن إنه من «المؤسف» عدم عقد هذا الاجتماع، وأكد أنه من المهم أن تتحدث الدول ذات الإمكانات الكبيرة مع بعضها البعض «لمنع الأمور من الخروج عن نطاق السيطرة». من جانبه، قال متحدث باسم وزارة الدفاع الوطنى الصينية إن الولاياتالمتحدة يجب أن تتحمل المسئولية الكاملة عن مشكلة الحوار العسكرى بين البلدين، مؤكدًا أن الولاياتالمتحدة تجاهلت مخاوف الصين واتخذت إجراءات أضرت بشكل خطير بالثقة بين جيشى البلدين. وكان من المتوقع أن تتحسن العلاقات بين الولاياتالمتحدةوالصين هذا العام بعد الاجتماع بين الرئيس جو بايدن والرئيس شى جين بينج فى بالى – إندونيسيا فى نوفمبر الماضى ومع ذلك، تصاعد الجدل مرة أخرى منذ أن أسقطت مقاتلة أمريكية «المنطاد» الصينى فى فبراير الماضى وفى وقت لاحق، ألغى وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكين زيارة للصين. وفيما تتجه العلاقات الصينية- الأمريكية نحو مستقبل يكتنفه الغموض، خاصة بعد الحوادث الجوية والبحرية الأخيرة فى محيط مضيق تايوان ومياه بحر الصينالجنوبى يطرح الخبراء تساؤلات عن مدى جدوى هذه الزيارات الأخيرة وعما إذا كانت ستسفر عن حدوث انفراجة فى العلاقات. ففى الوقت الذى تؤكد واشنطن أن الزيارات جزء من محاولاتها لتخفيف تلك التوترات، ترى صحيفة جلوبال تايمز الصينية إن الدافع وراءها هو اهتمام أمريكا بتصوير نفسها على أنها تسعى للتواصل مع بكين. وبالتزامن مع تلك الزيارات لدبلوماسيين أمريكيين استأنفت كبرى الشركات الأمريكية زياراتها إلى الصين أيضا، وأرجع موقع «أكسيوس» الأمريكى دوافع ذلك إلى تقليص حجم التوتر بين أكبر اقتصادين فى العالم. وأشار تقرير نشره الموقع، إلى أن تصاعد العداء بين واشنطنوبكين يتناقض بشكل شديد مع دور قادة الأعمال الذين يأملون فى إبراز أهمية الصين للنمو الاقتصادى وجاء تقرير «أكسيوس» فيما يزور الملياردير الأمريكى إيلون ماسك الذى يملك مصنعاً ضخماً لسيارات تسلا، على أطراف شنغهاى، الصين، وكذلك فى أعقاب زيارة الرئيس التنفيذى لمصرف «جى بى مورجان» أحد أكبر المصارف الأمريكية إلى شنغهاى. والتقى ماسك، الأسبوع الماضى، مع مسئولين حكوميين كبار فى الصين، بينهم وزير الخارجية الصينى ووزيرى التجارة والصناعة، فى حين فشلت محاولات عقد لقاء بين وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن ونظيره الصينى، عقب إلغاء لقائهما الذى كان مقرراً مطلع فبراير عقب حادثة «المنطاد الصينى». خلافات السياسة تصلحها الأعمال ولفت «أكسيوس» إلى أن نقاط الخلاف بين الصينوالولاياتالمتحدة كثيرة وتتضاعف، وأن هذه الخلافات تفاقمت بعد واقعة «منطاد التجسس» فى فبراير الماضى، كما تتضمن قائمة الخلافات غضباً متزايداً من الحزبين الديمقراطى والجمهورى بشأن تطبيق «تيك توك»، وإتاحة التكنولوجيا والاستثمارات وحتى استكشاف الفضاء. وبات مصطلح «الانفصال» الأكثر رواجاً فى الدوائر الجيوسياسية، إذ يفكر بعض المراقبين فيما إذا كانت الولاياتالمتحدةوالصين «قادرتان على تعلم كيفية العيش دون بعضهما البعض». «سياسة واقعية» لكن زيارة الملياردير الأمريكى والرئيس التنفيذى لشركة «تسلا»، إيلون ماسك إلى بكين مؤخرا، واجتماعه الذى ينطوى على «رهانات عالية» مع وزير الخارجية الصينى تشين جانج، أثارت الدهشة. وشارك جيمى ديمون، الرئيس التنفيذى لمصرف «جى بى مورجان»، فى مؤتمر بمدينة شنغهاى، فى أول زيارة إلى الصين منذ بداية انتشار جائحة كورونا، بحسب الموقع. وتعكس الزيارات الفردية التى قام بها ماسك ودايمون إلى الصين، السياسة الواقعية التى تتحكم دائماً فى الاعتبارات المالية الغربية، وفق «أكسيوس». وانتقد أيقونتا الاستثمار وارين بافيت، وتشارلى مونجر، التوتر المتزايد بين الولاياتالمتحدةوالصين فى الاجتماع السنوى لمجموعة «بيركشاير هاثاواي» فى مطلع مايو الجارى، ووصفاها بأنها «غبية»، وأكدا أن البلدين بحاجة إلى بعضهما البعض. «تسلا ترفض الانفصال» كما أعلن وزير الخارجية الصينى تشين جانج، خلال اجتماع عقده مع ماسك هذا الأسبوع، أن بكين ستخلق بيئة أعمال أفضل للشركات من جميع البلدان، بما فى ذلك شركة تسلا المملوكة لماسك. وقالت وزارة الخارجية الصينية إن بكين «ستواصل بثبات تعزيز الانفتاح على مستوى عالٍ وستسعى جاهدة لخلق بيئة أعمال دولية أفضل». وأضافت أن ماسك قال فى اجتماعه مع تشين جانج إن «مصالح الصينوالولاياتالمتحدة متشابكة». وأضاف أن «(تسلا) تعارض الانفصال عن الصين ومستعدة لمواصلة التوسع فى البلاد. محادثات مكثفة ومعمقة والتقى ماسك الأربعاء، وزيرى الصناعة والتجارة الصينيين، لبحث التعاون فى مجال تصنيع طرز حديثة من السيارات الذكية. وشهد لقاء ماسك مع وزير التجارة الصينى وانج وينتاو محادثات «مكثفة ومعمقة» بشأن التعاون التجارى بين الصينوالولاياتالمتحدة. وقالت وزارة التجارة الصينية إن اللقاء ناقش أيضاً تطوير أعمال تسلا فى الصين. وأضافت فى بيان أن الملياردير «أشاد بحيوية التنمية فى الصين وإمكاناتها»، مؤكداً أنه «يثق تماماً فى السوق الصينية ويتطلع إلى مواصلة تعميق تعاون فوائده متبادلة». وأتت زيارة ماسك، عقب أيام من زيارة نادرة لوزير التجارة الصينى وانج وينتاو، إلى الولاياتالمتحدة، حيث التقى، الجمعة، الممثلة التجارية الأمريكية كاثرين تاى على هامش اجتماع منتدى التعاون الاقتصادى لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC) المنعقد فى ديترويت، بعد يوم من لقائه نظيرته الأمريكية جينا رايموندو فى واشنطن. حوادث خطيرة هذا وقد تزايدت الاتهامات بين الولاياتالمتحدةوالصين فى الفترة الماضية بعد أن كاد أن يقع حادث اصطدام بشكل خطير بين سفينتين حربيتين من الجانبين. وكاد أن يقع الحادث خلال تدريب بحرى مشترك بين البحرية الأمريكية والكندية فى مضيق تايوان. ومن وجهة نظر الولاياتالمتحدة، كانت سفينة تابعة للبحرية الأمريكية، المدمرة "يو إس إس تشونج هون" تبحر مع سفينة كندية عبر مضيق تايوان، والذى يعتبر بموجب القانون الدولى ممرًا مائيًا دوليًا وكانتا تبحران عبره، وفقًا للقيادة البحرية الأمريكية فى المحيطين الهندى والهادئ، أبحرت سفينة حربية صينية أو سفينة عسكرية صينية على مسافة 150 ياردة (137.16 متر) أمام السفينة الأمريكية ثم عادت وأبحرت على مسافة 2000 ياردة (1828.8 متر) أمام تلك السفينة. وترى الولاياتالمتحدة، أن الصين هنا هى المسئولة عما يسمونه بالمناورة غير الآمنة، ومن وجهة نظر الصين يبدو الأمر كما لو كانوا يصفون مواجهة مختلفة تمامًا. حيث تحدث وزير الدفاع الصينى فى منتدى "شانغريلا" فى سنغافورة بعد ساعات قليلة من حدوث ذلك، قائلًا إن الولاياتالمتحدة ليست هناك للأغراض السلمية وكانوا يبحثون هناك عن استفزاز من خلال الإبحار عبر مضيق تايوان، وهذا يؤدى إلى خلاف حول قواعد الطريق كما تقول الولاياتالمتحدة وما المسموح به هناك؟ هذا الاتهام من قبل البحرية الأمريكية، لسفينة صينية بالقيام بتحركات «خطيرة» حول مدمرة أمريكية فى مضيق تايوان جاء بعد أقل من عشرة أيام على وقوع الحادث الجوى بين البلدين فى المنطقة. فقد صرح عسكريون أمريكيون فى ال26 من مايو أن طياراً صينياً قام ب«مناورة عدوانية غير مبررة» بالقرب من طائرة استطلاع أمريكية كانت تحلق فوق بحر الصينالجنوبى وصرح متحدث عسكرى صينى حينذاك أن الطائرة الأمريكية «اقتحمت عمدًا» منطقة تدريب فى الصين «للقيام بعمليات استطلاع». التناقض الأمريكى وفى سياق هذه الأحداث يرى خبراء صينيون أن واشنطن بدت متناقضة مرة أخرى فى علاقاتها مع الصين: فمن ناحية، قام وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن خلال الدورة ال20 من حوار شانغريلا بمهاجمة الصين مشيرا إلى قضية مضيق تايوان وما يسمى ب«حرية الملاحة»، فى حين أبرز الجيش الأمريكى خبر عبور سفنه الحربية لمضيق تايوان زاعما أنها تعرضت ل«اعتراض خطر» من الجانب الصينى ومن ناحية أخرى، وصل مساعد وزير الخارجية الأمريكى لشئون شرق آسيا والمحيط الهادئ دانيال كريتنبرينك إلى الصين هذا الأسبوع فى محاولة لتعزيز التواصل مع بكين. وأشار الخبير الصينى لى دينغ، فى تصريحات لروزاليوسف، إلى أن ممارسة القمع والمواجهة من ناحية، والحوار والتعاون من ناحية أخرى تعد مفارقة غير مريحة فى تصرفات الولاياتالمتحدة بشأن علاقاتها مع الصين وهى تمثل فى الواقع وضعا عاديا لاستراتيجيتها الخارجية. وقال إن قوة عظمى مثل الولاياتالمتحدة والتى اعتادت على ممارسة الهيمنة على المجتمع الدولى لا تملك دبلوماسية بمفهومها العام. وأن القوة الوطنية الأمريكية لم تعد الآن تسمح لواشنطن أن تفاوض أو تهاجم كما يحلو لها. وإذا لم يفهم بعض الأمريكان حتى الآن احترام سيادة الدول هذا المبدأ الأساسى للعلاقات الدولية، فليراجعوا كلام وزير الدفاع الصينى أثناء حوار شانغريلا: إن تايوان هى تايوانالصينية، وكيفية تسوية قضية تايوان شأن داخلى يخص الصينيين فقط ولا يقبل أى تدخل خارجى. وقال : يجب على الطائرات والسفن الحربية الأجنبية ألا تتجول بالقرب من الأراضى والمياه الصينية مع ضرورة الالتزام باتفاقية الأممالمتحدة لقانون البحار. لنتصور أن سفنا أو طائرات حربية أجنبية تتجول يوما ما فى السواحل الغربية أو الشرقيةالأمريكية، فكيف ستنظر واشنطن إلى ذلك؟ هل سترى ذلك أمرًا طبيعيًا؟ وفى السياق ذاته، قال محللون لجريدة جلوبال تايمز الصينية الرسمية إنه فى الوقت الذى تجرى فيه الصينوالولاياتالمتحدة إعادة الارتباط الدبلوماسى، تواصل الولاياتالمتحدة استفزاز الصين، مما يؤدى إلى تساؤلات حول صدقها فى تحسين العلاقات. وقال سونغ تشونغ بينغ، الخبير العسكرى الصينى والمعلق التلفزيونى، لصحيفة جلوبال تايمز، إن الصين أصبحت أكثر تواترًا، لأن الصين لا لبس فيها فى حماية سيادتها الوطنية وأمنها ومصالحها التنموية. وقال سونغ إن مثل هذه الإجراءات المضادة تعززت أيضا من خلال التطور السريع لجيش التحرير الشعبى فى أسلحته ومعداته بالإضافة إلى تدريب الأفراد عالى الجودة. وحذر سونغ من أن الولاياتالمتحدة تخشى وقوع حادث تصادم أو تحطم وتحاول إلقاء اللوم على الصين، ولكن طالما استمرت الولاياتالمتحدة فى الاستفزازات، فإن خطر وقوع مثل هذا الحادث سيزداد بالتأكيد. واضاف: فى 1 أبريل 2001، اصطدمت طائرة مقاتلة من طراز PLA J-8II بطائرة تجسس أمريكية من طراز EP-3 فى مهمة اعتراض بينما كانت الأخيرة فى عملية استطلاع قريبة فى بحر الصينالجنوبى فوق المنطقة الاقتصادية الخالصة للصين جنوب شرق هاينان، مما تسبب فى وفاة الطيار الصينى وانغ وى وأدى إلى اضطراب فى العلاقات الصينيةالأمريكية فى ذلك الوقت. وقال مراقبون للصحيفة الصينية إن الصين وجيش التحرير الشعبى أقوى بكثير مما كانا عليه فى عام 2001، ووسط الوضع الحالى فى العلاقات الصينيةالأمريكية، لا تستطيع الولاياتالمتحدة تحمل عواقب اصطدام طائرة حربية أو سفينة حربية أخرى. وقال سونغ إن الولاياتالمتحدة ملتزمة بدفع ثمن استفزاز الأمن القومى للصين، ويجب أن ترى تصميم الصين وشجاعتها وقدرتها على حماية مصالحها الأساسية. وأشار سونغ إلى أن «الولاياتالمتحدة يجب أن تفكر ثلاث مرات، لأنها إذا تجرأت على المزيد من الاستفزازات، فإنها ستعانى بالتأكيد من إخفاقات استراتيجية كبرى». السعى لإعادة الارتباط وأشار محللون صينيون إلى أن المسئولية عن المأزق الحالى بين الصينوالولاياتالمتحدة تقع على عاتق الولاياتالمتحدة، وأن تضخيمها ل«رفض الصين إجراء حوار» لا يساعد فى تحسين العلاقات، فى إشارة إلى مزاعم وسائل الإعلام الأمريكية بأن الصين رفضت لقاء بين مستشار الدولة ووزير الدفاع لى شانغفو ووزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن على هامش حوار شانغريلا. فقد تصرفت الولاياتالمتحدة كما لو أنها حريصة على التعامل مع الصين وتم إرسال إشارات «ضبط دقيق»، وذلك لأن الولاياتالمتحدة تدرس كيفية التنافس مع الصين بأمان مع الالتزام بالاتجاه العام للمنافسة الاستراتيجية مع الصين. مرحلة ما بعد بايدن ومع ذلك، فإن نافذة الفرصة المتبقية لإدارة بايدن لتحقيق الاستقرار فى العلاقات مع الصين تغلق، وبعد دخول الولاياتالمتحدة فترة الانتخابات الرئاسية العام المقبل، فإن أى تغيير فى السياسة المتعلقة بالصين سيتضرر بشدة من الجمهوريين، كما قال الخبير. قال سون: إن الشكاوى من حلفاء الولاياتالمتحدة والدول التى جرّتها الولاياتالمتحدة إلى منافستها مع الصين تتزايد، مما دفع الحكومة الأمريكية إلى إجراء بعض التعديلات، مستشهداً بالتغيير السردى من «فك الاقتران» إلى «عدم المخاطرة». لإرضاء حلفائها. وأشار المحللون إلى أن العديد من الدول أصبحت غير راضية بشكل متزايد عن سياسة الولاياتالمتحدة تجاه الصين لأنها أدت إلى توترات إقليمية، خاصة فى المجال العسكرى، وأعربت عن توقعاتها لمزيد من المشاركة بين الصينوالولاياتالمتحدة وبيئة عالمية مستقرة. 1 3 4 5